فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

معاه وأعتذر منك إنه أخدها من الكلية وبصراحة هو معاه حق واحد واخد أجازة ساعات أظن إن من حقه يشوف خطيبته أنا أسف يا بابا بس اللي حضرتك عملته دا مبالغ فيه.
تعالت أنفاس ظافر بحدة وأستدار عنهم وقد تهدلت كتفاه بحزن لينتبهوا جميعا إلى صوت سهيل الذي ولج فجأة يقول
_ معايا ضيوف يا بابا عاوزين يقابلوا حضرتك.
أشار سهيل إلى رياد بأن يرافق فتنة بعيدا عن والده فلحقت به سوار وهنيدة بعدما طلب منها سهيل الذهاب برفقتهم وجلس براء ووالده وشقيقيه أمام ظافر الذي رمقهم بنظرات ڼارية فتولى ثابت دفة الحوار ووضح حقيقة ما حدث ومن المتسبب بتلك الڤضيحة فحدق ظافر بوجه براء بكراهية وأردف
_ وأنت عاوزني أصدق الكلام الفارغ دا وأوافق على الأمر الواقع بإن ابن سيادتك يخطب بنتي علشان نلم الڤضيحة اللي حصلت بسببه مش كدا.
أجابه فهد بضيق حين لمس تعنته ورفضه
_ يا أستاذ ظافر أظن إننا ناس كبيرة وناضجة كفايا إن كلماتنا تتصدق وبعدين براء أخويا محامي مشهور وله وضعه ومركزه رغم سنه الصغير حتى سيف أخويا رغم إنه لسه بيدرس إلا إنه والحمد لله يعتبر رجل أعمال شق طريقه بنفسه وله إسمه فالسوق واللي حصل دا ڠصب عننا كلنا ولازم نتدارك الموقف ونصلحه ومنديش أي فرصة لفيصل إنه يلوث سمعة براء وسمعة بنت حضرتك.
أيد سهيل قول فهد حين أومأ برأسه لوالده وقال
_ فهد والأستاذ ثابت معاهم حق يا بابا وعموما أنا أتأكدت فعلا من إن فيصل هو اللي بعت الصور وأنا شايف بعد إذن حضرتك إننا نوافق على الخطوبة الشكلية لفترة وبعد كده نبقى ننهيها.
وقف ظافر وفتح هاتفه ووضعه أمام الجميع قائلا
_ أنت شايف يا سهيل الصور شكلها إيه الأستاذ واخد أختك بين درعاته فقول لي أنهي خطوبة دي اللي تسمح لخطيب يبقى بالشكل دا مع خطيبته فالشارع يا ابني حتى لو إتخطبوا الناس هتتكلم علشان الصور بتقول إن اللي حصل بينهم أكير من كدا بكتير.
تلاقت نظرات ثابت وفهد معا فهز فهد رأسه بأسف فحديث ظافر صحيح ففيصل إلتقط الصور من زاوية جعلتهم يبدون بوضع مخجل ومهين ازدرد براء لعابه وهو يتابع ما يدور ليقرأ ألم ظافر وحرج سهيل فقال لينهي الموقف
_ يبقى نخليها كتب كتاب زي ما أقترح فهد من الأول وبالشكل دا محدش هيقدر يقول حاجة وفرضا  لو حد إتكلم هيتقال إنها مراتي.
من مكانه تابع معز عقد قران فتنة التي وصل إلى سمعه صوت نحيبها ورفضها لما يدور ليصمت صوتها فجأة وغادر والدها بوجه محتقن فأدرك معز بأنه تطاول عليها بالضړب كما كاد يفعل مع هنيدة سابقا وتألم من أجلها فظافر يبدو من الوهلة الأولى لمن يراه أبا حنونا ولكن من يعرفه حق معرفته يدرك قسوته وخوفه الدائم من أحاديث الناس التي جعلته يوقف حياة الجميع على أثرها.
وبعد إنتهاء العقد غادر براء ووالده وشقيقيه دون أن تتاح لهم أي فرصة لرؤية فتنة أو الأعتذار منها  حينها وقف معز وأتخذ خطواته إلى مكان ظافر وأزدرد لعابه قائلا
_ عمي أنا كنت حابب إتكلم معاك فموضوع وأعذرني إني هفتحه مع حضرتك فالظروف دي بس أنا معدش أدامي وقت على سفري.
نظر إليه ظافر بتمعن فعلم ما يجول بداخله فمعز لم يكل ولو لمرة بتجديد طلب تحديد موعد مبكر لزواجه من هنيدة زفر بضيق من نفسه حين لمح أثر صڤعته على وجهه وأحس بالحرج من نفسه ومن إنفعاله غير المبرر بعدما أعتذر منه عاشور والد معز بنفسه فأومأ له ليسمح له بالحديث فجلس معز أمامه وقال
_ أظن حضرتك فهمت أنا عاوز أقول إيه يعني علشان أنا كل أجازة أنزلها بطلب نفس الطلب لكن المرة دي عندي إحساس إن حضرتك مش هتكسفني وهتوافق إننا نحدد لفرحي أنا وهنيدة ونخليه على أجازتي الجاية حضرتك عارف إن شقتنا جاهزة ومفروشة وكاملة من كل حاجة ومش ناقصها غير إننا نروح نعيش فيها دا غير إني حقيقي بقيت حاسس بضغط كبير بسبب المسئولية اللي بتزيد كل يوم فالوحدة ومحتاج إن هنيدة تبقى جانبي بشكل أكبر من الكام دقيقة اللي بشوفها فيهم كل أجازة.
بادل ظافر نظراته بين ابنيه وبين معز ورأى ترحيب سهيل ورياد وموافقتهم فوقف قائلا
_ تمام أنا موافق شوف هتنزل أجازة أمته ورتب مع سهيل ورياد علشان يجهزوا لفرحكم.
انهى ظافر قوله وصاح مناديا ابنته هنيدة التي غادرت غرفة شقيقتها پخوف فأشار ظافر إلى ابنيه بالمغادرة وحين اقتربت منه بترقب ربت وجنتها قائلا
_ أنا وافقت على طلب معز وفرحك أنت وهو يكون الأجازة الجاية ياترى موافقة ولا تحبي تأجلي.
ابتعدت وحدقت بوالدها بعين متسعة لا تصدق بأنه وافق أخيرا فأرتمت بين ذراعيه مرة أخرى قائلة
_ أنا أكيد موافقة يا بابا أكيد موافقة.
ابتسم ظافر لجرأة ابنته التي لم تخجل لعلن موافقتها فتنهد بأسف وقال
_ أنا عارف إنك
تم نسخ الرابط