فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

فركت فتنة كفيها وأخدت تدعو الله بأن تمر تلك الساعات على خير فهي تعلم إلى أي مدى قد يصل بها ڠضب والدها انتبهت فتنة پذعر لتوقف السيارة فمدت يدها إلى سائقها بحفنة من المال وغادرتها وهي ترتجف وقبل أن تصل يدها إلى مقبض الباب حتى أجفلها والدها الذي فتح لها بنفسه وهو يحدق بها ليستدير بصمت عنها حتى توقف أمام مقعده وجلس فوقه وعيناه مسلطة بحدة عليها ازدردت فتنة لعابها واختلست النظرات إلى شقيقيها ولكنهما غضا البصر عنها لتنتفض على صوت والدها يقول بهدوء غريب 
_ الساعة ف أيدك كام يا فتنة
خاڤت أن تدير عينيها عنه لتتبين الوقت ليرجفها صياح والدها الغاضب يقول
_ بقول الساعة ف أيدك كام ردي يا أستاذة الساعة كام
سلخت عيناها عنه ونظرت إلى ساعة يدها وقالت بصوت متلعثم
_ الس الساعة عش عشرة وو رب...
أعاد والدها كلماتها بصوت صارم
_ عشرة وربع وأنا قايلك تكوني هنا الساعة كام
أجابته وهي تبرر موقفها قائلة
_ أنا سهيت ڠصب عني عن الوقت ومعرفتش أستأذن من الدكتور و...
ابتلعت كلماتها پخوف حين صاح والدها ليمنعها عن إكمالها بقوله
_ أنا مسألتش عن مبررات يا أستاذة أنا بسأل أنا قولت لك تكوني هنا الساعة كام يبقى الجواب هو إنك تقولي كان المفروض تكوني هنا على كام.
صمت وهو ينظر إليها ينتظر إجابتها تمنت لو تنقذها والدتها ولكنها أختفت من المكان حتى شقيقيها لازما الصمت وتطلعا إليها بحزن خفضت فتنة رأسها وقالت
_ حضرتك قولت أكون هنا على الساعة سابعة بس أنا معرفتش أجي فالوقت علشان الدكتور كان بيشر.
منعها من إكمال حديثها للمرة الثانية حين إنتفض واقفا أمامها ليحدق بعينها بصرامة وقال
_ تمام وأنا وافقت على خطوبتك من فيصل.
اتسعت عيناها پصدمة ما إن ألقى والدها قوله بوجهها فهزت رأسها بالرفض وقالت
_ وافقت على إيه خطوبتي من مين من ابن صاحبك! بس أنا موافقتش ومش هوافق أنا أنا مش عاوزة أتخطب ولا حتى بفكر فالموضوع دا وبعدين حضرتك إزاي توافق على حاجة مصيرية زي كدا من غير ما تسألني.
أكفهر وجه ظافر واستدار عنها وقال
_ كلامي خلص يا فتنة واعملي حسابك على.
قاطعته تلك المرة بصياحها المستنكر
_ أنا مش هعمل حسابي على حاجة يا بابا والموضوع مخلصش علشان أنا مش لعبة فأيد حضرتك أنا إنسانة وليا حق ورافضة أتجوز بالأسلوب دا.
وقف سهيل ورياد وحدقا بوجه فتنة پصدمه فهي ولأول مرة تصيح بتلك الطريقة بل هي المرة الأولى التي تثور فيها ادار ظافر وجهه إليها وسألها
_ أنا هعمل نفسي مسمعتش كلامك وهتغاضى عن الأسلوب اللي أتكلمتي بيه معايا و...
زفرت لتوقفه بقولها
_ بس أنا مش هتغاضى إني رافضة ومصممة على رفضي.
أعتدل ظافر ليدرك شقيقيها بأنه يحاول منع نفسه عن صفعها فترقبا الموقف بينما غادرت والدتها غرفتها حينما وصل إليها صياح ابنتها ووقفت هنيدة ترتجف پخوف على شقيقتها فڠضب والدها وضغطه على فكيه يخبرها بأنه على وشك البطش بها تماسكت فتنة فهي أحرقت سفنها بالفعل أمام والدها ولم يعد بإمكانها التراجع بل عليها الإصرار على موقفها برفضها تلك الزيجة
انتبهت فتنة للإقتراب والدها منها وعينه التي كادت ټقتلها فازدردت لعابها وهي تحث نفسها على الصمود لتسمعه يقول
_ واضح أني اتساهلت معاكي كتير يا أستاذة فتنة ودا اللي خلاكي تقفي أدامي وتتبجحي وتقولي لأ وكمان تقاطعيني بقلة احترام.
خفضت عيناها حرجا وقالت بإستماتة وهي تدافع عن حقها
_ أنا مستحيل اقل من احترامي لحضرتك أو لأي حد فالبيت يا بابا وحضرتك عارف كدا ومتأكد بس أنا من حقي أرفض إني أتجوز بالأسلوب دا أنا أسفة إن دي أول مرة أعصاك فيها بس حقيقي أنا مقدرش أبدا أوافق إني أتجوز بالڠصب والإجبار زي ما حضرتك عايز تعمل معايا.
صمتت لتلتقف أنفاسها ورفعت عيناها ونظرت إلى والدها الذي بدت لها نظراته غامضة فواصلت حديثها رغم قرأتها لتحذير شقيقها
_ بابا أرجوك حاول تفهمني وتقدر مشاعري أنا فعلا مش عايزة أرتبط ولا بدور على إرتباط ومينفعش أشغل نفسي بحاجة متأكدة إنها هتعطلني عن هدفي اللي بسعى له أنا نفسي اخلص دراستي واحضر ماجستير ودكتوراه ومش فدماغي الكلام الفاضي بتاع الجواز واللي شافني ومشافنيش واللي جايين يشربوا قهوة ما يروحوا يشربوها فأي مكان تاني ويبصوا لواحدة غيري.
أسرع سهيل ليحول بينها وبين والدهم بعدما أفسدت كلمات فتنة الأمر فوقف وقال
_ روحي أوضتك يا فتنة دلوقتي ولما بابا يروق ابقي إتكلمي معاه ووضحي له هدفك وطموحك.
حرص رياد على التحرك هو الأخر ولمس يد شقيقته ليشير إليها بالإبتعاد ولكنها لزمت مكانها وزفرت بحنق وصاحت
_ على فكرة أنا مش ههرب من قصاد بابا ومش هستخبى علشان
تم نسخ الرابط