عيناكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
المحتويات
منها شئ صالح للحياة
طرق خفيف على باب غرفتها جعلها تستقيم بجلستها وهي تمسح دمعاتها سريعا لتعود لواقعها هاتفة
ادخل
دلفت شقيقتها وهي تضحك بمرح قائلة
اسكتي يابت ياشروق النهاردة حصل معايا ايه ده انتي معيطة
قالت نافية بارتباك
لا طبعا ايه اللي يخليكي تقولي كده
قالت واثقة بوجه جاد ذهب عنه الهزل وهي تجلس بجوارها على الفراش
لكزتها بقبضة يدها على ذراعها وهي تستجيب لمزاحها
بس يابت ماتقوليش كدة على سحر لازعل منك والنبي بجد
قالت شروق وهي تمط شفتيها
ايوة يااختي ما انا عارفة صحبية الهم بتاعتكم اموت واعرف مين فيكم اللي ناحسة التانية معاها اتنين حلوين وزي القمر يقعدوا ليه من غير جواز مش فاهمة انا
لا إله إلا الله نصيب يابنتي ماسمعتيش عن حاجة اسمها النصيب
نصيب إيه يافجر دا انتوا العرسان دوبت
باب البيت من الخبط عليكم ومافيش لاحاجة بتكمل معاكم
دا ايه النحس دا اللي متبت فيكم
لم تتمالك نفسها اكثر من ذلك فضحكت من قلبها على منطق شقيقتها ومزاحها وبعد لحظات من الضحك والمرح سألتها شروق بجدية
تنهدت بثقل وهي تجيبها
افتكرت فاتن ياشروق
نهضت من جوارها فوراقائلة بضيق
تاني فاتن يافجر ماخلاص يابنتي عيشي حياتك بقى وانسي اللي حصل وكان وكفاية بقى انها كرهتك فى صنف الرجالة كلهم
صمتت امام شقيقتها غير قادرة على الرد فكيف تخبرها ان الماضي عاد وبقوة بمجاورة هذا البغيض وهي التي لا تعلم من القصة سوى نهايتها !
خرج ادهم من غرفة مكتبه فرحا بغير تصديق بما أخبرته به الفتاة الخادمة بحضور فلذة كبده الكبير الى المنزل طالبا رؤيته خلفه كانت نرمين التي كانت اكثر لهفة منه ولكنها كانت بصعوبة تحاول السيطرة على مشاعرها امام زوجها تسارعت دقات قلبها تكاد ان تخرج من صدرها وهي تراه واقفا وسط بهو المنزل الكبير مرتديا سترة جلديه على سروال اسود جذاااابا بدرجة مهلكة
الټفت الى ابيه بوجه جامد بعد ان القى نظرة عليها بطرف عينه وقال
شئ طبيعي ان اجي بيتي ولا انت عندك اعتراض ياوالدى
تبسم أدهم وهو يقترب من ابنه مربتا بكف يده على اكتاف علاء العريضة
ابدا ياحبيبي ماعنديش اي مانع واقف ليه تعالى معايا على الصالون جوا
اشار بكفه يوقف والده معترضا
طب هاتقولهم واحنا واقفين مش نقعد يابني ونتكلم براحتنا
هم ليرد على اباه ولكن استوقفته بقولها
في ايه بس ياسي علاء ماتسمع كلام والدك هو احنا هانخطفك
صك على اسنانه قائلا بحدة
متتدخليش انت بين الأهل وخليكي فى حالك
صاحت بلؤم
كده برضوا ياسي علاء بس انا اللي استاهل فعلا عندك حق انا خارجة وسيبهالكم خالص عشان اريحكم عن اذنكم
نظر في اثرها أدهم وهي معتلية الدرج قبل ان يلتفت ناظرا لعلاء بلوم قائلا
ليه كده بس يابني المعاملة الجافة دي معاها هي كانت عملتلك ايه بس دي غلبانة ويتيمة و
قال علاء مقاطعا والده
ماخلاص ياوالدي الله يرضى عنك الكلام دا قلته يجي مية مرة قبل كده خلينا فى الكلمتين اللي انا عايز اقولهم
كده على الواقف ياعلاء ماشي ياسيدي كنت عايزني في ايه
قال بتحذير
أمي ياحج ادهم يامصري
سأله ادهم بريبة
مالها امك ياعلاء
امي تعبانة ومش حمل كلامك الصعب مشكلتك تحلها معايا انا امي طلبت الطلاق وخلاص
دي مش نهاية الكون سيبها فى حالها بقى وخليك في عروستك اليتيمة والمسكينة
تنهد أدهم بعمق وڠضب مكبوت بعد ان تلاشت الفرحة من وجهه وحل محلها شئ اخر فقال
يعني هو دا اللي جايبك ياعلاء مش انك عقلت وعرفت ان ابوك ليه حق عليك زي امك كمان كبرت ياعلاء ومابقاش حد يهمك ولا تعمله حساب بما فيهم ابوك اللي كانت غلطته الوحيدة جوازه على والدتك الست المصونة اللي ماصدقت تلاقي اللي يشجعها عشان تهجر جوزها وتسيبه بفضلك
اكتسى وجهه بغلاف البرود رغم النيران المشټعلة بداخله وهو يحاول الحفاظ على ثباته
انا مش هارد عليك ياوالدي ونلت فى مواضيع انتهت انا كنت جاي في كلمتين وقولتهم خلاص بعد اذنك ياحج بقى ياأدهم
خرج من منزل أبيه وكأن الشياطين تلاحقه الى الحارة الشعبية التي نشأ وترعرع فيها كان يسير بوجه متجهم وغاضب لما الت اليه الأمور بينه وبين ابيه وانقسام العائلة التى كانت مترابطة منذ نشأتها الى ان جاءت هذه الشيطانة دون سابق انذار وفرقت بينهم
علاء ياعلاء
الټفت على
صاحب الصوت الجالس حول احدى الطاولات الصغيرة ملوحا له ببده واليد الأخرى ممسكة بذراع الارجيلة في المقهى القريب زفر بضيق قبل ان يذهب إلى صديق الطفولة سعد والذي كان احد الأضلع الثلاثة لمثلث الصداقة الذي جمعت بين الاثنان سعد وعلاء وابن الطبيب الشهير كرم الوالي عصام والذي انضم اليهم في الجامعة فوطد صداقته معهم لدرجة جعلته يرتاد حارتهم بشكل يومي حتى ظنه الناس من اهلها هذا قبل ان تنتهي صداقتهم معه بصورة مأساوية وبفضل امرأة ايضا !!
ايه ياعم ماشي كدة على طول ولا اكن ليك صحاب
سعد باشا معلش راحت عليا وماخدتش بالي
تعانق الاثنان بحضن اخوي قبل ان يجلس علاء على المقعد الأخر حول الطاولة
قال سعد بابتسامة ودودة
انت روحت فين ياعم وقولت وعدولي
فرك بكفيه على صفحة وجهه قبل ان يجيب صديقه
في ارض الله الواسعة ياسعد انا لقيتلي شقة كويسة فى عمارة قديمة عند الميدان انا والست الوالدة وكلها كام يوم ان شاء واشتغل في محلي الجديد كمان
ياماشاء الله ربنا يسعدك ياحبيبى بس يعني انت كده هاتسيب ابوك لوحده بعد العمر دا كله ما بلاش ياصاحبي تنشيفة الدماغ دي دا مهما كان برضوا والدك
زفر مطولا وهو ينظر الى صديقه دون اجابة قبل ان يقطع صمته ويستأذن فى الذهاب
معلش ياسعد انا مصدع اوي وماليش نفس لأي كلام استأذن بقى متاخذنيش
نهض سعد معه قائلا بعتاب
هو انت لحقت تقعد ياعلاء عشان تمشي بالسرعة دي
معلش هابقى اشوفك بعدين ونتكلم براحتنا ولا تجيني انت احسن على عنواني الجديد
قال سعد مرحبا
اجيلك انا ياصاحبي ولا يهمك بس انت ابعتلي العنوان فى رسالة حتى
ربت على كتفه بامتنان
طول عمرك ابن أصول وبتصون العشرة ياسعد ربنا مايحرمني منك خلاص اسيبك انا بقى وعلى تليفونات بعد كده
اومأ سعد برأسه موافقا
طب سلام بقى
قالها علاء قبل ان يذهب سريعا من امام صديقه الذي استدار برأسه لناحية منزل الحاج ادهم المصري فوجدها واقفة في شرفتها تتبع بعيناها علاء حتى خرج من الحارة واختفى التفتت بعد ذلك لتقع عيناها بسعد الذي تبسم بمغزي فارتدت هي سريعا تعود للداخل !
حول مائدة الطعام كانت الاسرة جميعها مجتمعة لتناول وجبة العشاء الاب على رأس المائدة والأبناء والزوجة على جانبيها سميرة كانت تشرح ما حدث في يومها بشكل ممل مع زوجها الذي كان يستمع بإنصات حينما اتت السيرة عن الجيران الجدد
لدرجادي الشبه ما بينهم كبير
اجابت سميرة على سؤال زوجها
كبير اوي ياحج امال انا عرفته كده لوحدي ازاي دا نفس الطول والعرض والهيبة كمان فرق بس فى لون الشعر الابيض وتجاعيد الوش عند الراجل الكبير بس الراجل الكبير ده شكله شديد وقاسې مش زي اسم النبي حارسه علاء دي كان واقف على دماغ والدته مړعوپ عليها ولا اكنه عيل صغير حتى
تمتم شاكر
تلاقيه بس ورث القلب الحنين
من امه
هتفت شروق بمرح
هو ورث القلب واخوه التاني خد من والدته الشبه الواضح مابينهم البشرة البيضة والعنين الخضرا حتى في الطول هو متوسط زي والدته ولا لكنهم قسموا شبه الولاد مابينهم عشان ماحدش فيهم يزعل
استجاب الجميع لدعابة شروق بالضحك عدا فجر التي كانت تسقط لقيماتها بصعوبة امتعاضا من تكرا ذكر اسمه بينهم حتى على مائدة الطعام اجفلت على نداء ابيها
ايه يافجر مابتضحكيش ليه معانا ولا بتتكلميمش بعادتك يعني
قالت بفتور
عادي يعني ياوالدي اصلي سرحت شوية ومركزتش في اللي بتقولوه
قال ابيها بابتسامة عريضة
طيب مدام ركزتي دلوقتي معانا بقى اقولك انا على خبر حلو يخصك
اجفل الجميع على جملة شاكر فتساءلت هي بفضول
خبر ايه ياوالدي
المهندس عادل ابن صاحبي عبد الصمد وكيل مدرسة السلام الثانوية شافك قبل كده معايا وانا بوصلك المدرسة فطلب من والده انه يفاتحني في موضوع جوازه منك
قالت سريعا دون تفكير
قوله لأ ياوالدي انا مش عايزة اتجوز
مش عايزة تتجوزي ليه ان شاء الله
صاحت بها سميرة غاضبة وتابعت
هو انتي اللي على لسانك لأ وبس مش لما تشوفي الراجل الاول وبعدها تحكمي
هتفت پغضب
شوفته ياماما قبل كده وسلم عليا كمان وانا مع والدي هو اي نعم شكله كويس ومش بطال بس معجبنيش
قالت سميرة بتهكم
معحبكيش ليه ياعنيا مدام بنفسك بتقولي عليه مش بطال ولا هو بتر وخلاص كل مرة يجيلك عريس لازم تطلعي عنينا كده ماتدي نفسك فرصة واقعدي معاه
انا شبعت اكل
قالتها وهي تنهض وتذهب سريعا من حديث والدتها التي لم تصمت في اثرها وهي تهتف بصوت مسموع رغم تحذير زوجها
اهي قامت وسابتني اتفلق ياشاكر ولا اكن ليها ام وعايزة تفرح زي بقية الامهات ببنتها اعمل ايه معاها دي بس ياناس
صفقت باب غرفتها بقوة وهي تزفر براحة بعد ان ابتعدت هاربة من حديث والدتها الباكية على زاوجها وتتلهف للفرح بابنتها الكبرى خرجت لشرفتها تتلمس الهواء البارد عله يخفف من اختناقها كلما أتت هذه السيرة وصل إلى انفها رائحة التبغ المحترق فانتقلت عيناها فورا على الشرفة المجاورة لتجده امامها متكئ بأريحية على سور الشرفة ينظر لها بابتسامة متسلية فقال
مساء الخير
بداخل سيارة ابيها وهي جالسة في الكرسي الأمامي هتفت من النافذة الامامية وهو واقف امام الجزء الأمامي من السيارة القديمة يفحصها بعد عدة محاولات لتشغيل محركها ولم تفلح
وبعدين بقى يابابا دي ناوية تدور فى يومها ده ولا احنا هانخدها مواصلات النهاردة ولا ايه بس
هز رأسه شاكر بعدم رضا قائلا بيأس
والله يابنتي مش عارف اقولك ايه بس شكلنا كده هانخدها مواصلات صح
فتح
متابعة القراءة