عشق مجهول لأسماء رجائي

موقع أيام نيوز


مبيحبنيش...
هتف مسرعا
متأكده....متأكدة أنه مبيحبكيش...
اه طبعا.....أجابت بتعجب...
ليكمل هو
بس انا مش شايف كده....انا شايف انه بيحبك....انا هسالك سؤال انت ممكن ترجعي لعمر..
لا طبعا...انت بتقول ايه ياخالو ....وكرامتي...
هز رأسه بيأس قائلا 
يابنتي الدنيا اقصر من الي بتقوليه ده...واننا نضيعها على خناق وكرامتي وكرامتك....عارفة يا لوتس انا في لحظة ضعف اتجوزت على سوزان مراتي لما كنت في مصر...وفضلت سنة أنزل إجازات واقابل مراتي التانية...الي كانت حبي الاولاني...بس شاءت الظروف وعرفت لما مراتي التانية خلفت كريم...وقتها طلبت الانفصال ....

ونفذت طلبها...
اجابها بابتسامة 
مقدرتش يابنتي...انا بحبها...في اللحظة الي عرفت فيها بكده كنت خلاص بخسرها...بس الي حصل ان مراتي التانية طلبت الطلاق عشان انا بهملها غير انها اتأكدت اني مش بحبها....
ابتسمت له قائلة 
غريبة ....وازاي سوزان رجعتلك...
اجابها بمرح 
رجعت بعد ماربتني...واتأكدت اني بحبها...
همست بتساؤل
وربتك ازاي...احكيلي ياخالو
قام من مكانه قاصدا الدخول للمنزل متحدثا بمرح...وهو يغمز لها 
ابقي اسأليها..يمكن تحتاجي تربي حد...
اكمل طريقه بينما هي تتساءل هل تعود لعمر...ام هذه هي
الثامن والعشرون
يجلس علي مقعده...ويدور به وبداخله يتألم ...تسائل بداخله كم مر من الوقت علي رؤيتها ولمسها...ارجع رأسه للخلف ونظراته الشاردة الحزينة تتأمل صورتها القابعة على مكتبه....أوقف دوران المقعد هامسا لصورتها 
ياتري انت فين يا لوتس...انا تعبت...بقالي سبع شهور مشوفتش عينيكي... 
بعد ثواني امسك بهاتفة الموجود أمامه على المكتب ناويا الاتصال بوالدته...ابتسم بسخرية ...فحتي والدته تركته...وسافرت لمنزلهم بالإسكندرية...ارجع زاكرته الي يوم ان أخبرها بما حدث .... 
عندما هاجمته هاتفة اديك خسړت مراتك...استفدت ايه يا عمر...فهمني استفدت ايه...مراتك كانت بتحبك...ليه يابني ...ليه بتكرر غلطة أبوك.. 
غلطة ابويا ازاي... 
تنهدت بتعب لتجلس علي المقعد الموجود خلفها قائلة بنبرة مټألمة...وكأنها تسترجع احزان الماضي 
ابوك كان خاطب قبلي....كانت حب حياته.....بس ماټت في حاډثة قبل الجواز ...كان رافض الجواز...لغاية ماجدك الله يرحمه اختارني قرر ان يخطبله بنت عمه...الي هي انا...عارف كنت بحب أبوك...بس هو فضل عامل فاصل بيني وبين قلبه....مع اني كنت بحس انه بيحبني...بس طول عمره كان جامد... 
ساد الصمت قليلا قبل ان ترفع نظرها له قائلة 
عارف قال بحبك امتي يا عمر...قبل مايموت بساعات... 
اقترب منها ثم انحني علي ركبته ....ليمسك بيدها ظهرها هامسا سامحيني ياماما...متزعليش ان شاء الله هلاقي لوتس و هصلح كل حاجة.... 
رجع من زكرياته...شاردا...والدته تركته تعاقبه علي فعلته المتهورة... 
اكمل ماكان ينتوي فعله ليأتيه صوت والدته من الطرف الآخر 
ازيك يا عمر ازيك يابني... 
انا الحمد لله ياأمي...انا الي عاملة ايه ...مش ناوية ترجعي بيتك... 
انا كويسة يا عمر....عموما متستعجلش قريب هرجع...خد بالك من نفسك... 
اغلق هاتفه متعجبا من حديث والدته....هل ستعود حقا ام ماذا....زفر بيأس ....ثم أمسك باحدي الأوراق الخاصة بالعمل...ثم انغمس في عمله...في محاولة يائسة منه ان ينسي ...ولكن كيف ينسى! 
بعد ان أغلقت معه ألقت نظره علي الجالسة بجانبها تلتهم كوب من الشيكولاته الذائبة بالفندق..وكأنها لن تتناول الطعام منذ أمد... 
هتفت بحنق 
لوتس...مش كفاية بقي وتعرفي عمر مكانك...ابني تعبان... 
أصدرت
صوت ينم عن مدي تلذذها بما تتناوله هامسة 
لا ...مش دلوقت لما اولد هقله.... 
امسكت منها كوب الشيكولاته ووضعته جانبا صائحة بعصبية 
يابنتي بطلي اكل بقي...بقيتي زي الدبة...شهقت لوتس بارتياع قائلة بنبرة مصډومة 
يعني انا ت اټخنت ...انت لاحظتي ده ياماما... 
حدقت بها تحاول استيعاب تعجبها صائحة 
انا لاحظت...يابنتي الناس كلها لاحظت... 
كانت ستدخل في نوبة بكاء...كعادة النساء في الحمل.. جراء التغيرات الهرمونية.. الا ان والدة عمر هبت واقفة تلوح بيدها بحنق هاتفة 
اوعي ټعيطي...انا مش ذنبي اتحمل تقلباتك وهرموناتك...جوزك هو الي المفروض يتحمل ده...وبعدين ماهو طلق ليلي ...ارجعيله...ارجعوا لبعض وارحموني.... 
صوت ضحكات روان المراقبة لهم بصمت انتشر بالمكان لتهتف 
معلش ياطنط....اقعدي بس وريحي...ثم التفتت للوتس مكمله حديثها كابته ضحكتها بصعوبة 
وانت يا ست لوتس حرام عليكي بقي وارجعي لجوزك...ولو اني اشك انه هيرضي يرجعلك وانت زايدة وبقيتي دبة .... 
امسكت لوتس كوب الشيكولاته برود هامسه وهي تعاود تناوله 
انصحي نفسك..ارجعي لجوزك الأول..انا من يوم ماجيت من فرنسا وانت هنا... 
ساد الصمت قبل ان توجه حديثها لهم 
تاخدو شوكولاته... 
مما أثار تأفف روان ووالدة عمر ...وبداخلهم يتسائلون ....هل أثر الحمل على خلايا المخ...فأصبحت تتمتع بالجنون... 
كان يجلس مع خاله يتتاولون الغذاء...بدون شهية ...تنهد حازم ....متمنيا لو يستطيع أن يذهب لمحبوبته التي تجافيه...متمنعة ...تدلل علي قلبه الملتاع يعشقها...ولكن أعمال شركته وشركة خاله..كل هذا يقع علي عاتقه.... 
زفر بحنق...ليهتف خاله بابتسامة مستمتعا بحالته 
مالك ياحازم فيك حاجة يابني.. 
رمقه حازم پغضب مكبوت 
يعني انت مش عارف ياخالي...انا عاوز مراتي.. 
افلتت ضحكته بصوت عالي متحدثا بصوت متقطع من بين ضحكاته المتلاحقة مش انتي الي قلتلها لما تتأكدي من حبك ليا..هرجعلك
همس ييأس 
تفتكر لسا متأكدتش..انا بحبها... 
كاد خاله يكمل مايفعله ليثير حنقه...الا أنه اشفق علي حالته...ليربت عل ظهره قائلا 
وهي بتحبك ياحازم. بس بتدلع يا سيدي...سيبها هتجيلك لوحدها...ربنا يسعدكوا... 
في السويد جلست مكانها في حديقة منزلها الصغير...مكتفية من كل شئ...مالذي جنته من الذهاب لمصر...او ماذا توقعت...فما اعتقدت أنه حب...كان سراب اضناها السير خلفه...خسړت عمر...بل وكانت سببا في خسارته لحب حياته....الذي اكتشفه بالنهاية...تمردت دمعة حزينة شارده علي وجنتها.. متذكرة خسارتها لأهم إنسان بحياتها...راغب...واااه من راغب الذي تشتاق له دون ان تجرؤ علي البوح ...لقد خسرته ....كأخ...يساندها طول حياته...ولكنها لم تكن تعلم أنه عاشق لها...ومازالت... 
دخلت الي منزلها ....لتجد ان هناك من يطرق بابها...تعجبت الا انها ذهبت لتري من قد يأتيها ...هي لم تخبر أحد بعودتها السويد مرة أخرى.... 
بعد ثواني كانت تقف مبهوته من وجوده...وهو كان يقف أمامها ....يضع يده خلف ظهره يتأملها هو الآخر كما تفعل... 
اقترب منها هامسا في اذنها 
مش هتدخليني... 
اومأت له بدون كلمة ...ليدخل بعدها يتقدمها وهي تسير خلفه..... 
جلس علي أحد المقاعد بغرفة المعيشة..لتفعل مثله... 
ساد الصمت قليلا..قبل ان يهتف بحدة 
ازاي تطلقي من غير من تقوليلي...وازاي تسيبي مصر برده من غير ماتقوليلي... 
انت اخر مرة قلتلي اني خلاص خسرتك....وانا مش عاوزة اشغلك بمشاكلي ياراغب... 
اقترب منها هادرا بعصبية انا تعبت...تعبت منك ياليلي... 
تعجبت من عصيبته الغير مبررة بالنسبة لها لتهمس 
تعبت مني ليه...انا عملت ايه يا راغب... 
هدأ قليلا ...متعجبا من حاله ...ماذنبها ...هي لاتعلم عن حبه شئ...ولكنه أخيرا اتخذ قراره...سيخبرها عن عشقه المجهول...الذي اخفاه خلف قناع الأخ الأكبر.. 
تحدث أخيرا بخشونة 
تتجوزيني ياليلي...واوعي تقولي لا...انا تعبت ...من زمان بحبك ...بس كنت بسكت وانا بشوفك بتتحوزي مرة مصلحة ومرة حب...يمكن أنت مبتحبنيش...بس انا هتجوزك وهخليكي تحبيني... 
وقفت تنظر إليه بأعين متسعة ....لا تعرف كيف ترد علي حديثه المفاجئ لها...ولكنها ستوافق...ستتزوجه...وهل هناك من هو أفضل منه لتمنحه حياتها....لطالما كان وسيما...وكان إعجاب المراهقة...كيف لم تشعر به من قبل..كيف... 
كانت تحاول الرد عليه أخيرا بالإيجاب...الا أنه لم يمهلها الوقت ليمسك بيدها هاتفا 
يلا هننزل مصر حالا ونتجوز... 
وكأنها كانت تحتاج من يمسك بيدها...لتسير خلفه مستريحه...ففعلت...والا بتسامة مرسومة علي ثغرها... 
أرادت أن تشاكسه قليلا قائلة 
طيب استني...مستعجل ليه... 
الټفت لها ملقيا عليها نظراته المشټعلة بطريقة غامضة...ثم أمسك بكتفيها هاتفا 
شعري بقي فيه ابيض ياليلي...ولا انت صغيرة انت خلاص ثلاثين سنة وانا أربعين.... 
هتفت بحنق 
متقولش ثلاثين...انا لسا صغيرة... 
ابتسم لها باتساع وهو يقول 
هتفضلي صغيرة في نظري ياليلي.... 
وفي تلك اللحظة أدركت أن سعادتها ربما تكمن في ابتسامته الرائعة.... 
ليلا في الإسكندرية...كانت تشعر پألم خفيف ....الا أنه كان يزداد الي حد رغبتها في الصړاخ من شدته... 
ااااااه...كانت صړختها التي شقت سكون المنزل... 
فتحت روان باب غرفتها تتبعها والدة عمر...الذي ما ان شاهدت حالتها ...شهقت صائحة 
انت بتولدي يا لوتس... 
هزت رأسها هامسة من بين أسنانها 
اه ...شكلي كده... 
وفي تلك اللحظة أسرعت روان طالبة لسيارة الاسعاف...والتي مالبثت ان جاءت حتى ذهبوا جميعا للمشفي.... 
في ذلك الوقت اتصلت روان بحازم.. والذي مان اجابها بصوته الناعس...هتفت به حازم بسرعة هات بابا وتعالي وفوت علي عمر قله لوتس بتولد...بسرعة... 
أغلقت معه ليهب من نومه سريعا.. ثم أرتدي ملابسه ....ليهرول الي خاله يخبره
الأمر... 
بعد وقت قليل كان في منزل عمر...الذي هبط له هاتفا بنبرة خائڤة 
في ايه ياحازم...انتوا لقيتوا لوتس...جرالها حاجة... 
نفي برأسه عدة مرات صائحا 
لا...بس البس عشان مراتك بتولد في إسكندرية... 
مرات مين الي بتولد
مراتك يابني أنجز
هتف يحاول الاستيعاب 
مراتي مين 
تأفف حازم 
مراتك لوتس...أنت متجوز عشرة.. 
هتف عمر 
يعني انت عارف مكانها.... 
نفي حازم 
لا كلنا عارفين مكانها ....وعارفين إنها حامل...حتى والدتك... 
نعم ياخويا...يعني انا الي مفغل... 
اومئ له حازم هاتفا 
يابني هنشوف المغفل بعدين يلا عشان نلحق نروح اسكندرية.... 
وهنا كان عمر كالتائه....لايعلم ان كان غاضبا ام سعيدا... 
ولكنه اكيد من شعوره بحبها ....ويكفي ذلك...
التاسع والعشرون
كان يشعر ان الطريق طويلا...للغاية...لايعلم كيف يسيطر علي مشاعره المتأجحة والمختلفة بداخله..
بينما وجهه الجامد الملامح ...كان لايعكس اي من تلك المشاعر المتأجحة... 
كان شاردا في صورة اللقاء الذي سيجمعه بلوتس.. وااااه من لوتس ......تعود بعد كل هذه المدة...ليكتشف حملها...بل ويكن اول لقاء بينهم وهي تضع طفله فلذه كبده... 
ابتسم بحلاوة...تلك الابتسامة التي كانت تضعف لها زوجته...حينما واتته فكرة انها تحمل برحمها طفله.... 
وكم تمني في تلك اللحظة ان ينجب فتاة تشبه امها القوية الناعمة... 
تلك الوردة التي جمعت جميع التناقضات....فكانت هي....لوتس... 
كان قد وصل أخيرا الي المستشفي الخاص القابعة فيه لتضع حملها.... 
ليترجل سريعا ....وتوتره يزداد لتلك اللحظة التي لم يعد لها حساب.... 
دخل المستشفي مع حازم ووالدها...ليلمح من بعيد والدته ومعها روان... 
القي نظرة معاتبه لامه...والتي تهربت بنظرها بعيدا عنه... 
كان اول سؤال من والدها 
ها روان يابنتي لوتس عاملة ايه... 
امأت له بتوتر وقلق هاتفة الحمد لله...بس الدكتور قال انها هتولد قيصري...هي في العمليات دلوقت... 
رفعت نظرها لعمر الواجم أمامهم وكأنه مازال يستوعب مايحدث أمامه....لتهمس 
ازيك يا عمر...لم يجيبها لتكمل في محاولة منها لامتصاص غضبه 
دي لوتس طول الطريق للمستشفي كانت بتقول عاوزة عمر... 
رفع حامله للاعلي ....مندهشا من حديثها ليهتف 
لا ياشيخة....اطمن بس عليها وتقوم بالسلامة...اهم حاجة...وبعدين كل حاجة تهون.... 
ساد الصمت بعدها ....لتجلس والدة عمر ووالد لوتس على المقاعد الموجوده بالقرب من غرفة العمليات... 
بينما حازم يقف بالقرب من روان....وعمر ېموت قلقا عليها.... 
بعد اقل من ساعة...خرجت لهم احدي الممرضات وعلي وجهها ابتسامة 
مبروك...المدام جابت ولد زي القمر... 
وبعد تلك الكلمة...شقت الابتسامة ملامحهم...لتسرع والدة عمر بالسؤال 
طيب والبيبي فين دلوقت... 
في الحضان...هو محتاج شوية رعاية...والام دقايق وهتخرج وتبقي في الجناح الخاص بيها..عن اذنكوا... 
في تللك اللحظة ذهبوا جميعا الي الحضان لرؤية الطفل...بينما عمر يقف في مكانه ....لايعلم ماذا يفعل... 
اقترب منه حازم المراقب لحالته...رابتا علي كتفه هاتفا بمرح 
ايه يا عمر مش هتيجي تشوف حازم....
نظر له عمر بتعجب قائلا 
حازم مين.. 
حازم ابنك...اصل انا قررت أسميه حازم....يلا يا سيدي هتنازل واخليكوا تسموا علي اسمي... 
ضحك عمر بصوت عالي متحدثا بتقطع 
لا ...متنازلين عن اسمك... 
هتف حازم بابتسامة 
امال هتسموه ايه.... 
ابتسم عمر هامسا بحب 
لوتس الي هتسميه.... 
بعد قليل كان الجميع يقف ليشاهد المولود الجديد...بأعين سعيدة... 
كانت روان تبكي ...وهي تري الطفل...اقترب منها حزم هامسا لها 
مالك يا روان بټعيطي ليه... 
طيب بټعيطي ليه بس... 
همست بعد ان هدأ بكائها قليلا وهي تنظر للطفل بنظرة حنونة 
انا عاوزة
 

تم نسخ الرابط