شبح حياتي لنورهان محسن
يحدث في فضول انطلق كالسهمعلى هيئة سؤال موجه لأميرة معلش .. ممكن اعرف مين بلغك بوجوده هنا!!
انتقلت كل الأنظار إليها لكن ما أثار شكوك بدر وأستفزه تلك النظرة الغامضة التي رمقها كريم بها بعسليته الماكرة.
استمر الصمت لمدة ثوان ورفرفت الأفكار في أذهان كل من في الغرفة حتى جاءت الإجابة بصوت رجولي وجذاب أجش قادم من عتبة باب غرفة بدر انا يا حياة .. المدام مراته وهتفيدنا كتير في اننا نعرف الحاډثة حصلت ازاي!!
بعد دقيقة من الصمت ردت أميرة بنبرة متوترة إلى حد ما الحقيقة انا معرفش بالظبط!! كنت في الفيلا وهو كان مشغول طول اليوم ومعرفتش اوصلو لان تليفونه فضل مقفول
أمالت برأسها قليلا بينما كانت تفرك كفيها معا واردفت سوري انا متوترة شوية واعصابي بايظة من اللي بيحصل ولو ممكن تأجل التحقيق لوقت تاني
تحدث كريم بلهجة هادئة بعد أن كان يتابع الموقف أمامه بصمت أو بالأحري كان محدقا في ملامح حياة الواجمة بشكل غريب دون أن يلاحظه أحد من الواقفين بإستثناء واحد دكتور حالته تسمح اننا ننقله لمستشفي ... بالقاهرة
انتفضت حياة في مكانها تزامنا مع انتفاضة بدر الذي فهم ما ينوي فعله فتبادلا النظرات بين بعضهما ليقول بدر بصوت مخڼوق لا يا حياة دي مستشفي كريم .. يعني اذا روحت هناك هيخلصو مني بسهولة
ياريت الكل يطلع برا عشان هنفحص المړيض دلوقتي التجمع دا ماينفعش
صمت الجميع يستمعون لكلام الممرضة التي جاءت مع أحد الأطباء بخطوات متوازنة تماما مثل صوتها لتزم أميرة شفتيها لبعضها البعض بقوة عندما لاحظت نظرات كريم إلى حياة ثم أرختها بتجاهل للأمر بالكامل ونطقت بهدوء بس انا مالحقتش اشوفه ممكن افضل معه كام دقيقة علي انفراد يا دكتور
ابتعدت حياة عن الجميع لتكون بمفردها في الزاوية وأخرجت هاتفها وأجرت مكالمة ثم وضعت الهاتف على أذنها منتظرة بفارغ الصبر الرد ليأتي فعليا بعد عدة رنات لتقول على الفور الو .. انت فين يا جاسر مابتردش من امبارح عليا!!
جاء صوت جاسر الهادئ إليها معلش يا حياة ابو شذي تعب فجأة بليل وكنت معاهم في المستشفي
قطب جاسر جبينه ليقول باهتمام اكلمي بشويش عشان افهمك مالو بدر .. حصل ايه!!
اتسع بؤبؤ عين جاسر وهو ينصت باهتمام لما تقوله حياة.
أنهت حياة من مكالمتها مع جاسر عندما سمعت صوت امرأة تنادي باسمها وعرفت على الفور لمن يكون هذا الصوت.
وبختها ميساء بتعبير عابس دا وش تقبلي اختك بيه .. اللي غايبة عنها اكتر من اسبوع و ماشوفتيهاش يا حياة
تنهدت حياة بإستسلام يتخلله الحرج من أسلوبها الفظ معها لتقول بصوت رقيق تعالي نقعد
جلسان الاثنان بجانب بعضهما البعض لتطرح ميساء سؤالا ادينا قعدنا .. ممكن اعرف انتي بتعملي ايه هنا
لفت حياة عينيها بملل لتقول ساخرة يعني معاذ ماقالكيش
هزت ميساء رأسها نافية وأجابت على الفور قالي انك هنا وبس .. جيت علي طول انا وحازم بس هو راح يشوف معاذ
خفضت حياة جفونها وعقدت ذراعيها على صدرها وقالت بخفوت بدر عامل حاډثة وموجود هنا في المستشفي دي
اتسعت حدقتى ميساء بتفاجئ وهمست بلا استيعاب وقد الجمتها الصدمة ثوان بدر عز الدين!!
رفعت حياة رموشها الكثيفة ونظرت إليها للحظة ثم أجابت بحزن اه في غيبوبة هنا من اسبوعين ومحدش كان عارف مكانه
تساءلت ميساء بتوجس ملئ بالحذر وانتي ايه علاقتك ببدر .. مش فاهمة..
قاطعت حياة كلامها قائلة بيأس ولا هتفهمني يا ميساء
بعد فترة من الصمت سألت ميساء بإلحاح لازم تقوليلي جيتي لحد هنا عشان بدر ليه!!
تجاهلت حياة سؤالها لتقول بنبرة خاڤتة مليئة بالانزعاج دون النظر إليها مش قادرة اتكلم دلوقتي يا ميساء كفاياكي اسئلة و تحقيق معايا .. انتي عرفتي اني هنا خلاص ارتاحي بقي
تنهدت ميساء بخفة وتمتمت بابتسامة محاولة تلطيف الجو بينهما مش هستريح الا لما تروحي معانا البيت
هزت حياة رأسها احتجاجا وقالت بإصرار انا مش همشي من هنا يا ميساء .. انا جاية عشان بدر وهفضل معه
عقدت ميساء حاجبيها مستنكرة ما قالته وهتفت بحدة لا كدا انتي اټجننتي وعايزة تجننيني معاكي .. تعرفي بدر دا منين اصلا وعلاقتك بيه ايه
ظلت حياة
تحدق بها بصمت وتفكر بما ستجيب لكن الصمت طال ولم تقل شيئا فلم يكن لديها جواب.
نهاية الفصل السادس عشر
نورهان