امسك بيدى فلتنقذنى من العڈاب بقلم فرح طارق

موقع أيام نيوز

عمر جديد والله.
فهد بسعادة
يعني بقى كويس خلاص 
أيوة بكرة بأمر الله هيكون فاق..تقدروا تمشوا دلوقت لأن ممنوع حد يبات معاه عن اذنكم..وحمدلله على سلامته.
مش قولتلك هيبقى كويس 
أجابت بنبرة طفولية آملة لرؤية والدها
كدة هشوفه صح 
أيوة بس بكرة عشان هو نايم دلوقت هنروح البيت كلنا ونيجي بكرة نشوفه كلنا.
بعد وقت.. وصلت السيارة لمنزل سيف..فقد كانت ليان و وفاء بالمنزل ف عاد الجميع إليهم.
دلف سيف وترك الجميع مكانه وصعد لغرفته لرؤية ليان والاطمئنان عليها دلف للغرفة بلهفة لرؤيتها..ليجدها تقف أمام الخزانة وتضع ملابسها في الحقيبة !
عقد سيف حاجبيه بضيق قائلا
بتعملي ايه 
بلم هدومي عشان بكرة الصبح هنسافر انا وماما وحور.
قالت كلماتها ولم تنظر إليه لم ترد النظر إليه تدري إنها لو طالعته لانسهرت جميع قواها أمام نظرته تلك لها.
هتعملي اللي ف دماغك 
استدارت له هاتفة بجدية
لأ يا سيف أنا بعمل المفروض والصح من إنه يتعمل مش الي ف دماغك ودماغي ! ده الصح وبس.
الصح أنك تسبيني وانت حامل 
أهو أحسن ما هو كمان ! 
قالتها بتلقائية شديدة منها نبعت من ذاك الألم المكنون داخلها أثر فقدانها لطفلها لم تدري كم طعنته تلك الجملة داخل صدره دون رحمة أو شفقة ! كانت أثرها ك جلاد يحمل السوط ليلقيه على في لحظة تخوين منه !
بينما صمتت ليان لم تتحدث مرة أخرى..
تشعر بقليل من الندم لقولها تلك الكلمات ولكنها أيضا حزينة ! تشعر بالآلام ورغبة جامحة في البكاء على طفلها الذي رحل ! ولكنها وعدت شقيقتها بأن لا تبكي.. ألا تقف مكانها..لا تستدير..فقط تسير قدما للأمام وتسعى لتوفير حياة هادئة خالية من كل تلك الإضطرابات التي تحدث..لطفلها الآخر .
ليس كل ما يمر بالحياة مهما كان قويا..حزينا..بائسا..علينا وعلى طاقة تحملنا يدفعنا للوقوع أمامه والبكاء عليه ! هناك أشياء نصطدم بها داخل اضطرابات الحياة لتجعلنا نقف نقوى نسير ونتقدم من جديد تخلق بنا روحا جديدة قوية ك عازل زجاجي قوي يحمي جوهرا من الرياح وآثاره ! تلك هي الروح التي تخلق داخلنا تلتف حول القلب تحميه مما هو
قادم.
أمسكت حقيبتها واتجهت نحو باب الغرفة لتلقي نظرت أخيرة على سيف الواقف بصمت تام ينظر للاشيء أمامه..
لم يستطع النظر إليها ! إن رآها ترحل عنه يقسم أنه من الممكن أنا يترجى بقائها معه !
في مكان آخر تحديدا غرفة چيدا..دلف فهد للغرفة و وجدها جالسة أمام النافذة تطلع أمامها بهدوء شارد ليذهب نحوها ويجلس بجانبها.
صمت فهد وهو يتطلع إليها بينما لم تنظر نحوه ظلت شاردة أمامها قط ! دموعها تهوى على وجنتيها..
چيدا.
قالها فهد بهدوء ليتقدم نحوها أكثر واكمل
بتحبيه أوي كدة على فكرة هو بيحبك اكتر منك..عارفة ليه لأنه بعد علشانك.
طالعته چيدا بعدم فهم ليكمل حديثه
ياسين مراته مټوفية من قبل ما يشوفك نظرته ليك إنه محبش يظلمك وتتجوزي واحد كان متجوز وعنده بنت كمان !
كادت أن تتحدث چيدا ل يردف فهد
مش عايزك تتكلمي دلوقت لكن ياسين مش متجوز وحبك اكتر ما حبتيه الموضوع من بدايته سوء تفاهم والغلط غلطه لانه متكلمش ف البداية ف كل حاجة اتسدت ف وشكم أنا وضحت ليك لحد ما هو يفوق بكرة ومظنش بعد اللي حصل النهاردة ياسين لما يقوم بالسلامة هيسكت.
نهض فهد من مكانه
وتوقف عند الباب على نداء شقيقته له ليستدير نحوها ويجدها تبتسم له قائلة
شكرا إنك فهمتني يا فهد واتكلمت معايا بهدوء.
ابتسم بهدوء ليجيبها
أنا فاهمك دايما يا چيدا وطول ما انت مبتعمليش حاجة غلط ف أنا وراك وبدعمك وأنا ساكت قصاد ياسين لأني مشوفتش منه أي تجاوز ولو كان حصل هو عارف رد فعلي كان هيبقى معاه ايه..
صمت لثوان ثم أكمل حديثه
ومعاك كمان.
رحل فهد بينما ظلت چيدا تفكر بحديثه عن زواج ياسين لربما كان زوجته لذلك لم يشعر بها يوما 
انتبهت لطرقات على باب الغرفة لتجدها حور التي دلفت و وقفت أمامها واردفت بملل
هو انت وليان وانتوا صغيرين كنتوا بتاكلوا من كرامتكوا عشان كدة خلصت !
عقدت چيدا حاجبيها لتجلس حور بجانبها
وبعدين ما صدقت ليان خدت موقف..تيجي انت ! فهد قالي عن ياسين وده مش مبرر نهائيا يا چيدا شايفة ده عذر ! انه شايف ليك راجل تبقي اول حد ف حياته ومين قال بأن الحب لأول حبيب ما ممكن تتجوزي واحد غيره ويبقى حب قبلك عادي ! الفكرة مش ف أول حب الفكرة ف أصدق وأنقى حب يا چيدا اللي ياسين قاله ل فهد مش مبرر تماما ولو هو صح ف مكنش استنى ٣ سنين وبعدين جه يقولك انكوا متنفعوش لبعض وهو شايف حبك ليه ٣ سنين هو الحمدلله بقى كويس بكرة هيفوق ف ياريت تخلي موقفك افضل من كدة شوية هتروحيله تواسيه ف موضوع مهاب ك زمالة بس..اشتغلتوا سوى مريتوا بمواقف كتير اكيد سوى ف ده لأنك باقية على صداقة الشغل بس وأي كلام تاني هتعملي نفسك جاهلة عنه.
مش هعرف ! ع الاقل يعدي الفترة دي على خير بعدين..
قاطعتها حور
بعدين هو يبعد تاني ويبقى منظرك ايه قدام نفسك چيدا بالعكس ياسين لو شايف حبك كان خد خطوة خاصة انه عنده بنت ! لو تفكيره سليم وصح هيقول بتحبيه يبقى هتحبي بنته خاصة انها يتيمة ! فوقي شوية ممكن 
ظلت تتحدث الفتاتان معا لينتهي حديثهم وترحل حور تاركة الأخرى تفكر بحديثها بينما توقف في الخارج وهي تجد فهد أمام غرفتها..
توقفت حور واردفت بدهشة من وقوفه أمام غرفتها
اخبارك ايه أسر كويس معلش معدتش أشوفه لأني..
قاطعها فهد بجدية
عايز أتكلم معاك.
هنتكلم ف ايه 
الكلام اللي اتقفل من وقت ما جينا من السفر !
عقدت حور ذراعيها أمام صدرها واردفت بهدوء
واحنا مسافرين حاجة ودلوقت حاجة تانية حابب تقول حاجة اتفضل قولها وسمعاك !
تقدم نحوها پغضب من حديثها الفظ معه
نعم ! متفقناش نرجع وعدتك تخلص ونتجوز 
اجابته بتذكر مصطنع
آه..سوري يا فهد بس انا شيلت موضوع الجواز من دماغي ف نسيت عرضك ليا !
نعم ..
تنهدت حور واردفت بنبرة هادئة
فهد أنا قدامي حاجات كتير أعملها ومسئوليات كتيرة مش هقدر اسيبها واتجوز ! ماما حامل وقربت تولد وغير ليان ومشاكلها مع سيف وآخر حاجة فقدان الجنين ! وغير شركة جدو اللي مسلمها ليا انا وليان وحصل عليها كل المشاكل دي ! لازم اوقفها تاني على رجليها لو حابب ردي ف هتستنى لحد ما ماما تولد وليان تظبط أمورها واظبط أمور الشركة ولو مستعجل على الرد ف لأ يا فهد مش موافقة.
قبض على ذراعيها واردف پغضب
هو لعب عيال !
حاولت أن تتملص من بين ذراعيه قائلة بنبرة حادة تحاول إخفاء توترها بها
لأنه مش لعب عيال..لازم وقت أفكر ! أنا دلوقت يعتبر الوحيدة اللي هقف بين ماما وليان والشركة ! مينفعش اتجوز واسيبهم لازم ليان تشوف هتعمل ايه هي وسيف علاقتهم متوترة كل حاجة فيها غلط ماما وحملها وحزنها بسبب كل شيء حصل ! والشركة..
وأنا همنعك من كل ده 
مش هتمنعني ! بس انا كنت متجوزة يا فهد ! آه جوازي كان كله غلط بس مسئولية ! وانا ورايا مليون
حاجة ومش هقدر اضغط على نفسي بحاجة كدة..
احتدت قبضة يده على ذراعيها قائلا بحدة
متجبيش سيرة الزفت ده مفهوم 
نفضت ذراعيه قائلة بنبرة غاضبة 
أهو ده اكتر حاجة تخليني أفكر مليون مرة !
تنهدت وهي تحاول أن تهدأ قليلا ثم اردفت
ده كل اللي عندي يا فهد وقولتلك لو حابب رد سريع مني ف مش موافقة.
تركته ورحلت من أمامه ليتجه فهد نحو غرفة شقيقه ودفع باب الغرفة ف هو قد رأى أن ليان في غرفة حور..
بينما نهض سيف من على الفراش بدهشة من اندفاع أخيه الذي وقف أمامه قائلا
بص انت قسما بالله تتشقلب تتحول قرد. تصالح مراتك ! وإلا اخليك تطلقها يا سيف.
عقد سيف حاجبيه بدهشة ليقص عليه فهد ما حدث وهو يدور بالغرفة ويركل كل شيء أمامه پغضب
أنا بتتشرط عليا تقولي ده اللي عندي وتبصلي بتحدي وتمشي تجيب سيرة الزفت
طليقها قدامي وتقولي لما اتعصب إن ده اللي يخليها تفكر مليون مرة !
نظر ل سيف پغضب واردف وهو يشير لنفسه
بتتشرط عليا أنا 
اڼفجر سيف ضاحكا على أخيه ليركل فهد الطاولة الصغيرة الموضوعة بجانب الفراش قائلا پغضب
بطل تضحك ! ومراتك تصالحها مفهوم 
الفصل_الرابع_والعشرون.
توقفت قدماه من عن التحرك للأمام..يشعر بالخشية مما هو قادم على فعله ! تلك المواجهة التي لم يكن يرغب بالعودة ل مصر حتى لا تحدث كان ولازال يخشاها.
رفع يديه حتى يرن جرس المنزل بيد مرتجفة يود أن يستدير ويعود إبنه ولكن كان ولابد أن يأتي الآن !
تجمد وهو يستمع لصوت مألوف بالنسبة له توقف وهو يستمع لآخر شيء كان يتوقعه بحياته
بينما في الداخل توقفت والدة فهد أمام تلك الواقفة أمامها طليقة فهد واردفت 
قولتلك مش هيتجوزها ف اهدي بقى كدة وسبيني أفكر هبعدها عن طريقه ازاي !
زي ما بعدتيني عن طريقه !
جلست والدة فهد على المقعد واردفت بسخرية
والله انا قولتلك تعملي ايه وانت الغبية ! لو كنت هبعدك عن طريقه مكنتش غصبته يتجوزك زمان.
لوت الأخرى بإستنكار من حديثها الساخر
بقولك ايه..كل حاجة عملتها كانت بأمر منك ومتنكريش إنك جوزتيني فهد عشان يخلف وتعوضي الکاړثة اللي عملتيها زمان لما لقتيه طول الوقت حزين على سيف وبيدور عليه !
نهضت الأخرى من مكانها وهتفت بحدة
اخرسي ! اياك اسمعك بتجيبي سيرة اللي حصل زمان وإلا أقسم بغلاوة ابني لاعرفه اللي بتفكري تعمليه ف حور.
عرفيه يا حماتي المصونة وصدقيني هقوله كل حاجة من طق طق لسلامو عليكم.
انت بټهدديني 
كادت أن تتحدث الأخرى ولكنها توقفت وهي ترى ذاك الواقف أمامهم بنظرته الحادة والمترقبة في مراقبة وسماع حديثهم..ف كان فهد قد دلف بالمفتاح الذي يملكه حتى يقدر على سماع حديثهم عن ظهر قلب..
نظرت والدته يرتجف من نظرات ابنها لهم تلك النظرة الحادة بأعينه السوداء..ف كانت كفيلة ب بث الړعب داخل قلوبهم.
نظر فهد لوالدته وهو غير مصدق ما استمع له للتو ! 
بينما استغلت الأخرى النظرات بين الأم وابنها وحاولت الهرب من المواجهة لتجد قبضة فهد على ذراعها تعيدها مكانها مرة أخرى لينظر لها بسخرية..ثم أردف
رايحة على فين هو فيه غلط من غير عقاپ !
فهد أنا..
قالتها طول بتلعثم لېصرخ بها بعد انت ايه 
بس عارفة الغلط مش عليك الغلط ع اللي كنت مستأمنها على كل حاجة على اللي المفروض أنها أمي !
ترك ذراعها وهو يرفع سبابته أمام وجهها مشيرا إليها في تحذير
قسما بالله لو اللي سمعته اتنفذ أو عملتي اي حاجة.. لأكون دافنك..مفهوم 
حركت رأسها وهي لا تصدق أن فهد تركها لترحل ولم يفعل بها شيء..غادرت من أمامه مهرولة
تم نسخ الرابط