رياح الألم ونسمات الحب لسهام صادق
فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق
حتي اقتربوا الفتاتان منهما فتتأمل هنا سلمي قائله بسعاده فاكره ياسلمي لما نور وريم كانوا يروحوا المزرعه ويجيبوا توت وعنب ويجوا لينا هنا عشان يحكوا لينا عن مغامراتهم اللي انتي احيانا كنتي بتشاركيهم فيها وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
ويحل الصمت للحظات بعد أن داعبتهم الذكريات حتي بدء الهواء ينعش أرواحهم ويصطفوا بجانب بعضهم فتضحك هنا قائله انا نفسي اعمل حاجه اوووي ثم نظرت الي بنات عمها واخت زوجها وسارت من امامهم وهي تلوح بأيديها هتلاقوني عند شجرة التوت
فترفع ريم بوجهها المنحني علي حجر بيجامتها الصغيره لاء لسا هزي الشجره تاني
فيأتي خلفهم وهو يحمل طفله ضاحكا انا مصدقتش لما نيره ونور قالولي انك عند شجره التوت وبتجيبي توت ياهنا
فظل الصغير يتحرك بقوة علي ذراعيه حتي قال وهو يضعه أرضا اكيد عايز تروح لماما الهابله ياحبيبي اللي سايبه بابا متبهدل بيك وهو مهندس قد الدنيا وليه اسمه وقاعده بتعيد الذكريات
فرفعت بقدماها كي تستطيع ان تصل بعصايتها
الي تلك الفرع المثمر بكثره فضحك فارس بقوه وهو يتأملها ويتأمل طفله الذي يجلس أرضا ويأكل من حبات ذلك التوت قائلا وهو يرفعها بين ذراعيه حتي أبنك ماصدق شايفه مراد ياهانم
فتأمل كلماتها وهي تنطقها حتي ضحك بقوه هو حتي في التوت في شكل حلو وشكل مش حلو ده كله توت ياهنا
فأخفضت برأسها لتتأمله بعيونها بتتريق عليا علي فكره أبنك التاني هو اللي عايز وشيل براحه عشان ميزعلش
وقربها منه ليضمها بفرحه أنا شكيت برضوه في موضوع التوت بس قولت مش معقول هنكرر التجربه من تاني طب هو مافيش تنوع في الفاكهه ولا ايه يامدام
فضحكت وهي تتأمله بحب حتي نظرت الي ابنة عمها التي تتأملهم بأعين طفله تري فارس أحلامها في مهدها وابعدته عنها بخجل فارس عيب كده
فألتف حوله قائلا بهمس عندك حق ياحببتي مراد وريم معانا يقولوا علينا أيه
ثم هبط بجسده ليحمل طفله ناظرا الي ريم التي تأكل التوت بأفتراس يلا ياريم
وعاد بنظرات أعينه الي طفله الذي يحمله علي ذراعيه قائلا ولا اقولك يامراد خليك انت فوق ورفعه علي كتفيه العراض فيضحك قائلا مراد عيني عايز اشوف
ليزحزح الطفل احد اصابعه ويلهو في شعره قائلا بابا
فيبتسم علي افعال صغيره الذي اصبح عمره عامين ويقربها منه ليضمها الي صدره فتسير بجانبه وتركض ريم امامهم ليقول هو بسعاده وهو علي راسها بحبك يا طفلتي يا ام أطفالي
تمت بحمدالله
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب
_ بقلم سهام صادق