شبح حياتي لنورهان محسن
المحتويات
رقبتها ليبقى معلقا في الهواء تحت فكها وهتفت في عجب نعم!!
رفع يده اليسرى مقلدا حركتها موضحا كلماته بعد ابتلاع ريقه بصعوبة الحركة دي بلاش تعمليها قدامي
نظرت حياة إلى القلم بغرابة مشوبة بالبلاهة من نظرات بدر الغريبة عليه ثم رفعت جفنيها إليه مكررة في سؤال اشمعنا!!
غمغم بدر بوتيرة بطيئة مسلطا بصره على القلم عايز ابقي مركز .. وكدا تفكيري .. بيتشتت
أومأ بدر إليها بإصرار ايوه من القلم يا حياة ماتعمليهاش تاني
ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيها بسبب الإرتباك الواضح عليه وهي تنزل القلم وتضعه في حقيبتها دون أن تتجادل معه مرة أخرى.
أدارت رأسها إلى بدر بعد مدة من الصمت ورفرفت رموشها الطويلة في إرتباك واضح قائلة بصوت منخفض انا خاېفة يا بدر
جعدت حياة حاجبيها وسألته بتذمر طفولي ثقة ايه!! ازاي هو اللي بيشتغل معاك من سنين هيصدقني في كام دقيقة!!
ابتسم بدر ابتسامة جانبية قائلا بنفس النبرة الهادئة التي يتخللها الكثير من الغموض دي عليا هخليه يصدقك .. يلا سمي الله وماتخافيش
أنهي بدر الحديث بسرعة ليتجنب الجدال معها عندما وصل المصعد إلى الطابق المطلوب قائلا بسخرية علي اساس انتي مقضية حياتك كلها معهم .. اتحركي يا لمضة و خلصينا
وقفت حياة وظهرها مستقيما ناظرة إلى حروف اسمه منقوشة بخط جميل على لوحة كبيرة بجوار باب المكتب الذي أخذت عنوانه من حمزة.
توجهت مباشرة نحو مكتب السكرتيرة على اليمين والذي كان خلفه تجلس فتاة أنيقة وجميلة للغاية وقالت بهدوء مساء الخير
رفعت الفتاة رأسها عن الأوراق التي كانت تفحصها بعناية وأجابت بجدية مساء النور يا فندم
ابتلعت حياة لعابها وتحدثت بهدوء لو سمحتي كنت عايزة اقابل استاذ جاسر
أجابت حياة بعد أن دفعت خصله من شعرها خلف أذنها حياة مجدي
ابتسمت الفتاة بتكلف وقامت بجسدها الممتلئ بعض الشئ قائلة بلباقة لحظة هديله خبر
همس بدر في أذن حياة من الخلف فأغمضت عينيها للحظة بإضطراب من كونه قريب جدا منها جاسر هو المسؤل عن كل حاجة تخص المكتب في غيابي
تحركت حياة بخطى متوازنة نوعا ما مع ذلك الكعب الذي ترتديه وجلست على المقعد بهدوء تزامنا مع جلوس بدر على الكرسي الآخر المقابل لها ثم قالت بابتسامة رقيقة ميرسي
ابتسم جاسر بمجاملة وسأل حضرتك تشربي ايه
حاولت حياة أن تكون هادئة بقدر المستطاع ورفضت بذوق شكرا ولا حاجة انا مش هطول عليك
أومأ جاسر برأسه متفهما واستفسر بنبرة عملية زي ما يريحك .. ممكن اعرف ايه تفاصيل القضية اللي عايزة ترفعيها!!
أطبقت حياة على شفتيها للداخل بحرج ثم أجابت عليه لا انا مش جاية عشان قضية
جعد جاسر بين حواجبه بتساؤل ثم تمتم محاولا فهمها أكثر اومال
سألت حياة بترقب وهي تحاول التحكم في نبرة صوتها حتى لا ترتفع بسبب طبيعتها عندما تكون قلقة ومتوترة يعلو صوتها بشكل غير إراديا انا جاية اسألك عن بدر هو فين!!
تأهبت حواس جاسر بالكامل وانحنى إلى الأمام بجسده نحو طاولة المكتب بعد أن كان مسترخى بظهره علي كرسيه وسألها مرة أخرى ولكن بنبرة حذرة حضرتك تقربي لأستاذ بدر!!
همست حياة بلسان ثقيل دون أن تنظر إليه انا وهو مرتبطين وهنتخطب قريب
فغر جاسر فمه وهو يسمعها جيدا رغم صوتها الخاڤت وصاح مستنكرا افندم!!
شجعها بدر بنبرة مطمئنة خليكي واثقة من نفسك
لا تعرف لماذا نظراته إليها جعلتها تهدأ على الرغم من أنها تسير فى طريق شائك لا تعرف له نهاية ومن المحتمل أنها ستخرج من هنا على مستشفى الأمراض العقلية بسببه.
ساد الصمت بضع ثوان قبل أن تحدق بجاسر بنظرة واثقة ثم أجابته بثبات انا اسمي حياة شقتي اللي قصاد شقته في العمارة بتاعته .. واحنا بينا علاقة حب بقالنا فترة وماكنتش عايزاه يعرف حد بيها .. لحد ما يجي الوقت المناسب..
قاطعها جاسر وسألها بنبرة هادئة معلش سامحيني لو بقاطعك وانا ايه يخليني اصدقك!!
تغيرت نظرة بدر تجاه جاسر وهو ينظر إليه بتمعن ثم يتمتم لحياة قوليلو انك تعرفي حاجات كتير بيني و بينه
تحدثت حياة بإبتسامة هادئة هو حكالي عنك كتير
ابتسم جاسر ساخرا
متابعة القراءة