عشق مجهول لأسماء رجائي

موقع أيام نيوز


الفترة ليلي ... رفيقته في الجامعة ...الشقراء التي سلبت قلبه من اول نظرة كما يقولون ...كانت رقيقة.. هشة ومغوية للغاية...الكثير سعي لتلك الفتاة النصف مصرية العائدة من احدي الدول الأجنبية..
عائد بذاكرته لليوم الذي اعترف فيه بحبه لها...
كانوا في احدي الرحلات التي تقيمها الجامعة ....كانت إلي الإسكندرية لم يكن من الأشخاص الذي تستهويهم تلك الرحلات الا انها اصرت علي الذهاب وهو لم يستطيع ان يرفض طلبها كانت كالطفلة ....بل هي بالفعل طفلة صغيرة هكذا كان يتعامل معها ....كانت دائما تشعره بالمسؤلية تجاهها...

كانت تنظر له بحب وهي تجلس امام البحر
انا مبسوطة اوى يا عمر...مكنتش اعرف ان مصر حلوه كده
انت اجمل يا ليلي انت احلي من اي حاجة
همسته الرقيقة بصوته الرجولي جعلها تبتسم بخفوت وهو يراها تتحول للون الاحمر من شدة الخجل ليمسك هو بيدها ....وسط ضحكاتهم الجميلة وهو يتأملها بخصلاتها الشقراء تتمايل مع الهواء....تطلق سهامها نحو قلبه بلا رحمة ....ليقع في عشقها أكثر وأكثر..
طرق علي باب مكتبه جعله يخرج من ذكرياته.. ليدخل يزن بخطوات مرحة 
ايه يا عمر بقالي كتير بنادي
التفتت له بسأم 
عادي يا يزن خير فيه ايه...
فيه ايه في ايه يا عمر...مش المفروض يبقي في حفلة بمناسبة الصفقة الجديدة...دي مصانع جديدة هتتبني ولازم دعايا عشان نجمع اسهم برده...
هز الأخير راسه بفهم مكملا
طيب اتصل بشركة الاسكندراني...ورتب معاهم وياريت يكون الحفلة في ظرف يومين عشان هسافر ....
اومئ الاخر وهو يبتسم ليجلس متحدثا بمرح 
بس المساعدة بتاعة لوتس دي بت مش مظبوطة بس جامده....وادينا نتسلي .....ولا ايه يا باشا...
يزن انت عارف اني مليش في الكلام ده....ليبعث بنظرة تحذيرية
بلاش شغل العك بتاعك في الشغل...الي اسمها لوتس مش سهلة واديك شوفت واخدة علينا شروط تعقد في الصفقة...
اڼفجر يزن بالضحك ليرمقه عمر پغضب
خلاص متبصش كده بس لوتس دي برده جامده...اوووف...شكلي هتسلي جامد...سلام
انصرف لينظر عمر في اثره وهو يتنهد بيأس متسائلا متي يستقر يزن ....متي يترك حياته تلك التي لا نرضي أحد إطلاقا....
هو يعتبره شقيقه الصغير ...فهو المتبقي من العائلة بن عمه الوحيد....ېخاف عليه وبشده ....وحقا تلك الفتاة روان نظراتها المتلاعبة لم تعجبه إطلاقا...
وان لم تزجرها لوتس بنظراتها لكان أعتقد انها من يريد منها ذلك...
جلست لوتس مع مساعدتها روان في احدي المطاعم الراقية القريبة من الشركة الخاصة بها....
طلبت الغذاء ليحل الصمت قليلا قبل ان تقطعه لوتس 
ايه بقي يا روان...مش هتقوليلي ليه النظرات الغريبة الي كنتي بتوزعيها واحنا بنمضي الصفقة.. وقبل ماتجاوبي.. عاوزة اقلك مفيش بنت محترمة بتعمل كده ولا ايه 
هزت اكتافها بلا مبالاة ...لتتحدث ببرود 
ما يمكن انا مش محترمة مثلا...يا لوتس... 
الصدمة جمدت لوتس وبشده...فأي فتاة قد تنعت نفسها بهذا الوصف 
انت واعية للي بتقوليه يا روان. انت فين اهلك.... 
توقفوا عن الطعام لبعض لحظات حتى وضع النادل الطعام أمامهم.... 
لتمسك روان شوكتها وهي تتذوق قطعة من اللحم الموضوع أمامها....لتتعجب لوتس...كيف لهذه الفتاة التي كانت تشع توترا واضطرابا منذ قليل عندما دعتها الي منزلها لتناول الغذاء ان تكون هي نفسها الفتاة التي تشع وقاحة الجالسة أمامها الآن.... 
أجابت أخيرا بعد ان ابتلعت طعامها وهي تطلق كلمات تحمل عدائية تحاول إخفائها تجاه لوتس 
أهلي ميتين...انا عايشة لوحدي...معلش بقى مكنش عندي حد يخلوني محترمة ....يا لوتس هانم...انا
مش زيك كان عندي بابا وماما....وكده...ملقيتش إلي يربيني... 
لم تخفي العدائية الموجهة نحوها ....لتتسائل ترى هل والدها يحمل سر هذه الفتاة....كانت غارقة في تساؤلاتها....هذه الفتاة تريد ان تطردها ولكن ليس قبل ان تعرف كل شيء.... 
فاقت من شرودها علي صوت روان 
مستر يزن كلمني وبيقلي انه في حفلة بينظموها عشان الصفقة الجديدة ....وكمان دعايا.. 
هزت لوتس رأسها بإيجاب فهي كانت قد نست تمام هذا الأمر... 
روان....انت محترمة أو لا....متربية اولا....ده كله مش مشكلتي...بس ياريت ده كله يبقي بعيد عن الشغل....وده اول وآخر انذار يا روان ياريت تفهمي ده كويس....واه قبل مانسي...ابقي رتبي معاهم كل حاجة...عشان الحفلة... 
كان الصمت مخيم علي جلستهم...فقط أصوات تناول الطعام هو ما كان يسود الأمر 

بعد ان وصلت لمنزلها قامت بتغير ملابسها سريعا...ثم هبطت حيث والدها... 
كان يجلس علي مائدة الطعام كعادته ينتظرها ليتتاولوه سويا...اطلت عليه بابتسامتها المعروفة لتفترب منه باسف 
انا اسفة يا بابا انا اكلت بره النهارده...بس هقعد معاك لحد ما تخلص اكل... 
ابتسم الرجل بمرح قائلا بنبرة مؤنبة قليلا 
ومن أمتي بقي وانت بتتغدي بره يا ست لوتس...ونسيتيني خالص كده 
هزت رأسها بنفي
ابدا يا بابا....انا بس خرجت مبسوطة اننا مضينا العقود عشان كده قلت اعزم المساعدة بتاعتي روان...اتغدينا سوا 
كانت تركز علي وجه والدها ربما يصدر منه أي تعبير...الا أنه كان بملامح خالية من اي شيء...فقط هو رأسه وأكمل طعامه...بينما هي تعلم أن هناك شيء ما.... 
اما هو كان يخفي نظراته ويشغل نفسه بالطعام...ليخفي قلقه... 

في الحفلة كان يوجد عدد من الصحافة ...والعديد من رجال وسيدات الأعمال...يباركون الصفقة 
... 
كان يدخل لحفلته وبجانبه والدته عادة اكتسبها من والده....لم يترك والدته في اي من الاحتفالات... 
كان عمر يحمل ملامح خشنة قليلا...وسامته كانت من نوع خاص.. تجعل العديد والعديد من الفتيات يتهافت عليه.... 
مالت والدته عليه متحدثة بخفوت 
شايف البنات...بيبصولك ازاي...ما نختار واحدة وتتجوزها... 
خليني أفرح بيك.. 
كتم ضحكته بصعوبة بالغة....حتى في تلك اللحظات والدته لاتنفك عن الحديث في الزواج...واموره...نظر لها بيأس... 
يا امي انا حاسس انك هتعرضيني في مزاد وتقولي إبني للجواز .... 
وجهت له نظرات محتقنة غاضبة 
انت بتقول فيها...انت اصلا دخلت في طور العنوسة... 
هذه المرة لم يستطيع ان يخفي ضحكاته...التي تهاتفتت عليها عدسات المصورين وهم يلتقطونها ..ليعيد لها النظر 
انت مش ممكن يا امي.. طور...وعنوسة. .الله يحفظك والله...يلا بينا بقي نسلم على الناس... 
اعترضت وهي تهز رأسها 
لا روح انت سلم...انا هقعد واختار عروسة ابني... 
نظراته المتعجبة والمذهولة منها جعلته يصمت ليرجع نظره لها...وهي يتنهد بيأس...مغادرا إياها.. 
بعد فترة قليلة كانت والدته تجلس تراقب الفتيات حولها...حتى النادلات العاملين بالحفل لم يسلموا منها إطلاقا...وهي لا يفرق معها المستوي المادي والاجتماعي...كل ما يشغلها هو أن يتزوج ولدها الوحيد.... 
ولفتت نظرها...فتاة تدخل الي الحفل بثبات وهدوء وثقة مشابهة لولدها...شعرها الأسود منساب علي ظهرها....حسنا فستانها محتشم بلونه الأسود الذي اظهر بياض وجهها... 
التفتت لتري ولدها يقترب منها ....ابتسمت إذا يعرفها ..مهمتها ليست صعبة ولا مستحيلة...ولكنها ستراقب... 
كانت لوتس قد وصلت الحفل متأخرة كم كانت تريد ان يأتي والدها برفقتها....الا أنه تعلل بمرضه... 
دخلت تتأمل حولها...هي غير معتاده على تلك الحفلات.. الي ان رآها هو وقف منبهرا بها وبمظهرها...شعرها الأسود وفستانها الجميل...ورقتها وجمالها الواضح...كيف لم ينتبه لذلك وقت توقيع الصفقة...وجد نفسه يقترب منه دون أن يستأذن الموجودين معه....ليقترب حابسا أنفاسه.. 
رأته هي لتبتسم براحة فهي كانت تبحث عن روان...لتمد يدها وهي مبتسمة 
ازيك يا عمر باشا... 
مد يده هو الآخر...ليبتسم ابتسامة ساحرة 
ازيك يا لوتس هانم 
لوتس هانم...همستها بتعجب
هز رأسه 
اه مش قلتي عمر باشا.....عموما يلا ندخل الناس بتسأل جوا علي شركتكوا... 
كانت والدته تقف تنظر للمشهد باعين سعيدة وكأنها حصلت علي كنز سمين للغاية....ليحدث بعد ذلك ما جعل ابتسامتها تزداد. وتزداد.. 
كان ولدها بمشي بجانب لوتس الا انها اصدمت باحدهم.....ويبقى المنظر ولدها في امرأة شابة وجميلة.....ستزوجها له وانتهى الأمر.... 
اما هما...فكانت العيون تحكي قصة أخرى ليدق القلب....بينما يرفض العقل....غافلين عن التقاط العديد من الصور لهم....
الفصل الثالث
لم ينتبه على وضعه معها والذي يعطي انطباع لاي شخص يشاهد أنهم حبيبان او عاشقان....ربما مر ثواني او دقيقة علي ذلك لا اكثر الا ان كلاهما شعر بأنه قد مر ساعات وساعات علي تلك اللحظة... 
كان اول من انتبه على كل ذلك هي .... عندما استقامت وتخلصت من حصاره الذي جعلها تحبس أنفاسها...غير مسيطرة بالمرة علي دقات قلبها التي تعالت ....وتلك كانت المرة الأولى... 
اعتدل هو الآخر عندما أدرك ما يحدث....ليقف أمامها متحدثا دون النظر إليها 
اسف...بس كنتي هتقعي.. 
ليبدأ بالتحرك.. وهي بجانبه لترجع خصلة من خصلات شعرها الأسود خلف اذنيها هامسة بخفوت 
ملوش لازمة تتأسف ....انا المفروض اشكرك.. 
وبعدها لم يتحدث أحدهم الي الاخر....فقط يقفان يتبادلون التحيات والمباركات علي الصفقة الجديدة... 
ولكن والدته كانت تقف بعيدا...تراقب بقلب يتراقص من السعادة والفرحة وكأنها في زفاف ولدها الوحيدعمر ....وليس مجرد احتفال بصفقة هي لا تبالي لها إطلاقا.... 
دارت بنظرها في المكان باحثة عن يزن....لتجده كالعاده ....يقف وسط مجموعة من الفتيات كعادته يلقي بنكاته وحديثه المرح لينفجروا بعدها في الضحك.... 
نظرت له مشيره بيدها ....ليأتي لها 
خير يا مرات عمي الله يرحمه .... 
تأففت كعادتها من أسلوبه التي تستاء منه وتحبه في نفس الوقت 
يا بني قولي طنط...ايه مرات عمي دي...وبعدين تعالي هنا انت مش هتوب وتتجوز بدل شغل الصياعة ده... 
هز رأسه عدة مرات نافيا وكأنه ينفي چريمة 
جواز ايه بس يا طنط...تفي من بقك...اقلك خليكي في عمر
اشاحت بنظرها عنه لتلتفت الي عمر وهو يقف بجانب عروسه المستقبلي...هكذا قررت ستكون زوجته وانتهي الأمر 
بصي يا يزن....البنوته القمر الي جنب عمر دي... 
مالها يا طنط ... قالها وهو يشملها بنظرات تحذيرية مما يشك انها تفكر به ليكمل 
اوعي تقولي عاوزة تجوزيها لعمر... 
التفتت له لتومئ بالإيجاب وابتسامة بلهاء واسعة وسعيدة ترتسم علي ملامحها ....اجل ستزوجها له...وسينجبون لها العديد من الأطفال الوسيمون.. وسيحبها....نطقت أخيرا 
اه يا يزن ...وماله البنت حلوة وبنت ناس...وعجباني...وشكلها كده عاجبه عمر...ولا انت شايف ايه
هز رأسه بيأس فزوجة عمه تريد ذلك...ومادامت تريد ذلك لن يقف أحد بطريقها 
طيب المطلوب مني ايه يا طنط...
هتساعدني طبعا...هتروح زي الشاطر تركب ميوزيك هادي كده...وتشغلنا اغنيه ناعمة...عشان عمر يرقص معاه....يلا يا يزن
حديثها اتسم بالجدية ويزن لن يخالفها....ولما يخالفها.. ولكنه تسائل هل شخصية ك لوتس الاسكندراني هي من ستستطيع ان تغير من عمر والذي يعتبره في مكانة شقيقه الأكبر... عمر الذي رمي بحبه منذ سنوات من اجل العمل...عمر الذي لم يستطيع منذ أكثر من ثماني سنوات حياته كباقي رفاقه....
والسؤال الأهم....هل مازال عمر يحب ليلى...شقرائه كما كان يناديها بينه وبين نفسه...
طرد أفكاره جانبا مؤكدا لنفسه ان عمر يستحق بعض السعاده...بعض التغير والخروج عن الروتين... وربما لوتس تكون التغيير...
بعد لحظات .....عندي قمر بسهر معاه عندي ميعاد وحبيبي لغاه.....صوت اغنية جميلة وهادئة...كانت تتعالي في الاحتفال...
بعد ان انتهي الحديث في الأعمال.. والجميع يمتلك وقت للاستمتاع بالجو الدافئ ....المتوفر في أجواء الحفل رغم أنهم في فصل الشتاء...
اقترب يزن منه 
ايه يا عمر مش هترقص
شوية مع لوتس...
الټفت بنظره له وهو يشعر بالضيق...هو حقا يريد ان يرقص معها...ولكن ...
لا مش عاوز مليش نفس خليك في حالك يا يزن...وبعدين ماهي بترقص مع واحد وعماله تضحك معاه...
ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجه الآخر قائلا 
يا بني ماهي قالت انه بن عمته وزي أخوها...فيه ايه بقى.. روح ارقص معاها يا عمر...
كانت نظراته مسلطة عليها بينما هي ترقص مع بن عمتها حازم.....
مالك يا لوتس في حاجة شغلاكي...
اعطته
 

تم نسخ الرابط