على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
العشا إلا لو حابة تشاركيني العشا وأكلك بأيدي زي زمان.
تنهدت بشرى وهزت رأسها بموافقتها وجلست تحدق بظهره تدعو الله أن يديم هدوئه عليها ورضاه.
4 ..طريق الصدمات.
عاد مجددا بعدما تمالك غضبه منها وراقبها دون أن تراه وهي تصلي وابتسم لمواظبتها على صلاتها ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته لسماعه كلمات دعائها التي شملت بكر فلم يقو چهماز على تحمل تفكيرها بغيره وظهر بجوارها ولمحته ميادة بطرف عينها فشهقت ووضعت يدها فوق قلبها تستعيذ بالله وأردفت
رفع چهماز حاجبه وهز رأسه تعجبا لمحاولتها التخلص منه وأردف
ما زلت على ظنك السيء بأني هنا لإيذائك.
ازدردت ميادة لعابها وهزت رأسها دون أن تحيد عينيها عن النظر إليه وأردفت
أومال يعني أنت هنا ليه. أوعى تكون من بسم الله الرحمن الرحيم اللي بيعشقوا البنات ويخطفوهم.
لست منهم ولكني أحببتك بالفعل.
نفت ميادة ما سمعته وابتعد عنه وهي تردد آيات القرآن التي حفظتها وهمست ببعض الأدعية وهي تترقبه لتفاجأ أنه لم يتأثر ولم يتبدل فيه شيء حتى ساورتها الظنون من أنه إنسان مثلها ويخدعها ولكن حين تحرك چهماز دون أن تمس قدمه الأرض ووقف أمامها وأحاط بوجنتيها أيقنت أنه عفريت فزم چهماز شفتيه وضيق عينيه وتركها معنفا إياها بقوله
تراجعت ميادة عنه وقد عاد إليها خۏفها منه وأردفت بتردد
وأنا أعرف منين إن كان ده غير ده أنا واحدة ظهر لها عفريت قصدي جن وقاعد يحكي لها حاجات ميصدقهاش العقل ومفهمتش منه غير إن في كنز وواحد لاقاه وتميمة واحد سرقها من العفريت.
أقولك أنا ماليش دعوة بأي حاجة من الكلام ده ولا عايزة يكون لي أي صلة بيه ولا بيك ودلوقتي لو سمحت أمشي ومترجعش تاني وإلا قسما بالله أجيب لك شيخ من المسجد يقرا عليك قرآن لحد ما يحرقك.
استمع لطردها له وثباتها في الحديث معه فرأى أن عليه التهاون معها ليستطيع استعادة استحواذه على نقاط ضعفها لصالحه فهي إن أبدت تمردها التام عليه سيستغل ميندار ذاك الشقاق بينهما ويسدد ضړبته بغفلة منه وهو الأمر الذي لن يسمح به أبدا فأومأ قائلا
على الرغم من رهبتها إلا أن صوته اخترق عقلها والتصقت كلماته به ولم تدر ميادة إن كان عليها طرده أم الإنصات له خاصة بعد قوله الأخير لتعود وتزجر استسلامها وتقبلها لوجوده في حياتها بعد معرفتها بحبه لها وأحست ميادة بتلك اللحظة أنها لم تعد تعرف ماذا تريد خاصة وأنها لم تعد تفكر بأمر بكر كالسابق رغم محبتها له زفر چهماز بضيق لمعاودتها التفكير ببكر ولكنه نحى غيرته عليها كون سلامتها وأمنها هما الأهم لديه فأردف بجدية مستأنفا حديثه
عقدت ميادة حاجبيها وحدقت به بشدة تحاول فهم حديثه ومع استقرار معنى كلماته بداخلها ثارت ظنونها وهاج عقلها بحثا عن تفسير يتقبله ليفهم سبب سعي ميندار لإيذائها وهي لم تعلم بوجوده في هذا العالم إلا الآن أحست ميادة أنها لم تعد تتحمل التفكير في شيء لكثرة ما يضج به عقلها من أفكار متشاحنة فأشاحت بوجهها عنه محاولة تمالك خۏفها من طلب التفسير منه وظلت لدقيقة تتنفس لتجبر نفسها على الهدوء والتفتت نحوه فرأته يدور حول نفسه كمن مسه الجنون فتراجعت عنه وهي تدعو أن يجنبها الله آذاه فتوقف چهماز بغتة وقلص المسافة بينهما بلمح البصر ورمقها بعيون متفحصة وقلق لعلمه أنه ما كان عليه إطلاعها على كل شيء دفعة واحدة والآن بات عليه أن يخبرها بأهم الأسباب كي لا يفقد جسر الثقة الذي بناه بينهما فأطرق برأسه أمامها بندم وأردف
أعلم بشأن تساؤلاتك جميعها ولكني أخشى عليك من معرفتك الحقيقة كاملة صدقيني أميرتي عقلك لن يتحمل و...
قاطعته ميادة بشجاعة لا تدر من أين جاءت بها قائلة
ملكش دعوة بعقلي ولا بأي حاجة وقول لي اللي اسمه ميندار ده عايز مني أنا إيه ومين اللي سلطه عليا وأنا معرفوش من الأساس
أطرق چهماز لبرهة أمام إصرارها ثم تطلع نحوها فقرأ
متابعة القراءة