على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

من ألم ولدهشتها كف حمدي عن إيلامها وأبعدها مقبلا جبهتها فرفعت وجهها ونظره إليه بعيون دامعة فابتسم وربت وجنتها مردفا
مش عايز أزعلك مني ولا نسافر وأنت مضايقة وعلشان كده هقوم أجهز الحمام وهسيبك تاخدي شاور منعش على ما أحضر الفطار وبعدها هاخدك ونسافر على طول اتفقنا.
أومأت بشرى بحيرة وتابعت تحركه بدهشة حتى أنها تساءلت إن كان زوجها يعاني من مرض نفسي فهو يتبدل معها كل دقائق ما بين لين الطباع والقاسې حتى أصبحت لا تعرف كيف تتعامل معه اتقاء لنوبات غضبه. 
وقبيل رحيلهما تفاجأت بشرى باتصال والدتها تخبرها بسفر والدها المفاجئ لزيارة عمتها بسبب تعرضها لوعكة صحية فتراجع حمدي عن مرافقتها مردفا
أنا شايف إن مافيش داعي أسافر معاك يعني والدك مش موجود والبيت مش هيبقى فيه غيرك أنت وولدتك وأختك وأنت عارفة بسيمة أول ما بتشوف وشي بتدخل أوضتها وتقفل على نفسها وحتى الأكل مش بتشاركنا فيه طول ما أنا موجود علشان كده سامحيني وخليني أنا المرة دي هنا وطبعا مش هوصيك تعتذري لميادة وبلغيها سلامي.
تبرمت بشرى لذكره أفعال شقيقتها الغريبة بحضوره والتي حتى الآن لم تستطع معرفة سبب عزوفها عن مجالسة حمدي أو التحدث معه وهو الأمر الذي أثار ضيقها مرة بعد مرة حتى جعلها تسأل والدتها التي في بادئ الأمر حاولت التهرب من الإجابة وحين أصرت بشرى على معرفة السبب أخبرتها بأنها تشعر بالحرج بوجوده ولا تستطيع التحرك بحرية يومها لم تقتنع بشرى بتلك الإجابة فهي تعلم شقيقتها جيدا وتجنبها لحمدي إما لعدم محبتها له أو لأنها تحب..
دفعت بشرى أفكارها بعيدا وهي تستغفر لسوء ظنها بشقيقتها وودعت زوجها واتخذت طريقها إلى البلدة التي وصلت إليها بعد عدة ساعات وولجت إلى ساحة منزلها متسللة واتجهت إلى الجهة الخلفية لتفاجئ شقيقتها ومدت يدها لتفتح نافذة غرفتها ولكنها تجمدت بمحلها لسماعها شقيقتها تقول بصوت عال
يا ماما أنا قلت لك أني مش برتاح لحمدي من يوم ما شوفته وهو بيبص عليا من ورا شباك الحوش الوراني ولولا أني أخدت بالي منه كان شافني وأنا عريانة وكشف ستري وقلت لك سبيني أقول لبشرى اتهمتيني أني بغير منها وأني عايزة أسبب لها فمشاكل و...
أسرعت رشيدة وكممت ثغر بسيمة وهي تزجرها بقولها
بينك أتخبطي فنفوخك يا بت ورايدة تولعيها حريجة وتخربي على خايتك وتضلجيها طب يمين بالله يا بسيمة لو خشمك ده نطج حرف عن اللي حصل لكون جايلة لأبوك على حديتك مع ابن مدير الجمعية الزراعية وههملك ليه وصدجي يا بت بطني أني لو نضرته بيحش رجبك مهمدش يدي ولا همنعه عنيك ومش أكده وبس لاه دا أني هجوله يوافج على جوازتك من شعلان جبل ما تجيبلنا العاړ ومراتته يجولوا رشيدة معرفتش تربي بناتها ودلوج جومي غوري من وشي جبر لما يلمك.
غادرت رشيدة غرفة ابنتها بينما جلست بسيمة تبكي ما تعرفه عن زوج شقيقتها وأردفت
وأنا موافقة تقولي لبابا بس سبيني أقول لبشرى علشان تاخد بالها منه وتدور وراه وتعرف ليه كان مخبي صور ليها وهي نايمة فسريرها بدرج مكتبه
كتمت بشرى أنفاسها كي لا تنتبه إليها شقيقتها وأسرعت بخطوات متعثرة إلى الخارج قبل أن يراها أحد وسلكت طريق المشفى بعقل عاجز عن التفكير لتنتبه بعد مضي بعض الوقت أنها تقف أمام المشفى فزفرت بمحاولة للتخلص من ضيقها وبحثت عن هاتف عام وهاتفت والدتها وأخبرتها بصوت مقطب أنها وصلت المشفى وأنها ستبقى برفقة ميادة حتى تطمئن عليها ليجذب انتباهها نظرات البعض إليها وتسلل لسمعها همساتهم عما حدث لجليلة التي بغت على ميادة بالباطل فعقدت حاجبيها وأسرعت بخطواتها إلى داخل المشفى التي ضجت بالأقاويل وأدركت بشرى أن تلك الأقاويل حتما وصلت سمع ميادة ليزيد ڠضب بشرى سماعها إحدى الممرضات تقول
بصراحة أنا مش عارفة بس يعني جليلة دي هتقول الكلام ده ليه إلا لو كانت شافت حاجة عليهم.
لم تتحمل بشرى سماع المزيد وهاجمت الممرضة وأوسعتها ضړبا وهي تصيح بصوت هادر 
أنت بتقولي على مين الكلام ده طب يمين بالله لو ما لمېتي لسانك لأمد أيدي وأقطعهولك وألفه حوالين رقبتك أخنقك بيه لحد ما روحك تطلع فأيدي.
بالكاد استطاعت الممرضات إنقاذ زميلتهم من بين براثن بشرى التي وقفت تتوعد الجميع إن تطاولوا بالقول على صديقتها واتجهت بخطى غاضبة نحو غرفة ميادة وولجتها بوجه مكفهر وما أن رأتها ميادة حتى ازداد نحيبها فأسرعت بشرى واحتوتها بين ذراعيها تشاركها البكاء ولكل منهما مصابها بشرى بحيرتها بين شقيقتها وزوجها وميادة التي أجهز عليها معرفتها بأن والدها هو سبب ما تعانيه.
5.. فخ ميندار.
بعد ساعات أنهت بشرى إجراءات مغادرة ميادة التي لم تتحمل البقاء بالمشفى ورافقتها لمنزلها وإعادة الاتصال بوالدتها وأخبرتها بأمر بقائها بمنزل ميادة بعدما استأذنت زوجها رافضة طلب والدتها مرافقتها لتقديم واجب العزاء في جليلة وأنهت بشرى
تم نسخ الرابط