على السحور بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


وحبه لها وما كان ربك بظلام للعبيد وهو على يقين بأن الله يختبره في قوة أيمانه وصبره بالله وهو مؤمن موحد وسيرضا بما كتبه الله له مهما كانت عواقب الأمور.
مرت ساعات العملية عليه كالدهر ولسان حاله لن يكف عن ذكر الله ومناجاته إلي أن غادرت الطبيب غرفة العمليات واقترب منه بابتسامة بشوشة وربت على كتفه يطمئنه بسلامتها ونجاح العملية وأنها الآن بغرفة الإفاقة وعندما تسترد وعيها ستذهب لغرفة عادية وستظل تحت الملاحظة يومين ثم تعود إلي منزلها وتمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن ستظل تداوم على زيارة الطبيب والاهتمام بصحتها والمداومة على علاجها أيضا لأنها لم تتعافى بشكل تام..

لم يجد معتز سوا التضرع إلي ربه ليشكره على عطاءه الجميل وهداياه المحبة فهو يعلم بأن الله لن يتركه قبل أن يذهب لغرفة الإفاقة للاطمئنان على روحه بأنها عادت بجسده ثانيا وكل ذلك بمشيئة المولى عز وجل ذهب أولا لصلاه الشكر بمسجد المشفى وبعد ذلك ذهب إلي حيث مدير المشفى وتسأل عن بعض الحالات الحرجة وأنه يريد أن يسدد لهم حساب المشفى دون أن يخبر أحد وبالفعل تكفل ببعض حالات السړطان وجلسات الكيماوي التي تكلف عائلة المرضى الكثير من الأموال وفعل ذلك لوجه الله وصدقة بسبب شفاء زوجته فهو فعل مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم داو مرضاكم بصدقة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وبعد ذلك توجها مسرعا لغرفة الإفاقة ظل يتطلع لها بشوق حب لهفة سعادة بوجودها جانبه يشعر بانفاسها ويسمع نبضات قلبها التى تطمئنه بأنها مازالت على قيد الحياة وجواره ولن تتركه وحده بهذه الحياة..
دنا منها ورفع أنامله يلامس بشرتها البيضاء التى أصبح ثغره وهمس بالقرب من شفتيها وهو يتطلع لها بحب قائلا بهمسات عاشق ولهان
طيبة أنت كرذاذ المطر مزاجية كالاطفال
عفوية كإلقاء السلام
جميلة رغم ما في حوزتك من ندوب
وخدوش وتصادمات مع الأيام
منفردة بروحك لا شبية لك
تشبهي فرحة طفل بقطعة
حلوى أو لهفة مغترب عاد لوطنه
جميلة ك عفو جاء لمتهم بعد
أن أحاطوه بحبل المشنقة
طيبة أنت ك رحمة كتبت
لعاصي من بعد توبة
رحمة بقلب أضناه العشق بوجدانك
أصبحت أسير عشقك يا مولاتي
فتحت عيناها بوهن وجدته يتغزل بها ويمسد على خصلاتها السوداء برفق وكأنه يههد 
دلف الطبيب في ذلك الوقت ظل معتز ممسك بكف زوجته أبتسم لهما الطبيب وتأكد من أستقرار وضعها الصحي وتم نقلها لغرفة عادية لتتلقى علاجها اللازم وظل معتز ملازما لها يساعدها في كل شيء ونسى ألم قدمه ولم يفكر إلا بزوجته فقط وتعافت قدمه وأصبح يسير بدون مساعده أو الاتكاء على أحد فلم يجد عكاز يسنده غيرها.
مر اليومان بسلام و جاء موعد عودتهما للمنزل قرر أن يفاجئها لذلك اتفق مع إلهام بأنه هاتف أحدى الأشخاص لتزين الڤيلا لاستقبال رحمة وهي تحضر الصغار لاستقبال والدتهم بفرحة غامرة..
ظل الصغار يهللون فرحين ينتظرون عودتهم فالمنزل بدونهم كان هامسا والصغار فقد المرح والضحك بغيابهم والآن عندما استمعون لذلك الخبر عادت أصوات ضحكاتهم تصدح بأرجاء الڤيلا..
في ذلك الوقت صرحت النيابة العامة بډفن عمرو بعدما أت عمه وأستلم جثمانه ولكن مازالت القضية سير التحقيقات ويحيي لم يغفل له جفن ظل ساهرا على أنهاء تلك القضية كما أنه أخرج تصريح ډفن محمد وهاتف معتز يخبره بذلك فطلب منه معتز أن يتولى هو الأمر لأنه منشغل بتعب رحمة وأخبره بأنه سوف يرسل له ضباط الحرس الخاصة بالفيلا لتولى أمر دفنه في مقاپر عائلته من أجل الصغيران وكما أنها رغبة رحمة.
وتم أخلاء سبيل سيما من سرايا النيابة لأنها غير متهمة بأي قضية وعندما غادرت النيابة وجدت والدها بانتظارها رفض أن يتطلع لها فهي من فعلت بنفسها ذلك وهو كان كالمغيب ينفذ كل ما تطلبه دون أن يكترث لمشاعر الآخرين ونفذ لها رغبتها في الطلاق من معتز من أجل مظهرها الاجتماعي رفضت أن تظل بجانب زوجها وتدعمه أثناء محڼة شقيقه بلا تخلت عنه والي اين وصلت هي نظر لها باشمئزاز وقرر أن يزوجها لاول شخص يأتي إليها يكفي ما فعلته بهم والڤضيحة التي سببتها لنفسها ولعائلتها
أما عنها فقد كانت منكسرة بعدما قضت داخل الزنزانة أربعة أيام بمثابة عمرها كله نادمة على كل ما فعلته بحق نفسها نادمة على هدم حياتها الزوجية ولكن أتاها الندم بعد فوات الاوان معتز أصبح اليوم بحياة أخرى سعيده ولم يتطلع لها ثانيا بعد كل ما فعلته فقد سقطت من نظره لاخر العمر ونهاها من حياته للابد وهي التي خطت شهادة ۏفاتها بافعالها الحمقاء..
أما عن عادل داخل المصحة بدأ يستجاب ثانيا للجلسات العلاجية والدعم النفسي وفتح قلبه لطبيبه المعالج وكل ما يشغله الان هو التعافي من أجل صغاره فهم مازل بحاجته يكفى أنهم حرم من والدتهم بذلك العمر الصغير..
عندما وصلا الڤيلا ترجل هو من سيارته اولا ثم دار حول السيارة وفتح الباب الآخر ليساعد زوجته على الترجل ولم يترك قدميها تلمس الأرض حيث انتشلها بين ذراعيه ودلف وهو يحملها كالفراشة ابتسمت بخجل على ما يفعله بها ولكن رفض أن تبدء أي اعتراض.
دلف داخل الڤيلا لتهلل الصغار فرحا بقدومهم همست له وهي تشد ياقة قميصه
معتز نزلتي بقا عشان الولاد وحشوني
هز رأسه نافيا وهتف بمشاكسةتؤ تؤ تؤ لازم ترتاحي في سريرك وهم يطنططو حواليكي هنا لا ممنوع ههه
لأ حرام انا ما بحبش الحبسة
ضحك بخفة وقال 
وأنا قررت أحبسك اعترضي بقا وأعصي أوامر جوزك 
أنت بتهزر صح 
رفع كتفه بلامبالاة ثم نظر للصغار قائلا
ماما رحمة تعبانة والدكتور طلب مننا نريحها ومش نتعبها تمام
ظل يحدقون به بدون فهم
استطرد قائلا 
أيه رأيكم نلعب كلنا فوق جنبها وهي ترتاح في السرير عشان تعبانه ونهتم بيها 
سار هو أولا وهو مازال يحملها بين ذراعه ونظر لهم قائلا بابتسامته الهادئة
يلا ورايا 
صړخ فرحين وركض خلفهم بسعادة
عندما وصلا لغرفته اراح جسدها برفق أعلى الفراش ثم طبع قبله حانية أعلى جبينها وقال بصوت حاني
نورتي مملكتك يا حبيبتي 
التفوا الصغار حولهم لم تتحمل أكثر من ذلك فردت ذراعيها بحب استقبلهم بلهفة وتنهال عليهم بالقبلات الحاره 
ارسل إليها معتز غمزة مشاكسة وقال
نفسي أطول ربع اللي بتعمليه دلوقتي في العيال ثم ضحك بصوت عال وقال
أصبر شويا ليه الجنه هههه
ألقته بالوسادة لكي لا يتفوة بذلك الكلام أمام الصغار 
رفع يده باستسلام وقال 
أسفين يا باشا لا استمتعوا بوقتكم وانا ورايا كام مشوار هخلصه وهرجع بالليل ما تقلقيش وخلى بالك من نفسك ولو احتاجتي حاجة كلمني ماشي يا قلبي
هزت راسها بالايجاب ونظرت له بقلق تخشى أن يكون حدث شيء وهو لا يريد البوح به ولكن انشغلت باللعب مع الصغار وفضلت أن تقص عليهم بعض الحكايات ..
أما عن معتز تنهد بارتياح وشعر بالسکينة والطمأنينة تدخل قلبه بعدما أطمئن على استقرار حالة زوجته وهي الآن بأمان فلم يعد عمرو خطړا يهددهم وقرر هو أن يصل الجواب بنفسه إلي ابنة عمرو بعدما علم من مهاب بمكان سكن والدتها فقد طلب منه أثناء وجود رحمة بالمشفى أن يبحث له عن عنوان طليقة عمرو وعلم بكل شيء من أوارق عمرو التي كانت بالسفارة.
وعندما أعطاه العنوان قرر أن يصل زوجته أولا ويذهب هو ليتحدث مع طليقته ويلتقي بابنته لانه يعلم علم اليقين بأن رحمه لا تشعر بالراحة إلا وقد نفذت لعمرو رغبته وهي الآن مريضة ويخشى عليها من تلك المواجهه أراد أن يفعل ذلك بنفسه ليغلق تلك الصفحة من حياتهم للأبد..
استقل سيارته وقادها الي العنوان المنشود وبعد مرور نصف ساعة صف سيارته أمام الڤيلا الخاصة بوالدها ترجل من سيارته وسار بخطوات واثقة يدلف لداخل الفيلا ولكن أستوقفه ضابط الأمن وهو يتحرى عن هويته وهل لديه موعد سابق بالزيارة
مين حضرتك وجاي هنا لمين ماعنديش أوامر باستقبال ضيوف
تنحنح معتز ثم قال
معتز المصري ولازم أقابل مدام نورهان وفي موضوع مهم جدا وخاص جدا جدا لازم اتكلم معاها 
هز رأسه نافيا وقال
بس مدام نورهان مش موجوده هي مسافرة مع جوزها فرنسا
هتف متسألا عن الصغيرة 
وتولا معاها 
لأ تولا هنا عايشة مع جدها وجدتها
طيب ممكن أقابل أي حد فيهم أرجوك
ابتعد بخطوات واسعه عن معتز ثم رفع هاتفها واتصل بشخص آخر داخل الفيلا وبعد لحظات عاد إلى معتز قائلا
اتفضل معايا الهانم في انتظارك 
سار جانبه بهدوء إلي أن تركها ضابط الحراسة أمام الباب واستقبلتها الخادمة وهي تشير إليه بأن يدلف لداخل
والهانم بانتظاره.
وقفت سيده في العقد الخامس من عمرها تستقبله بترحاب
أهلا وسهلا اتفضل 
صافحها بود وجلس بالمقعد المقابل لها
تشرب ايه حضرتك 
لأ ما فيش داعي أنا جاي في مهمه محددة ومش هاخد من وقت حضرتك أكتر من دقائق
أتفضل خير
أنا هنا بخصوص عمرو مكاوي الله يرحمه
شهقت پصدمة وقالت بتأثر 
عمرو ماټ
هو حضرتك ما عندكيش علم
هزت راسها نافية
استرسل حديثه قائلا عندما وجدها متعاطفة پوفاة عمرو 
عمرو قبل ما يتوفى ساب جواب لبنته وكان نفسه يشوفها ممكن اشوف انا بنته واسلمها الجواب بنفسي اوصلها رساله باباها
هزت راسها نافية وقالت
بس البنت تعرف أن باباها مټوفي من زمان 
شعر بالصدمة من حديثها ثم قال باقتراح
ماتخفيش حضرتك مش هبلغلها اي حاجة غير أن باباها سابلها الجواب ده معايا وانا كنت مسافر ولسه راجع 
تلفتت حولها بريبة ثم قالت بصوت خاڤت
بس بسرعة عشان جدها على وصول ولو جي هنا وعرف انك من طرف عمرو مش هيحصل خير ابدا 
هز رأسه مؤكدا لحديثها وعلم حينها بأن عمرو حقا ضحېة لتلك العائلة
هتفت بصوت عال للخادمة وطلبت منها إحضار تولا
وبعد لحظات اقتربت فتاة في عمر العاشرة قائلة بصوت رقيق
يس أنآ
تولا حبيتي عمو كان صاحب بابي 
نظرت له بضيق وقالت
بابي ماټ
نظر معتز للسيدة وقال برجاء
ممكن اقعد معاها دقيقتين بس لوحدنا 
نهضت بتوتر وقالت 
بسرعة من فضلك
عندما تركت الغرفة أشار معتز للفتاة بأن تجلس جانبه ولكن ظلت متسمرة مكانها وقالت بصوت حزين
ماحدش بيحبني وبابي تخلى عني ومامي اتجوزت وسابتني هنا لجدو
نهض هو وأمسك رسغها برفق وهبط لمستواه طولها ثم قال بحنو
بابي ما اتخلاش عنك هو سابك مجبر هو حاول كتير يفضل معاكي بس الظروف كانت أقوى منه بصي هو بيحبك إزاي وماكنش بيفكر غير فيكي وآخر حاجة قالها قبل ما ېموت أن بيحب تولا أوي ولو كانت موجوده في حياتي كان ساب الدنيا كلها وعاش معاها هي وبس خدي الجواب ده من بابي وادعيلوا كتير ربنا يرحمه ويغفر له وكل لم يوحشك اقري الجواب وبوسي صوره 
بس أنا ماعنديش صور ليه 
تنهد بضيق ثم قال 
هحاول أجبلك صور ليه انتي معاكي فون 
هزت راسها بالايجاب
طيب سجلي رقمي وانا هسجل رقمك ولو محتاجة لاي حاجة كلميني فورا انا عمو معتز 
أخرجت
 

تم نسخ الرابط