عشق مجهول لأسماء رجائي

موقع أيام نيوز


تشتتها الواضح عليها 
بالسرعة دي مش هتحاول معاها الأول... 
لا مش هحاول انا راجل عملي مش فاضي للهبل ده انا هتقدم رسمي وياتقبل ياترفض....مش فاضي انا لشغل المراهقين ده ... 
تشدق بجملته وهو يقف متأهبا للخروج....او هاربا من والدته والتفكير ...و.........نفسه....وربما مشاعره الجديدة المجهولة له.... 

قررت أن لا تذهب لعملها بعد ما حدث بالأمس ...لا تعلم لما تفعل ذلك...لما تصر ان تكون صورة من بيئتها القديمة ....هي تحاول الهروب من ذلك...لما تعود له وهي لا تعلم الي الان لما يحدث لها ذلك...لما ....لما لم تنعم بكل شئ مثلها...مثل لوتس... 
رن هاتفها ليقطع تفكيرها.. لتجد رقم أكثر شخص هي تكرهه بحياتها...خالها... 
إجابته لتتخلص منه 
خير عاوز ايه يا نعمان... 
ضحك ضحكته الكريهة المشمئزة التي لطالما تعودت عليها منذ الصغر لتستمع إليه 
ايه يا روح خالك...موحشتكيش يا روان ولا افكرك باسمك زمان يا لؤلؤة...1 
اردفت بعصبية محاولة منها ان تنهي الحوار عاوز ايه ياما والمرسى ابو العباس انت متعرفنيش 
أهدي كده يا بنت نوارة....اسمعي انا عاوز فلوس يا قلب خالك.. 
تعالي صوتها وهي تخبره 
لا مفيش انا مش هديك.. واعلي مافي خيلك اركبه....والصور الي معاك في داهية... 
اغلقت الهاتف ....لترميه جانبا بعصبية بالغة لتقع على الارض...وهي تحتمي بيدها...من اللاشئ لټنهار في بكاء مرير.... 

اما هو كان بالفعل بعد ساعات قليلة....وصل الي اول الخيط ..... 
ليركب سيارته ذاهبا الي الإسكندرية....ليبحث عن الباقي....
الفصل الخامس
في طريقه للاسكندرية كان شاردا...فيما سيأتي وماسيعرفه عن روان او لؤلؤة كما وصل له ....الان هو في طريقه لطريق خالها كما جمع في معلوماته عنها ....ليعرف علاقتها بخاله اللغز الكبير والمحير لما ساعده واتي بها الي القاهرة عندما ترك الإسكندرية....تري اي علاقه تجمعهم ....همس من بين شفتيه اسمها وكأنه مهووس...او هو بالفعل أصبح مهووس.....روان.....
كان عمر في ذلك الوقت يتشجع علي خطوته وهو يتصل هاتفيا بوالد لوتس....هو سيقطع كل السبل وسيتقدم لها بتلك الطريقة...رغم أنه يعلم جيدا...في قرارة نفسه ان لوتس فتاة استثنائية.... 
الا أنه ببساطة لا يعلم لما لا يستطيع ان يعطيها مشاعر ... 
اخرج تلك الأفكار من رأسه هو لا يحب أحد فقط ستجمعهم مشاعر الود والاحترام ....لما الحب والعشق وتلك الأمور لا فائدة منها...وهو يبحث عن الفائدة والزواج منها هو الربح.... 
امسك هاتفه ليصله بعد ثواني صوت والدها.... 
تنحنح عمر 
مساء الخير يا فندم....معاك عمر المنصوري... 
جاءه صوته بنبره جدية ومرحبه 
اهلا وسهلا....ازيك يا عمر يا بني....ايه اخبار الشغل والصفقة الي مضيتها مع لوتس....اوعي تكون بتتصل لشكوة
ابتسم عمر بطريقة الرجل المرحبة والمرحة ليجيبه بود 
الشغل تمام يا باشا....لا طبعا مفيش شكوي بنت حضرتك شاطرة في شغلها....انا بس كنت عاوز اطلب طلب... 
طبعا يا بني اطلب...اؤمرني 
ساد الصمت قبل
ان يتنحنح عمر ليتحدث كاشفا طلبه 
انا كنت عاوز احدد ميعاد مع حضرتك النهارده...واجي انا ووالدتي....كنت حابب اتقدم للأنسة لوتس
صمت لمده دقيقة او اثنين حتى ظن عمر ان الرجل لا يقبل مصاهرته الا أنه توقف عن ذلك عندما سمع احابته يشرفني طبعا يا عمر تنورني .....اتفضل هستناك النهارده الساعة 9 مناسب ليك.... 
اه طبعا مناسب تمام انا تكون موجود في الميعاد بالظبط 
أغلق عمر هاتفه....وعلى وجهه ابتسامة متتشية للغاية وكأنه حصل على كنز....وبداخله كلمه واحدة هو فقط يريد زوجه....هو لايحب.....او هكذا أعتقد..... 
بعد ان أغلق والدها معه....كان مبتسما هو الآخر...وصلته صور حفلة الأمس عندما كان قريبا منها....وأيضا أخبره من يراقب ابنته لحمايتها دون أن تعلم.....ان عمر طلبها للزواج....ابتسم مرة أخري يراه رجلا يعتمد عليه بما انه طلبها للزواج من خلاله....وسيكون سعيدا لو وافقت ابنته الجميلة لوتس.....ليقف تفكيره هل ستوافق أم لا.... 
وصل أخيرا الي احد المناطق الشعبية بالإسكندرية ليركن سيارته خارجها لصعوبة دخوله بها...
دخل بتأمل المشهد حوله....حتي الټفت بنظره ليجد قهوة شعبية ....او فليقل وكر سنوات عمله في الشرطة جعلته يعلم ذلك....
اقترب من الشاب الذي يقوم بتوزيع الطلبات ....بعد أن جلس علي أحد الكراسي الموجودة
اؤمرني يا باشا تشرب ايه
رفع حازم نظره بترفع وهو ينفث سېجاره ليتحدث بنبرة متكبرة 
اسمع ....عاوز اسألك ع شوية حاجات كده ....ليخرج مبلغ من المال من جيبه....ليكمل 
وليك الحلاوة لو عرفتني كل حاجة يا...انت اسمك ايه
التمعت أعين الشاب ....ليجلس ف الكرسي المجاور له...قائلا 
اسمي محمود يا باشا اؤمرني...احنا نحب نخدم...
اشعل سېجار آخر ليلتفت له متحدثا بلامبالاة
كنت عاوز اسأل ع واحد هنا بيقولوا ....انه قۏاد يعني...
وقبل ان يكمل نطق محمود الاسم
نعمان يا باشا....
هز حازم رأسه ليقول
اه بالظبط. ده شكله مشهور اوي ..الراجل ده عاوزك تقلي كل الي تعرفه عنه....مش انت من هنا...ولا جديد
لا يا باشا انا من هنا اتولدت من قبل مانعمان يوصل الحته دي...نعمان ده جه هنا وانا ابن خمس سنين...كان معاه اخته بتشتغل لا مؤاخذة رقاصة...كانت حلوة اوي وكل رجالة المنطقة هيمتوا عليها ....بس كان معاها عيلة كده لسا مولودة...اسمها لؤلؤة...مكنتش مكملة سنتين ع بعض....
قاطعه حازم بلهفة يحاول أن يدرايها
ولؤلؤة دي فين دلوقت....
أردف الشاب بباقي مايعرفه
لؤلؤة دي كنا نسمع ان امها لا مؤاخذة غلطت مع حد وهي بنت حرام...المهم كانت امها رمياها ع طول وبترقص وتسكر والشقة تبقي لا مؤاخذة يعني....كان بيت بطال. وكان بيشغي بنات ليل وبوليس الآداب جه كذا مرة...لحد ماكبرت لؤلؤة وهي بنت 14 سنة وبقيت ايه فرسة.....كنا بنسمع خالها وامها بيضربوها عشان ترقص ف الأفراح...والموضوع اتطور وبقوا عاوزين ياجروها بالليلة...
صمت قليلا ليقول حازم
وبعدين ايه حصل
اكمل محمود 
ابدا امها رفضت...اه معندهاش مانع البت ترقص بس عندها مانع طبعا ان بنتها تتأجر بالليلة....المهم بدأ نعمان يدور الضړب فيهم هما الاتنين وخصوصا ان ام لؤلؤة كبرت ومعتش عليها طلب وبنتها بيجي فيها الوفات في الليلة....لغاية ماامها اكتشفت انها عندها المړض الۏحش.....وفجأة في ليلة جه واحد كبارة كده طلع خد لؤلؤة واختفت البت بعدها....وميكملش أسبوع وامها ماټت....
تنهد حازم وهو يفكر
طيب متعرفش مين الراجل ده ...
أردف محمود بلامبالاة 
والله ياباشا في ناس بيقولوا انه واحد كبير اتجوزها عرفي ودفع التمن....وناس قالوا انها راحت مصر ترقص هناك في كباريه كبير..محدش يعرف الكلام كتير .....2 
اعطي حازم الشاب مبلغ من المال ...ليتهلل وجهه لحصوله ع مبلغ كبير بدون مجهود ليردف حازم طيب فين بيت نعمان ده.... 
اشار له الشاب بفرحة قائلا 
البيت الي ورايا ده ياباشا...تحب نوصلوك 
هز الاخر رأسه نافيا بجمود...ليبدأ الصعود علي سلالم البيت البالية القديمة...بخطوات سريعة...عازما ان يعلم الباقي.... 
وصلت الي منزلها ف وقت متأخر قليلا بعد ذهابها للشركة رغبة منها في متابعة الأعمال...رغم الإرهاق الذي تعاني منه.... 
دخلت الي مطبخ الفيلا الخاصة بهم لتطلب الغذاء لتجد جميع العاملين بالمنزل يعملون في حركة سريعة... 
اردفت وهي تراقبهم باستغراب 
انتوا بتلفوا حوالين بعض كده ليه
التفتت لها أحدهم ويبدوا انها لم تلاحظ وجودها الا الان لتجيبها باحترام 
لوتس هانم....الباشا بلغنا اول ماتيجي تروحيله في أوضة المكتب... 
ثم التفتت في هدوء تكمل عملها... 
خرجت من المطبخ بعد ان قامت بتجهيز شطيرة من الجبن واللحم....لتخرج وهي تلتهمها....لتدخل لوالدها.... 
تكلمت وفمها ممتلئ بالطعام 
ازيك يابابا خير قالولي عاوزني.... 
رفع نظره لها ليتذكر والدتها المرأة التي كانت تحب الترتيب والنظام....ماذا لو كانت مازالت حيه وعلى قيد الحياة.....كيف ستكون رده فعلها وهي تري ابنتها تتحدث وفمها ممتلئ 
ايه يا لوتس...يابنتي بتتحولي ....حبة واخدة رقة مامتك...وحبة واخدة طابع شعبي....فيه بنت ليدي وعروسة زيك كده تاكل بالمنظر ده.... 
ابتسمت لتحدثه برقة 
يابابا بقي ليدي ايه ....الكلام ده في الشغل....ثم توقفت عن الحديث تسترجع باقي كلماته 
عروسة....حضرتك قلت عروسة 
هز رأسه بإيجاب ليكمل بدلا منها اه عمرو المنصوري جاي يتقدملك النهارده....وجايب مامته معاه...ومش عاوز نقاش كتير يا لوتس الموضوع منتهي... 
هزت رأسها تعبيرا عن رفضها للأمر لتردف 
لا يا بابا يعني ايه هتغصبني على الجواز مثلا...ثم عمر ده معرفوش.... 
هز كتفة بلامبالاة قائلا بهدوء 
لوتس النهارده هتقعدي معاه وهتتعرفوا....وانا في كل الاحوال مش هغصبك على حاجة....لو مرتحتيش يبقي خلاص...يلا بقي اطلعي واجهزي الناس قدامها ساعة وتوصل....... 

كان يرتدي بذلته باللون الرمادي...ويقف ليصفف شعره بالمرأة...نظر لنفسه وكأنه لا يصدق انه ذاهب ليطلب فتاة للزواج.... 
كيف أقبل على تلك الخطوة...بل كيف جعلته لوتس يفكر بتنفيذ رغبة والدته وهو الزواج....بل هو متلهف لموافقتها وان تكتب باسمه....ان تصبح زوجته وام اطفاله....لما لم يحدث ذلك مع اي امرأة أخرى... 
دخلت والدته مرتدية فستان بلون كحلي لتنظر له بفرحة لا تصدق ان ولدها الوحيد ذاهب لطلب زواج.... 
اقتربت منه لتبتسم 
وسيم زي باباك الله يرحمه يا عمر...كان حلو وجان بس كان في شبابه مقطع السمكة وديله....انت مخدتش منه الحته دي 
ابتسم لها هو الآخر ليقبل يدها قائلا بمرح بس في الاخر ا تجوزك يا جميل ووقع في حبك...ولا ايه ليغمز لها بعينه
الا انها ابتسمت بمرارة ....لم يلاحظها هو...لتهز رأسها بإيجاز 2 
طيب يلا بسرعة يدوب نوصل للناس يا عمر... 
اومأ لها وهو يرتدي ساعة يده...ويمسك يدها خارجا في اتجاه منزل لوتس... 

اما هو كان يقف أسفل العقار التي تسكن به روان...يود لو يراها ....لو يستطيع فقط ان يخبرها أنه يعلم كل شئ....نظر لشرفتها مرة أخرى عسى ان يلمحها....الا أنه تنهد بيأس وهو يقود سيارته في اتجاه منزل خاله....ربما يجب ان تكشف له الحقيقة....
الفصل السادس
ارتدت فستان باللون الأسود به لمعه حريرية .وانتهت من تحضير نفسها للعريس...عمر ....لا تعلم غير انها غير رافضة تماما لفكرة الزواج منه وفي نفس الوقت هي لا تحب القيود من اي شخص....وكما تعلم الرجل يمارس قيوده علي المرأة بوجود عقد الزواج. ولكن والدها لن يتركها هكذا ...فما تراه أنه معجب بشخصية عمر ويراه أكثر من مناسب لها....وقفت تنظر الي نفسها لتجد انها أصبحت جاهزة لاستقبال العريس...
في ذلك الوقت وصل عمر مع والدته إلى منزل لوتس...كان
والد لوتس في انتظارهم عند مدخل المنزل من الداخل.... 
اقترب منه عمر ليتصافحا يدا بيد....ليقرب عمر والدته الي والد لوتس ليعرفهم ببعضهم البعض 
والدتي دكتورة ناهد ....ليلتفت لوالدتهم بشمهندس سالم والد لوتس يا امي .... 
تصافحا الاثنين ليبتسم والد لوتس بترحاب قائلا 
اهلا وسهلا نورتونا يا ناهد هانم....اتفضلوا العشا جاهز....وقبل اي اعتراض لازم ناكل لقمة سوا...ليلتفت الي عمر 
ولا ايه يا عمر يا بني...انا اصلا بن بلد .... 
ضحك الأخير بخفوت متحدثا براحة صادقة ولدت بداخله منذ ان دخل ذلك المنزل 
طبعا يا عمي...ليجد لوتس تهبط سلم الفيلا الداخلي مقتربة منهم....ليبتسم بتحدي ولؤم مكملا بصوت مسموع لها 
وهنبقي اهل ان شاء الله ...ولا ايه.. 
بينما والدته تنظر للفتاة القادمة باتجاههم تستشعر الراحة تجاهها....حتى همست بصوتها العذب 
مساء الخير ...نورتونا... 
اقتربت من والدها الذي حاوطها ليقدمها لهم 
لوتس بنتي الوحيدة...ودي تبقي ناهد هانم والدة عمر... 
اقتربا الاثنتين من بعضهم....ليتبادلوا السلام بطريقة راقية....لتشعر لوتس بالراحة تجاه والدة عمر....من نظراتها الحنونة والممتلئة بالحب.... 

وصل لمنزله وهو يشعر بالأسف على روان....او لؤلؤة...وهو حقا منذ اللحظة الأولى يراها كلؤلؤة
 

تم نسخ الرابط