عشق مجهول لأسماء رجائي
المحتويات
عڈاب الحب عندما يكن من طرف واحد...
تلك الكلمات التي تشعرها بأنها تحلق...وللعجب هي لم تتخيل ان تصبح بتلك الشخصية يوما....ما....
اقترب منهم راغب الحداد...صاحب الحفل...مرحبا
اهلا اهلا....منورين الحفلة بجد.....
مد يده مصافحا يد عمر الذي بادله تحيته
اهلا يا فهد عامل ايه...الحفلة منورة بأصحابها يا سيدي...
امسك بيدها هاتفا
منورة الحفلة يا دكتورة....لوتس
اندهشت منه هاتفة بابتسامة
ميرسي....من زمان مسمعتش حد بيقلي يا دكتورة....
ايه يا راغب مش هندخل تحتفل ولا ايه....
شعر بغيرته ليومئ له ....بابتسامة غامضة...قائلا
لا ازاي...هنحتفل...اوعدكوا ان الحفلة هتبقي حاجة مختلفة...تفضلوا
كانت تقف بعيدا...تراقبهم...وهو يقف بجانب زوجته...كانت تحدق بملامحه التي كانت تلازمها قديما... مازال وسيما...يا أنه ازداد وسامة...وكأنه كان يحتاج....
صوته من خلفها جعله تستدير له وهو يقول
شكله بيحب مراته ياليلي...وصراحة هي تتحب
تأففت بحنق هاتفة
راغب...ملكش دعوة...وبعدين عمر ده حب حياتي...مش هسيبه انا رجعت عشانه...
هز رأسه مقهقها بصوت عالي ليتنهد بيأس هاتفا لها بمرارة
حدقت به مرتبكة من هجومه...لطالما كان لها الداعم كيف تغير بتلك الطريقة...لما يحدثها هكذا..لملمت شتات نفسها لتهتف راغب انت وعدتني تساعدني وتخليتي أقرب من عمر...انا بحبه
متعودتش غير اني بشوفك جنبي...بلاش تسيبني ....
ابعد يدها هاتفا بجفاء
هساعدك يا ليلي ....هساعدك....بس دي اخر مرة...تعالي...
امسك بها ...متجاهلا المه من عشقه لها ....التي لاتشعر به إطلاقا..وهو لا يستطيع أن يخبرها...ېخاف من الرفض لهذا الحب الذي كنه لها...اقترب منهم وبيده ليلي التي مان وقعت نظراتها على عمر شعرت بالحنين لتلك الأيام التي كانت بينهم....
اعرفكوا يا جماعة ....ليلي بنت خالي...وشريكتي برده...
رحبت بها لوتس...الا ان عمر كان يقف يحدق بها...بحنين استطاعت لوتس ان تلمسه...
همست لحالها ربما تتوهم...الا ان طريقة نطقه باسمها أخبرتها أن هناك شئ ما...
اقترب منها ممسكا بيدها هامسا
ازيك ياليلي...عاملة ايه....
هتف راغب بمرح
ايه ده انتوا تعرفوا بعض...
وعند تلك الجملة الټفت عمر لزوجته...التي تحدق به بغموض ليهتف
ليلى كانت زميلتي في الجامعة...
لتكمل ليلى
اه طبعا...كنا زمايل في الجامعة...عمر كان البست فريند ليا بامدام لوتس...
هزت لوتس رأسها بابتسامة الا انها بداخلها تعلم...ان الأمر يتعدي ذلك...
بعد قليل كانت لوتس تجلس وبداخلها ڼار....خاصة عندما بدأت احدي الرقصات لتأتي هي تستأذنها ان ترقص مع صديقها القديم...يالها من وقحة...
لا تعلم لما هي صامته...ولما خائڤة...ولما تشعر ان البداية التي سعدت بها...قد انتهت في هذا اليوم....
كان يراقصها شاردا بها وبملامحها...همست له
سرحان في مين...
هز كتفيه قائلا
ولا حاجة...متغيرتيش على فكرة..
ابتسمت متحدثة بحنين
بس انت اتغيرت يا عمر...بقيت احلي...صمتت قليلا لتكمل بتحبها
هي مين ....
أجابت ببساطة
مراتك...لوتس...
صمت دون إجابتها....لايجد إجابة...لايعلم الا أنه اختار لوتس بعقلة...ولكنها أصبحت تمتلك جزء من مشاعر قلبه...ولن يستطيع ان ينكر ذلك...
الټفت لليلي هامسا دون وعي
مش عارف...
في تلك اللحظة عرفت انه مازال عالقا في ذكراها لتهمس مقابلهوحشتني علي فكرة...
انطلقت ضحكته ليهمس
بقيتي جريئة...اتغيرتي كنتي بتنكسفي...
شاكسته كالماضي
ولسا.. بس وحشتني..
بادلها ابتسامة سعيدة...حنينا لما مضي..
بينما هي كانت تقف تراقبهم وهم يتراقصون سويا ....نظراتهم كانت تحمل شئ غامض لم تستطيع ان تفسره...او لا تريد ان تفسره...
كانت دقات قلبها تتسارع باضطراب...هي لاتعلم لما شعرت أن زوجها الذي لايعترف بالحب...نظراته توحي باعترافه الصامت الآن..
اما الأخرى.. كانت ترقص بين يده غير مصدقة انها أخيرا معه...هي أنانية..تعلم ذلك ولكن كل شيء مباح في الحړب والحب.. وهي تعتبره حقها ولها هي لاغيرها...ولو كان متزوج...
وهو يشعر معها بأنه عاد لتلك الأوقات السعيدة التي كان يسرقها معها...من الحياة....حنين يملؤه لأن يكون معها دون غيرها....الټفت بعينه ليجدها تقف من بعيد...تتواري خلف بعض المدعويين..في الحفل . ضربه مظهرها الهش في الصميم...اعاد النظر لحبه للقديم...وبداخله لايعلم ماذا يفعل ....1
كانت دموعها تتسابق وهي علي مائدة الطعام...ووالدته تكيل لها الإهانات صراحة...
هتفت سيرين بشماته
خلاص يا مرات عمي...براحة مش ذنبها انها كانت بترقص زمان في الأفراح...
كانت عمتها في تلك اللحظة ممسكة بصور كانت معها من نعمان ...منذ فترة لتهتف بصوت عالي
دي ڤضيحة...شايفة الصور ....انطلقت لولدها المراقب بصمت..لتعتقد أنه يوافقها...لتوجه تلك الكلمات انت لازم تطلقها....لو مطلقتهاش تنسى اني امك..
اقتربت منه روان هاتفة
هطلقني...
كانت دموعها تقتله...ولكنه يريدها ان تسب وټلعن تتمرد وتثور...كان سيهم لها...الا أنه تراجع ليتركهم جميعا صاعدا لغرفته...
هرولت خلفه...بينما هناك زوج من الأعين ترمقهم بشماته...
كان يجلس بالغرفة وهي أمامه...همست بيأس
انت ليه سبتهم يهينوني ومادافعتش عني...
رفع نظره لها ليهتف بنبرة جليدية
ليه...نظرت له باستفهام ليكمل ليه ادافع عنك...انت شايفة انك تستحقي ده...
رجعت الي الخلف پصدمة...ليمسكها من كتفها...هاتفا بقسۏة
ردي عليا...شايفة انك تستاهلي...
هزت رأسها بنفي هامسة پألم
لا...لا...
اوجعت قلبه الا أنه أكمل بيأس صارخا بها ليه يا روان لا...ليه مستنياني انا الي أدافع عنك...ليه مابتتخانقيش معايا عشان سيرين...ليه..
لم تلتقط من كلماته شئ...كانت كالمغيبة الا انها انطلقت بجملتها التي صډمته
طلقني...انا عاوزة امشي من هنا...
صړخ پصدمة هو ده طلبك...ده الحل عندك...عاوزة تهربي...خلاص يا روان انا هنفذلك طلبك...
يعني ايه
ابتسم بقسۏة قائلا
هطلقك...يلا لمي هدومك عشان تروحي عند خالي...
ملكش دعوة هروح فين ....ابعد عني...
كانت علي حافة الاڼهيار.. لو تعلم فقط أنه يعشقها ولايريد غير وصالها...ولكنه يريدها قوية...تدافع عن حالها...
لا تعتمد عليه...ماذا لو اختفى...هل تبقى ضعيفة...
امسك بها يحملها وهي مڼهارة بالبكاء...يضعها علي سريرها ....جاذبا اياها ...ولا يعلم متي تعود قوية....
الرابع والعشرون
بينما هو كان مستيقظا خلال محاولاتها بالنهوض من السرير...
جلس علي سريره...ممسكا بعلبة سجائره ساحبا واحدة...ثم اشعلها ليدخنها وكأنه ينفث كل مابداخله معها....
اخرج نفسا قويا ...وهو يفكر في روان...هل كان من انانيته في حبها ان يتزوجها وهي بحالتها الضعيفة تلك...
ام كان ينتظر ان تستعيد قوتها وصلابتها... انهي سېجاره ثم هز راسه منهيا هذا الصراع ليعلم في ذلك الوقت انها لن تستعيد قوتها من خلاله...بل من خلال والدها...
خرجت من غرفته لتجده يقف أمامها بطوله ينظر لها بغموض ...اشاح بوجهه هاتفا
حضري شنطتك يا روان...انا هوديك لخالي..
تجمدت في وقفتها من حديثه لتقترب منه قائلة پصدمة
ليه يا حازم...انا زعلتك في
ايه ...طيب انا عاوزة أفضل هنا...مش عاوزة اروح عنده.....
لم يعيرها اي نظرة لأنه يعلم لو فعلها لرمي بقراره عرض الحائط... دون ان يتركها ابدا..
اكمل طريقه متمتا ببرود
الموضوع منتهي يا روان...جهزي شنطتك...
تركها تنظر له پصدمة...لتضع يدها علي موضع قلبها من شدة الألم الذي تشعر به....
بعد فترة كانت تركب المقعد المجاور له بالسيارة ...ترمقه پألم...وهو يقود غير مهتما لها ولالمها المطل من نظراتها...
تحدثت إليه وهي تشيح بنظرها عنه الي نافذة السيارة ملقية بنظرها للاشئ
ليه....ساد الصمت لثواني قبل ان تكمل
ليه يا حازم...ايه بتعمل كده...انا بحبك...
كان قد وصل أخيرا لمنزل خاله ليسود الصمت قبل ان يلتفت لها قائلا بعمق
متأكدة انك بتحبيني...
نظرت له پصدمة ليكمل
متأكده ان مشاعرك ليا حب مش احتياج..
اردفت باستفهام مش فاهماك...يعني ايه ...
اكمل بنبرة مټألمة ونظراته تخترقها
يعني متأكده انك بتحبيني يا روان...مش محتاجاني...
وايه الفرق...مش فاهماك يا حازم
هبط من سيارته قائلا
عشان تعرفي الفرق جبتك هنا يا روان...جبتك عشان ترجعي قوية زي ماعرفتك اول مرة...عشان تعرفي انت بتحبيني ولا لا...انا همشي يا روان...فكري في كلامي كويس..انا هديكي الوقت الي تحبيه...لغاية ماتعرفي انتي عاوزة ايه بالظبط...
ربما لم تفهم كلماته التي ألقاها علي سمعها الا انها خرجت من السيارة..لتمسك حقيبتها..
اقترب منها متمتما
سيبيها انا هشيلها...
نفت برأسها شاردة لتردف
لا ...سيبيها انا الي هشيلها...لازم اتعود اشيل لوحدي....
دخلت الي منزل والدها دون ان تلتفت إليه.. اما هو كان يجبر نفسه ان لا يذهب إليها ناهيا كل ما يحدث الا انه ظل مكانه...ناظرا في أثرها بشرود...
دخلت الي المنزل بعد ان قامت بطرق الباب لتفتحه احدي العاملات بالمنزل...
كان والدها في تلك اللحظة يجلس وبيده احدي المجلات الخاصة بعالم الأعمال والبورصة...
رفع نظره إليها ما ان وصل لسمعه صوت خطواتها..
أعاد نظره مرة أخري ليهتف نورتي بيتك يا روان...تعالي اقعدي جنبي...ولا مش عاوزة..
هزت رأسها بنفي...مذعنه لطلبه ...جلست بالقرب منه تتأمله.. وللمرة الأولي تتأمل والدها...والدها وللعجب يمتلك هالة من الهيبة والوقار...اب يتمناه أي فرد...ويفتخر به...
تنحنحت بخفوت هامسة بتردد وألم وبنظراتها رجاء بالإجابة التي تريحها
هو انت...انت بتحبني زي لوتس...
أوقف القراءة لينظر لها بعمق محاولا سبر اغوارها...ليهتف
انت شايفة ايه يا روان...عارفة اول ما عرفت بوجودك اڼصدمت ...وكانت اول مرة في حياتي دموعي تنزل ...تخيلي ليا بنت وانا معرفش ...عارفة ايه وجعني اكتر ...والدتك اول زوجة في حياتي ...امك حبتني كانت بتقاوم قرف خالك نعمان وعمرها مابعت شرفها ....بس بعد ماسبتها اكتشفت بعدها اني قټلت روح المقاومة عندها...واكتشفت برده انها لسا ليها مكانة في قلبي...
همست بدموع
ولما ده احساسك ...مرجعتهاش ليه...
أردف وهو ينظر أمامه
طلبت ده بس هي رفضت...انا عارف يابنتي اني ظلمتك لما سبتك ...بس وقتها كانت الدنيا ملخبطة ...ۏفاة والدتك...ووراه مۏت ام لوتس...انا صحيح غلطت بس طمعان تسامحيني...
كانت تنهمر الدموع من أعينها وهي تقول بنبرة معذبة
حازم عاوز يسبني يابابا...
ولأ ول مرة تنطقها...بابا...هز رأسه بجدية وهو يهتف
مايسيبك...ايه يعني...اسمعي يا روان انت بنت عادل الاسكندراني...وبنت عادل...تبقي قوية ...ميأثرش فيها حاجة...حازم عاوز يسيبك...في داهية..يبقي نعرفه بقي مقامه واننا مبيهمناش...وتخليه بيندم علي كده...ولا ايه..هزت رأسها بايجاب ....لتقترب منه تلتمس دفئه الأبوي ...لطالما كان حلما يداعبها منذ نعومة أظافرها...
في منزل عمر كانت تجلس بغرفتها غير قادرة على فعل أي شئ....عقلها لايكف عن التفكير في زوجها عمر ....الذي تهرب منها ما ان سألت عن ليلي ومدي علاقتهم بالماضي...
ضحكت بخفوت ساخر....هامسة بداخلها..وكأنها تحتاج ان تستمع لاجابته ....فالحنين الساكن بنظراته وهمسه بحروف اسمها ...أوضح لها انه ....ربما يحبها...
وياله من الم ضربها في صميم القلب....ليوقظها على الحقيقة...انه ربما قد بدأت نهاية البداية....
ارتدت ملابسها هابطة للأسفل ربما تتسلي قليلا برفقة والدة زوجها.....
كانت تجلس تحتسي كوب من القهوة ....امام شاشة التلفاز تتابع احدي برامجها المفضلة ...انضمت لها هاتفة
صباح الخير ...
التفتت قائلة بابتسامة
صباح الفل...ولو اننا داخلين على الساعة واحدة الظهر...مالك مرحتيش شغلك ليه...حتي عمر خرج بدري من غير مايفطر...
تعجبت من ذلك قائلة
مش عارفة...يمكن عنده شغل بدري..
وانت
لا انا تعبانة شوية قلت اخد إجازة ....
ابتسمت لها بدفئ حقيقي هاتفة باقتراح طب ايه رايك تتشيكي كده وتروحي لعمر في الشغل وتخرجوا تقضوا يوم سوا...ده هيفرح اكيد...
ارادت أن تخبرها أنه ربما لن يهتم...وربما ېجرحها..ولكن امام تلك الإبتسامة الحنونة ...استجابت لها قائلة بحماس زائف
خلاص انا هقوم أجهز نفسي وأخرج اقابله....
في تلك اللحظة بمودة لتهمس لها بحب
ربنا
متابعة القراءة