عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


فى الحمام ياسحر لقيته فى الحمام 
نهارك اسود هو إيه إللي لقيتيه في الحمام 
الزفت ياسحر الزفت إللي احتل بيتنا وبقى حاسب نفسه من أهله تعالي ياسحر انا محتاكي دلوقتي أكتر من أي وقت 
ياحبيبتي انا فاهمة انك تعبانة وحاسة بيكي لو عليا اركب العربية وانزلك القاهرة حالا بس اعمل إيه بقى فى الورطة اللي انا فيها والنهاردة حنة بنت خالي وبكرة دخلتها كمان المهم دلوقتي أهدي و فهميني بشويش هو مين الزفت اللي شوفتيه فى الحمام 

في المساء كان حفل الخطوبة وقد تزين سطح المبنى بشكل رائع ونظمت المقاعد المستقبلة للمهنئين من اقارب وجيران ودي جي وبعض السماعات لقد كان الحفل عائلي وصغير العروس الجميلة كانت جالسة بجوار عريسها بركن وحدهم فجر والتي ارتاحت قليلا بعد جلسة الفضفضة في الهاتف مع صديقتها المحبوبة سحر اخرجتها قليلا من هذه الشرنقة الخانقة فاستطاعت الاندماج فى الحفل مع المهنئين واجواء الحفل العائلي البسيط الذي تم بناء على رغبة العروسين او بالأصح رغبة شقيقتها العروس التى أرادت تقليد احدى تريندات الميديا ارتدت فجر فستان بلون ازرق مزين ببعض حبات الكريستال بنفس الون اظهر جمال قوامها ورشاقتها وجهها الجميل زينته ببعض المساحيق الخفيفة شعرها البنى الذي صفقته بعناية كان يتراقص بنعومته وكثافته بشكل سرق عيناه معها أينما ذهبت حتى لكزته والدته على ذراعه بشكل اجفله 
عينك ياواض 
قال بعدم استيعاب 
في حاجة ياما 
تبسمت بمكر وهى تغمز بعيناها 
لما انت كده هاتتجنن عليها وهاتكلها بعنيك ساكت ليه ماتتكلم خلي الفرحة تكمل 
هز برأسه يضحك بارتباك 
ايه إللي بتقوليه دا بس ياام علاء 
لكزته مرة أخرى
بقول اللي شايفاه ياروح امك فاكرني مش واخدة بالي دا انت عيونك ڤاضحاك بس البت تستاهل جمال وتربية حاجة تشرح القلب كده يازين ماختارت ياحبيبى ياللا بقى عشان تنور دنيتي انت واخوك بالفجر والشروق مع بعض 
لم يستطع التماسك اكثر من ذلك فضحك من قلبه وهو يلف ذراعه على كتفها 
بقيتي عفريتة يام علاء وبتعرفي تقلشي كمان 
ڼهرته هي قائلة بجدية
ماتخدنيش في دوكة وقول امين عشان اكلم والدتها ولا ابوها خلينا نتحرك دا خير البر عاجله 
خبئت من وجهه الإبتسامة لا يدري بما يجيبها فطلبها هذا اشد ما يتمناه ولكن لايدري ما الذي يجعله قلق من ناحيتها وهي غامضة وكثيرا يرى بعيناها مشاعر غريبة ولا يدري تفسيرها 
خرج من شروده على لكزة أخرى من والدته ولكن وجهها قد شحب وذهب عنه السرور وهي تحدق بعيناها للأمام نظر للوجهة التي تنظر اليها فتشنج جسده وتصلبت عضلاته وهو يرى أبيه الذي دلف بداخل السطح ومعه زوجته الجديدة نيرمين وهي تتأبط ذراعه بزينتها الصاړخة على فستان بالون النبيتى وحجاب اظهر نصف شعرها فتدلى من رقبتها سلسال كبير من الذهب على شكل قلب بالإضافة للأساور والحلي التي زينت كفها ورسغها 
خرج صوت والدته المرتعش من فرط انفعالها 
شايف ابوك وعمايله ياعلاء
الټفت
اليها قائلا برقة بعكس النيران التي تفور بداخله 
سيبك منهم ياما ماتخليهمش يضيعوا عليكي فرحتك بابنك 
بابتسامة شاحبة وهي تتابعهم بعيناها قالت 
فرحة ايه بقى ما هو ابوك ومراته قاموا بالواجب انت واخد بالك دا بيعرفها على نسايبنا شاكر ومراته ودلوقتي يسحبها ويتصورا مع اخوك العريس وشروق عروسته 
طعنه هذا الألم الذي رأه جليا بداخل عيناها فشدد بذراعيه عليها 
فوقي ياما واصحي كده انا عايزك شديدة وقوية ولا انتي نسيتي احنا كنا بنتكلم في إيه 
عادت اليها ابتسامته الصافيه وهي ترفع اليه رأسها 
أنسى ازاي بس ياحبيبي دا احنا كنا بنتكلم على فجر وخطوبتك عليها 
انعشته ابتسامتها فتمنى من قلبه ان تظل هذه الإبتسامة على وجهها الجميل فلا تغيب أبدا فأخذ قراره بدون تفكير
خلاص ياما انا موافق بس ياريت بقى تقنعي البت وأهلها يبقى قريب عشان مستعجل اوي 
أشرق وجهها بالفرح وكأنها عادت طفلة صغيرة فشددت على خصره بذراعيها تردف بسعادة
هاقول ياحبيبى ولازم اقنع امها دا يوم المنى ياحبيب قلبى ياغالي 

بوجهها الجميل وابتسامتها الرائعة التي سلبت لب قلبه 
وهذه الشقاوة الفطرية التي تطل بعيناها والتي في عرفها بأول نظرة منها كان ينظر إليها هائما وهي تداعبه بنظراتها وتلميحات صديقاتها 
إيه ياحسين هاتفضل كده باصصلي وبس فضحتني قدام المصاېب إلي هناك دول 
القى نظرة على صديقاتها فعاد إليها بابتسامة ساحرة 
ومالهم المصاېب دولمش عاجبهم العريس بقى
شهقت ضاحكة
مش عاجبهم دا إيه هما يطولوا يلاقوا عريس قمر زيك كدة دا تلاقيهم دلوقتي هايموتوا من الغيظ 
رفع جايبه قائلا بمرح
أمال إيه حكاية فضحتنى دي قدامهم
اقتربت منه تهمس بشقاوة 
انا بس مش عايزاهم يحسدوني عليك وانت اسم الله عليك أحلى من مهند
التركى نفسه 
ارتفع حاجبيه أكثر وازداد مرحه فهم ليرد عليها بابتسامته المعروفة ولكن اوقفه الصوت الأجش المعروف إليه 
مبروك ياحسين 
الله يايبارك فيك ياولدي 
الف مبروك ياحبيبي ربنا يجعلها جوازه العمر 
مدت نيرمين كفها هي الأخرى لتهنئته بابتسامتها المعهودة 
الف مبرووك ياحسين ربنا يتمم بخير 
بادلها التهنئة على مضض وحين أتى دور العروس تقدمت اليها تقبلها وهي تصافحها 
عروستك قمر ياحسين ربنا يخليها لك 
توقفت مبهوتة امامها قبل أن تستدرك نفسها وتكمل التهنئة 
حينما ابتعد الرجل وامرأته سالته شروق بتعجب
بقى هي دي مراة ابوك ياحسين دي خالتى زهيرة احلى منها بمراحل 
إكتففى فقط بنظرة معبرة ولم يجيبها بالكلام فتابعت 
بس لاحظت ياحسين لما وقفت جملتها فجأة وهي بتسلم عليا وتكلمني واكنها كانت بتشبه عليا
مط شفتيه بضيق فقال 
ماتسيبك من سيرة البت دي وخلينا احنا فى كلامنا ياشروق
تبسمت بدلال لتعيد الى وجهه الفرحة 
كنت بقول انى هاتجوز واحد احلى من مهند
!

إندمج ادهم فى الحديث مع اهل العروس وانزوت نرمين فى زاوية وحدها تتابع فقرات الحفل تراقب وترصد كل ما تقع عليه عيناها عقلها يدور فى دوامة وهي تحدق بالعروس لديها إحساس كبير بأنها رأتها قبل ذلك ولكن اين لا تعلم ازاحت الفكر من عقلها حينما رأته بهيئته الخاطفة للانفاس يتحدث بهيبة تفوق سنه لطالما تمنته وفعلت المستحيل لتفوز بقلبه 
ولكنه كان كالجبل الذي لا يهتز ولا يتأثر ولكن يبدوا ان الجبل لم يعد كذلك وعيناه متعلقة بهذه الفتاة شقيقة العروس كما علمت من زوجها ذات الرداء الأزرق ماسر هذه العائلة اشاحت بعيناه بعيدا متأففة فتذكرت فورا اين رأت وجه هذه الفتاة حينما رأت من يدلف لداخل السطح بهيئته الماكرة وخطواته البطيئة متصنع الحياء همست بداخلها
طول عمري وانا حاسة ان ليك حكاية كبيرة اوي ياسعد !

چثت على قدميها أمام أخيها ذو الوجه العابس وهو جالس على إحدى المقاعد وفارد قدمه المصاپة على مقعد اخر أمامه في محاولة لمدعابته 
ها ياأستاذ إبراهيم لاوي بوزك ومكشر ليه
رفع إحدي حاجيبه ومالت زاوية فمه للأسفل قبل يشيح بوجهه عنها دون إجابة 
اقتربت منه أكثر بوجهها تخاطبه
ياه ياابوخليل لدرجادي انت زعلان ياقمر طب ماتقول بقى على اللي مضايقك يمكن نعرف نصالحك ياولا 
عاد اليها برأسه قائلا بعتب 
وتصالحوني ليه بقى ياأبلة فجر هو انا افرق معاكم أصلا
ليه بس بتقول كدة ياابراهيم هو
احنا قصرنا معاك في حاجة ياحبيبي يكونش يعني عشان انشغلنا في الفرح واستقبال المعازيم وسيبناك شوية 
شوية بس! دا ابوكي من ساعة من جابني هنا ماسأل فيا تاني وامك رايحة جاية حواليا تجامل في الستات حبايبها وانا ولا شايفاني وانتي بقى مشغولة بالعروسة واصحابها دا لولا عم علاء اللي بيطل عليا كل شوية ويجيبلي في الساقع والحلويات وياخد باله من طالباتي لكنت فرقعت مكاني هنا ولا نزلت حتى برجل واحدة وسيبت الفرح 
انتابها شعور بالغيظ والغيرة من هذا المتحذلق الذي اكتسب قلب أخيها فقالت بلوم 
طيب وافرض احنا انشغلنا شوية ياهيما عنك في مناسبة مهمة زي دي انت بقى متقدرش على العموم حقك علينا ياسيدي قولي بقى اللي يرضيك عشان تقبل اتصور معاك 
رفع إحدى حاجبيه بمكر وهو ينظر ناحية والدته 
إللي يرضيني طبق جاتوه كبير من العلب اللي جابها العريس وامك دارتها عني 
فغرت فاهها ضاحكة بدهشة من شقيقها الماكر 
انت عايز امي تقتلني صح دي أكيد شايلاهم عشان تجامل اصحابها وحبايبها وتفتخر بيهم انها من حاجة العريس 
قال بإصرار
ماليش دعوة يافجر انا مش هاصالحك ولا اتصور معاكي غير لما تجيبي اللي قولت عليه وياريت الطبق يكون كبير كمان 
انا عارفة كويس انك مش هتهدى غير لما تاخد اللي انت عايزه جبار زي الست الوالدة أمري لله أقوم اجيبلك واحد وربنا يستر 
قالت الأخيرة وهي تنهض من جوارها ولكنها بمجرد ان استدارت تفاجأت باصطدامها بجسد صلب ومغطي بالون الكحلي ارتدت للخلف وتلون وجهها بالحرج وقد تبينت هوية من اصطدمت به 
قال هو بلطف
انا أسف بس انا كنت جاي اشوف إبراهيم ليكون ناقصه حاجة 
غمغمت ببعض الكلمات الغير مفهومة وهي تذهب من أمامه وتتخطاه جعلت عيناه تتابعها حتى اختفت وسط جمع الفتيات المدعوات عاد من شروده على صوت أخيها وهو يشاكسه 
حلوة قوي البدلة دي ياعم علاء 
التف اليه ضاحكا فقال
لو عجبك افصلك واحدة زيها ياعم هيما 
فرد ظهره وهو يقول بثقة
خليها بعدين بقى ياعم لما جسمي يتشد واربي عضلات زيك عشان تبقى لايقة عليا 
انت لسه برضوا بتقر على عضلاتي ماقولنا بقى لما تكبر انت ايه يابنى مابتهدمتش
علت أصوات إبراهيم الضاحكة وهو يشعر بأصابع جاره علاء تتغلل بشعره وكأنها دغدغة جعل علاء يضحك هو الاخر ولكن توقفت هذه الضحكة فجأة حينما رأى أمامه من يدلف لداخل السطح بخطوات خجله نحوه عبس وجهه وهو يترك إبراهيم فتقدم اليه يختصر المسافة حتى أصبح أمامه بوجه جامد ومتسائل وقف الاخر أمامه يخاطبه بأدب
ايه ياعلاء مش هاتسلم على صاحبك اللي جاي مخصوص يصالحك ويحضر خطوبة اخوك 
مد كفه يصافحه بجمود قائلا بخشونة
أهلا ومرحب بيك ياسعد على الله بس ما يكونش لسة شايل مننا ما انت عارف احنا ناس ما يهمناش غير مصلحتنا 
بكف يده الحره شد على ساعد علاء قائلا بتشدق
ماخلاص بقى ياعلاء دي كانت لحظة ڠضب وراحت لحالها وادينى جاي بنفسي أهني وابارك للعروسين دا احنا عشرة عمر ياجدع والمصارين في البطن بتتعارك 
تبسم بزاوية فمه على استحياء وهو يرى أمامه سعد صديقه القديم ذو الجسد الهزيل وهو يعتذر عن خطأ بزلة لسانه حينما لم يتقبل الرفض له وقبول الفتاة بشقيقه صاحب المواصفات التي تتمناها كل فتاة كان من البديهي ان ترجح
 

تم نسخ الرابط