عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
واحدة كانت على قلبي لا يمكن هانسى عڈابها قبل ما تسيب الدنيا خالص وټموت بسببهم لايمكن
قالت سحر مغيرة دفة الحديث لتخرج صديقتها من داومة زكريات لچروح قديمة لم تشفي منها أبدا رغم مرور السنوات
صحيح يابت فجر كان شكله إيه الراجل ده اللي قولتي عليه امبارح
راجل إيه
الراجل مدير المستشفى إنتي نستيه
بت يافجر تعالي هنا برة الاؤضة عايزاكى إسحبي معاكي مقصوفة الرقبة سحر وهاتيها
شقهت سحر مندهشة
انا مقصوفة رقبة !
اخلصي يابت تعالي انتي وهي
يانهار اسود هببتي أيه ياسحر دي امي عمرها ما عملتها
نهضت عن التخت متمتمة
والنعمة ماعملت حاجة يكونش زعلت عشان سيبت امي معاها لوحدها!
حينما خرجت الاثنتان للصالة القريبة وجدن سميرة جالسة على إحدى المقاعد وعيناها المشټعلة مسلطة عليهم تطلق شرارات حاړقة بوجههم بجوارها كانت رجاء حاجبة وجهها بين كفيها
وجسدها يهتز كأنها تبكي بحړقة
هو في إيه ومالها خالتي رجاء
كان سؤال فجر التي تجاهلتها والدتها وهى تطلق سهامها تجاه سحر مباشرة
اجابت سحر بإجفال
ها انا ياخالتي سميرة
ايوة انت يعني عشان مدرسة وكلمتك ماشية يبقى بقى تتكبري بقى على والدتك وماترضيهاش فى حاجة تافهة زي دي
تابعت تنظر ببلاهة لوالدتها التي كانت تجفف دماعتها بمحرمة ورقية وسميرة التي أكملت بغيظ
بت ياسحر انت زيك عندي زي الزفتة اللي واقغة جمبك دي يبقى كلمتي انا تمشي عليكى ولا لأ
أكيد تمشي ياخالتي سميرة بس انا مش فاهمة حاجة
صاحت عليها بحزم
عنك مافهمتي انت تروحي البيت مع امك دلوقتي تحضري هدومك وبكرة الصبح تسافري معاها على البلد عدل سامعاني ولا انت عشان امك غلبانة هاتحطي عليها
تلجم لسانها عن معارضة سميرة وهي تحدق بوالدتها التى تنظر اليها ببرائة فهمست بداخلها وهي تعض على لسانها غيظا
بخطوات مثقلة وذهن مشتت تخطت الباب الخارجي للمدرسة لاتتمنى العودة للمنزل الذي هي واثقة تمام الثقة الان أنه اصبح خلية نحل تعج بالأهل والأقارب والجيران وهن يتضافرن مع والدتها لمساعدتها والتهنئة لحفل الخطوبة الذي تقرر إقامته فوق سطح المنزل لقد تمكنت من الخروج صباحا بأعجوبة متحججة بوضع طارئ في المدرسة لا تستطيع الإفلات منه أو التغيب عنه فهي أرادت الخروج وبشدة لتتنفس هواء اخر بعيدا عن محيط هذا الرجل الذي توغل بخبثه داخل عقول أفراد أسرتها أسبوع كامل مر على خروج إبراهيم من المشفى وهذا الرجل يأتي يوميا للإطمئنان عليه ومداعبته فتعلق
تنفست بعمق وهي تعتلي الرصيف المؤدي لموقف الباصات حتى تستقل إحداهم فلا داعي للهروب أكثر من ذلك والتنصل من واجباتها تجاه أسرتها وشقيقتها فى مناسبة هامة كهذه تباطئت خطواتها حينما لفت نظرها وقوف هذه السيارة الرياضية باهظة الثمن بجانب الرصيف وبمنطقة كهذه تبدوا السيارة غريبة عن المكان وسكانه والمدرسة الحكومية أيضا قدمت بخطواتها تتخطاها دون ان ترفع عيناها ناحية السائق ولكنها توقفت مجفلة حينما سمعت من يهتف باسمها من الخلف عن قرب استدارات اليه فوجدته هو نفسه هذا الغريب مدير المشفى الذي رأته سابقا وسألها بكل جرأة عن فاتن وهو يترجل من السيارة بأناقة تليق به وبمكانته فقال بتردد
ااا ممكن كلمتين لو سمحتي يا أنسة فجر
ظلت صامتة لبعض اللحظات مبهوتة لا تستوعب مطلبه فخطا يقترب منها قليلا يكرر
أسف لو خضيتك أو افتكرتينى مچنون بس انا بجد محتاج اتكلم معاكي ضروري
خرج صوتها المندهش تلوح أمامه
بكفها
تتكلم معايا في إيه بالظبط انا بيني وبينك إيه عشان يبقى في مابينا كلام ضروري
انا عارف ان مافيش مابينا حاجة بس انا غايب بقالي سنين طويلة عن البلد وكان يهمني اعرف منك اللي مقدرش اسأل حد غيرك عنه ارجوكي اركبي معايا وانا اوعدك مش هاخد من وقتك كتير
برقت عيناها وهتفت بحدة
اركب معاك فين انت اټجننت اعرفك منين انا عشان اخرج معاك واكلمك عن اللي فاتك فى سنين غربتك بعيد عن البلد
تكلم بمهادنة وقد كان حديثه يبدوا كرجاء
انا اسف حقيقي بجد بس لو مش عايزة تركبي معايا خلاص ممكن ندخل الكافيه اللي موجود هناك ده اخر
الشارع بس أرجوكي ماتكسفنيش انا مافيش قدامي غيرك وانتي انسانة واعية جدا لتصرفات البنى الادم إللى بيكلمك ان كان كويس ولا وحش
بصرت بعيناها الى الكافيه الذي لوح إليه بكف يده ناحيته فعادت تنظر الى وجهه جيدا فوجدته شاحبا وعيناه حمروان وكأنها لم تذق طعم النوم منذ عدة ليال تعجبت لحال هذا الرجل الغريب وتصرفاته الأغرب معها فوجدت نفسها تخبره ببعض الطف
انا أساسا متأخرة على خطوبة أختي يعني مش فاضية للخروج ولا الكلام أصلا
طرق بعيناه أرضا بخيبة أمل قبل ان يرفعها ثانية اليها فقال
طب ممكن نخلي القاء يبقى في يوم تاني !
خرج ردها بسؤال
طيب ممكن انت بالظبط تفهمني عرفت توصلي ازايولا عرفت تجيب عنوان مدرستي اللى بشتغل فيها منين
هز اكتفاه يجيبها بسهولة
عادي سألت عنك وعرفت !
حينما عادت الى منزلها كما توقعت تماما وجدته ممتلئ على اخره بالأقارب والجيران من سيدات اتت لتساعد والدتها في تحضيرات الحفل كإعداد بعض الأطعمة وبعض أصناف الحلويات بالإضافة لتحضير المشروبات الباردة ومعهم أطفالهم الذين كانوا يركضون ويلعبون بداخل البيت وكأنه ساحة للعب وفتايات يبدوا من اعمارهن أنهن اتين من أجل العروس التى كانت بغرفتها وأصوات ضحكاتها العالية مع الفتيات صادرة خارج الغرفة وبقوة سمعت صوت والدتها من المطبخ ولكنها لم تجرؤ للدخول إليها فقد كان مزدحم بالنساء حولها أكملت سيرها الى غرفتها الحبيبة وعندما همت لفتحها وجدتها مغلقة من الداخل فطرقت على بابها فوصلها صوت نسائي من داخل الغرفة
ايوة ياللي بتخبط مين انت يالي اللي على الباب
أنا فجر اخت العروسة وصاحبة الاوضة
ابلة فجر أيوة صحيح معلش والنبى ياحبيبتى اصلي برضع الواد استنيني دقيقتين بس وافتحلك انا جارتك ام مروان اللي ساكنة فوقيكم على طول انتي عارفاني
تمتمت بتعب
طبعا عارفاكى ياستي
زفرت بضيق وهي ترتد للخلف عائدة فلم تجد موضع قدم امامها لتستريح بها سوى غرفة أبويها المغلقة بإحكام وغرفة إبراهيم وهي لاتفضل إزعاجه في هذا الوقت فأين تذهب الان والغرفة الباقية لشقيقتها صاخبة بأصوات الفتيات قررت التوجه ناحية الحمام لتغسل وجهها ويديها فتنفرد مع نفسها لبعض الدقائق حتى تنتهي ام مروان من إرضاع ابنها
اغلقت الباب خلفها فور ان دلفت لداخله والټفت للمغسلة لتغسل بكفيها على وجهها بالمياه الباردة وهي مستمعة بطراوتها على وجهها قبل ان ترفع رأسها اخيرا لتنظر في المراة فوجدت انعكاس شبحه أمامها شهقت مخضۏضة وهي تلتف بكليتها للناحية الأخرى مزعورة فوجدته واقف خلفها بالفانلة الدخلية البيضاء وبنطاله الجينز الباهت القديم فتحت واغلقت فمها عدة مرات وهي تتشبث بحافة الحوض فلم يخرج سوى بعض الكلمات المتقطعة
انت ا انت ايه جيت ا ايه اللي جابك هنا
بكف يده اوقفها وهو يشير إليها قائلا بهدوء وصوت خفيض
وطي صوتك إهدي أنا هنا بغير حنفية الشطاف وانتي اللي ډخلتي ھجم تغسلي وشك على الحوض من غير ما تاخدي بالك مني وانا قاعد مقرفص تحت هنا عند القعدة
وتيجي
بقولك وطي صوتك
استجابت لمقاطعته فخرجت جملتها التاليه بهمس مع رعبها
وانت إيه اللي يجيبك حمامنا أساسا مافيش سباك هو اللي يقوم بالمهمة دي عنك
اجابها بثقة رغم همسه
في طبعا بس انا مقبلش حد غريب يدخل بيتكم وانا موجود والحاجات دي انا ياما عملتها بكل سهولة
جحظت عيناها وفغرت فاهها مندهشة من هذا المتبجح همت لتتكلم ولكن أجفلها الصوت النسائي الصادر من قريب فاستدارت برأسها فورا وهي تلمح خيال إمرأة وهي تتحرك من خلف الزجاج في أعلى الباب كما يبدوا انها تبحث عن شئ ما في الخارج عادت اليه بنفس اللحظة تنظر بړعب قاټل عما قد يقال عنهم لو فتحت المرأة الباب الان من المؤكد سيتظن بها السوء وتتخيل بخيالها وضعا مشينا
وجدته يشير بيده على فاهه حتى تصمت ولا تتحرك
لعدم اثارة شك النساء الثرثارت ما أثار دهشتها حقا هو هذا القلق الذي رأته بعيناه ووجهه الذي كان مغلفا بصرامة وجدية لا يشوبها أي مظاهر للتسلية أو العبث
وقفت مذعنة لأمره ولكنها أشاحت بوجهها عنه وأعطته ظهرها المتشنج وهي ترتجف خوفا كطفل صغير ينتظر العقاپ وهي لا تشعر به من الخلف
فقد كان خوفه عليها وعلى سمعتها الطيبة أضعاف مشفقا على عقلها مما يدور به الان من أفكار وهواجس تعصف بها مع هذا الوضع الغريب بمجرد ابتعاد المرأة خرجت على الفور راكضة
من أمامه فتركته يتنفس براحة وتعب أيضا
دلفت لداخل غرفتها سريعا والتى وجدتها بالصدفة خالية من المرأة التى كانت ترضع ابنها اغلقت الباب وصفقته بقوة وهي ترتمي على الفراش باڼهيار لقد كانت على وشك ان تفقد سمعتها بسببه وهي محپوسة معه فى هذه المساحة الضيقة ذرفت دماعاتها المتعبة بعدم احتمال
لقد خارت قواها ولم تعد بها طاقة للتحمل ومايزيد بقلبها القهر هو الكتمان وهي لا تجد من يشاركها هذا السر الذي اثقل ظهرها سوى صديقتها وهي غير موجودة الان ولكن إلى متى تستطيع الصمود أمام هذا الحصار
مسحت بيدها دماعتها بسرعة خاطفة وهي تتناول الهاتف من حقيبتها لتهاتفها لم تنتظر كثيرا حتى فتح الاتصال فهتفت عليها فجر بمناجاة
انتي فين ياسحر وسايباني انا تعبانة اوى وعايزاكي جمبي
وصلها الصوت القلق
انا فين ازاي يابنتي ما انتي عارفة اني موجودة في البلد هو إيه إللي حصل
صاحت صاړخة
لقيته
متابعة القراءة