عيناكِ بقلم ساره

موقع أيام نيوز

قلبها وعقلها هل أحبته دون أن تعي هل هذا هو ما يسمونه بالحب أدمعت عيناها كثيرا وهي تتذكره وتتذكر تلك الليلة التي قصتها بين أحضانه.. كيف غمرها بشغفه وحنانه
سمعت صوت الباب يفتح فقفزت من مكانها على الفور واتجهت بلهفة شديدة نحو الباب لتجد أمير أمامها ينظر إليها بنظرات متخاذلة متاسفة.. اقتربت منه تنظر إليه ببراءة مطلقة قبل ان تمسك كف يده وتهتف بصوتها الرقيق.. مالك يا أمير انت كويس
ابتسمت له ببراءة وقالت.. انا مش زعلانه منك.
ثم أردفت بنبرة متشنجة وملامح متلهفة.. انت لسه زعلان مني
اومأت برأسها وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها ليكمل.. الحمد لله شكلك كان تعبان
..انا منمتش اصلا من ساعة اللي حصل..
قالتها بعفوية فشحبت ملامحه قبل ان يضمها إليه وهو يتمتم بإعتذار للمرة الثانيه.. انا اسف بجد يا تالا..
..أقوم اعمل عشا
سألته مغيرة الموضوع فأجابها بسرعة.. لا أنا هطلب من بره.
ثم أبعدها قليلا عنه يتأمل ملامح وجهها التي يشتاقها وبقوة هم بالاقتراب منها وتقبيلها بينما كانت تنتظر هي قبلته بلهفة لكنه تراجع في اخر لحظة وهو يفكر بأنه شخص نذل ومخادع فقد تزوج عليها وخاڼها والأن يعود اليها ويريد تقبيلها.. ابتعد عنها وهو بالكاد يسيطر على توتره فزمت تالا شفتيها بعبوس فهي كانت متلهفة لقربه هذا كثيرا.. يلا قومي ذاكري.
قالها أمير وهو ينهض من مكانه قبل ان يكمل.. وانا هطلب اكل لينا.
أومأت براسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها لتحضر كتبها وتبدأ في مذاكرتها جلست على أرضية صالة الجلوس بجانب المدفأة كعادتها حينما تقرر أن تذاكر وتدثرت بلحاف ثخين للغاية.. أما هو فكان جالسا على الكنبة يفكر بتلك الفيديوهات والطريقة التي سيتصرف بها مع ذلك المدعو حسن أفاق من شروده ليجدها تذاكر بجدية دون أن ترفع عينيها عن الكتاب..تمتم وهو ينظر إليها .. بحب قعدتك دي أووي بتحسسني بالأمان.
التفتت له تنظر إليه بعينيها الدافئتين ثم همست له.. طب ما تيجي تقعد جمبي وتجربها.
أعجبته الفكرة وكأنه كان ينتظرها أن تطرحها عليه فنهض بسرعة من مكانه وتقدم نحوها جلس بجانبها على أرضية الغرفة بعدما أحتضنها من الخلف وأحاط جسديهما باللحاف ..عادت تالا تذاكر بينما هو يراقبها بصمت كل شيء كان مثاليا بشكل غريب ..عادت ذاكرته الى الخلف قليلا وتحديدا قبل أن تدخل تالا إلى حياته .. كيف كانت حياته جامدة باردة لا دفء ولا روح فيها.. كيف كان هو يقضي جميع أوقاته في العمل..لم يكن يعيش حياة طبيعية كالأن .. نعم فالان هو يشعر بدفء غريب يحيط به راحة يتمنى ألا تنتهي.. لا يريد أن يبتعد عن تالا يريدها دوما بجانبه حوله في كل مكان يريد أن يعيش على الدوام بجانبها لسنوات لا تنتهي أن ينجب منها أطفالا يشبهونها..عند هذا الحد شعر بالصدمة من تفكيره وأين إتجه نبض قلبه پعنف وقد أدرك أخيرا أنه أحبها أحبها رغما عن كل شيء رغم ذلك الجمود الذي احتل قلبه لسنوات طويلة رغم كل التعقيدات المحيطة بها هي.. تالا.
غمغم بها بخفوت لتستدير نحوه ترمقه بنظرات متسائلة ليهتف بهدوء وصدق .. أوعدك إني عمري ما هضايقك وإني هجيبلك حقك من كل اللي أذوك أوعدك إني هكون سند ليكي طول العمري ومش هتخلى عنك مهما حصل.
تطلعت إليه بحيرة لماذا يخبرها بهذا الأن لكنها ابتسمت في النهاية وقالت بنبرة عفوية صادقة.. مفيش داعي تقولي الكلام ده لإني عارفة إنك هتعمله.
أدراها نحوه وهمس لها بجانب أذنها.. أنا بحبك.
تراجعت الى الخلف مصعوقة مما سمعته هل قال إنه يحبها.. ارتجفت شفتاها وهي تسأله بصوت متردد..أنت قلت ايه.
..قلت إني بحبك.
كررها مرة أخرى بثقة وإصرار لتلتزم الصمت بينما عيناه تنظران إليها بشوق جارف.. سألها بخشونة وعيناه مازالتا تأسران عينيها.. مش هتقولي حاجة
أجابته وهي تتمنى ألا تبكي أمامه من فرط السعادة..شكرا.
ضحك بخفوت على عفويتها وقال.. شكرا بس طب مش هتقوليلي إنك بتحبيني زي ما أنا بحبك
قالت بلهجة عذبة والعبرات ترقرقت داخل عينيها.. لو الحب إني أحس معاك بالأمان يبقى أنا بحبك..لو الحب إني أشوف الدنيا فيك يبقى أنا بحبك..لو الحب إني مقدرش أعيش من غيرك يبقى بحبك..قولي يا أمير هو الحب كده فعلا.
أدمعت عيناه رغما عنه فإكتفى بإيماءة من رأسه دون أن يرد عليها فبداخله حب جارف لها فهو الأن يشعر أنه ملك هذا العالم ولا أحد أفضل منه بشيء.
في صباح اليوم التالي.. دلف أمير الى شقة ربى ليجدها جالسة على الكنبة وحيدة والحزن يسيطر على ملامحها .. إقترب منها بخطوات مترددة ثم ألقى التحية عليها بخفوت قبل ان يسألها.. فين الموبايل الي كسرته يا ربى
تطلعت إليه بنظرات هازئة وهتفت پغضب تملك
تم نسخ الرابط