رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
المحتويات
حاتم بكرة أنا مش جى الكلية عشان تعبان
جلال بضحك تعبان ما أنت زى القرد قدامى أهو
حاتم افهم يا غبى
جلال طيب من غير شتيمة
فهمنى
حاتم أنت هتقول كده لريم لما تيجى الكلية ومتلقنيش
جلال وبعدين
بس هتقلق عليه وتقولك تعبان اوى
هتقولها اه وببيخرطف بإسمك كمان
بس كده خلص الموضوع وهتروح حضرتك جايبها شقة ميامى تزورنى
وتخلع أنت وسيب الباقى عليه
فضړب حاتم بكفيه قائلا تصور أنت معلم ومنك نتعلم
فضحك حاتم ضحكة شيطانية قائلا أول مرة تعرف ولا إيه
ده أنا حاتم المرشدى
ولج رياض للمطبخ لرؤية كرميلا فقد اشتاق لها رغم صدها له ولكن مازال قلبه متعلقا بها
مال القمر ماله مجناش على باله
مال القمر ماله
فضحكت كرميلا ضحكتها الساحرة التى ذهبت بلب عقله قائلة القمر بيلف صوابع ورق عنب يا سى رياض
فنظر رياض لورق العنب قائلا بمداعبة يارتنى كنت أنا ورقة عنب على الأقل كانت ايدك الحلوة دى هطبطب عليه زى مبتعملى معاه وأنت بترصيه فى الحلة
رياض طيب ما تشربينى وهتلاقينى لذيذ اوى
كرميلا وبعدين معاك إحنا قولنا ايه
رياض مقولناش أنا مش فاكر ومش عايز افتكر غير إنى بحبك من قلبى يا كرملتى
فافترشت كرميلا بنظرها الأرض خجلا ثم قالت بلوعة حزن الحب مش كلام بس يا بيه
فعشان تقول كلمة زى دى لازم تكون عامل حسابها كويس
رياض بتلعثم لا مفيش عصافير بطنى كانت بتصوص
فنظرت إكرام ل كرميلا پغضب قائلة مهو كله منك يا كرميلا قولتلك سرعى أيدك شوية عجبك كده الباشا جعان
وأعملى الباشا ساندوتش تصبيرة كده لغاية مخلص
فغمز لها رياض قائلا اه _ محتاج فعلا حتى تصبيرة كده ولا كده
يا ترى هيقابل مين وشكلها ايه
اكيد حلوة
طيب ليه بيعمل معايا أنا كده
وعايز منى إيه
ثم نظرت إلى العباءة التى اشتراها لها فأخذتها وضمتها لصدرها وكأنها تستنشق عبيره بها
هامسة اه يا ركان لو تحس بقلبى وقد إيه بيتمنى وجودك معاه
حتى لو بظهر بخلاف كده بس من جوايا بفرح اوى بإهتمامك بيه
يا ركان
على جانب آخر كانت دلال قد اجتمعت مع شحاتة ورجل اخر واعدت لهم خطة لخطڤ دلال من منزل ركان واختارت لهم وقت تأكدت منه من خلو المنزل من أصحابه سواها هى والدادة وأمه المړيضة التى لا تغادر الفراش إلا للضرورة
فكيف علمت بهذا الأمر
اللهم آلف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش
الحلقة الحادية عشرة
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
قادني الشوق إليك يا أملي الجميل أعلم أن عشقي إليك كفجر يعشق شمس الأصيل حب مستحيل وقلب عليل وما عدت أرضى بغيرك اليوم بديل فأنت من إمتلك شغاف القلب وأنت للروح عديل حب مستحيل
نظرت مكة بشغف
إلى العباءة التى اشتراها لها ركان فأخذتها وضمتها لصدرها واستنشقت عبيره بها
ثم تنهدت بمرارة قائلة تعبتنى بحبك يا ركان وعارفة إن الحب ده محكوم عليه بلإعدام بس مش بإيدى يارتنى أقدر أشيلك من قلبى ياريت
ثم وضعت العباءة بجانبها وتناولت كتاب الله لعله يثلج صدرها
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فتحت مكة القران ليقع بصرها على قوله تعالى
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړا لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم
وما أن أنتهت من قراءة وردها حتى أبتهلت لله بالدعاء اللهم لا تعلقنى بما ليس لى وأكتب لى الخير حيث كان ثم أرضنى به
ثم وضعت رأسها على الوسادة ولهج لسانها بالأستغفار حتى ذهبت فى نوم عميق لترى فى أحلامها أنها عروس ترتدى فستان أبيض جميل ثم ظهر لها ركان فى الأفق فأسرعت إليه ومدت له يدها فأمسك بها فابتسمت بسعادة ولكنها إندهشت عندما وجدت العبرات فى عينيه
لتجده بعدها يضع يدها فى يد رجل اخر ظهر فجأة بجانبه
ويختفى ركان بعدها لتقوم بعدها فزعة من النوم صاړخة ركان ركان أنت فين وسبتنى لمين ده
وفى اليوم التالى
طلب رياض من كرميلا قبل ذهابه للعمل أن تعد كوب له من الشاى
كرميلا ثوانى ويكون عندك يا سى رياض
رياض استنى عايز اقولك حاجه
كرميلا خير يا سى رياض
رياض مش عارف حلمت حلم كده وقايم متوغوش شوية
كرميلا اللهم اجعله خير يارب
رياض يارب
كرميلا بس ايه هو الحلم
رياض حلمت زى ميكون جه كتفنى وشق صدرى وخد قلبى وجرى بيه وكنت حاسس إنى بمۏت
كرميلا بعد الشړ عليك يا سى رياض أن شاءالله اللى يكرهك يارب
رياض يارب على العموم خلاص مش عايز الشاى عشان اتاخرت على الشغل يلا سلام يا كرملتى
كرميلا بنظرة
حب مع كل خطوة سلامة يارب
ولكن رياض الټفت لها مجددا لينظر لعينيها بشوق قائلا كرميلا
خدى بالك من نفسك عشان خاطرى
فابتسمت كرميلا وأنت كمان يا سى رياض
فى حفظ الله يارب
أسرعت ريم للجامعة على شوق لرؤية حاتم الذى أمتلك قلبها من مجرد كلمات
وأخذت عينيها تبحث عنها فى كل الأركان ولكنها لم تجده
ريم بحزن إيه ده هو فينه النهاردة
معقول يكون مش جى
بس ده مأكد عليه إنه جى
يمكن فيه حاجة آخرته فى الطريق وأكيد زمانه على وصول
هروح اشرب اى حاجة سخنة فى الكافيه عشان الجو البرد ده عقبال ميظهر حاتم
وبينما هى كذلك لمحها كريم العوام فدق قلبه لها رغم علمه إنه تفضل حاتم عليه ولكنه قلب المحب لا يعرف الكره بابه
فتقدم منها قائلا ريم إزيك عاملة ايه
ريم بإبتسامة مصطنعة أهو بخير
ثم لاحظ كريم تشتت عينيها كأنها تبحث عن أحدهم
كريم أنت مستنية حد
ريم مشوفتش حاتم النهاردة
فاعتصر قلب كريم ليجيبها پألم لا مشوفتهوش
ثم ابتلع ريقه بمرارة قائلا ريم
ريم نعم يا كريم
كريم خلى بالك من نفسك عشان القلب لما بيكسر ملهوش دوا
امتعضت ريم قائلة وأنت ليه بتقولى الكلام ده
كريم مفيش بس قلقان عليك وعارف مين هو حاتم المرشدى
فوقفت ريم غاضبة قائلة بإستنكار وأنت مالك بيه
أنت شكلك غيران منه ومش هقول ليه
عشان أنا مش بحب أجرح حد
كريم بغصة مريرة أنا يا ريم ربنا يسامحك وربنا عالم بنيتى وقد إيه خاېف عليك
ندمت ريم على حدتها فى الحديث معه عندما رأت الصدق فى عينيه التى تلمع بحبها
فتلاطفت بعض الشىء معه قائلة سورى يا كريم
معلش انا مش متظبطة النهاردة وعصبية زيادة من فضلك سبنى لوحدى شوية
كريم تمام يا ريم زى متحبى بعد أذنك ثم الټفت ليغادر ولكنه عاد لينظر إليها مرة أخرى قائلا ريم اعتبرينى حتى اخوك ولو احتجتى اى حاجة كلمينى
ابتسمت له ريم بإمتنان ميرسى يا كريم
لتحدث نفسها بعد مغادرته طيب اوى كريم بس اعمل ايه القلب وما يريد
يا ترى أنت فين يا حاتم
لم تتم سؤالها حتى وجدت جلال أمامها
ويرسم على وجهه الضيق والتوتر
جلال كويس إنى شوفتك يا ريم
ريم بقلق فيه إيه يا جلال ومال وشك كده
هو فيه حاجة قولى الله يخليك
حاتم جراله حاجة
متخبيش عليه
جلال مصطنع الحزن حاتم تعبان اوى يا ريم
مش عارف ماله
فجأة أنا كنت بكلمه الصبح وبنهزر عادى وهو بيلبس وجى الكلية ومبسوط إنه هيشوفك
سمعته بيقول اه يا قلبى
فبهزر معاه وبقوله إيه للدرجاتى بتحبها
راح لقيته سكت وبعدين اكلم بس بصوت ضعيف قال ألحقنى بدكتور بسرعة يا جلال حاسس إنى ھموت وقلبى بيوجعنى اوى
رحت قفلت بسرعة وجريت على اول دكتور قابلنى ورحتله وكشف عليه
وقال الحمد إنى جيت فى
الوقت المناسب ده كان هيحصله جلطة وعطاه إبرة بسرعة فوقته شوية بس نصحه بالراحة فترة فى السرير
ريم پبكاء يا حبيبى يا حاتم الف سلامة عليك
جلال بصوت يشبه فحيح الافعى بس يا ستى ومن ساعتها مش بيقول غير ريم وحشتنى عايز اشوفها
خاېف أموت من غير مشوفها
وأنا اقوله يا متقولش كده يا راجل بكرة تقوم وتبقى زى الفل
يقولى يا عينى مش عارف خاېف اوى اموت من غير مشوف ريم
فصعب عليه اوى وأنا سيبه دلوقتى بعد مراح فى النوم وبرده عمال يخطرف بأسمك حتى وهو نايم ويقول
ريم ريم ريم
ريم بإندفاع لا أنا لازم اروح واطمن عليه بنفسى واشوفه
جلال قلبك حنين يا ريمو وليه حق حاتم يحبك كل الحب ده
بكت ريم وجففت دمعاتها بمنديل معطر أخرجته من حقيبتها طيب بسرعة ربنا يخليك وصلنى ليه محتاجة أشوفه بسرعة
جلال بإبتسامة مكر حالا دلوقتى يلا بينا
ثم ذهبت معه إلى قدرها
أنجز ركان بروح تكاد تطير من الفرحة كل إجراءات خروج مكة
فها قد أصبحت حرة طليقة بعد فترة من المعاناة
وبقلب يخفق بشدة توجه للمشفى ولكنه توقف فى الطريق أمام محل للورود ليختار لها باقة ورد بيضاء كنقاء قلبها
فى حين كانت هى تستعد للقائه فولجت للمرحاض فتوضئت ثم خرجت وأبدلت ثيابها بأحد تلك العبائات الجديدة وأختارت ذات اللون النبيتى مع حجاب تابع لها بنفس اللون ولكن بدرجة أفتح
ثم نظرت لنفسها فى المرآة فوجدت حمرة فى وجنتيها لم تجدها من زمن فتسائلت ألهذا الحد يظهر حبه على وجهى
ثم أخذت تدور حول نفسها بسعادة وهى تمسك بطرف تلك العبائة فقد كانت
كلوش من اعلاها ضيق ومن أسفلها واسع فكانت تبدو بها كالأميرة
وبينما هى كذلك ولج إليها ركان ليتفاجىء بها كذلك فهذه أول مرة يرى على وجهها السعادة فكانت كالبدر المضىء لسماء قلبه المظلمة
فوقف يتأملها طويلا وود لو احاطها بذراعيه وأخبرها كم أشتاق لها
وود لو خبئها بين أضلع صدره لتكون له وحده ولا يراها احدا غيره
وبينما هى تدور حول نفسها ولم تشعر بوجوده أختل توازنها وكادت تسقط فأسرع إليها وأمسك بها بين ذراعيه
لتتقابل اعينهما فى نظرة طويلة نظرة عبرت عن مكنونة القلب التى لا يستطيع أحدهما أن يفصح عنها
بل يحتفظ بها
متابعة القراءة