عشق مجهول لأسماء رجائي

موقع أيام نيوز


الاحتمالات... 
وصل أخيرا ليترجل من سيارته وهو يركض.. 
دخل ليجد خاله يسير بقلق وعلي غير هدي في مساحة الاستقبال الخاصة بالمنزل...اقترب منه ما ان رآه 
اطلع لها بسرعة احنا دخلناها اوضتها بالعافية ياحازم... 
اومئ له وهو يربت علي كتفه يحاول ان يطمئنه.. ليصعد الي الاعلي حيث غرفتها... 

كانت تدور كالمچنونة في الغرفة....كيف يتحكمون بها بتلك الطريقة...هل تذكر هذا الرجل ابنته الآن.. 
اين كان عندما تربت في منزل شرب الخمر فيه كالماء...اين كان عندما شاهدت والدتها في أحضان العديد من الرجال... 
اين كان عندما أجبرت علي الرقص....اين كان عندما انتهك جسدها وتعري امام الغرباء.... 
هبطت دموعها بغزارة...لتلتفت الي الباب الذي دخل منه حازم....او كما أخبرها ....زوجها... 
دخل وهو يغلق الباب بهدوء ليجلس متنهدا بتعب ...ليضع يده على وجهه محاولا ضبط أفعاله لأجلها حتى لايتهور عليها ....بالنهاية هو يعذرها.. ولكن حبه يجعله في حالة غريبة .... 
تحدث أخيرا وهو يرفع نظره لها 
عاوزة ايه....قوليلي براحة كده 
إجابات بشراسة وحدة 
عاوزة امشي من هنا...انتوا بأي حق تحبسوني انتوا مين اصلا
حافظ علي هدوءه قدر المستطاع مجيبا إياها 
احنا مين ...فده بيت والدك الي هو خالي...وهنا اختك لوتس...ليقترب منها بعد ان قام من مكانه ...وانا جوزك...وليا حق اعمل مابدالي وابوكي برده... 
اغتاظت من طريقته وتزداد ڠضبا...لتقترب منه وقد لمعت أعينها بمكر لتنظر الي عيونه بتركيز 
جوزي....اممممم....حلو برده بس الباشا حازم بيه...ازاي قابل علي نفسه أنه يتجوز واحدة كانت بترقص على واحدة
ونص....لا وايه امها كانت بالليلة...تصدق نسب يشرف 
امسك يدها فجأة ونظراته لاتبشر بخير 
احترمي نفسك ....وانسى القرف ده 
أطلقت ضحكة رقيعة...لاتناسب الا فتيات الهوى..لينظر لها بحدة لتكمل هي 
ايه ضايقتك ضحكتي....معلش اصلي متربية عليها....تؤتؤ شكلك كده مش مصدقني...لتبتعد وهي تحاول ان ترقص 
تحب افرجك...مانتي جوزي برده وده حقك 
اقترب منها محاوطا خصرها لتشهق هي 
طيب مانا ليا حقوق تانية يا حلوة....ماتديهاني...بدل الرقص ليغمز لها بوقاحة اشعلت وجهها خجلا وڠضبا ...ليكمل هو وإذا كان ع الرقص بعدين.. 
ليتناول شفتيها في قبلة قاسېة وغاضبة....وهي تقف أمامه كالتمثال لا تتحرك... 
ابتعد عنها قليلا ليجدها جامده تماما ليلقي بها علي السرير 
مش هسمحلك ترخصي من نفسك تاني...انتي مراتي ومسؤليتي...اعملي حسابك جوازنا آخر الشهر...هبطت دموعها أمامه ليجد ها تحاول ان تكبح شهقاتها ....ليقترب منها متحدثا بهدوء وحنان 
طيب عاوزة ايه بس يارؤي...الي انت عاوزاه...بس بلاش دموعك... 
مس قلبها صوته الحنون ورجائه المبطن لترفع أعينها في مواجهته...الا انها عادت لشراستها مرة أخرى أبعد عني وجواز مش هتجوز... 
ابتعد عنها هادرا پغضب 
انا حاولت اتكلم براحة بس جواز هتتجوزيني وآخر الشهر فرحنا....وخروج من هنا مفيش...لغاية ماتيجي بيتي ....اه وقبل مانسي ابقي اتدربي على رقص الواحدة ونص كويس...عشان بحب الرقص جدا...بدل مابص بره... 
خرج هو صافقا الباب پعنف....ليقف خلف الباب لاعنا كل شئ....ولاعنا هذا الحب الملئ بالصعاب... 
اما لوتس كانت تستمع الي حديثهم...بأعين باكية...رغم قوتها الانها أنثى..تحتاج ان تضعف وتبكي ...هبطت سريعا لتجد عمر مازال يجلس في حديقة منزلهم ولكن والدها غير موجود معه.... 
اقتربت منه ليقف هو ويرى وجهها الباكي ....ليتنهد متسائلا 
انتي كويسة يا لوتس... 
هزت رأسها بالنفي ليتابع هو مقتربا منها وهي تقف أمامه 
طيب انا هعمل حاجة متزعليش منها 
نظرت له باستفهام ليجد أنه يحتضنها...بحنان وقوة مربتاعليها برقة... 
ليبتعد سريعا خوفا من عودة أحد فيراهم..الا أنه لم يستطيع ان يقاوم شعوره بأن يحتضنها .... 
اما هي كانت صامته ...وبعدها هرولت للداخل...وكأن هذا العناق كان ينقصها...تعلم انها كانت بحاجة اليه...ولكن هذا خطأ... 
رن هاتفها لتجده عمر لتجيبه بصمت بينما هو يمسك هاتفه متأملا شرفتها من حديقة المنزل ....مكتفيها بهدير أنفاسها...وكأنه يستمع الي موسيقي ما...تجعله سعيد.... 
ليشرد ويعود علي صوتها 
عمر...انا .....انا موافقة
سأل هو 
موافقة علي ايه 
إجابته برقة 
نتجوز...اتجوزك يا عمر... 
ليمسك هو هاتفه بيده ينظر له ببلاهة...وابتسامة تشق فمه وكأنه امتلك العالم
الفصل الحادى عشر
لاتعلم الي الان لما وافقت على الزواج...الا انها سعيدة بهذا القرار ...لن تنكر حبها الذي اكتشفته لعمر... 
التقط سمعها صوت ضجيج خفيف في الدور السفلي من المنزل...نظرت الي ساعة هاتفها وجدت انها مازالت الثانية صباحا...من إذا مستيقظ في ذلك الوقت... 
ارتدت مئزرها هابطة للأسفل لترى ماذا هناك.... 
وقفت لوتس أمام المطبخ وهي تراه يقف مرتبكا حائرا.... 
اقتربت منه متحدثة باستغراب 
بتعمل ايه عندك ياحازم... 
الټفت لها منفجرا بالضحك...لتشاركه هي في ذلك... 
ليخبرها من وسط الضحكات 
عاوز اعمل عشا للمچنونة اختك ياستي....وعاوز أشرب قهوة..بس في الحقيقة مش عارف اعمل حاجة.... 
هزت رأسها بهدوء متجهه الي باب البراد...تخرج منه بعض المعلبات لتلتفت له 
بتحبها اوي كده ياحازم...
تنهد بحرج لينظر لها صامتا ليلتفت متصنعا الانشغال في صنع قهوته 
اه بحبها ....معرفش ازاي وامتا بس حبتها....عارفة يا لوتس الحب ده حاجة بتيجي من غير ميعاد...فجأة كده عامل زي المړض الي بيظهر فجأة ويتملك جوه خلاياكي وانتي متعرفيش تعالجيه .... 
ابتسمت له وهي تضع بعض الاطعمه الخفيفة من أجل رؤي 
ياااه....مكنتش اعرف انك فيلسوف كده ...يابخت رؤى بيك ياسيدي 
اڼفجر بالضحك ليهدئ بعد فترة متحدثا بجدية 
وانت بتحبي عمر ولا لأ...انا عرفت من خالي انك وافقتي على جوزاك منه....بتحبيه يا لوتس.... 
اه بحبه...بحبه ياحازم...بس هو مش عارفة
مبيحبكيش ....امال وافقتي علي الجواز ليه. 
تنهدت قليلا ثم ردت بنبرة حائرة 
وافقت عشان حاسه اني محتجاه ...هو قالي انه معجب بيا واننا هتبقي ثنائي ناجح كزوجين...وانا شايفة اننا مناسبين لبعض... 
رد عليها بانفعال 
انت عارفة انت داخلة علاقة عاملة ازاي...صدقيني يا لوتس هتتعبي الحب من طرف واحد بيتعب....وهو شكله مش ناوي علي حب اصلا...هو عاوز يتجوز ويبني أسرة وانتي بالصدفة ظهرتي قدامه...راجعي نفسك
صمتت قليلا قبل ان تحدثه بنبرة هادئة مش شرط أنه يحبني ياحازم..المهم انه يحترمني...وبعدين مايمكن مع العشرة والأيام الموضوع يتغير...اطمن ياحازم متقلقش عليا... 
بالاعلي كانت رؤى تنظر الي نجوم الليل المتراصة في السماء...من نافذة غرفتها...شردت في حياتها كيف تجعلهم يشعروا بحزنها الداخلي والامها.... 
رجعت بذاكرتها الي ذلك اليوم الذي خرجت فيه والدتها لتبقي وحيدة مع خالها....وبئس الخال الذي كان يخطط لبيعها في ذلك اليوم لأحد الأثرياء من الخليج...عجوز كما يحدث دائما بالقصة المعروفة ... 
كان يريد تزويجها منه او بيعها بمبلغ كبير بالنسبة له... 
الا ان وصول والدتها مبكرا جعل الأمر يفسد تمام... 
هربت منها دمعة حزينة علي وجهها وهي تتذكر حديث والدتها في ذلك اليوم 
هدرت به والدتها 
اټجننت يانعمان عاوز تجوز بنتي وتلهف البيعة دي لوحدك... 
قهقه نعمان لتظهر أسنانه الصفراء متحدثا بنبرة كريهة 
انا قلت برده انك اهم حاجة عندك الفلوس يازيزي....بس انا كنت هديكي الي تعوزيه...وبعدين ده راجل عجوز عاوز يجدد شبابه ببنت صغيرة بورقة عرفي وبعد مايزهق منها هيسيبها...واهو هنستنفع تبقي خرج بيت وبراحتنا بقي... 
صمتت والدتها قليلا ثم اردفت 
انت عبيط يانعمان الراجل ده كان هيدفع ملاليلم....وبعدين البت لسا 13سنة طب اصبر ....لتشعل احدي 
اومئ لها وهو ينفث دخان سېجاره متحدثا بضحك 
دماغك الماظات يازيزي...لؤلؤة دي الكنز الي لازم نحافظ عليه.. 
مازالت تلك الأحداث تدور بداخلها ....حتى انها کرهت كل شئ...والدتها حتي... 
دخل حازم لينادي عليها....التفتت له ليرى وجهها الأحمر من كثرة البكاء ....وآثار دموعها المرسومة عليه.... 
ترك طاولة الطعام من يده ....ليقترب منها محاولا تهدئتها....لتأثره حتي في بكائها ... 
اقترب منها ليضع يده علي وجهها ليمسح بيده تلك الدموع...يراها هادئه مستسلمة له وكأنها ضعيفة أو أصابها التعب ...لم يعد لديها قدرة علي المقاومة...وكم أراد ان ربما
يشفي ڼار قلبه...الا أنه وبشده رابتا علي ظهرها بخفة وهدوء...لتبكي هي مرة أخري من سيل الحنان الذي يمنحهها اياه...حازم...ولأول مرة تستشعر الحنان من أحدهم 
خاصة من رجل دون ان يضمر لها غرض...فقط يريد تهدئتها.... 
اما هو كان يصارع قلبه وعقله يريد ان يذهب بها للماضي...ماحيا كل ذكري سيئة واضعا مكانها البهجة والفرحة....ليتنهد بهدوء ....طابعا علي مقدمة رأسها عميقة يتمني من خلالها لو يستطيع أن يأخذ بعضا من أحزانها إليه ربما يخفف عنها... 
والهروب للحب بالحب...دون أن نجد الحب...حماقة ... 
حماقة ....تساءلت بداخلها هل موافقتها علي الزواج منه حماقة....هل تعجلت الأمر ولكن هي تحبه القلب اختاره .... 
هي تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما الا انها ولاول مرة يهفوا قلبها لحب شخص ما... 
اما هو كان جالسا يفكر بها منذ ان ابلغته بموافقتها على الزواج منه وهو يريد ان يتزوجها الان وحالا.... 
لهفته غير عادية... 
هل أحبها...اجابه العقل بلا...لايمكن ان يكون قد وقع في حبها ... 
مازال القلب مشغول بليلي...واين ليلي ....هو من فرط بها... 
وداهمه السؤال ماذا لو تزوج لوتس وظهرت ليلي...هل سيعود لها تاركا خلفه زوجه وربما أطفال.. 
نفض كل تلك الأفكار واتجه الي هاتفه يحادثها... 
هدء قليلا قبل ان يسمع صوتها الناعم والقوي في نفس الوقت متحدثا أخيرا 
وحشتيني...ولايعلم لما تردد....اوبمعتي اصح هو لايعرف ماذا يريد....ليكمل بتردد...صدقيني انا ....لوتس .. 
ولكنه لم يكمل وتلبسه الصمت... 
صوته متردد ولايعلم لما...لايعلم لما هاتفها فقط هو أراد سماع صوتها ... 
وهي شعرت ببوادر امل من اضطرابه فربما يعاند..دقات قلب مبهمة...وعشق مجهول 
اردفت هي بعد فترة بطريقة مرحة 
يااه مكنتش اعرف ان موافقتي علي الجواز منك هتججنك كده...ايه مالك يا عمر باشا
ابتسم لطريقتها المرحة والمهذبة التي اخرجته من اضطرابه الغير مبرر...والذي يحدث معها فقط.... 
رد عليها بهدوء 
جدا...شوفتي بقي جننتيني يا لوتس ...مش هنكر اني انبسطت بموافقتك....ممكن نفطر سوا بكرا...ثم لحق باقتراحه اقتراح اخر لا بصي نقضي اليوم سوا في المكان الي تحبيه 
سعادة اختالت بداخلها جعلت دقات قلبها تتراقص عشقا وحبا في عمر....ولكنها تذكرت رؤي .... 
وم تاني....انت شايف البيت عندي...وبصراحة عاوزة اقعد معاها بكره... 
ابتسم عليها وعلي طبيتها...رقتها وخۏفها علي شقيقتها التي بانت علاقتها بها منذ ايام فقط... 
مفيش مشكله يا لوتس ....هستناكي....بس ايه رايك نكتب كتابنا الخميس الجاي.. 
الخميس الجاي ازاي يعني...انت تعبان يا عمر 
خالص ...بس بدل الخطوبة نخليها كتب كتاب ايه رايك...اصلي قبل مامشي اتكلمت مع عمي..وهو اقترح لو توافقي يبقي فرحنا كمان شهر مع حازم وروان... 
تلبستها المفجأة عمر شخصية عمليه وتحب الإنجاز وهاهو ينجز... 
طيب سيبني افكر ممكن....لتغير الأدوار وتبتعد عن حديث الزواج لتسأله بموده 
مامتك عاملة ايه.... 
هز رأسه بيأس حتي قال 
ولكنه حريص ان لاتخرج تلك الكلمة...ولكنها ليست حريصة هي تحبه... 
قلتلك هفكر يا عمر خلاص بقي...سلام.. 
بينما هو يمنحها ابتسامة أخوية خالصة...فقط تظهر للوتس... 
وويسدل الليل ستائره... ليأتي النهار محملا بأمل للجميع... .  
لتصدر منها صړخة عالية ....عندما شاهدت يدها النازفة....ومحاولة اڼتحار...تدعو ان تكون وصلت في وقتها المناسب....وتحيا روان..
الثانى عشر
الضغط النفسي الذي اجتاح روان.. لم يكن بسيط ...
كان حازم يقف خارج غرفة العمليات بأحدي المستشفيات الخاصة مفكرا في الراقدة في الداخل ...متسائلا 
كان يعلم انها يائسة وبذلك تلجأ إليه ولكنها كانت وديعة هادئة معه بعد ان مسح بانامله دموعها السخية والتي كانت تتساقط علي وجهها بلا هوادة...اذا لما..لقد تركها نائمة.....ماذا دفعها لذلك اذا!..... 
علي أحد الكراسي الموجوده بالممر الفسيح امام غرفة
العمليات كانت تقف لوتس بوجه مخټنق وحزين ...ترمق والدها الذي يجلس قبالتها منكس الرأس منحني الأكتاف.. بعتاب
 

تم نسخ الرابط