فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

أنا مقولتش حاجة غلط ولا عيب أنا بتكلم فحقي أنا مش فحق حد تاني وبعدين أنا أساسا رافضة أسلوب ابن صاحبي شافك ولا ابن الجيران ولا حتى واحد شافك فمكان وجه يتقدم أنا مش حابة كدا وقبل ما حد فيكم دماغه تروح لبعيد فأنا مش بحب ولا حتى ناوية أحب علشان مش معترفة بحاجة أسمها حب أساسا الحب دا للناس الضعيفة اللي عاوزة عذر علشان توقف حياتها ويبقى عندها شماعة تعلق عليها أي فشل تقابله فحياتها عموما أنا بعتذر أنا مكنش قصدي نهائي إني أتأخر ومقصدتش إني أتأخر لان فعلا الدكتور دخل بدري ومعرفتش أستأذن منه وأول ما خلص جيت على طول وكل اللي أقدر أعمله إني أعتذر للتأخير وبس.
ودت هنيدة لو تطبق بكفيها على شفتي شقيقتها ولسانها لتمنعها من الحديث فكلماتها زادت من ڠضب والدهم وهي لا تدري بأنها أثارت حفيظته بكلماتها عن رفض الارتباط والحب لخشيته عليها من البقاء دون زواج ومرور سنوات عمرها لتبقى بمفردها ولطالما سمعته يبوح بخوفه إلى والدتها لتخبره بأن يأمل الخير دوما.
استدارت فتنة لتغادر ولكن قبضة والدها القوية التي قبضت على معصمها أوقفتها فنظرت إليه بتخوف لتسمعه يقول
_ سبتك لحد ما تخلصي كل كلامك براحتك علشان مش هقبل إنك تقاطعيني فالكلام تاني ودلوقتي أنا عايزك تسمعيني كويس كل الكلام اللي قولتيه عن دراستك وهدفك وأحلامك أنا عمري ما اعترضت عليه ولا منعت حد فيكم إنه يحلم بالأحسن لكن زي ما إنت عاوزة تحققي حلمك ويكون لك شأن لازم تفكري فحياتك ودورك اللي أتخلقتي علشانه إن يكون لك أسرة وبيت وزوج وأولاد تراعيهم وتعلميهم ويكونوا الخلف الصالح ليكي ودا اللي شايفك بتحاربيه كل ما تيجي سيرة الجواز والارتباط تختفي وتجري تهربي بعيد حتى يوم ما معز أتقدم لأختك حاولتي بكل الطريق إنك تمنعيها وكنتي بتحرضيها إنها ترفض الجواز وتكمل دراستها الأول وبعدين تبقى تفكر فالبيت والعيال تقدري تفهميني ليه رافضة تقابلي أي حد ولاد عمك ورفضتيهم كلهم أي قريب من بعيد أو من قريب أتعاليتي عليه وحسستيه بأنه أقل منك لما الكل بقى واخد موقف فهميني ليه كل ما نفتح سيرة الجواز تهربي أنا عاوز أعرف بنتي الكبيرة رافضة الجواز ليه علشان اقدر ارد على الناس اللي بتسألني.
سحبت أنفاسها بتوتر وأجابته
_ أنا معنديش أسباب غير أني مش مقتنعة بفكرة الحب والارتباط ومعنديش حاجة أقولها علشان ترضي فضول الناس اللي من السهل إن حضرتك تقول لهم ملكمش دعوة حياتها وهي حرة فيها تعيشها زي ما هي عوزاها.
تمالك ظافر أعصابه إلى أبعد مدى وأشار إلى سهيل بالإبتعاد عنه وقال
_ دا كلامك للناس تمام وبالنسبة لكلامك ليا ياترى هيبقى نفس الجواب ماليش دعوة ولا دخل.
أحتقن وجهها حرجا فهي لم تقصد أبدا أن تبدو كلماتها مهينة بتلك الدرجة فأطرقت برأسها أرضا وهي تلوم نفسها لإنفلات الأمر منها هكذا حمحم رياد لينبهها فرفعت عينيها إلى والدها وهي تبكي رغما عنها وقالت 
_ أنا أسفة واضح إني عكيت الدنيا معاك بكلامي وقولت كلام ميصحش إني أقوله بالطريقة دي عموما يا بابا أنا وضحت لك إني لا قصدت أعاند وأجي متأخر ولا حتى أقلل منك أدام الناس اللي جت النهاردة وأتمنى إن حضرتك تتراجع عن قرارك اللي أنا رفضاه لإني مش هقدر فعلا أنفذه ولو أجبرتني عليه فأنت كدا تبقى بتظلمني وبتقلل مني.
انسحب ظافر بعدما غادرت فتنة المكان ملتزما الصمت ليغادر المنزل بأكمله فاندفع سهيل إلى غرفة شقيقته ووقف يحدق بها بعتاب لتهاجمه قائلة
_ لو جاي تفتح معايا كلام فموضوع العريس فوفر كلامك وأحتفظ بيه لنفسك علشان أنا معنديش أي أستعداد أسمع أي حاجة عنه.
رفع حاجبه مستنكرا أسلوبها في الحديث معه فقال
_ دا واضح إنك ماشاء الله كبرتي وبقيتي رافضة تسمعي أي كلام مننا إيه يا فتنة تكونيش خلاص فاكرة نفسك الكبيرة فالبيت هنا وبقيتي تقرري كل حاجة على هواكي عموما أنا جيت علشان أنبهك إن حتى لو معاكي الحق بالرفض مكنش المفروض إنك تتكلمي بالأسلوب دا مع بابا وترفعي صوتك عليه وتقاطعية أكتر من مرة يا أستاذة فتنة قبل ما تدافعي عن حقك مفروض إنك تلتزمي بواجبك فالبيت دا ومع الكل مش تاخدي جانب لوحدك وتمنعي نفسك عن الكلام معانا والقعدة معانا ولا إنت مش واخدة بالك إنك بتتجنبي تجتمعي معانا.
أشاحت بوجهها عنه وزفرت بضيق وقالت
_ أنا عارفة واجبي كويس ومقصرتش فيه احترام وبحترم الكل برا البيت وجواه إنما كلامك عن التجمع فإنتم كلكم عارفين إني بحب أقعد لوحدي وبعدين أنا لا بتصنع دا ولا بمثله يا سهيل.
عقد حاجبيه بعصبية لرفضها تفهم الأمر فصاح بها
_ يا بنتي أفهمي إحنا عوزينك معانا تقعدي تتكلمي تخرجي من القوقعة اللي بقيتي حابسة نفسك فيها وملازمة بيها أوضتك دا إنت لحد دلوقتي متعرفيش خطيب
تم نسخ الرابط