على خُطى فتونه بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
اتصالها والتفتت صوب صديقتها وهتفت
بصي يا ميادة أنا عارفة إن قلبك موجوع بسبب اللي عمله بكر بس أنت دلوقتي فمصېبة ولو فضلتي ټعيطي وتندبي حظك هتأكدي لأهل البلد الكلام اللي جليلة قالته عنك علشان كده أنا عايزاك تقومي تقفي وتصلبي حيلك وتقفي قصاد أهل البلد بعين قوية واللي يفكر بس بينه وبين نفسه فالكلام اللي اتقال تقلعي جزمتك وتنسليه على راسه علشان كل واحد يلم لسانه ويسكت أما بكر فسبيه وإياك ټعيطي عليه تاني ولا تفكري فيه وإلا هتفضلي طول عمرك ټعيطي عليه وحبة حبة هتلاقي عمرك ضاع وهو ولا على باله.
يعني أتظلم والناس تخوض فشرفي من تحت راسه بعد ما طلقني قبل فرحنا طب بذمتك الكلام يرضي ربنا قوليلي يا بشرى يرضي مين إن حياتي أنا توقف ويتحط عليا من الناس وأبقى مطلقة فالسن دا وهو يتهنى مع عصمت
حاولت ميادة تمالك دموعها ولكنها لم تستطع فأفضت بصوت مكلوم
أنا مقهورة يا بشرى مقهورة وقلبي بيتقطع من جوا ومش عارفة أعمل له حاجة.
سلامة قلبك من القهرة إن شالله اللي يكرهك واللي أذاك هما اللي يتقهروا ربنا ينتقم منه على وجعه ليك.
جلست بشرى بجوار ميادة حتى لاحظت انتظام أنفاسها وغادرت لعدم قدرتها على النوم ووقفت بتردد أمام نعمات التي انتبهت إليها فأنهت قراءتها للقرآن وتطلعت نحوها قائلة
أجعدي ريحي بدنك يا بشرى وجوليلي مالك أكده خاسة النص وشايلة الهم.
أني خابرة أنك رايدة تعرفي كيه أروح أعزي فچليلة بعد اللي جالته على بتي مش أكده
أومأت بشرى بحرج فابتسمت نعمات بشيء من الحزن وقالت
طب يا خالتي هو أزاي الواحدة مننا تعرف إذا كان اللي واقف قصادها بېكذب عليها
أثار سؤال بشرى الشجن بقلب نعمات فهي ظنت لسنوات أن عيني بكر الذي حفظ القرآن مع شقيقها لا تكذب ولكنه كڈب ولاوع ولم يصن العشرة فتنهدت بحسرة وأجابتها
أطرقت بشرى فحيرتها تضاعفت فهي تخوض تلك التجربة بأصعب مراحلها ولم تعد تستطيع تمييز الصدق من الكذب وكما أخبرتها نعمات أصبح الكاذب يلقي بتبعات كذبه على غيره ليلوذ بالفرار من تحمل المسؤولية زفرة حارة غادرت صدر بشرى وسكنت بمكانها تفكر بما عليها فعله لتكتشف صدق حديث شقيقتها من كذبه.
في حين حاولت ميادة النوم ولكن كلما أغمضت عينيها تسللت همسات جيرانها إليها فتبكي بصوت خاڤت كي لا تسمعها بشرى أو والدتها وبين محاولتها منع صوت شهقاتها أحست بجسدها يرتجف رغم تدثرها بغطاء سميك فتمسكت بطرف الغطاء تجذبه نحوها ولدهشتها لم تستطع جذبه فازدردت لعابها پخوف وحاولت مجددا لتفشل مرة أخرى فهمهمت بذكر الله حتى هدأت أو هكذا ظنت فبعد ثوان همس چهماز بجانب أذنها
أميرتي جئت لأنسيك ما مررت به فأنا لم أتحمل رؤية دموعك أكثر من ذلك.
لم تتفاجأ لظهوره واعتدلت لتخبره أنها لم تصدق أي شيء أخبرها به ولكنها جلست مفغورة الفاه بذهول لاكتشافها أنها لم تك بغرفتها بل بمكان غريب عنها حوائطه تلمع على نحو غريب وتضيء بلا مصابيح أغمضت ميادة عينيها لثوان وهي تردد أن ما تراه ليس إلا حلما ليجيبها چهماز بقوله
لا أميرتي أنت لا تحلمين وعليك التسليم بأني حقيقة بواقعك الجديد وكلما تقبلني عقلك تيسر السبيل لنا لنكون معا والآن دعيني أخبرك بأني استطعت الوصول إلى اتفاق بمنع ميندار من الاقتراب منك أو التعرض لك وعلى الرغم من
متابعة القراءة