شبح حياتي لنورهان محسن
المحتويات
اقعد في اوتيل انا مش هتحرك من هنا
أجابها حمزة بجدية وهو يضع يده في جيب ثيابه الغامقة ويخرج شيئا يلمع ويعطيه إلى حياة لا انا معايا مفتاح شقة استاذ بدر .. عشان مراتي بتطلع تنظفها كل كام يوم .. ممكن تقعدي فيها لحد مايرجع ساعتها هو يشيل حاجته من شقتك وتسيبيلو شقته
قطبت حياة حواجبها استنكارا لما قاله ثم صاحت احتجاجا وهناك ناقوس الخطړ يدق في عقلها يخبرها بعدم فعل ذلك ازاي عايزني اقعد في شقته لوحدي يا عم حمزة مايصحش!!
تنهدت حياة بأسي على حظها العاثر فلم يكن ينقصها إلا ذلك البدر حتى تتأكد من أنها لن ترتاح مهما هربت من المشاكل ثم هتفت بإستسلام وهي ترفع يديها وتفتح باطن كفيها للأعلي خلاص امري لله .. ما انا معنديش حل تاني..
حياة مجدي عبدالغفور بطلة الرواية
.. 23 عام ..
.. تخرجت بدرجة الليسانس في الأدب الإنجليزي وتعمل معلمة أطفال في الإسكندرية ..
والدها ووالدتها مټوفيان وتعيش مع أختها التي تكبرها بسبع سنوات
داخل شقة بدر
بعد مرور ساعة
تجولت حياة في جميع أرجاء هذا المنزل بعد أن غيرت ملابسها إلى بيجامة مريحة وواسعة وأنبهرت عيناها بأثاث البيت الرائع الذي يعكس الذوق الرفيع لصاحبها حيث كانت الشقة ذات مساحة كبيرة بها صالة كبيرة ومفروشة بأثاث أنيق وفاخر مزيج من النبيذ والأسود وتحتوي على العديد من الغرف من بينها غرفة نوم واسعة وغرفة أطفال فقط الذين لم تجدهم مغلقين كما الباقي.
رأت من انعكاس زجاج النافذة طيفا خلفها لذا استدارت بسرعة لكنها لم تجد شيئا سوى القط الصغير ذو الفراء الكثيف باللون البرتقالي والأبيض من أسفل عينيه الخضراء مرورا بأنفه الصغير ورقبته فقد أخبرها حمزة أنه ملك صاحب المنزل وأنه يعتني بإطعامه في حالة غيابه.
تنهدت حياة براحة وشعرت بالأسف على ذلك الصغير لوجوده في هذا المنزل بمفرده.
ذهبت ناحيته وأخذته بلطف ثم قادتها قدميها إلى المطبخ ذو الطراز الحديث أثناء حديثها معه بخفوت يلا نعملك أكل يا صغنون
صبت بعض من الحليب الذي وجدته في البراد بطبق صغير إلى القط الذي كان يحوم تحت قدميها ثم وضعته بجانبه على الأرض.
جلست حياة على الأريكة أمام التلفزيون في غرفة المعيشة وثنت ركبتها إلى الأسفل ووضعت راحة يدها تحت ذقنها بعبوس لطيف ثم تحدثت إلى نفسها بصوت مسموع وهي تنظر حولها بغيظ بيته حلو و مترتب و شيك اخر حاجة وانا مبهدلي شقتي و رمي فيها كراكيبه .. منه للي كلت دراع جوزها واصلا انا هقعد هنا ازاي لوحدي!! بس والله لا اخد راحتي وابهدلو شقته زي ما عمل معايا
كانت تشاهد التلفاز بملل وأخذت الطبق الموجود على المنضدة أمامها والذي كان يحتوي على بعض الخضروات التي وجدتها في الثلاجة.
رفعت حياة الجزرة إلى فمها وقطمتها بصوت عال قائلة لنفسها باستياء انا مالي قلبت علي ارنبة في نفسي كدا ليه!! وكمان الخس و الجزر دول ماشبعنيش
أمسكت هاتفها من جانبها وشكرت ربها على تسجيل رقم حمزة بعد أن فتح لها بيت بدر ثم نزل حتى يصلى صلاة المغرب.
قالت حياة بهدوء ايوه يا عم حمزة .. انا حياة
أردفت بحرج معلش هتعبك
متابعة القراءة