على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
مقتربا منها وأردف
أتسخرين مني وتساوين بيني وبين العفاريت
دفعها هدير صوته الغاضب للانتفاض حينها أدرك چهماز أنه تجاوز غضبه ورحل فاستيقظت ميادة بغتة ومن هول ذعرها كادت تسقط من فوق فراشها فأسرعت والدتها وجلست بجوارها وسألتها پخوف
مالك يا حبة عيني جوليلي في حاچة وچعاك أنادم لك على الدكتور ياچي
تشبثت ميادة بيد والدتها وهزت رأسها پخوف وهي تجول بعينيها في المكان فتلفتت نعمات هي الآخر وهي تستعيذ بالله من الشيطان ومدت يدها الحرة ووضعتها فوق رأسها ورددت بعض آيات القرآن فهدأ روع ميادة واطمأنت نفسها ومدت يدها ولمست يد والدتها وكادت تخبرها بما رأت ولكنها تراجعت لعلمها ما ستخبرها به والدتها وزفرت بقوة تزجر عقلها الذي سكنه الخۏف وأردفت
وتهربت ميادة من نظرات والدتها القلقة بقولها
إلا هو بابا مجاش يطمن عليا.
ربتت نعمات رأسها وهي تكتم غيظها من سعفان فهو لم يكلف نفسه عناء الاطمئنان عليهم منذ أوصلهم ولم تقو نعمات على الكذب فأجابتها بحسرة
بوك ما صدج وصلنا لأهنه وخد ديله فسنانه وجال يا فكيك جال وراه مبصر إيه مشوار مهم ولزمن يلحجه جبل السمس ما تروح ومن وجتها مطلش علينا ولا ورانا خلجته.
وأنا اللي فكرت أنه هيزعل لتعبي ومش هيسبني لوحدي.
احتفظت نعمات بردها كي لا تزيد من حزن ابنتها واستغفرت ملتقطة مصحفها وجلست تقرأ ما تيسر لها وسرعان ما هدأت سکينة ميادة وغفت دون أن تدري.
وفي القاهرة ولج حمدي بوجه عابس وألقى بمفاتحه فوق الطاولة بإهمال وكاد يرتمي فوق الأريكة بجسده المنهك وامتنع لنوم بشرى فوقها فمد يده وهزها بضجر قائلا
استيقظت بشرى تفرك عينيها ووقفت بترنح أثر نومها تقول
كنت عايزة أتكلم معاك وفكرت أني لو قعدت فالأوضة النوم هيغلبني وأنا...
قاطعها حمدي عن إكمال حديثها بقوله
استنى بس الأول قبل ما تقولي أي حاجة هو أنا مش منبه عليك أن لما أكون فالشغل لو حصل إيه بالذي متتصليش بيا فالمكتب لأن بيبقى معايا ناس غريبة ومينفعش أسيبهم وأرد عليك ممكن بقى تفهميني سيادتك كسرتي كلامي واتصلتي بيا ليه وخلتيني قاعد وسط الناس فنص هدومي
مقدرتش استنى لحد ما ترجع من الشغل يا حمدي وكنت...
طالبها بالتزام الصمت بعصبية فتراجعت خطوة خوفا من أن تطالها يده واعتذرت سريعا
بالله عليك ما تزعل مني أنا ڠصب عني بعد ما ماما كلمتني وقالت لي على اللي حصل لميادة حسيت إن قلبي واجعني عليها وقولت مفيهاش حاجة لو كلمتك و...
ماما بلغتني إن بكر طلق ميادة من غير أي أسباب وهيتجوز عصمت وإن ميادة مستحملتش ووقعت من طولها ونقلوها المستشفى فأنا بعد إذنك عايزة أسافر البلد أطمن عليها ما أنت عارف ميادة زي أختي وأكتر.
بصي أنا عارف طبيعة العلاقة اللي بينك وبين ميادة ومتفهمها أكيد وموافق أنك تسافري تطمني عليها بس لو ينفع تأجلي سفرك ليها يومين تلاتة يعني أصل أنا بصراحة كنت محتاجك تكوني هنا فالبيت آخر الأسبوع علشان في عميل تبع الشغل اضطريت أعزمه على العشا هنا وصدقيني لو كان ينفع اعتذر منه أنا مكنتش هتردد لحظة واحدة بس احتمال كبير لو اعتذرت يعتبر كلامي تهرب منه والشغل اللي بيني وبينه يتأثر وأنا محتاج للشغل دا علشان أعوض الخساير الأخيرة.
أنهى حمدي قوله وأبعدها عنه وهو ينظر إلى وجهها وحين رأى حزنها زفر قائلا
خلاص يا بشرى سافري ومتشغليش دماغك بيا ولا بشغلي وابقي سلمي لي على ميادة و...
سارعت بشرى وقاطعته مردفة
لأ أنا ميرضنيش إن شغلك يضر بسببي وما دام وعدت العميل يبقى هأجل سفري زي ما أنت عايز وهحضر كل حاجة علشان العشا أنا المهم عندي أنك تكون راضي عني يا حمدي.
اتسعت ابتسامة حمدي وجذبها مقبلا إياها وأردف
أكيد راضي يا قلب حمدي وربنا ميحرمنيش منك ودلوقتي يلا قومي استريحي ونامي علشان بكرة هاخدك أشتري ليك فستان جديد علشان تلبسيه يوم العزومة وتبقي زي القمر ويا ستي ليك عليا لو الشغل عجب العميل أنا بنفسي هاخدك لحد البلد وأهو بالمرة أسلم على والدك مبسوطة كده.
أومأت بشرى ببهجة لا تصدق أنه وافق على سفرها دون جدال أو شجار كعادته ورافقته إلى غرفتهم وازدادت دهشتها حين مددها حمدي وربت وجنتها قائلا
ارتاحي على ما أخد دوش سريع ولو عايزة تنامي نامي يا حبيبتي وأنا هحضر لنفسي
متابعة القراءة