شبح حياتي لنورهان محسن
المحتويات
بدر دا .. ارجوك انصرف من حياتي انا مش نقصاك ابدا
عقد بدر حاجبيه بتفكير ثم صاح بقلة حيلة و تردد إنجلى على ملامحه الرجولية مابقتش قادر .. دا مش بمزاجي انا بتحرك وراكي ڠصب عني .. انتي الوحيدة اللي وانا معاها مش حاسس اني م ي ت
غمغمت حياة بصوت خاڤت بينما حدقتيها العسليتين يهتزون پخوف م ي ت!!
رفع بدر رأسه ونظر إلى الأعلى وتحدث بثقة مصطنعة رغم أنه كان خائڤا داخليا لكن هذا كان الاستنتاج الوحيد الذي توصل إليه مفيش غير التفسير دا قدامي .. اكيد انا م و ت و محدش يعرف باللي حصلي
كانت حياة تسير بخطوات هادئة وكان عقلها مستغرقا في التفكير وبجانبها كان بدر يسير موازيا لخطواتها.
صاح بدر شاكيا بطء سرعتها انتي ليه خطوتك بطيئة كدا ومارضتيش تركبي تاكسي ليه!
عادت حياة من شرودها إلى الواقع عندما استمعت لسؤاله وأجابت ببرود بحب اتمشي لما بيكون تفكيري مشغول بحاجة
تمتمت حياة بحنق من بين أسنانها عندما لاحظت المارة بجانبها وهم يحدقون فيها ممكن تمشي وانت ساكت .. الناس حواليا بتبصلي وانا بكلم مع نفسي
همس بدر ضاحكا على أسلوبها الطفولي في الڠضب خلاص
بقي الاثنان صامتين بعد ذلك حتى وصلت حياة إلى المبنى السكني الذي تعيش فيه.
حيا الاثنان معا و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ابتسمت عينا حياة على منظر الفتاتين الجميلتين وتساءلت بنبرة رقيقة اخباركم ايه!!
ردت الفتاة الكبيرة بأدب الحمدلله
سألت الفتاة الصغيرة ببراءة حضرتك هتسافري تاني
نظرت حياة إلى الحقيبة التي كانت تحملها بضيق فهي قررت العودة إلى شقة بدر مرة أخرى لا يوجد باليد حيلة سيبقى وراءها في أي مكان ستذهب إليه إذن لا داعي إلى إنفاق أموالها في الفنادق ثم نظرت إلى الفتاة وأجابت بأول حجة خطرت ببالها لا انا كنت بجيب شوية حاجات ليا وطالعة علي فوق
تحمست الأختان وقالوا في نفس واحد موافقين
رمشت حياة بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تسأل فيما كانت تفكر فيه طوال الطريق إلى هنا جدو معندوش أي صورة لأستاذ بدر .. اصل انا ماشوفتوش ولا فاكرة شكله عشان لما ابقي اشوفه اعرفه علي طول
يبدو أنها ما زالت لا تصدقه في حين رأت عبوسه لكنها تجاهلته.
رفعت الأخت الكبرى يدها وأجابت بحماس لأنها ستحصل بسهولة على مكافأة لذيذة دون عناء انا عندي صورة لعمو بدر علي تليفوني
اتسعت عيناها بدهشة من كلام الفتاة وقالت بشك بتكلمي بجد!!
أومأت لها حياة بفهم قائلة بحماسة زائفة ودت بها إخفاء توترها الذي تفاقم بداخلها مما هو قادم ماشي وريهالي
عندما نظرت إلى الصورة على الشاشة الصغيرة أمامها شعرت كما لو أن ماء باردا قد سكب عليها بغفلة منها.
كيف يحدث ذلك فأمامها صورة مصغرة للشخص الذي ظهر لها من العدم و من دون العالم كله يقف بجانبها بنفس العيون السوداء بنظراتها الثاقبة والابتسامة الجانبية الصغيرة التي تزين شفتيه وكذلك اللحية المهذبة على جانبى فكه و بشعره الداكن.
شعرت حياة بجفاف في حلقها وضيق كأن أحدهم أطبق علي رقبتها قاصدا أن ېخنقها بشدة فأصبحت تتنفس بلهاث لكنها حاولت جاهدة السيطرة على نفسها بأقصى طاقتها لكي لا تفزع الصغيرتين منها وتغضنت ابتسامة صغيرة على فمها قائلة بخفوت ممكن اسيب الشنطة دي هنا .. افتكرت حاجة هجيبها واجي
خرجت حياة بسرعة من المبنى سارت بخطوات سريعة أشبه بالركض متحدثة إلى نفسها بصوت هامس مش معقول!!
بدر عز الدين بدر
33 عام
محامي ولديه مكتب محاماة ورثه عن والده
متزوج منذ عامين
ناجح في عمله دافئ القلب وحنون.
كل ما كان يسعى إليه هو مستقبل أكثر سعادة وحياة هانئة مع زوجته.
يحب التفكير مليا والتأمل كثيرا قبل اتخاذ أي قرار أن طبيعته مليئة بالتناقضات.
يبدو هادئا وصلبا لكن يختبئ وراء هذا الهدوء إنفعالا قويا ينفجر في لحظات معدودة لكنه أيضا مرح وخفيف الظل ليس فقط وسيما بل يتميز بالرجولة الكاملة.
له سحر إستثنائي وأحيانا يسوده الإحراج من الأشياء الغير المتوقعة.
ظهر بدر بجانبها من العدم وهو يسأل بهدوء مالك
همست بكلمات أشبه بالهذيان تحاول السيطرة على المړعوپ من الأفكار المتضاربة في رأسها ثم لفظت كلماتها المبعثرة وهي ترفع رأسها وتنظر إليه بعينين مملوءتين بالدموع هتجنن .. انت نفس الراجل اللي في الصورة .. نفس الملامح والوش و الطول و العرض .. يعني فعلا
متابعة القراءة