على السحور بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


ليبتاع الذرة ثم عاد إليها واعطاها واحدا وجلس بجوارها يتناوله بهدوء 
كانت الساعه الواحده ليلا والطقس شديد البرودة نزع عنه سترته ووضعها برفق اعلي كتفيها ثم نهض واقفا وقالنجيب بقا حلبسة تدفينا في الجو المرعب ده 
ابتعد عنها وهو مازالت عيناه تحاوطها پخوف وقلق يشعر اتجاهها بأنها مسئولة منه كأنها طفلته يريد أن يحميها من هؤلاء البشريريد أن يلقن طليقها درسا لن ينساه ثم ينهال ضړبا علي ذاك الحقېر عمرو يريد أن يفقده عيناه التي تطلع بهما إليها ويقطع له لسانه الذي تحدث معها يريد أن يفتك به وتوعد له بأنه لن يتركه هباءا سوف ينال منها وسيجعله يندم أشد الندم.

عاد إليها بعد لحظات واعطاها كوب حمص الشام الحار وجلس بجانبها يتطلع لمياه النيل بصمت 
قطعت رحمة ذلك الصمت والهدوء الليلي وقالت
أنا مش عارفة كنت هعمل ايه في نفسي لو حضرتك ماكنتش لحقتني
تطلع لها بهدوء وقال
ربنا ماكنش هيسيبك تاذي نفسك وتقعي في الغلط عشان ربنا بيحبك يا رحمة وعارف طيبة قلبك وعارف انك مش كده ومهما حصل لايمكن تكوني كده انتي بريئه ومهما تراكمت عليكي الضغوطات هتفضلي صابرة ومتماسكة ثقي بالله أنه مش هيضيعك ولا هيخذلك ومهما حاولي يلوثو براءتك ربنا هيفضل حاميكي وحافظك من شرهم 
نهض واقفايلا بينا عشان تروحي تنامي وترتاحي وبلاش تفكري في اللي حصل 
صعدت هي الي غرفة الصغيرتين ودثرت نفسها بالفراش أما هو فظل بالغرفة الملحقة بالفيلا الموجوده بالحديقة فمنذ أن وعدها بأنها ستظل هي بالفيلا وهو اتخذ تلك الغرفه لتقاسمه الليل وهمومه 
ابدل ثيابه واراح جسده اعلي الفراش ولكن جفاه النوم وهو شارد بتلك البريئه يريد أن يفي بوعده لها وهو جلب أطفالها من ذلك الخسيس طليقها الذي تأمر مع أخر عليها
صدح رنين هاتفه ليجد المتصل المحامي اجابه بقلق
الو أيوة يا متر خير 
بعد أن استمع لحديث الآخر انتفض من الفراش قائلا والإبتسامة تنير وجهه قائلا
أنت بتتكلم جد
الفصل التاسع 
چريمة علي السحور
بقلمفاطمة الالفي
لم يصدق معتز ما سمعه من المحامي نهض علي الفور وابدل ملابسه ثم استقل سيارته وغادر الفيلا متوجها إلي مدينة الإسكندرية كما أخبره المحامي بأن طليق رحمة واولادها الآن هناك بعد أن استأجر شقة بحي العجمي وعلم بذلك عندما تتبع هاتفه المحمول.
اصطحب المحامي معه وتوجهوا إلي مدينة الإسكندرية فجرا وعندما وصلوا الي هناك كان وقت شروق شمس الصباح.
بالفعل وصلا الي البناية المنشودة وعلموا باي طابق يوجد محمد وأطفاله صعدوا الي الشقة ووقف معتز أمام الباب بهدوء ثم ضغط زر الجرس 
هتف المحامي وهو يربت علي كافة
معتز لازم تتصرف معاه بهدوء تمام 
هز رأسه بالايجاب
ولكن عندما فتح له محمد الباب لم يتمالك اعصابه لكمة بقوه اعلي وجهه وجعلها يرتد للخلف أثر تلك اللكمة
صړخ محمد منفعلا 
أنت مين يا جدع أنت وازاي تمد ايدك عليه
وقف معتز بشموخ وقال باستهزاء مبطن تحب أوريك تاني ازاي امد ايدي انا عادي ماعنديش مشكلة
ابتلع ريقه بتوتر وظهر ذلك علي ملامح وجهه التي تبدلت لذلك استغل المحامي ذلك وهتف بصرامة
أنا محامي مدام رحمة وفي قضية مرفوعة ضدك والمحكمة حكمت لها بحضانة ولادها وانت في نظر القانون خاطف الولاد 
اتسعت بؤبؤت عيناه پصدمه وهتف بلجلجله دول دول ولادي ازاي هخطف ولادي 
أكمل معتز خطتهم وقال 
هتمشيها قانوني ولا ودي انا بس ما بحبش الشوشره عشان موجود اطفال بينكم 
هتف محمد پخوف اللي تشوفه يا باشا أنا تحت أمرك
حلو اوي كده تعجبني
ثم نظر للمحامي وقال خلاص يا متر نحلها ودي عشان الاولاد وهو دلوقتي هيمضي بعدم التعرض لمدام رحمة والاولاد تاني 
هتف بتوتر همضي همضي 
أبتسم معتز بانتصار وأرسل غمزة للمحامي الذي أخرج اوارق خاصة بالتنازل عن حضانة الأطفال وهم بحضانة والدتهم مدا الحياة 
ومضي محمد الاوراق دون أن ينظر بها وبعد ذلك أعطاهم الصغيرين أنس وأحمد وغادروا الي البناية ثم عادوا الي القاهرة ثانيا ومعهم الاطفال.
وقت الظهيرة كانت بالحديقة تلعب مع الصغيرتين حبيبة وغزل وقررت أن تروي الازهار والأشجار بنفسها مسكت رشاش المياه وبدءت في عملها ومن حين لآخر تتطلع للصغيرتين وتبتسم لهم بحب 
الي ان هاجمتها حبيبة والتقطت منها رشاش المياه علي حين غفلة وبدءت معركة التراشق بالمياة
كانت رحمة غاضبة ولكن عندما تعالات ضحكات الصغيرتين ضحكت معهم ونست ڠضبها 
في ذلك الوقت صفا معتز السيارة أمام الفيلا وقرر أن يمسك بيد أنس ويحمل أحمد اعلي كتفه ويدلف بهم الفيلا تفاجئ بضحكات الصغار ورحمة مقيدة بينهم تحاول جذب الرشاش إليها ثانيا ولكن تترك لهم فرصة التمسك به تريد أن تمزح معهم فقط 
شهقت بفرحة عندما وجدت معتز يحمل صغيرها ولم تصدق عيناها عندما ركض أنس إليها 
مامااا 
حملته بلهفه وصرحت بفرحة لم تشعر بها من قبل وظلت تقبله قبلات متفرقة اعلي صفيحة وجهه الصغير وهي تردد 
قلب ماما وعقل ماما وروح ماما 
انسابت دموع الفرحة وقالت حياة ماما أنت
أقترب منها معتز يعطيها الصغير التقطته بلهفة ومازالت تحت تأثير الصدمة 
عانقة الصغير بقوة وظلت تستنشق عبيره وهبطت لمستوه أنس وضمته هو الآخر لاحضانها لا تريد غير الاستمتاع بتلك اللحظه الجميلة التي لا تعوض.. 
گانها ولدت اليوم من جديد عندما التقت بصغارها هم سعادتها وهنائها وراحة بالها.
هم فلذة كبدها وروح قلبها ولا تستطيع العيش بدونهمهم البسمة التي تنير وجهها كل صباح هم أمل اليوم وأشراق الغد.
نظرت لمعتز بأمتنان وليس لديها ما تقوله ليوفيه حقه علي كل ما فعله من أجلها وأجل صغارها وهو لم يريد منها شيء فقط يكفيه وجودها بحياته.
مرت الايام وجاء اليوم المنتظر يوم المحاكمة
داخل قاعة المحكمة.
هدوء تام داخل القاعة الجميع ملتزم بأماكنه فقد كانت جلسة سرية.
واقتصر الحضور علي العائلة والشهود فقط.
كان عادل يقف خلف القضبان الحديدية يتطلع لشقيقه الذي يقف أمامه يمد أنامله يلتمس كف شقيقه من خلف القضبان ويربت عليهم مواسياه إياه ويحاول أن يمده بالقوة
أطمن أن شاء الله خير
لمعت عيناه بالدموع وقال لشقيقه
خلي بالك من البنات
أبتسم له بحب وقال بشعور صادق
ماحدش هيخلي باله من البنات غيرك أنت فاهم هتخرج من هنا وهتبدء حياة جديدة وسط بناتك
طرق حاجب المحكمه المطرقة وهتف قائلا داخل القاعة
محكمة
دلف السادة المستشارين والقاضي ووكيل النيابة وجلس كل منهما باماكنه
والتزم معتز مقعده بجانب رحمة التي تفرك كفيها بتوتر 
وعمرو يجلس علي الجانب الآخر وبجانبه المحامي الخاص به ومن حين لآخر يرمق رحمة نظرات غاضبة يود أن يفتك بها.
تطلع القاضي الاوراق التي أمامه ثم نظر للدفاع وقال
محامي المتهم يتفضل يقدم مرافعته 
تقدم المحامي من هيئة المحكمه ووقف امامهم وقال بصوت جلي اهتزت له أركان القاعة
بسم الله الرحمن الرحيمولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون.
صدق الله العظيم.
إننا اليوم أمام قضية أهتزت لها الإنسانية فالفاعل هنا يا سيادة القاضي هو الضحېة الحقيقية هو الذي 
سلب منه شرفه وعرضة علي يد من.! زوجتة التي كانت تقاسمه الفراش والمسكن والحياة الأسرية بأكملها تشاطره الافراح وتواسيه الاحزان هي نفسها التي طعنتة بخنجر مسمۏم خنجر الخېانة فقد فعلت جرم مشهود عندما سولت لها نفسها وشيطانها بمعاشرة شخص أخر غير زوجها فعلت الفحشاء كبيرة من الكبائر إلا وهي الژنا يا سيادة القاضي ولم يكن موكلي علي درايا بأن زوجتة المصون أم بناته علي علاقة محرمة بغيرة كان يكد ويعمل من أجل أن يؤمن لها معيشة كريمة هي وأطفاله وهي في المقابل تفعل ما يحلو لها بغياب زوجها تتردد الي عشيقها يوميا بعد نوم أطفالها ولا تعلم بأن الله يرأ وشاهدا علي ما تفعله لم تكترث أيضا للشهر الكريم الذي تتسلل به الشياطين بذلك الشهر المبارك بلا هي الشيطان الذي خطط ودبر وارتكب المحرمات وعندما علم موكلي جن جنونه يا حضارت المستشارين اتته حالة من الذهول ثار غضبه من هؤل ما راء وما سمع ولذلك ارتكب جريمته بدون وعي منه أو إدراك ولم يكن مبيت النيه بفعل ذلك عمدا مع سبق الاصرار والترصد ولكن من هؤل المشهد الذي راء به زوجته بأحضان عشقيها فر العشيق واحتاج موكلي حاله من الجنون وسدد لها عدة طعنات أودت بحياتها أطلب من سعادتكم بالنظر إلى الرجل الضحېة والاب لاطفال صغار الذي انهدمت سعادته وتحطمت أسرته علي يد الغدر ارجو النظر إليه نظرة عطف وروح القانون فهو قټلها دفاعا عن شرفه وعرضة التي هي دعسته ولم تفكر إلا بشهواتها المړيضة وتركت صغارها خلفها ولم تتطلع إليهم بعين أم تخشي علي صغارها من فعلتها ذلك ولذلك أطالب هيئة المحكمه الموقرة ببراءة موكلي
نظر القاضي لملف القضية وتشاور مع المستشارين ثم قال بصوت عال
بعد الاستماع للدفاع تريد المحكمه أن يطمئن قلبها وسماع الشهود 
هتف الحاجب منادياه رحمه سيد حامد 
وقفت رحمة وسارت الي حيث منصة الشهود وقفت أمام القاضي ليهتف هو قائلا
اقسمي بالله العظيم ان تشهدي بالحق 
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
اقسمي بالله العظيم أشهد بالحق 
هتف متسألا عن المجني عليها سهر وما هي علاقتها بها وما تعرفه عن العلاقة التي كانت في الخفاء وكل شيء خاص بالقضية.
سردت له رحمة كل ما أخبرت به النيابة سابقا
طلب القاضي من عمرو بالوقوف أمامة ونظر له بأسف ثم قال 
عمرو مكاوي يقف هنا قدامي عاوز اسمع أقواله
زفر أنفاسه بضيق ووقف أمام القاضي بصمت 
هتف القاضي قائلا بصوت حاد
تعرف أن لو بايدي كنت حطيتك انت في القفص بس للاسف مافيش أدانه عليك وكمان المحامي بتاعك شاطر وعرف يخرجك بكفاله منها ومافيش اوارق تثبت الجرم اللي عملته في حق أسرة كاملة انت المتهم الأساسي في القضية انت اللي جنيت علي بيت وفككته عرفت تدخل للمجني عليها وتخليها تسلمك أعز ما تملك المرأه وهو شرفها سلبت طهارتها وعفتها وهي مش موجوده وسطنا عشان تدافع عن نفسها شتت اطفال صغار وهدمت حياة كامله انت مذنب في نظري ونظر الناس لكن في نظر القانون للاسف غير مذنب انت عديم الاخلاق والإنسانية ولو الحكم بيدي كنت أصدرت الإعدام وانا بضمير مطمئن لكن اثق بعدالة السماء التي لن تفر منها وستنال عقابك في الدنيا والآخرة باذن الله.
ثم هتف قائلا لإنهاء الجلسة رفعت الجلسة للمداولة
بعد مرور نصف ساعة من القلق والتوتر المرسوم علي الوجوة دلفت هيئه المحكمه بكل وقار 
هتف الحاجب ثانيا محكمة
هتف القاضي وهو يضع نظارته وينظر للاوراق ثم نظر إلي عادل القابع خلف القضبان وقال موجها حديثه له
اسمع يا عادل أحنا مش في غابة عارف ومتأكد إن اللي حصلك كان صعب علي اي راجل عنده شرف ونخوة يتحملة ولكن كان من الممكن توصل لحلول من غير ما تجني علي بناتك وتزهق روح والدتهم اللي هيجي يوم ويحاسبوك ليه عملت كده والموقف وقتها هيكون أشد واصعب
 

تم نسخ الرابط