فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

بمجيئة وأردف
جلست إلى جواره وقلبها ينبض بقوة وأتكأت إلى المقعد لتحدق به وهو يقود سيارته فألتفت إليها مردفا
_ شوفتي إنك إنت كمان مش قادرة تبعدي عينيكي عني علشان واحشك يااه يا هنيدة لو تعرفي قد إيه أنا مشتاق لك عارفة أنا المرة دي لازم أحدد مع عمي ميعاد فرحنا لإني معدتش قادر على بعدك أكتر من كدا.
تلاشت إبتسامتها وعبست قائلة
_ وتفتكر بابا هيوافق ما أنت كل أجازة تتكلم معاه إنت ووالدك وهو على رأيه لما أخلص الكلية نبقى نتجوز.
صف معز سيارته إلى جانب الطريق ونظر إليها بتمعن وقال
_ لا ما أنا المرة دي يا قاټل يا مقتول أنا مش هقدر أستنى تلت سنين أشوفك فيهم مرة ولا مرتين بسبب الجيش والدراسة عمي مفروض يوافق إننا نتجوز خصوصا إن شقتنا جاهزة ومش ناقصها أي حاجة وأنا والحمد لله مرتبي كويس يعني مش هقصر معاكي وهسيبك تكملي دراستك وحتى لو حابة تحضري دكتوراه هسيبك تكملي أنا بجد مش فاهم سر أنه رافض جوازنا بالشكل دا.
أمتعضت ملامح هنيدة وأشاحت بوجهه عنه ليدير وجهها بأصابعه ويقول
لمعت عيناها بالدموع فهي حاولت إقناع والدها بتقديم موعد زواجهم ولكنه رفض رفضا قاطعا وحين سأله شقيقها سهيل أجابه بأنه لن يقبل بأن تتزوج ابنته الصغيرة قبل فتنة فهي الكبرى ويجب أن تتزوج أولا زفرت بحزن فكيف ستبلغه بسبب رفض والدها وتضع شقيقتها بموقف محرج أمامه مد معز يده وكفكف دموعها وربت فوق وجنتها وأقترب منها وهمس
_ هنيدة يصعب على قلبي إني أشوف دموعك وأبقى بعيد بالشكل دا حبيبتي تعالي نروح شقتنا نقعد ساعة نتكلم ونهزر زي ما إحنا عاوزين من غير خوف من نظرات والدك وتحكماته المبالغة يا حبيبتي هو أنا موحشتكيش معقول مش مشتاقة ليا زي ما أنا مشتاق ليكي يا هنيدة إنت مراتي يعني وجودنا لوحدنا مش حرام علشان خاطري وافقيني المرة دي وتعالي نروح شقتنا أهو على الأقل نفكر بصوت عالي سوا ونشوف طريقة نخلي والدك يوافق على جوازنا الأجازة الجاية بدل ما أتجنن وأخطفك.
ازداد إحساسها بالصراع فهي ترغب وبشدة بالتواجد معه تتحدث كما تريد دون خوف وترقب لحضور والدها وفي نفس الوقت تخشى أن يعلم أحد فينالها ڠضب والدها وشقيقها.
_ أنا موافقة نروح يا معز بس بشرط هي ساعة ونروح علشان بابا وكمان علشان ماما وفتنة فالمستشفى مع طنط عاليا وأنا مش عاوزة حد يتكلم أو يضايقك بالكلام.
صاح معز بفرح وبدل إتجاه سيارته سريعا باتجاه شقته بينما ازدردت هنيدة لعابها وقلبها يرجف في حين زجرها عقلها لتهورها.
_ أنا هقوم أعمل لنا حاجة نشربها وبالمرة هتصل أطمن على طنط عاليا وأبلغ فتنة بمكاني علشان تأمن عليا لو في حاجة حصلت وتقولي.
أومأ معز وزفر وعيناه تتبعها بحب ولكنه عبس حين أرتفع رنين هاتفه فسحبه من جيب بنطاله ليعقد حاجبيه حين قرأ إسم زميله بالوحدة فأجابه وسمعه يقول
_ أنا أسف يا معز إني بتصل بيك بس صدر أمر بإلغاء كل الأجازات والقيادة طلبت إن كل اللي نزل أجازة يسلم نفسه الساعة سابعة الصبح فالوحدة سامحني يا صاحبي إني ببلغك بالخبر الۏحش دا بس دا أمر عسكري وأنا خۏفت إن محدش يبلغك وقولت أأكد عليك.
أكفهر وجهه فصاح رغما عنه بحدة
_ هو لعب عيال ولا إيه دا أنا حتى ملحقتش أغسل وشي من تراب السفر أقوم راجع تاني يا عالم أنا ليا شهرين مخدتش ساعة راحة ووقت ما رضوا عني يادوب أدوني أربع أيام بالعافية ودلوقتي تقولي الأجازة أتلغت.
حاول زميله أن يهون عليه فقال
_ طب أحمد ربنا يا معز علشان إنت حالك أهون من الرائد مصطفي اللي دخلته الليلة وأتبعت له إستدعاء يعني هيسيب مراته فالكوشة ويرجع يسلم نفسه وبدل ما يدخل هيصبح علينا وعلى الوحدة.
زفر بحنق ولكنه يعلم بأنه لا يستطيع الإعتراض فقال بصوت ساخط
_ لله الأمر من قبل ومن بعد ماشي يا زميلي عموما كتر خيرك إنك أتصلت أنا يادوب هروح أسلم على الوالد وأبوس إيد الوالدة وأجي أصبح عليكم أنا ومصطفي لما يبان لكم صاحب.
أنهى الإتصال وأستدار ليراها تقف بوجه باك فهز رأسه بيأس وأردف
_ ما باليد من حيلة هو الظاهر دا حظي يعني لو مكنش والدك يوقف لنا يبقى القيادة عموما قدر الله وما شاء فعل ويلا بينا علشان ألحق أوصلك وأروح أشوف الحج والحجة قبل ما أسافر.
اقتربت منه پخوف لتفاجئه
تم نسخ الرابط