عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
مالك
صدرت منها بدون تفكير حفزت شياطينه نحوها فود لو يطبق بكفيه على رقبتها كي يعاقبها على غباءها معه جاء رد عصام الحاسم
انسة فجر قعدت معايا بناءا على رغبة مني وطلب ملح عليها عشان أسألها على حاجة قديمة تخصني
خرجت الاخيرة بتردد فتح علاء فمه بضحكة متهكمة خالية من المرح فقال
عارفها انا الحاجة
القديمة واللي تخصك دي بس ياترى بقى هي عارفة
قالتها بتعب وهي تعصر عيناها پألم دنى إليها عصام يتفحصها بقلق
إيه مالك يا انسة فجر هو انتي الصداع شد عليكي
هتف عليه علاء بقوة وهو ينزع كفه على رأسها
شيل إيدك عنها ياجدع انت هو انت افتكرت نفسك دكتور بجد ولا إيه
تمتم بذهول
في إيه يابني هو انت مچنون
صاحت عليهم وهي على وشك الاڼهيار
فتحت باب الشقة الخالية من ساكنها بنسخة المفتاح الموجودة معها منذ فترة طويلة فتقدمت بخطواتها نحو وجهتها بغرفة النوم والتي شهدت على أيام وليالي قضتها برفقته أيام الحوجة كما تطلق عليها هي ضغطت على مقبس الإضاءة فانارت الغرفة بلون اصفر من المصباح الذي توسط سقف الغرفة نظرت جليا نحو الأثاث الردئ والمكون من خزانة خشبية للملابس بهت لونها البني ومراة بتسريحتها قريبة من باب الغرفة وفي الأرض سجاد بالية ومتهلهلة وتخت خشبي متوسط الحجم فرشت عليه ملاءة زهرية الون فرشتها هي بيدها في إحدى المرات قبل ان تتزوج! تمتمت بازدراء
جلست القرفصاء بجوار السرير تبحث فى ادراح الكمود بهمة وفضول كاد أن ېقتلها طوال الليلة الفائتة حتى اشرق النهار فتحججت من زوجها للخروج بزيارة لإحدى صديقاتها حتى تستكشف بنفسها وتبحث
شهقت بانتصار وهي تجد ما كانت تبحث عنه!
تفحصت بالصورة جيدا وملامح الفتاة الجميلة بها وهي تتأكد من تاريخ صدورها
اعتدلت لتجلس على التخت والحيرة ازدادت معها نظرتها للفتاة أمس جعلتها تعتقد انها هي صاحبة الصورة التي لطالما رأتها بيده يتأملها ولكنها الان تأكدت بعد أن دققت النظر واكتشف الفرق الواضح بين الفتاتين رغم الشبه الكبير ضغطت بأسنانها على شفتها السفلى تتسائل بفضول
وانتي مالك
شهقت منتفضة وهي تلتفت على مصدر الصوت عند باب الغرفة لتجده في أقل من الثانية أصبح أمامها وكفه مطبقة على ذقنها ووجنتها بغل
طلعي
الصورة اللي خبتيها ورا ضهرك بدل ما اخلص عليكي حالا
صړخت پألم وهي تناوله الصورة
الصورة أهي ياسعد فك سناني هاينكسر في إيدك حرام عليك
والمرة الجاية هاتبقى بطلوع روحك ان شاء الله عشان تحرمي تدخلي تفتشي في حاجتي تاني
وضع الصورة بجيب سترته وهي كانت تدلك بأصابع يدها على وجنتيها التي اتعصرت بيده وفكها الذي كانت تأن عظامه الما ھجم فجأة يمسكها من تلابيب عبائتها
إيه إللي خلاكي تيجي تفتشي مخصوص هنا عالصورة
هزت برأسها تنفي مړتعبة من هيئته المخيفة
مافيش سبب ياسعد انا كنت معدية بالصدفة هنا في الشارع قولت اطلع اطل عالشقة والصورة دي طلعت معايا بالصدفة وانا بدور على قلم الكحل اللي نسيته هنا في الدرج
قال باستخفاف
هه نسيتي قلم الكحل في الدرج ولقيتيه بقى ياحلوة
اومأت برأسها
ايوة طبعا وحطيته في الشنطة على طول تحب اطلعه من الشنطة تشوفه
تبسم بزاوية فمه المغلق وهو يترك عبائتها ويربت على وجنتها قائلا
لا مش عايز اشوفه يانيرمين انا واثق فيكي انتي بتقولي ان وحشتك صح وجيتي تطلي عليها
اسرعت قائلة
اه والنعمة صح زي مابقولك كدة
طب قومي ياختي حضريلنا لقمة من الاكياس اللي برة دي خلينا نقضي مع بعض وقت حلو
نعم !
نعم الله عليكي ياحبيبتي قومي يابت والبسيلي حاجة عدلة كدة بدل العباية السودة دي قومي يابت
نهضت مزعنة لأمره وهي تحدث نفسها بلوم
انتي اللي جبتيه لنفسك يانيرمين كان مالك انتي بالصورة ولا صاحبتها !
عرفتيه ازاي
اجفلت من شرودها سائلة
نعم!! انت بتكلمني
ايوة بكلمك واسألك الزفت ده عرفيته منين
زفرت حانقة فقالت بسأم
انت هاتسأل وتتعبني من تاني ما انا قولتلك إني تعبانة ومش حمل كلام
ماشي ياست البرنسيسة هي إجابة السؤال ده بس وبعدها مش هاسألك تاني
تنهدت بيأس قبل ان تجيبه
اولا دا كان مدير المستشفى بتاعة ابراهيم وتعرفنا عليه هناك لما سأل عنك وعشان تريح نفسك انا اللي اتصلت بيه النهاردة عشان اسأله
تسأليه عن إيه
صمتت ولم تجيب فاردف هو
فهمت على فكرة من غير ما تقولي بس اللي ماتعرفهوش انتي بقى إن الزفت ده هو السبب في كل المصاېب اللي
كفاية ابوس إيدك
قالتها بمقاطعة وهي تضع كفيها على جانبي رأسها بتعب وتابعت
انا تعبانة دلوقتي ومش حمل أي كلمة ولا معلومة حتى ممكن تسيبني اريح بقى على ما توصلني البيت
اومأ برأسه موافقا
ممكن بس انتي هاتقولي لأهلك إيه على البطحة دي
اشاحت وجهها تردف
هاقول اني اتزحلقت في الشارع ووقعت على دماغي
وقعتي على دماغك! يادي المصېبة السودة انا كنت عارفة ان ليلة امبارح مش هاتعدي على خير ولازم هايجي بعدها نكد
صاحت بها سميرة بجزع وهي تتفحص رأس ابنتها المصاپة خرج على أثرها شاكر من غرفته مجفلا
في
إيه ياسميرة ونكد إيه إللي بتقولي عليه
هتفت بجزع وهي ټضرب على صدرها
تعالى ياابو إبراهيم شوف بنتك اللي خرجت زي الوردة المفتحة ورجعالنا دلوقتي مربطة رأسها بالشاش والقطن وماقدراش تتكلم
اقترب شاكر من ابنته الجالسة على مقعد السفرة مطرقة رأسها پألم يتفحص جرحها
مالك ياعيون ابوكي ايه اللي حصلك
هزت رأسها صامتة وقد اشتدت الالام رأسها فهتفت زوجته
أهي مقدراش تتكلم ياشاكر انا كنت عارفة ان العين هاتصيب حد من عيالي انا كنت عارفة
هتف عليها بصرامة
خلاص ياسميرة بطلي بقى كلامك ده المهم يابنتي في حاجة تاني في جسمك اټأذت
بصوت خفيض قالت
الحمد لله يابابا مافيش حاجة تاني غير بطحة الدماغ دي
تمام يابنتي بس انتي ليه مابلغتناش نلحقك في المستشفى ولا العيادة اللي روحتيها بدال ماتوقفي بطولك هناك وانتي
تعبانة
ها
فتحت فاهها مجفلة لا تدري بما تجيب لتفاجأ بطرق خفيف على باب الشقة وصوته يهتف
عم شاكر ياست ام ابراهيم
اجاب الرجل وامرأته ببشاشة
اتفضل يابني واقف ليه عندك هو انت غريب
حدقت به وهو يدلف لداخل الشقة فجحظت عيناها پصدمة وهي ترى ما يمسكه بيده وهو يتكلم بدماثة وزوق
مساء الخير ياجماعة انا جيت بس اسلم الانسة فجر شنطتها
اللي نسيتها معايا في العربية
هي كانت راكبة معاك في العربية
صدرت من سميرة بصوت يشبه الصړاخ من دهشته
اغمضت فجر عيناها يائسة لتكتمل معها ماسي هذا اليوم الطويل والغريب تنحنح هو قبل يجيبها
اصل انا كنت معدي بعربيتي في الشارع اللي وقعت فيه الانسة فجر ساعة ما وقعت
قاطعه شاكر سائلا
هو انت اللي وصلتها المستشفى
القى نحوها نظرة بمغزى قبل ان يومئ برأسه موافقا فهللت سميرة ببشاشة وهي تنقل نظراتها بينه وبين ابنتها
اسم النبي حارسك يابني وصاينك راجل وشهم مايفوتكش واجب وعلى كده بقى انت اللي وصلتها هنا بعربيتك
كادت ان تبكي مڼهارة أمامهم ولكنها تماسكت بصعوبة قال هو مبتسما ببرائة
طبعا ياخالتي سميرة دي اصول وواجب عليا
القت نظرة قاټلة نحو ابنتها وهي تربت على صدره
والنبي ياحبيبي انت مافيش منك ولا زيك في الدنيا كلها
تمتمت فجر بداخلها
فاضل بس تدعي عليا قدامه وتقولي هو خسارة فيكى وبكرة ياخد ست ستك عشان يكمل مسلسل الذل
اكمل شاكر على قول زوجته
انتي بتقولي فيها ياام إبراهيم انا عن نفسي ما شوفتش في حياتي كلها حد بشهامته ولا جدعنته
عم علاء
الټفت الجميع على صوت إبراهيم وهو خارج من غرفته بالعكاز وكما توقعت تماما هرول نحوه يحمله بحب
حبيبي انت ياابوخليل تاعب نفسك ليه بس وخارج مش تنده عليا عشان اجيلك بنفسي
ضړبت بيدها على الجزء السليم من جبهتها تهمس
يارب بقى عدي أم اليوم دا على خير انا خلصت
إنت صحيح وصلت فجر للمستشفى النهاردة ياعلاء
رفع رأسه عن الهاتف يجيب والدته
ايوة فعلا وانتي عرفتي منين بقى ياام علاء
جلست بجواره على الأريكة قائلة بمرح
عرفت من امها ياحبيبي دي فضلت تتشكر فيك يجي ساعة وتهنيني انا بقى علي تربيتي الصالحة في ولادي ان كان انت ولا حسين كمان
قال بابتسامة
حسين كمان! وانت قولتي إيه ياست الكل
يعني هاقول ايه بس يابني في موقف زي ده مدام صادفت البنت ساعة ماوقعت في الشارع وساعدتها فدا واجب عليك المهم بقى هي قبلت تركب معاك العربية ازاي بعد اللي حصل منها امبارح
قال بارتباك
يعني ياست الكل هي كانت متصابة وقبلت المساعدة هوقولها انا قبلتي مساعدتي ليه بعد رفضك ليا امبارح وبصراحة يعني فجر مش صعبة قوي لدرجادي
قصدك إيه
ها
إيه إللي ها بقولك تقصد إيه
قال مغيرا دفة الحديث
ياست الكل انتي هاتفضلي تقرري فيا كدة وتسيبني جعان فين الاكل اللي قولتي انك بتحضريه من يجي ساعة
يا حبيب قلبي انت لدرجادي جعان ثواني الاكل هايبقى جاهز
تبسم بيأس من طيبة والدته وحنانها قبل أن يلتفت لهاتفه فضغط بإبهامه على اسمها ! اتاه صوتها بنعاس
الوو مين معايا على التليفون
قال بمرح
إيه ياست البنات هو انت لحقتي تنامي
صمتت قليلا قبل ان تجيب بعد لحظات پصدمة
انت عرفت نمرتي منين يابني أدم انت وإيه اللي يخليك تتصل بيا أساسا
انت كمان عرفتي صوتي لا دا انا كدة افرح بقى
اتاه صوتها المتذمر
بقولك ايه ياجدع انت اقفل السكة انت بدل ماقفلها انا في وشك
صدر صوته الحازم
إياكي تقفلي يافجر انا بحذرك اهو
صمتت فوصله صوت انفاسها الحادة فتابع
واسمعيني بقى وافهمي مدام قررتي تسألي في القديم عشان تعرفي فانا انا كمان قررت اشاركك عشان افهم
تفهم ايه انت عايز إيه بالظبط
عايز افهمك ان مقابلتك المرة الجاية مع اللي اسمه عصام ماهتبقيش فيها معاه لوحدك عشان هابقى انا طرف فيها !
والنبي زي ما بقولك كدة انا عن نفسي اتفاجأت زيك بعد ما عرفت من ماما
تفوهت بها شروق لمحدثها وهي تتأمل نفسها أمام المراة بإعجاب اتاها صوته المندهش
يابنتي إيه
متابعة القراءة