رواية رائعة بقلم الكاتبة أم فاطمة
المحتويات
أن تفوق منه
ثم استمعت لجرس الباب فظنت أن أيمن قد عاد مرة أخرى
فارتعدت أوصالها وتقدمت ببطىء لفتح الباب لتتفاجىء بركان أمامها
مكة بعيون دامعة وصوت منبوح ركان
ثم لم تتحملها قدميها وشعرت بالدوار وكادت أن تسقط ولكن ركان التقطها سريعا بقلب مرتجف قائلا مكة مكة
سامحينى أنا السبب فى ده كله مكنش لازم أسيبك أبدا تجوزى المچنون ده كان لازم أدافع عن حبى مهما حصل ولازم أتغلب على خوفى وكان لازم تكونى أنت أول أولياتى أنت جزء منى يا مكة روح اتكونت جوايا ومقدرش افارقك وكنت غلطان بالأسلوب اللى اتعملت معاك بيه سامحينى
ليجهش فى البكاء بجانبها مرددا سامحينى يا حبيبتى
ثم حاول إفاقتها بنثر العطر على أنفها فقامت فزعة مرددة أنا فين فين
أغمض ركان عينيه پألم على الحالة التى وصلت لها ثم أردف إهدى إهدى يا مكة متخفيش أنا معاك ومش هسيبك أبدا تانى
أنت إنسان أنانى مش بيهمك غير نفسك وبس ومكانتك وعيلتك ووخدنى كده تسلية فوق البيعة وفى أول فرصة بعتنى ل
لأيمن واتخليت عنى وعارف كويس من جواك إنى مش عايزاه بس مجبرة
أنت طلعتنى يا باشا من سجن ل سجن أكبر واظلم ياريت كنت سبتنى فى السچن كان هيكون ارحم من اللى شوفته معاك وآخرها مع ايمن
امتعض وجه ركان وتلألأ الدمع فى عينيه قائلا مكة اسمعينى انا كنت
مجبور زيك بالظبط بس مقدرتش إنك تكونى لأيمن فبعدته عنك
مكة بسخرية وبعد ما بعدته يا باشا
عايز منى إيه
فاقترب منها ركان وحاول لمس يديها قائلا مكة ادينى فرصة أشرحلك تفهمينى أنااااااا
ولا فاكر إنك ممكن تعيش حياتك معايا تحت اسم انى متجوزة ومحدش هياخد باله
فصعق ركان لما رددته مكة وقبض على يديه مردفا بأنفعال أنت فهمتى ايه ولا فهمانى ايه
أنا مش قصدى حاجة من اللى جت فى دماغك خالص
فنظرت له مكة بعدم تصديق قائلة وهتقدر تقف أمام والدك وتقوله مش عايز بنت المحافظ وعايز وحدة مطلقة ممرضة يتيمة ما كان من الأول قبل ماترمينى فى الڼار بإيدك
فأشاحت بوجهها عنه كى لا يرى مقدار الحب التى تكنه له
ركان بتوسل أرجوك بصيلى بصى لعينيه يا مكة هتقولك اللى مقدرش لسانى يقوله من فترة
مكة پألم مش عايزة أشوفك ولا عايزاك تكلم يا باشا
خلاص صدقنى معدتش ينفع وكمان حرام وذنب كبير أنا مقدرش اتحمله
أنا زوجة دلوقتى ولى حضرتك بتكلم فيه وأنا لو طاوعتك هيكون خېانة فاهم يعنى ايه خېانة
وأنا لا يمكن اقع فيها أبدا
ركان وأنا مش عايز كده بس القلب ربنا أعلم بيه
وعارف برده قلبك يا مكة إنه معايا مهما حولتى تخبى عينيك عنى
ثم صړخ قائلا أنا بحبك يا مكة
من أول لحظة شوفتك فيها على البحر وأنت احتليتى كيانى هزتينى وحركتى فيه مشاعر كنت بظن إنها لا يمكن تتحرك بقيتى فى لحظة كل حياتى اتغيرت عشان خاطرك
فصمت مكة أذنها أرجوك كفاية مينفعش الكلام ده أرجوك أخرج بره بيتى وأخرج بره حياتى
معدتش ينفع بقيت زوجة زوجة خلاص
فاروق
اتصل ب فيفى ايه يا حب تقلانة ليه مجتيش النهاردة
فيفى معلش يا فاروق دلوقتى مجدى بيطب فى أى وقت وكمان غير حاله اللى متغير
فاروق بقلق وغووشتينى يعنى إيه حاله متغير
فيفى يعنى اللى طالع عليه يقولى شرف المهنة وعايز أتوب وكلام كده تقولش إستشيخ
فانفعل فاروق أنت بتقولى إيه
أنت فاهمة الكلام ده معناه ايه
يعنى ممكن فى لحظة نروح فى الرجلين لو الضمير نح اوى عليه وبدء يكشف أوراقنا
فيفى لا هو مقلش كده قال هسيبنا بس نصرف فى العمليات بعيد عنه لكن مش هيفتن علينا أبدا
فاروق وأنا إيه وكمان هو بيفيدنا اوى وبيمشى البضاعة من غير محد ياخد باله ولو بطل يشتغل منتضمنش الظروف
فيه إيه يا فيفى مبقتيش تعرفى تأثرى فيه زى الاول
ابعتله وحدة تانية واديك أنت استمارة ستة وأنت عارفة كويس يعنى يعنى استمارة ستة عندنا
فارتعدت أوصال فيفى قائلة پخوف برده أهون عليك يا فاروق ده أنا الحب
فاروق الحب اه مقولناش حاجة بس شغلى وحياتى أهم يعنى معلش
فشوفى الليلة معاه هتقدرى عليه ولا نشوف واحدة تانية ولا نصفيه خالص بس إحنا محتاجينه
فيفى لا أنا هقدر عليه متشغلش بالك يا حبيبى
فاروق لما نشوف يا جميلة الجميلات ولما يمشى تعالى عشان وحشتينى اوى
فيفى بابتسامة مصطنعة وأنت كمان يا حبيبى
ثم أغلقت الهاتف للتتنهد پخوف وبعدين يا فيفى فاروق شيطان ويعملها فشوفى هتصرفى إزاى مع مجدى لازم تخليه زى الخاتم فى صباعك تانى
وحولى تفكرين بموضوع ركان ولا أقولك فكرة
ممكن تبعتى مسج صغير كده لسيادة الرقيب
تقولى فيه على حقيقته تقوم تشتغل الحريقة فى البيت وتتفتكر سهام أن مجدى اللى قال وتغضب وتسيبه وميلقيش أنا وبس
ترددت زهرة على كثير من الأقسام لتسئل عن النقيب ركان ولم تجد إجابة تثلج صدرها حتى باتت تفقد الأمل وتأخر عليها الوقت وقررت أن تعود لبيتها ولكن قلبها لم يطاوعها وقررت أن تذهب لآخر قسم يقابلها فى الطريق
فولجت إليه ولسانها يلهج بالدعاء أن
يعرفه أحد
فسئلت الشاويش ربى يخليك يا شاويش متعرفش نقيب اسمه ركان
الشاويش ركان تقصدى ركان باشا ابن اللواء مجدى الزيات
وأنت بتسئلى ليه عليه
فاتسعت عين زهرة ورددت بفرحة إن شالله يخليك تدلنى على عنوانه بسرعة ولا هو موجود جوه أدخله
أنا عايزاه فى موضوع حياة أو مۏت
ثم دمعت عيناها فأشفق عليها الشاويش قائلا بصى هو مش جوه هو فى البيت أنا هقولك فين بس اياك تقولى إن أنا اللى دليتك فيها رفدى دى عشان دى معلومات شخصية ومش مسموح بيها
بس عشان انت صعبتى عليه
زهرة متخفش يا اخويا لو ھموت مش هقول وكفاية وقفتك جمب وحدة غلبانة زى حلاتى
الشاويش طيب اسمعى
فوصف لها الشاويش العنوان بالتفصيل فاتجهت إليه مسرعة
بقلب ينبض وتخلل إليها إحساس إنها اقتربت بالفعل من رؤية ابنتها التى حرمت منها
وبالفعل وصلت زهرة إلى باب الشقة لتتقوم برن الجرس
دادة إكرام يا ترى مين اللى الجى فى الوقت ده
بت يا كرميلا روحى شوفى مين
كرميلا پذعر والله أنا بقه عندى فوبيا من فتح الباب
طيب تعالى معايا
ولكن رياض رأى كرميلا وإكرام يتجهون لفتح الباب فاستوقفهم قائلا إستنوا أنا هشوف مين
فابتسمت كرميلا ووقفت من ورائه
ليفتح رياض الباب فيرى سيدة أربعينية يملىء الحزن وجهها
رياض حضرتك مين
زهرة انااااااا
يا
نختم بدعاء جميل
اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا متقبلا اللهم ارزقنا نصرا نمحو به بؤسنا وعزا نطهر به غمنا اللهم أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
الحلقة التاسعة والعشرون
بسم الله ونصلى ونسلم على رسول الله
كن قويا لتلقي اقوى الصدمات في هذه الحياة سترى وتتعلم مالم تتوقعه يوما لكن اجعلها درسا ليقويك لا ليكسرك ويمحيك وما ضرني غريب يجهلني وانما اوجعني قريب يعرفني
ابتسمت كرميلا عندما قال رياض إنه من سيقوم بفتح الباب فأتبعته ووقفت من ورائه
فتح رياض الباب فرأى سيدة أربعينية يملىء الحزن وجهها
رياض حضرتك مين
زهرة بتلعثم مش ده بيت الباشا ركان
رياض ايوه حضرتك تعرفيه وعايزاه ليه
ثم انتقلت بنظرها إلى تلك الفتاة التى تقف من ورائه وتلاقت أعينهما فلمعت عين كرميلا وشعرت تجاهها ببعض الحب وإن كانت لا تعلمها
ومالك بتبصى كده ليها
كرميلا بشويش عليها يا سى رياض ده شكلها تعبان وحزين
فابتسمت زهرة لسماع صوتها هامسة بقلب الأم كرميلا
اتسعت عين كرميلا قائلة بإندهاش حضرتك تعرفينى
فأجهشت زهرة بالبكاء ثم احتضنتها بقوة أنت بنتى بنتى بنتى كرميلا
فشاركتها كرميلا البكاء بدون شعور وشعرت بشىء أفتقدته لسنوات عديدة بالحب والدفىء والحنان والرحمة
ولكن رياض
لم يصدق ما قالته فارتفع صوته إيه شغل الأفلام ده ثم أعاد إمساكها من ذراعها
كلمينى أنا
زهرة بصوت منبوح من البكاء يا بيه أنا أسمى زهرة وحكايتى طويلة اوى وجيت لما عرفت أن ركان بيه أخد بنتى من وحدة اسمها دلال اللى أخدتها من دار الأيتام
اللى رماها فيه أبوها عباس لما أخدها وكانت لسه حتة لحمة حمرة خدها ڠصب منى وجرى بيها وملحقتهوش ومن ساعتها وأنا روحى رايحة منى وسنين بدور عليها
لغاية ما اعترف أبوها أنه وداها دار الايتام فرحت قالوا خدتها الست دلال روحت لدلال قالوا الباشا أخدها ودلال فى السچن
أشارت كرميلا لنفسها قائلة بذهول يعنى أنا مش يتيمة وعندى أم وأب معقول أنا مش مصدقة نفسى
رياض بإنفعال متصدقيش يا كرميلا مش ممكن تكون كدابة ودى حركة تانية من حد تانى عايز يأذيك
زهرة أحلفلك بإيه يا بيه إنها بنتى وتعال أسئل علينا ونعمل تحاليل زى ما أنت عايز عشان تثبت أنها بنتى وبنت عباس
كرميلا وقد أغرقت عينيها بالدموع وليه أبويا يعمل كده
فنكست رأسها زهرة مردفة شيطان يا بنتى ربنا يهديه
وتعالى يلا معايا عشان تشوفى إخواتك الصغيرين من عمك صلاح
كرميلا اخواتى ومين عمى ده كمان أخو ابويا
زهرة بحرج لا ده جوزى
أتجوزته بعد مامقدرتش أعيش مع ابوك بعد عملته السودة ورميك فى دار الأيتام
وهو راجل كويس آوانى وعاملنى كويس وخلفت منه أخواتك
يلا يا بنتى عشان الوقت متأخر وزمانه أخواتك
متابعة القراءة