عشق مجهول لأسماء رجائي
المحتويات
شئ ما...اسرع الي حقيبته التي مازلت تحتوي علي ملابسه بداخلها.. ثم ارتدي ملابسه سريعا قاصدا منزل خاله....
كان يقود سيارته سريعا...الي ان وصل...وبداخله يشعر بالحماس وبأشياء أخرى...
في ذلك الوقت كانت تجلس روان مع والدها تتناول الغذاء ....تتحدث معه عن يومها وهو ينصت لها باهتمام...
كانت منهمكة في الحديث الي ان سمعت صوته مما جعلها تسعل وبشدة...
السلام عليكم ازيك ياخالي يا حبيبي وحشتني...
قهقه خاله بشدة وهو يري مظهر روان الحانق...وحازم الذي يبتسم لها بسماجة...ليهتف
اقعد ياحازم...اتغدي معانا يابني روان الي طابخة...
ازاح المقعد المجاور لها هامسا لها بصوت لايسمعه غيره
وحشتيني علي فكرة...
لم تبادله الهمس ليكمل وهو يعبث بقدمها أسفل المائدة
أحمر وجهها خجلا مما يفعله ....خاصة في وجود والدها...مما جعلها تهمس له من بين اسنانها وهي تنغز بكعب حذائها المدبب أعلي قدمه لېصرخ فجأة
احترم نفسك ....
كان والدها يراقبهم بابتسامة جانبية...تحول الي ضحك بصوت عالي قائلا عندما صړخ حازم
مالك ياحازم يابني...بتصرخ ليه...
ابدا ياعمي...ليلقي نظرة على الجالسة بجانبه تبتسم بتشفي دي جاموسة داست علي رجلي....
ازداد ضحكه...خاصة عندما أطلق حازم صړاخ آخر مټألم...عندما كررت روان مافعلته....
ليقول
طيب انا هقوم انا ياولاد عاوزين حاجة...
هم ان يرد عليه حازم الا ان روان انتفضت من مكانها هاتفة
اسرعت تتعلق بيد والدها...هاتفة لحازم
طيب كل انت بقي يا حازم البيت بيتك طبعا...
ثم ذهبت مع والدها صاعدة للاعلي...بينما حازم ينظر في أثرها بحنق....بعد قليل كانت تحاول النوم على سريرها....الا أن دخوله مقتحما غرفته أفسد ذلك كما جعلها تنتفض من مكانها في مواجهته هاتفة پغضب
رفع احدي خاجبيه بسخرية....ثم اقترب منها ببطئ مثير...وملامح غير مفهومة..ليمسك بها يزيحها للخلف لتقع علي السرير ...مما جعلها تنظر له پصدمة كادت أن تقف مرة ثانية الا أنه اقترب منها هامسا انت عبيطة يا روان....انا جوزك علي فكرة...
ده حاليا احنا اتفقنا نتطلق...
نعم ياختي...طلاق...لا يا حلوة انا جبتك هنا عشان ربنا يهديكي...
انت شايفني مچنونة..ايه ربنا يهديني دي...وبعدين اطلع بره يلا...
نفي برأسه عدة مرات قبل ان يقول
لا مش طالع..ويلا عشان ننام بقي....
انا لسا علي كلامي يا روان.. انا مش هقربلك الا لما تتاكدي انك بتحبيني....بس انا بحبك...كنت فاكر اني هقدر ابعد بس طلعت غلطان..بعدك ڼار ياقلب حازم...
كانت تبتسم برقة ربما لو رأها لرمي بحديثه عرض الحائط واقترب كما يريد ويتمنى...
ساد الصمت بعدها ليغفو كلاهما...بعد أن جافهم النوم في الأيام القليلة الماضية....
ليلا في منزل عمر ....كان قد وصل للتو...كان في طريق صعوده للاعلي حيث غرفته مع لوتس...ولايعلم لما يتمنى أن يجدها نائمة ....ربما لانه لن يستطيع مواجهتها....او يشعر انها ستفتضح أمره....او....هو حقا لايعلم....
في خضم شروده كان قد وصل بالفعل امام الغرفة ....ليدخل ....
كان يحبس أنفاسه وهو يراها بتلك الهالة المٹيرة...كانت تقف مبتسمة برقتها المعهودة...ترتدي قميص باللون الوردي طويل يصل للكاحل....
همست أخيرا امام نظراته المتاملة ..ونظراته مشټعلة بوميض
وحشتني يا عمر...
ساد الصمت قليلا لتكمل بتساؤل
ماوحشتكش ولا ايه....
هز رأسه نفيا ....ثم اقترب منها سريعا ....ثم جذبها ....هامسا بصوت خشن
انت وحشتيني اووي...انت حلوة....انا مش عارف ايه بيحصل لما اشوفك....
همس كلماته الأخيرة قبل ان يحملها بين يده....وهو پجنون ....وعڼف لأول مرة....
وضعها علي سريرهم لينظر لهيئتها المهلكة .......وشعرها المشعت ...نتيجة عبثه به....
اقترب منها مرة أخرى لينعم بها بين ....يتلقفها پجنون ....لتبادلها هي جنونه ....بيأس ...3
بعد فترة كانت تنام ...ترسم بأناملها خطوط وهمية....ودموعها تكبحها بشدة...ألقت نظرة على عمر ....لتجده نائما بالفعل...
ابتعدت عنه قليلا...ثم سمحت لدموعها بالتحرر..الي ان غفت هي الأخرى....
صباحا استيقظ عمر ....ليجد أنه وحيدا بالغرفة....
استقام من نومته باحثا عن لوتس...الا أنه لم يجدها...
كان سيدخل الي الحمام....الا أنه توقف علي صوت رسالة لهاتفة...امسك به ....ليري ان الرسالة عبارة عن مقطع فيديو...والمرسل زوجته لوتس....
اندهش قليلا ليضغط عليه لتشغيله
كانت لوتس تجلس في غرفتهم متحدثة
عمر ...الفيديو لما يوصلك هكون خلاص سافرت...انا عرفت
من اول يوم بجوازك من ليلي...انا مش هحاسبك ....انا عارفة انك محبتنيش...عشان كده بطلب منك تطلقني يا عمر....ومتدورش عليا...عشان ملوش لزوم...1
انتهي الفيديو...ليبقي مكانه مصډوما....أغمض عينه ....ليتخيل ماأصابها وهي تعرف هذا الخبر..وهو متأكد من حبها له....بالطبع تألمت وبشده...
أطلق تنهيدة طويلة...متذكرا ما حدث ليلة أمس...ليبتسم بمرارة....هي كانت تودعه وتلك المرة للنهاية...
لايعلم متي انتفض من مكانه ....ومتي أرتدي ملابسه ....ليقود سيارته في اتجاه منزل والدها...الذي ما ان وصل إليه حتي اقتحمه متسائلا روان الجالسة بهدوء
لوتس فين...مراتي فين
رفعت نظرها إليه بتمهل ...مبتسمة بسخرية هاتفة
مراتك...اي واحده فيهم...يابجاحتك يا اخي...يعني اتجوزت عليها وجاي كمان تسأل عليها كده بسهولة...عموما منعرفش...وياريت تنفذ لها طلبها وتطلقها....
نظر لها عمر مطولا....ثم غادر بعدها وهو يعلم أنه لن يجدها هناك...وبالطبع لن يخبروه بمكانها..
اقترب حازم من روان المڼهارة بالبكاء ليأخذها بين ...بينما هي تهمس حرام عليه...لوتس بتحبه...ليه عمل كده..
تنهد حازم قائلا
قلتلها ونصحتها قبل الجواز..مسمعتش كلامي...اكتفت أنها تحبه.....وكملت...
رفعت نظرها له قائلة
تفتكر ممكن يرجعوا لبعض...
نظر لها قليلا وهو يفكر.....هل حقا من الممكن ان يعودا لبعضهم البعض...شعر باستحالة الأمر إلى أنه تحدث شاردا
يمكن...متنسيش أنها حامل...ويمكن ده الي يرجعهم لبعض....
انهي حديثه لها ....وهو شاردا في لوتس...التي جاءت في الصباح الباكر...تودعهم...وهي محطمة....ويائسة....
...يطمئنها ويطمئن حاله
السابع والعشرون
كان قد وصل أخيرا الي منزل ليلي....او زوجته الثانية ...الذي لم يلبث أن يكمل زواجهم أسبوعا الا أنه قد انكشف أمرهم...
كانت تجلس في هذا الوقت شارده امام مظهر النيل الخلاب...غير واعية الواقف أمامها بهئيته الغريبة عليها..
تأملها قليلا پغضب...ثم صاح بصوت عالي
مين عرف لوتس اننا اتجوزنا ياليلي...انطقي مين...
فزعت من صوته العالي وهيئته الغير مهندمة لتهمس بفزع
فيه ايه يا عمر اهدي...انا معرفش انت بتتكلم على ايه بالظبط...
امسك بكتفيها يهزها بقسۏة غير مباليا لدموعها التي بدأت تتجمع في أعينها...قائلا بقسۏة
انت هتستهبلي...انت فاهمة كويس انا قصدي ايه...مين عرفها بجوازنا....احنا اتفقنا اننا هنخفي الموضوع ده فترة...ولا دي كانت خطتك من الاول...
انتفضت من بين يديه...مبتعدة عنه مسافة صغيرة ...وكلماته تضربها بقسۏة...الا يكفي انها تشعر بالندم...الا يكفي خسارتها للشخص الوحيد الذي كان يسنادها دائما....راغب الاخ الذي لم ترزق به في حياتها...رفعت نظراتها الباكية محدقة به هاتفة پألم
يعني دي فكرتك عني يا عمر...صدقني انا معرفش مين وصل للوتس خبر جوازنا...
هدر پغضب
محدش يعرف جوازنا غير انت وراغب ويزن بن عمي...ويزن عمره مايعملها...يبقي مين
هزت رأسها بنفي مجيبة بحدة
انا معرفش ...وراغب عمره مايعملها انا واثقة فيه...صدقني...
اصدقك ببساطة كده ....ازاي..بس انا الغلطان..
اڼصدمت من حديثه لتهمس پألم
غلطان ...عمر انت بتحبني...ولو مش بتحبني اتجوزتني ليه...انا اتجوزتك عشان بحبك...
تأملها وهو يلقي بجسده علي أحد المقاعد بتعب قبل ان يقول بنبرة يائسة
احنا مبنحبش بعض ياليلي...احنا كنا بنحب بعض...انا اتجوزتك وانا مش عارف بعمل ايه...حنين وذكريات خلوني افتكر اني لسا بحبك...وانت برده نفس حالتي...رفع نظره لها متسائلا
انت متأكده انك بتحبيني...
تأملته بصمت ...متذكرة اول ليلة جمعتهم سويا...تلك الليلة التي لم يتخللها أي عاطفة ...احساس بالندم تخلل لخلايها بخبث....وليتها لم تقدم علي هذا الزواج....ليتها...3
فماذا جنت سوى چرح انسانه لاذنب لها..وخسارة أقرب الأشخاص إليها....
اما هو كان شاردا...في لوتس ترى اين هي...من يخفف حزنها المتسبب به...لما لم يشعر بعشقها الذي تكون بداخله دون ان يدري...لقد ظن أنه ربما ينهي الموضوع دون ان تعلم....الا ان النهاية اتت مبكرااا...استقام متجها الي باب المنزل قاصدا الخروج..تاركا ليلي شارده ....الا أنه تحدث لها بنبرة حزينة
انا همشي ياليلي...فكري براحتك والي انت عايزاه انا هعمله...سلام...
خرج من عندها وهو يتألم ....انانيته التي فاقت الحدود تقتله...لقد أراد الحصول علي كل شئ....لوتس وليلي سويا....الا أنه خسر الاثنتين...فليلي كانت حنين وانانية ...ولوتس عشق مجهول ....يعاقبه بالرحيل بعد ان اتضح له في لحظة....
وصل الي شركته هاربا من المنزل...او بمعني اصح يهرب من والدته التي ما ان تراه ستنهال عليه بالأسئلة...يهرب من غرفته التي شاركته بها لوتس...ومازالت ليلة أمس محفورة بداخله....ولن يستطيع نسيانها...
دخل مكتبه دون ان ينتبه لأحد....ثم جلس علي مقعده واضعا وجهه بين يده متنهدا بتعب ...ليقف أمامه يزن بعد فترة قليلة ينظر له ....بتعجب قائلا مالك يا عمر...انت عامل كده ليه....
لم ينظر له...بل ظل علي وضعه ليتحدث بصوت مكتوم
لوتس عرفت اني اتجوزت ليلي....وسابت البيت ومعرفش عنها حاجة...
شعر يزن بالحزن والذنب...هو لم يتوقع أن يتألم عمر من رحيل لوتس...ربما هي تفعل لانها تحبه...لكن هو لايحبها....ام انه تخيل ذلك....
ساد الصمت قليلا قبل ان يقول
طيب وايه يعني....انت مبتحبش لوتس...ايه مضايقك انها مشيت....
انتبه عمر لسؤال يزن ليرفع نظره بشك هامسا باستفهام
تفتكر مين قال للوتس اني اتجوزت ليلي....
ساد الصمت للحظات ....ليتأكد عمر من شكه عندما ألتزم الصمت بنظراته المرتبكة....
حينها لم يستطع ان يتحكم بحاله ليقترب منه هادرا پغضب
انت...انت يايزن ليه....اديني سبب ...ليه ...الضړبة تيجي منك ...تخربلي بيتي...
هدر الآخر بعصبية مماثلة
هاتفا
ايوا انا....وبيت ايه الي خربته ....انت اصلا مكنتش بتحبها...
سأله بترقب وشك
وانت بقي الي بتحبها....
تمني أن يسمع منه أي إجابة تفيد بالنفي الا أن الرد كان بالنسبة له صدمة...
ايوه بحبها...حبيتها من اول مرة.....بس لما لقيتك هتتجوزها...سكت مرضتش اتكلم ....قلت خلاص دي هتبقي مرات اخوك....بس ڠصب عني بحبها....
ابتعد عمر عنه پصدمة....ليضحك وبشدة...مما أثار قلق يزن عليه...ليهتف
اهدي يا عمر مالك......
ابتعد عنه هاتفا بعد ان هدئ من الضحك
عارف النهاردة بس خسړت كل الناس الي في حياتي...لوتس وانت....حتي ليلي...وامي الي اكيد لما تعرف الي حصل هخسرها....روح يابن عمي...سبني لوحدي...اصل شكلي كده لازم اتعود علي الوحدة....
خرج يزن عقب كلماته وبداخله ندم على مافعله...خاصة بعد ان وجد بن عمه الوحيد في تلك الحالة التي لم تحدث من قبل....
بعد عدة ايام...في ريف فرنسا كانت تجلس بمزرعة خالها ....وسط الطبيعة الخلابة...تنشد من هدوء المكان الراحة...التي لم تنعم بهامنذ رحيلها عن مصر...
شردت بزواجها من عمر....الذي كان كالحلم...الا أنه انتهي سريعا رغم أنه لم يطلقها الي الان...الا انها لا تحتمل العودة له...لمست البروز الصغير الظاهر من بطنها لتبتسم....رغم كل شئ هي سعيدة بوجوده بداخلها...ومهما أنكرت فهي رغم ما حدث مازالت تحب عمر....زوجها...ولكن الي متي...
جلس خالها بجانبها مبتسما وهو يربت على يدها القابعة علي بطنها برقة هاتفا ايه...الجميل سرحان في ايه...
نظرت له والابتسامة تزين وجهها...قائلة
ابدا باخالو انا هنا اهو...
ضحك قليلا قبل ان يهتف بمرح
يعني انت هنا مش هناك.....طب كويس والله...
ابتسمت له بينما هو أكمل حديثه
وحفيدي عامل ايه...
الحمد لله كويس...
تأملها قليلا قائلا
طيب ....وأبو حفيدي ...ناوية تعرفيه بحملك ولا لسا مصرة علي عنادك...
زفرت بعدم ارتياح متحدثة ببرود
عادي يعني...انا هعرفه...بس مش دلوقت ياخالو....قبل ولادتي هنزل مصر ...ويومها هعرفه....
هو لسا مش راضي يطلقك...
نفت برأسها قائلة
مش عارفة...انا مستغربة من موقفه...وهو اصلا
متابعة القراءة