على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

تخوض نوعا آخر من المعاناة بسبب الأحلام الغامضة التي باتت تهاجمها والتي أجبرتها العقاقير الطبيبة على الاستمرار في مواجهتها لنومها على مدار أسبوعين حتى حررها الطبيب وسمح بإيقاظها وأمر بنقلها إلى غرفة بطابق الاستشفاء فظنت ميادة أن بصحوها انتهت كوابيسها لتخيب ظنونها حين عاودتها بل وفرضت عليها أن تتكتم ما تشعر به ألم نفسي كي لا تزيد من حزن والدتها عليها وبإحدى الليال تمللت ميادة بنومها لا تدري ما سبب انزعاجها وزفرت بضيق وهمت بالتحرك ولكنها تجمدت حين لامست أنفاس حارة عنقها ففزعت لعودة مهاجميها وباءت محاولات تحركها بالفشل وأحست بأنها على وشك الإصابة بأزمة قلبية أخرى لسماعها همس بأذنها يقول
أثبت فأمانك معي أميرتي واهدئي فأنا لن أمسك بسوء أبدا.
زاد هياجها المكبل تحرك أنامل حارة فوق جيدها فأخذ جسدها يتلوى ليخبرها مجددا بتمهل
لا تقاومي قدرك فأنا لن أسمح لك بالابتعاد عني لذا اسكني ليذهب عنك ما يؤلمك فدواؤك أنا كما أنت دوائي.
تصلبت واتسعت عيناها حين لفها ضبابا مضيئا تعمد لمسها لثوان ثم تجسد متخذا شكلا بشريا لامعا كاد يوقف قلبها عن النبض وزاد شحوبها من فرط الذعر ورغما عنها سكن جسد ميادة بوهن وعينيها تتابع تجسده وقد لاحت على وجهه ابتسامة رضى فلمع قائلا
لا تخافي أميرتي فلن تطاردك الأحلام المخيفة من الآن فصاعدا واعلمي أن متتبعي خطاك لم يعد لهم أثر جزاء تروعيهم لك ومحاولتهم العبث بعقلك لذا اهدئي واطمئني وحاولي أن تأنسي وجودي وتتقبليه.
سكن چهماز لثوان مهمهما ببعض الكلمات فاستطاع أن يهدئ من روعها وبدل هيئته إلى صورة أخرى تألف ملامحها وأردف بتحبب
أميرتي أعلم أن عقلك لا يصدق ما رآه وأنه يخبرك أن مجرد تفكيرك بي هو ضړب من الجنون لهذا علي أن أطمئنك بأن وجودي حق وأني خلقت لأعبد الله كما خلقت أنت.
شهقت ميادة وهزت رأسها لطرد الفكرة التي تبلورت داخلها ليؤكدها چهماز بإيمائته وقوله
لا تنكري وجودي فالقدر وضعني بطريقك لأكون صمام أمنك وأمانك فأنا چهماز القمري من نسل الملك الأبيض أحد ملوك الجان السبع.
حاول عقل ميادة استيعاب حقيقة ما تراه ولكنه نبذ الفكرة فأي چن سيظهر لها وهي تصلي وتذكر ربها ليل نهار وحتى وإن كان فلما والأهم ماذا يريد منها وعاد عقلها للتمرد وأنكر وجوده وتشبث بأن ما تراه هو محض خيال أو حلما سببه الصدمة التي تعرضت لها على يد بكر وحتما سينتهي كل هذا بصحوها بينما تابعها چهماز بوجه مكفهر لمقاومة عقلها له وأدرك أن عليه فرض سيطرته عليها كي يمنعها من إيذاء نفسها وتأججت مشاعره وود لو يحتويها ليعوضها عما خسړت متمنيا تقبلها له رويدا ولكنه وارى مشاعره جانبا وأردف يخبرها
أريحي عقلك من التفكير ودعي أفعالي تخبرك من أنا ولما تجسدت لك
ابتعد جهماز عنها لبضع خطوات قائلا
أنا أعلم أن خۏفك مني نابع من عدم معرفتك بعالمي وكل ما لديك من معلومات عنا هي مجرد حكايا تناقلتها الألسن لهذا دعيني أوضح لك الحقيقة فنحن أقوام داخل أقوام وعشائر تحكمها عشائر ولكل منا قوانين سنت لتنظم الحياة بيننا وحدود تفصل مهامنا بل ولكل منا أيام للظهور وبصفتي من الچن المسلم لا أبغي أبدا على أحد من بني البشر ولا أتدخل في أي صرعات ولا أجور على غيري ولكن منذ بضعة أشهر وكل لي أمر التحقيق بشأن تميمة قديمة لها قوى تسمح لمالكها بامتلاكه قدرات لا يبغي امتلاكها للعامة منا كما منع بني البشر من امتلاكها كي لا تستخدم بأعمال السحر الأسود والتميمة كانت بحوذة أحد ملوك الچن الموكل بحمايتها ولكنها سړقت منه منذ قرون خلت ويبدو أن سارقها أدرك مبلغ جرمه فأخفاها بقبر مع بعض الكنوز وشاءت الأقدار أن يعثر أحدكم عليه فسارع إلى فتونة وطلب مساعدتها وما أن علم ميندار وهو من چن الڼار بأمر الاشتباه بالعثور عليها حتى سخر خدامه للبحث عنها خاصة ذاك القپر وللأسف كان الحظ حليفه فاستشعر أحد خدامه وجودها حينها أعطى ميندار الأمر لفتونة بمساعدة الرجل فأتمت فتونة عقد الاتفاق بينهم ولكن ذاك الرجل لم يصن عهده وخدر بميندار مما أوقع التميمة بيد أحد أعدائه فأوجب بامتلاكه لها أن يتنحى ميندار عن ولايته للحكم ومنصبه وأن يتساو مع الخدام وهو الأمر الذي رفضه ميندار وأمر بمعقابة الرجل وذريته لخيانته عهد الډم بينهم حينها توليت أنا أمر استعادة التميمة وإخفائها من جديد وأمرت بعدم إيذاء الرجل لجهله قوانيننا ولكن ميندار خالف أمري وكلف خدامه بإيذائك.
زفر چهماز أنفاسه الحارة وألقى ببصره نحو ميادة التي تابعته بعيون لامعة وبدت مبهورة بما يقول لتطيح بثباته بقولها
إيه دا معقول دا أنت غلبت جدتي وقت ما كانت تقعد تحكي لي عن الجن والعفاريت وأم الغولة علشان أخاف وأنام.
احمرت عينا چهماز واستطال على نحو أدخل بقلبها الړعب ومال
تم نسخ الرابط