رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة

موقع أيام نيوز


بس لو شورتلها بطرف عينيه هتيجى تقعد جمبى ولو بس اديتها كلمتين حلوين هتدوب فى هوايا .
جلال..يا متمكن بس مش عارف هى غير يعنى كل البنات تقيلة اوى مش بالساهل .
حاتم بثقة مش على حاتم طيب تراهن 
جلال..أراهن يا عمنا ورينا الشغل العالى خلينا نتسلى .
فسدد حاتم نظرات الإعجاب إلى ريم فابتسمت محدثة نفسها..أخيرا خدت بالك منى .

وكاد قلبها يتوقف عند وجدته يقف مشيرا إليها أن تجلس بجواره .
ليتابع إشارته بهمسات من فيه ..أتفضلى أنسه ريم .
فهامت ريم ووجدت نفسها تتجه إليه والجميع يهمس يا بختك يا ابن المرشدى يارتنى كنت أنا .
أما كريم الشاب الذى أحبها بصدق فأشاح وجهه عندما رأها بتلك الملابس محدثا نفسه ليه كده يا ريم 
أنت مش محتاجة تلفتى النظر باللبس المثير صدقينى مفيش أجمل من الأحترام ده أنا كنت منتظر اليوم اللى أشوف وشك منور بالحجاب .
تقومى تقلبيها كده يا خسارة يا ريم .
ومما زاد غضبه رؤيتها جالسة بجانب حاتم المرشدى تتبادل معه النظرات والضحكات فلم يتحمل كريم ذلك فغادر المدرج على الفور .
حاتم متغزلا فى ريم ..مكنتش أتصور إنك مش جميلة بس
لا دمك خفيف كمان .
ريم ميرسى يا حاتم أنا كمان مبسوطة إنى أتعرفت على شخصية لذيذة زيك .
فهل سيفوز حاتم فى الرهان 
..
أنهى ركان تحرياته وذهب مسرعا إلى المشفى المتواجد بها مكة .
فوجدها على سريرها تضم رجليها إلى صدرها ومستندة
برأسها على ركبتيها وتبكى بكاء مرير .
فخفق لها قلبه وبصوت منخفضأنسة مكة شدى حيلك البقاء لله .
دق قلب مكة لسماع صوته قبل أن تراه فقد حفظت نبرة صوته فى ذاكرتها جيدا .
فرفعت رأسها على خجل ممزوج بالحزن الشديد لتتلاقى أعينهم فى نظرة طويلة ولكن سرعان ما خفضت نظرها خجلا قائلة بصوت منبوح من البكاء أمى يا سيادة الرقيب راحت منى ومبقاش ليه حد فى الدنيا ثم انهمرت بالبكاء مرة أخرى .
ركان مسددا النظر إليها ليرى إنطباع ما سيقوله على تعبيرات وجهها .معلش شدى حيلك بس ازاى ملكيش حد مش عندك خطيبك المعلم حنفى 
وزى ماعرفت انكم هتجوزوا .
مكة بإنفعال كفاية حرام عليك أنا مش قادرة أتكلم ولا عايزة أتجوز سبنى فى اللى أنا فيه .
ربنا وحده العالم بحالى وهو يتولانى .
إندهش ركان لڠضبها ولكنه لم يدرك بعد السبب فاسترسل قائلا طيب خلاص هدى نفسى شوية طيب ممكن أسئلك شوية أسئلة 
مكة أرجوك انا مش قادرة أتكلم ياريت تسبنى لوحدى دلوقتى ثم اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى .
شعر ركان بغصة فى قلبه من بكاؤها وتمنى ولو دموعها بل وأخذها ليشعرها بإنه بجانبها ولن يتركها .
ولكنه نفض عنه سريعا تلك الأفكار وعاد لكبرياؤه وقرر أن يتركها لبعض الوقت لتهدء ثم يعود لها مرة أخرى .
ركان .خلاص خلاص هدى نفسك يا أنسه واهتمى دلوقتى بصحتك عشان تقدرى تخرجى من هنا .
وأنا همشى دلوقتى عشان ترتاحى بس لازم أجى تانى عشان نكمل تحقيق فى اللى حصل .
مكة بتنهيدة ألم .أرتاح هو بعد اللى حصل ممكن أرتاح .
طيب هشتكى لمين وهرمى راسى على صدر مين 
ومين هيطبطب عليه ياريت كنت أنا اللى مۏت مش أمى .
رحمتك يارب والصبر من عندك يارب 
ثم دخلت فى نوبة بكاء هيسترية .
فلم يتحمل ركان رؤية دموعها فآثر أن يبتعد الأن حتى تهدأ ثم يعود الإطمئنان عليها .
..
وتم القبض على زوجتى المعلم حنفى وجارى البحث عن حماده المنسى وتم الإفراج عن عباس لعدم وجود شهود على اشتراكه فى أعمال الشغب فعاد إلى منزله حزينا ليس على مۏت زوجته ولكن على فشل الزيجة التى سوف كانت مصدر السعادة والمال له .
عباس يادى الفقر اللى أنا فيه وبعدين يا عباس هتجيب فلوس الكيف منين دلوقتى 
والست ماټت والبت معرفش راحت فين والمعلم خلاص خده الغراب وطار .
وبينما هو كذلك إذ بباب الشقة يفتح فنظر عباس ليجد أمامه مكة بعد أن خرجت من المشفى على مسئوليتها بعد مغادرة ركان .
ففرح لعودتها ثم قام من مجلسه
قائلا بتودداهلا بالغالية حمدلله على السلامة نورتى بيتك .
مكة بغصة مريرة..إزيك يا عمى .
عباس..بخير يا بنتى .
ثم تصنع البكاء قائلا..محدش هيصبرنى على مۏت أمك إلا أنت عشان من ريحتها .
خشى يا بنتى غيرى هدومك وارتاحى عشان تقدرى تروحى شغلك وميخصموش منك ولا مليم .
وهنا أدركت مكة سر الترحيب بها بهذا الشكل فولجت لغرفتها باكية .
تناجى ربها..يارب مبقاش ليه حد غيرك فتولنى برحمتك ونجنى من شړ عباس .
ولم تشعر مكة بنفسها إلا وقد غطت فى نوم عميق من كثرة البكاء والإجهاد .
.
بعد أن انتهى ركان من عمله ذهب للأطمئنان على والدته فى المشفى وحمد الله على تحسن صحتها بعض الشىء ثم تفاجىء بزيارة شاهيناز ووالدتها .
فاضطر للأبتسام والترحيب من أجل والدته .
شاهيناز..ألف سلامة عليك يا طنط.
سهامالله يسلمك يا حبيبتى .
معلش تعبى غطى على فرحتكم شوية لكن إن شاءالله أول مخرج بالسلامة هنحدد معاد للخطوبة بإذن الله .
والدة شاهينازالمهم تقومى بالسلامة .
ودلوقتى مش هنكتر عليك الكلام عشان متتعبيش وهنستأذن .
يلا بينا يا شاهى.
شاهيناز يلا يا مامى.
غمزت سهام لركان قائلة .وصل عروستك يا ركان .
كز ركان على أسنانه بغيظ ولكنه تصنع الترحاب قائلا اه طبعا طبعا أتفضلوا.
فابتسمت شاهيناز بخجل ولكنها ظلت طوال الطريق تثرثر معه حتى مل من الرد عليها فتركها تثرثر بدون أن يستجيب لها فى الحديث .
حتى وصلا بهم إلى منزلهم فحمد الله أن سيتخلص أخيرا من ثرثرتها .
ركان. محدث نفسه اوف دى عليها لسان هتشلنى بيه ربنا يرحمنى من الجوازة دى ربنا يسامحك يا ماما .
ثم جال على خاطره مكة فابتسم وقرر أن يعود إليها فى المشفى ليطمئن على حالها .
وبالفعل توجه للمشفى ولكنه حين ولج إليها لم يجدها فى غرفتها فدق قلبه بشدة وتوتر ثم أستدعى الممرضة لتخبره 
المړيضة يا فندم مضت إقرار على نفسها إنها هتمشى وهى تعبانة بس تتحمل مسؤوليتها .
ركان بقلق طيب متعرفيش راحت فين 
الممرضة..لا يا فندم معرفش حاجة .
ركان ..طيب اشكرك .
سلام 
الحلقة السادسة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله 
في داخلي شعور كبير يجرني نحوك بشدة.. شعور
لا يقبل أن تشبهه مشاعر الآخرين ويرفض أن أطلق عليه حب.. طالما أن كل الناس وبكل بساطة .. تحب!
تصارعت الأفكار فى عقل ركان وتسائل ..يا ترى راحت فين وهى بالشكل ده 
معقول
تكون روحت البيت فى الحارة 
طيب اعمل ايه اروح لها هناك 
بس ب صفتى إيه 
ثم تابع 
لا مش هروح أنا ركان مرحش لحد لغاية البيت عشان متفتكرش إنى مهتم ولا معجب ولا حاجة هى نسيت نفسها هى مين وأنا مين 
ثم قاد سيارته نحو منزله ليستريح ولكن ڼار قلبه لم تطفىء لإنشغاله بها ولكن الكبر مازال حائل بينه وبينها .
فإلى متى 
فى أحد البلاد الأوربية وبالتحديد فرنسا وعلى شاطىء الريفيرا .
أخذ خالد جليل يتأمل البحر بمياه الصافية تحت أشعة الدافئة .
ثم جاءه إتصال 
خالد..السلام عليكم ها إيه الأخبار 
معرفتش توصل لحد فيهم برده 
سامى .لا يا باشا والله من ساعة ما اللى اسمه إيه ده عباس اتجوز حكمت مرات محمود الله يرحمه والناس مش عارفه عنهم حاجة .
خالد بحزنربنا يرحمك يا محمود يا اخويا مكنش فيه زيك فى طيبتك وأخلاقك عشان كده رحت بدرى هما الطيبين كده مش بيقعدوا فى الدنيا دى .
بس الدين اللى فى رقبتى ليك لازم أسدده لمراتك وبنتها اللى زمانها بقت عروسة دلوقتى مكة .
ويا ترى عاملين ايه مع عباس 
ده الفرق بينه وبين محمود الله يرحمه زى الفرق بين السما والأرض .
نفسى اطمن عليكم كلكم والله ويا ترى يا مكة شكلك إيه 
اه لو أعرف بس مكانك يا بنتى كنت ارتحت وجوزتك كمان لابنى عامر عشان يبقى زيتنا فى دقيقنا وتحفظوا على الثروة اللى تعبت فيها .
.
مكث عباس يتنفس دخان سجائره الملفوفة بالحشېش بسعادة حتى بدء يدندن 
انتي غدرتي وروحتي هجرتي حبيب القلب
إحنا في زمن العيش والملح صبح عادي غدر وچرح وقلة فرح ودنيا شمال ذل وقهر ولعب الزهر مع الأندال
سكة مخيفة ودنيا عڼيفة وقالبه الحال نفسي ألاقي أنا واحد .
ثم تابع عباس بسخرية
والله صوتى أحلى من الواد حمو بيكا ده ولو يلعب معايا الزهر أشد البساط من تحت رجليه .
بس هى الدنيا حظوظ ثم تسائل 
زمان البت مكة نامت البت دى عجبانى من زمان عود فرنساوى كده لذيذ أحسن من بيرميل الطرشى أمها أهى غارت مكنتش عارف أوصلها منها .
ودلوقتى خلاص السكة سلكت وأنا أولى بيها من غيرى أدلعها وتجبلى فلوس يا سلام مفيش احلى من كده عيشة .
عيشة تودى لجهنم يا عباس 
فقام عباس وتوجه لغرفتها بخطوات خفيفة وفتح الباب بدقة متناهية من خلال أداة حديدية معه بحيث لم يصدر صوتا .
ولكن وجدها فزعت من نومها بعد أن شعرت بحركة لتصرخ فى وجهه.
أنت بتعمل إيه عنا فى
اوضتى وإزاى دخلت وأنا قفلة الباب .
بس بس يا جميل صوتك متتفرجيش الناس علينا .
تعالى بس كده عمك عباس متخفيش هخدك بالحنية يا سكر .
تراجعت مكة للوراء قائلةأنت أتجننت يا عم عباس ده أنا زى بنتك ومينفعش أبدا أنا محرمة عليك .
فابعد عنى بالذوق إلا والله ألم عليك أهل الحتة يقطعوك بسنانهم .
عباس بعين الشړ .ليه كده يا بنت الناس 
ولو عايزه تجوزى معنديش مانع برده وعمليات تحت السلم موجودة ومتوفرة .
وبلاش كلمة حلال وحرام دى أنا مفهمش فيها ولا بحبها وأحب اعيش .
فتعالى يلا كتكوتة متضيعيش وقت وأنا كده مزاجى فى العلالى .
مكة وقد اهتزت شفتيها من الخۏف بلعثمة .والله لأكون رميه نفسى من الشباك .
عباس وليه يا عود مش ملفوف عود قصب بس عجبنى وعايز أشوفه محلى بكريمة ولا عسل نحل .
مكة پخوف وإرتجاف قولتلك هرمى نفسى .
عباس..وتموتى منتحرة مش هو ده الحړام اللى بتكلمى فيه برده .
فصاح عباس پغضب..لا إلا الغلط يا ست مكة .
ثم انقض عليها بسرعة بالغة وحاولت التملص من قبضته ولكنها لم تفلح لضعف بنيانها وقوة بنيانه .
ولكن عندما بدء بنزع منامتها استغاثت بخالقها 
..يارب سترتنى كتير اوى قبل كده فاسترنى المرة دى كمان يارب قوينى أبعده عنى يارب يارب مليش غيرك وعرفاك حنين اوى مش هترضى ليه وأنا بحبك اوى يارب .
فدفعته مكة بكل قوتها واستطاعت بالفعل التملص من قبضته لتسرع هاربة للخارج .
هاج عباس وڠضب قائلا .. بقه كده بتهربى منى ودينى منا سيبك
 

تم نسخ الرابط