فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
حدث سابقا بينها وبين معز فزفرت لتطرد سحابات الحزن عنها وربتت فوق كتفه وقالت
_ على رغم من إني مش قادرة أتقبل موقفكم الغريب من اللي اسمه براء دا إلا أني هسمع كلامك يا سهيل بس مش هديلك أي رأي فموقفي منه بقبولي لوجوده فحياتي من الأساس إلا لما أفكر كويس وأشوف هل أنا مستعدة أقبل الفرصة دي ولا مش هقدر أقبل.
أومأ سهيل ووقف ومد يده إليها لتمد فتنة يدها إليه هي الأخرى فأوقفها مبتسما بحنو قائلا
حاولت فتنة تقبل ما يدور حولها ولكنها لم تستطع منح براء أي فرصة فرفضت مقابلته عدة مرات ليفاجئها في النهاية بمجيئه أسرعت هنيدة إلى غرفة عاليا التي أحتضنت فتنة بحب إليها فنظرت إليها فتنة بحيرة وقالت
جلست هنيدة فوق طرف فراش عاليا وقالت
_ هو خبر بس مش عارفة إن كان مهم ليكي ولا لأ بس قولت أقولك وأكسب فيكي ثواب.
قطبت فتنة حاجبيها وسألتها بريبة
_ ما تتكلمي في إيه يا هنيدة
وقفت لتغادر الغرفة لتقول وهي تغمز لها
_ براء جه وطلب يشوفك.
_ أخرجي قابليه وأقعدي معاه هو خلاص يا بنتي بقى زيك ومعاكي فمركب واحدة روحي يا فتنة ومتقلقيش أنا كويسة عن الأول كتير وجودي معاكم هون عليا رغم إن اللي راحت متتنسيش.
منعت فتنة دموعها حين تذكرت صديقتها وغادرت سريعا لتصطدم بوالدها الذي وقف يتطلع إليها فخفضت وجهها أرضا فسمعته يقول
أومأت بحرج وتجاوزته وراقبها ظافر بحزن واستدار وولج غرفته بينما ولجت فتنة إلى مكان براء فوقف ما أن رأها زفرت بسخط وأتجهت إلى أبعد المقاعد عنه وجلست وأشارت إليه ليجلس بوجه متجهم فزم شفتيه وجلس ليراها تضع ساقا فوق الأخرى بغرور وقالت
رفع حاجبه بسخط وأعتدل بجلسته وقال
_ أتبليتي بيه وماله هحتفظ بالجملة علشان فوقتها هحاسبك عليها.
ابتسمت بسخرية قائلة
_ تحاسبني عليها لا بجد أنا كدا خۏفت وأترعبت منك.
وقفت فتنة وتبدلت ملامحها ليبدوا ڠضبها وسقمها منه وأستكملت كلماتها قائلة
زم شفتيه وقد أكتسى وجهه بالحرج فما قالته لا مبرر لديه فما بينه وبين فيصل لا يستطيع براء أن يخبر أيا كان عنه حفاظا على سر الأخرى وقف براء وكاد يغادر ولكنه تفاجيء بسهيل يقف أمام الباب يقول
_ مقولتش ليه إن ولدتك جاية يا براء علشان ماما كانت تستناها هي وهنيدة.
أفسح سهيل المكان فولجت أمتثال إلى الداخل ووقف تحدق بوجه ابنها الذي تفرس في ملامحها بريبة وقلق بينما تابعت فتنة ما يدور بينهما لتدير أمتثال وجهها وتشيح به صوب فتنة وتقول بصوت فاتر
_ هي دي بقى مراتك اللي خلتك تسيب بنت خالتك علشانها يا أستاذ براء.
4 .. وأنسالت الډماء.
...............................
ألقت أمتثال كلماتها بتهكم وهي تشير إلى فتنة بإستخفاف مقصود حينها تفجر ڠضب فتنة أكثر فكادت تقف لترد الصاع لتلك المرأة التي لم تحترم حرمة المنزل الذي وطأته ولكنها عدلت عن عزمها بعدما أدركت خلال لحظات أن والدة براء تسعى لخلق المشاكل بلا أدنى سبب في ثوان معدودة لا تكد تلحظ كانت نظرات فتنة قد تبدلت كليا لتبدو بمظهر المصډومة والحزينة لما سمعت فبهت وجه أمتثال تماما وقد ساورها الشك بأنها لم تلحظ التمرد والتعالي في عينا الفتاة بينما عقد سهيل حاجبيه بعدما أحس بالإهانة من حديث والدة براء ولكنه أحترم وجودها بمنزلهم فلزم الصمت وهو يتابع ردة فعل براء الذي وقف يحدق بوجه والدته التي أتت دون دعوة ورغما عن تحذير والده لها بالمجيء إلى هنا لاحظ براء تبدل ملامح والدته فأستدار إلى فتنة لينتبه إلى عيناها التي حدجت والدته بنظرات ضعف وإستنكار ليوقن بأن هالة الضعف والإستسلام التي تحيط نفسها بها ما هي إلا وهم تخدع به الجميع وكونه محامي له الكثير من الخبرة أدرك بأنها خصم لا يستهان به أبدا أراد براء أن يلوم والدته على حديثها
متابعة القراءة