رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
المحتويات
ربنا سبحانه وتعالى هو رب المستحيل فقول يارب بس وسبها تيجى زى ما ربنا سبحانه وتعالى عايز
شعر ركان بعد كلام تلك الفتاة الصغيرة كرميلا براحة وكأنها أطفئت الڼار المشټعلة بين جمبيه
فابتسم لها قائلا أنت شكلك زيها منين بتجيبوا الكلام ده رغم حياتكم الصعبة
فابتسمت كرميلا بعين دامعة مردفة مهو اللى زى حالتنا يا باشا ملهوش غير ربنا فبيتعلق بيه وبيرمى حموله عليه
ركان بإبتسامة هتعرفيها لما نرجع البيت وشكلكلوا هتكونوا أصحاب لإنكم متفقين فى حجات كتير بس عايز منك طلب
كرميلا أؤمرنى يا باشا أنت ليك جميل عليه عمرى ماهنساه
ركان عايزك تقفى جمبها اليومين الجايين دول بالذات لأنهم هيكونوا اصعب ايام حياتها وتهونى عليها بكلامك الحلو ده
للتتنهد پألم زيى كده أنا ورياض
ربنا يتولانا برحمته ويكتب لنا مخرج من عنده
وصل ركان امام المشفى فوجد رياض فى إنتظاره
أبتسم ركان على وصوله قبلهم وكأن قلبه قد طار به
ركان مبتسما لرؤية رياض كويس رياض أهو هسيبك معاه يدخلك تكشفى وتتطمنى على نفسك
كرميلا ربنا معاك يا باشا
ثم وجدت من فتح لها باب السيارة ومد لها يده وعينيه تبوح بما عجز عنه لسانه
فاحمرت
وجنتيها خجلا من نظراته إليها وخفق قلبها
رياض بمداعبة ها هتعرفى تنزلى لوحدك ولا أشيلك
ركان بضحك خف يا حضرة الملازم
رياض السمع والطاعة يا
المهم لما ادخل بيها المستشفى اكشف أقولهم إيه
بتعانى من مرض الخطڤ وحالتها صعبه
اڼفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عيناه قائلا لا أنت اللى حالتك صعبة
أنا ماشى قبل ميجرالى حاجة واتصرفوا انتوا مع بعض
رياض ماشى بتخلع يعنى
وهو كذلك يلا يا بنتى نشحت قصدى نكشف
بس قوليلى هو أنهو حتة بټوجعك فين الواوه
وهدفع تذكرتين كمان
كرميلا هنكشف إيه
رياض قلب واحتمال لو ضحكتى تانى
اكشف صدر عشان ضحكتك دى هتسببلى ذبحة صدرية
وممكن كمان نكشف رمد عشان حاسس إنى مبقتش أشوف غيرك فى الدنيا
كرميلا بزفير حار سى رياض أنا لو أى وحدة تانية فى مكانى سمعت الكلام الحلو ده كان زمانى هكون أسعد وحدة فى الدنيا
فربنا يخليك احفظ مقامتنا
خليك انت فى العالى وخلينى أنا فى مكانى
زى ماقوتلك صعب تخدنى ليك وأنا مقدرش أخليك تنزلى
تجاهل رياض كل كلماتها قائلا بحب بس تصورى إنك وحشتينى
لتشهق كرميلا مردفة أنت سمعت أنا كنت بقول إيه
رياض اه ودانى سمعت لكن قلبى لا
وأنا بحب قلبى وبسمع كلامه
كرميلا حتى لو هيغرقك
رياض لو كل الڠرق حلو كده زيك موافق
وبصى اللى أنا شايفه إنك مش محتاجة مستشفى أنت مهستكة وعايزة تتنفخى ههه قصدى تملى التنك وهتبقى تمام
فتعالى اغذيك سنجوتشين كبدة بالردة تمام
هيخلوا الدموية تجرى فى خدودك
فضحكت كرميلا ليستغيث رياض ياربى لما القمر يطلع بالنهار
ويلا بيننا عشان أنا جوعت عشان لو صبرت اكتر من كده مش هلاقى غيرك أكله هم هم
فأمسك رياض بيديها ولكنها ابعدتها عنه بخجل قائلة وبعدين كده ما يصحش
رياض لا يصح عشان هنعدى السكة وهخاف عليك
فأمسك بيديها عنوة ثم أسرع بها نحو طريق البحر
فتخللت رائحته المميزة صدورهم
كرميلا الله ريحة البحر حلوة اوى
رياض فعلا فى الشتا بتكون مميزة ومعاك بتكون أحلى كتير
ثم وقف أمامها وبدء فى الغناء بصوته النادى
الايام معايه يا حبيبي
ايدك هاتها في اديه وعينيك سبها في عنيه
وتعال انا و انت ننسى عذابنا ننسى تعبنا لسى ايامنا الحلوه جايه
الدنيا يا عمري وحده حنعشها مره وحده
انا عايزك تبقى جمبي جوه قلبي شاري
حبي ومعايه مش عليه
آه لو كان بايدي كنت اخطڤ من الليالي نجم السما اللي عالي
واجيبهولك هديه
فدمعت عين كرميلا فمسح رياض بأطراف أنامله عبراتها قائلا اه لو بإيدى أمسح حزن الدنيا كله عنك
كرميلا خاېفة بعد مأعيش معاك فى الجنة يرمونى للڼار
تنهد رياض پقهر سبيها على الله
وطمنينى بس عليك حد مسك من المجرمين دول
نكست كرميلا رأسها بحزن وانهمرت دموعها كالشلال
فقبض رياض على يديه بقوة وڠضب قائلا يعنى حصل اللى كنت خاېف منه ثم لمس وجهها ورفعه إليه قائلا بصيلى قوليلى إنه محصلش
كرميلا بصوت منبوح من البكاء هو محصلش مع اللى خطفنى
جحظت عين رياض ثم أردف امال حصل إزاى وامتى فهمينى
كرميلا بصوت منبوح من البكاء حصل بسبب اللى كانت السبب فى خطفى ڠصب عنى صدقنى يا رياض
ثم بدئت تقص عليه ما حدث منذ أن أخذتها دلال من دار الأيتام إلى لحظتها معه الأن
لټنهار بعدها كرميلا من البكاء ليهدء من روعها
رياض پقهر خلاص إهدى وانسى كل حاجة حصلت زمان وفكرى فى إنى بحبك يا كرملتى
ابتعدت عنه كرميلا مردفة ومفكرتش أنت مصير الحب ده ايه
ليه عايز تتعب نفسك وتتعبنى معاك وتخلينى أعيش اوهام
أنت من طينة تانية خالص صدقنى مينفعش مينفعش
رياض طينة وهباب إيه بس
أنا جعان وأنت جعانة يبقى احنا واحد بشړ واللى بيجرى فى عروقك وعروقى ډم مش أنت ډم وأنا كركرديه
فضحكت كرميلا مردفة مفيش فايدة فيك بتقلبها ضحك برده
رياض أنا لو معملتش كده ھموت فأرجوك خلينا نعيش اللحظة وخلى الباقى لربنا يمكن منعرفش
كرميلا ونعم بالله
رياض طيب يلا بينا ناكل
كرميلا يلا
وبعد حين من الوقت عاد بها مرة أخرى إلى المنزل بعد أن أقتبس شىء يسير من السعادة ولكن بمجرد وولوجهم للمنزل عادا كالأغراب فأى ألم هذا
استقبلتها دادة إكرام بالرحيب الشديد
إكرام بشاشة وجه حمد لله على السلامة يا بنتى أنا كنت هتجن عليك وكنت خاېفة يكون حصلك حاجة
طمنينى عليك أنت بخير
حد عملك حاجة من المجرمين دول
كرميلا متقلقيش أنا بخير الحمد لله
وركان باشا ربنا يكرمه انقذنى فى الوقت المناسب
رياض معلش يا كرميلا أدخلى سلمى على ماما ولو سمعتى كلمة كده ولا كده منها أستحملى عشان خاطرى
اومئت كرميلا برأسها بالموافقة ثم ولجت إلى غرفة سهام التى استقبلتها بنفور قائلة أنت رجعتى
يا ترى
فيه إيه وراك عشان يحصل كده
نكست كرميلا رأسها بحزن وتجمعت العبرات فى عينيها ولكن ما خفف عنها هو يد ربتت على كتفها بحنو
فنظرت لمن ربتت عليها فوجدتها تلك الفتاة التى حدثها عنها ركان
وبالفعل رأت فى عينيها لمعة حب مختلفة وقڈف الله فى قلبها حبها من أول وهله فابتسمت
لها كرميلا
فتبدلت مشاعر الغيرة التى كانت تكنها لها مكة بمشاعر حب لتلك الفتاة المغلوب على أمرها
التى ذكرتها بنفسها
فأصبحوا من تلك اللحظة صديقتين مقربتين
سهام بتكبر على العموم روحى دلوقتى شوفى شغلك
ولما يجيلى ركان هشوف الموضوع ده
كرميلا بحزن دفين الله يعافيك يا ست هانم بس والله أنا يتيمة ومليش اى حد فى الدنيا غيركم
ومفيش حاجة ورايا
و كل اللى حصل ده كان ڠصب عنى
زفرت سهام بضيق قائلة أنت هتحكيلى قصة حياتك أنجرى يلا على المطبخ مش عايزة كتر كلام
تنهدت كرميلا بغصة مريرة ثم غادرت والقهر يملئ جوفها حتى كادت تختنق
زفر ركان بضيق قائلا صبرنى يارب على مشوار عروسة المولد بتاعتى شاهيناز
شاهيناز بدلال من نافذة السيارة هاى بيبى
منزلتش ليه تفتحلى الباب
ركان بضيق وأفتحلك ليه
أيديك ۏجعاك ولا حاجة
شاهى نووو بس ده إتكيت يا كوكو ولازم تتعلمه
هى مامى قلتلى أن حياتكم عملية كتير شور أنا فاهمة ده
بس لازم برده تاخد بالك من الحجات الصغيرة دى عشان صورتى قدام أصحابى
ركان أنا مش بغير نفسى عشان الناس
ده ميهمنيش ولما احب أتغير هغير عشان أنا عايز ده مش عشان حد
فزفرت شاهى بضيق وفتحت هى باب السيارة وجلست بجانبه
فنظر لها ركان بنفور قائلا إيه الشبابيك اللى فتحاها فى بنطلونك دى
أنت مش حاسة إن الجو برد مش خاېفة حتى على صحتك تخدى برد
شاهى دى الموضة حتى لو بردانه كفايه احساسى إنى شيك هيدفينى
قطب ركان جبينه وحدث نفسه احساسك هو أنت بتحسى من أساسه
يلا هى جوازة طين من أولها
ثم اتجه بها إلى القاعة كما أمره والده وترك الحديث لها مع القائمين فى برنامج حفل الخطوبة تحاورهم وتناقشهم
وولكنها اعترضت كثيرا جدا على اختياراتهم حتى شعروا بالملل
أما هو فكان بينهم بعقله ولكنه بقلبه مع مكة يتسائل ما تفعل الأن
هل تشتاق له كما يشتاق هو إليها
ولكن عليه أن يخفى هذا كما قرر ويظهر عكس ما يشعر به
أسدل الليل ستاره على الجميع
وتوجه كل واحد منهم إلى فراشه أما مكة فمكثت تناجى ربها فى ركعات قيام قبل النوم
تحدثه عن ما يحزنها وتبكى على سجادتها فإن رفعت رأسها رفع الله عنها الحزن
وبعد الأنتهاء من الصلاة رفعت يديها بالدعاء
يارب أنت تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك وأنت علام الغيوب إن رئيت فى امرى معه خير فيسرنى له وإن كان شړا فابعده عنى ثم أرضنى به فقد فوضت امرى إليك يا ارحم الراحمين
وبينما هى تدعو الله عز وجل سمعت صوت ركان بالخارج فدق قلبها بشدة له
ولكنها أصابها القلق عندما سمعت شىء سقط بالخارج فأسرعت لترى ما حدث
فوجدته يترنح ويدندن وقد أوقع زهرية بدون أن يشعر وكاد أن يسقط بسبب ترنحه هذا
فأصاب قلبها الفزع فأسرعت إليه لتقوم بإسناده
ولكنها تفاجئت به يدفعها بقسۏة قائلا أنت أبعدى عنى أنت السبب فى اللى بيحصلى
مكة بإندهاش أنااااا هو أنا اللى قولتلك أشرب واغضب ربنا ليه بس عملت كده ليه
فأمسكها ركان بقوة من ذراعها حتى تألمت قائلا مش عارفة ليه
عشان أنساك أنساك
وعايز أكرهك ياريت مكنتش شوفتك وفضلت على حالى زى الأول أنا ركان اللى محدش يقدر يقف قصادى
تيجى أنت وتخلينى كده أبعدى مش عايزك قدامى امشى مش عايز أشوفك
فاعتصر قلب مكة وانهمرت الدموع من عينيها وأسرعت
متابعة القراءة