على السحور بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


غرفتها لتبدل ثيابها ومن داخلها تشعر بالاضطراب ولكن حاولت أن تظهر بمظهر قوي وأنها غير عابئة لشيء عكس ما داخلها من توتر وقلق .
دلفوا سويا متشابكة الأيدي من سرايا النيابة واستقبلهم يحيي أمام مكتب وكيل النيابة وقف لحظات يصافح معتز وبعد ذلك أعطى وكيل النيابه خبر بوجودهم واذن لهم الدخول.
طلب من العسكري جلب المتهم من زنزانته واذن بأن يغادر يحيي ومتعز غرفة التحقيق انصاع معتز لأوامر النيابة على مضض 

بعد لحظات قليلة كان يدلف العسكري وهو ممسك بكتف عمرو وكفيه مقيدة بالساور الحديديه كان عمرو ينكث برأسه أرضا ولم ينظر لأحد 
هتف وكيل النيابه قائلا
تعالى يا عمرو عشان هنفتح التحقيق تاني وتعترف بكل حاجة قدام مدام رحمة
رفع مقلتية بلهفة عندما استمع لاسمها وبالفعل وجدها جالسة أمامه وعيناها ترفض التطلع له
جلس بالمقعد المقابل لها ولكن نظر لوكيل النيابة قائلا برجاء
ممكن اتكلم معاها لوحدنا الأول
كان يعلم بانه من المؤكد عدم الحديث أمامه لذلك كان يضع كاميرا مراقبة داخل مكتبة ومايكرفون لكي يستمع لكل ما سيدور بينهم أوما له ونهض عن مقعده وترك لهم الغرفة
انتقل لغرفة المراقبة وذهب معه يحيي ومعتز الذي يشتاظ غياظا بسبب ترك زوجته وحدها مع ذاك المچرم ولكن أكد له وكيل النيابة بأنها بأمان وهو لن يستطيع فعل شيء وهو مقيد
داخل مكتب وكيل النيابة.
هتف عمرو معتذرا لكي تطلع له
أنا أسف على كل اللي عملته أنتي ما تستحقيش كده 
نظرت له بعدم خوف وقالت
لية طلبت تعترف باللي عملته في محمد قدامي
تنهد بضيق وغابت عيناه بلمحة حزن ثم عاد يتطلع لها قائلا بصدق
أنا روحت لمحمد عشان يساعدني أخطف ولادك
جحظت عيناها پصدمه بعدم استيعاب لما كان سيفعله
استطرد قائلا ماكنش قدامي غير محمد يساعدني في خطتي أنتي مالكيش نقطة ضعف غيرهم وكنت واثق انك هتسيبي معتز عشان ولادك لما ولادك يكونوا معايا انتي كمان هتكوني معايا بس وصلت عند محمد متأخر لاقيته غرقان في دمه هربت بسرعة وعرفت أن سيما كانت عاملة لية كمين مع البوليس
لم تتحمل الجلوس معه بالنفس المكان تكاد تشعر بالاختناق فكلما نبث بشيء يكاد ېخنقها به نهضت عن مقعدها ووقفت بعيدا ولكن نظرت له بحزن وقالت
وأنا عملت لك أيه عشان تاذيني كل الأذي ده كله ليه أنا وولادي وكمان معتز حاططنا في اڼتقامك ليه كل ده عشان شهدت شهادة حق قدام المحكمة 
كنت الاول بفكر انتقم وبس عشان حياتي ادمرت وشغلي في الخارجية باظ بسبب القضية ولاقيت حياتي كدة كده خسرانه وادمرت
وأنا مالي أنت اللي ډمرت حياتك وخسړت شغلك بسبب أفعالك أنت
صح أنا اللي ډمرت حياتي بنفسي بس ماسالتيش نفسك أنا عملت كده ليه أنا ما قابلتش حد بريء كده زيك ونقي عشان ياخد بايدي من الوحل اللي كنت فيه أنا كنت طول عمري شاب مكافح واهلي علموني وربوني لم وصلت لكلية كويسة وكمان شغل كويس وزي أي شاب كنت طموح وحابب اوصل وانجح وقابلت مراتي حبتها واتجوزتها ووالدها وقف جنبي عشان شافني طموح ومجتهد ووصلت لمنصب في السفارة وحياتنا كانت جميلة وخلفنا بنوتة أسمها تالا 
لكن فجأة حياتنا انقلبت لما لاقيت مراتي في حضڼ أعز صديق ليه وهى عاوزة اسكت واتغاضي عن عمايلها من هنا ما قدرتش وقلبت الدنيا وعرفت باباها باللي بتعملة بنته لكن هو قالي هدمرك لو اتكلمت طلقها من سكات بدل ما يقف جنبي لا قالي كمان هتهمك بالجنون طلقتها بس طلبت بنتي وهم رفضوا وحرموني منها بس خاف يبوظ ليه شغلي افضحهم لكن أنا كنت بحارب عشان اوصل لمنصب السفير واخد بنتي واسافر وابعد عن هنا لكن حياتي اتقبلت مليون درجة قابلت سهر وعادل لم نقلت في الفيلا وبقيت ساكن قصادهم عادل كان شخص كويس بس حسيته مخدوع في مراته كنت حابب أبين لكل واحد حقيقة الزوجة اللي معاه مرات عادل ما صدتنيش لاقيتها مرحبة باي علاقة قولت لازم اكشفها لجوزها مش عارف كنت بنتقم من مراتي في اي ست اشوفها بتخون جوزها انتي الوحيدة اللي غيرهم يا رحمة وعشان كده معتز ماكنش يستاهل سيما لأنها بردو تقدر تتنازل عن شرفها بسهولة لكن أنتي ومعتز فعلا تستاهلوا بعض أنا طلبت اتكلم معاكي عشان عارف أنك بقلبك الطيب الرحيم هتسامحيني وهسيب معاكي أمانه تسلميها لبنتي تالا وعرفيها أن بحبها وهي أكتر حب في حياتي اللي لم بعدت عني أنا ادمرت ووصلت للي أنا فية دلوقتي يمكن لو هي كانت موجوده في حضڼي ماكنتش بقيت بالشړ اللي وصلتله انا كاتب ليها ورقة ومش عاوز منك حاجة غير توصليها لبنتي وتعرفيها أن قد ايه بحبها وكان نفسي اخدها في حضڼي 
الورقة في جيب الجاكت ممكن تاخديها 
تطلعت له وجدت عيناه تزفر الدموع وينظر لها برجاء اقتربت منه ومدت يدها ثم أخرجت الورقة 
أردف عمرو قائلا
العنوان على ضهر الورقة 
هزت راسها بالايجاب ولكن عادت تطلع له وقالت بتسأل
أنت بجد ما قتلتش محمد
أنا خطڤتك وحبستك وخطفت بنت مصطفى وضړبت معتز بالړصاص وعملت أخطاء كتير لكن ماقتلتش محمد أنا لم وصلت عنده كان فعلا غرقان في دمه أنا قولت كده لوكيل النيابة أن مش هتعرف غير في وجودك عشان كنت محتاجك تسمعيني بقلبك وتوصلي لبنتي الجواب اللي كتبته عشان واثق ومتأكد ماحدش هينفذ طلبي ده غيرك 
ثم وقعت عيناه على سلاح وكيل النيابه الذي تركه أعلى مكتبة ودار حول المكتب ثم قبض بكفية على السلاح ونظر لرحمة قائلا
مش هستني حكم الاعډام أنا هعدم نفسي بنفسي
هزت راسها نافية ولكن كانت يده اسبق للزناد ورفع صمام الأمان وصوب فوه السلاح داخل فمه وضغط الزناد لتخرج طلقة واحدة تسترق بمكانها.
الفصل الخامس والعشرون 
الاخير
چريمة على السحور
بقلم فاطمة الألفي 
كان معتز يتابعه من خلف الشاشة بقلق وتوتر شديد يخشى على زوجته رغم أن يديه مقيدة بالساور الحديدية ولكن نظراته الفاحصة لزوجته جعله يشطاظ غيظا يريد أن يفتك به ونهض عن مقعده أكثر من مرة ولكن كانت يد يحيي اسرع إليه وينظر له بترسي ويحاول أن يهدئ من روعه
ضغط على انيابه بغيظ وهو يستمع لحديث عمرو الفج وتحامل على نفسه احتراما لوكيل النيابة ويحيي اللذين ينتظرون أعترافا صريحا منه بارتكاب جريمته ولكن نهض واقفا بنفاذ صبر عندما أنكر عمرو فعلته وهتف منفعلا
لا ده كده بقا ناوي يلعب بينا كلنا ومش صريح 
هتف وكيل النيابة قائلا وهو مازال يستمع لحديث عمرو بكل انصات واهتمام
خلينا نسمعه للنهاية
شهق معتز پصدمة عندما اقترب عمرو على السلاح وركض هو خوفا على زوجته ولحق به كل من وكيل النيابة ويحيي وتسمروا ثلاثتهم على أعتاب الباب عندما استمعوا لصوت إطلاق الړصاص وعندما فتح معتز الباب تفاجئوا بما فعله عمرو بنفسه.
ورحمة شاخصة البصر تتطلع له پصدمة وعدم إستيعاب لما حدث أمام أعينها
اقترب منها معتز وجذب راسها لصدره لكي يبعدها عن ذاك المشهد المفزع أرتجفت بين ذراعيه وشلت الصدمة حواسها لم تعد قادرة على النطق ولم يتحمل قلبها كل هذة الضغوطات التي تتعرض لها خارت قواها وفقدت وعيها بأحضان زوجها..
حاول معتز آفاقتها ولكن لم تستجب له حملها وغادر مكتب النيابة مسرعا ولم يكترث لإصابة قدمه وجلس بسيارته بالمقعد الخلفي وطلب من مهاب أن يقلهم لأقرب مشفى..
أما عن الوضع داخل مكتب وكيل النيابة نظر بأسف ليحيي وقال 
للاسف أنهى حياته غلط مضطر أقفل القضية ونثبت حالة اڼتحار المتهم 
ولكن كان ليحيي رائ أخر 
حضرتك سمعت بنفسك عمرو أكد على كل الجرايم اللي أرتكبها لكن مااعترفش پقتل محمد يبق لازم التحقيق يفضل شغال وانا بنفسي هتابع القضية مش معقول نقفلها والمچرم الحقيقي لسه حر طليق وبيتمتع بحياته
خلاص مش هقفلها بس لازم تقدم دليل قوي يا يحيي وماتنساش أن بصمات عمرو كانت على سلاح الچريمة والطب الشرعي اثبت أنها بصاماته
معلش يا افندم اديني فرصة 48ساعة وأنا هقدم لحضرتك القاټل 
أومأ له بموافقة ثم أمر الطب الشرعي بالتحفظ على جثمان عمرو وإخراج تقريرا طبيبا بۏفاته لاستخراج تصريح الډفن واخبار عائلته بۏفاته ولكن اثبت التحريات بأن والدي مټوفيان ولم يتبقى من عائلة إلا عمه فقرر يحيي أن يذهب ليخبره بما حدث.
داخل المشفى تم وضع رحمة بغرفة الطوارئ.
وبعد أن فحصها الطبيب ابلغ معتز بضرورة عمل قسطرة بالقلب فهو حذره قبل سابق بوضع قلبها وأبعادها عن أي مواثرات سلبيه لانه خطړا على وضع قلبها الصحي وبالفعل مضى معتز إقرار بالعملية وودع زوجته أمام غرفة العمليات 
كانت ممدوة على الفراش الابيض ولكن تشعر بوجوده فتحت عيناها بوهن لتعانق عيناه قبل أن تدخل لغرفة العمليات ولكن همست بصوت خاڤت قائلة 
خلي بالك من ولادي يا معتز هما مالهمش غيرك
وضع كفه على فمها يسكنها من تلك الترهات التي تتفوه بها ونظر لها بتوسل
أرجوكي يا رحمة ماتتكلميش بالطريقة دي انتي هتبقي كويسة الدكتور طمني عملية بسيطة والله وهتقومي منها زي الحصان وتربي ولادك وتجوزيهم كمان 
نظرت له بحب ولاحت ابتسامة خفيفة أعلى ثغرها وقالت هامسة
بحبك
ترقرقت الدموع داخل مقلتيه ولكن أبا أن يظهرهما مال على شفتيها يقبلها بشوق يخشى فراقها وأبعادها عنه ثم ابتعد عنها مجبرا وظل ممسك بكفها وسار جانبها وهي تدلف لغرفة العمليات وظل واقفا جوارها ينظر لها باحتواء ورفض أن يغادر غرفة العمليات إلا بعدما تم تخديرها واغمضت عيناها على ملامحه أخر ما رأت عيناها.
وقف ينتظر بقلق أمام غرفة العمليات لم يتحمل الإنتظار زرع الردهة ذهابا وإيابا بقلق لم يشعر به من قبل لم يكف لسانه إلا عن الدعاء لها بالشفاء العاجل دقات قلبه تطرق كالطبول داخل صدره تكاد يخرج قلبه من بين أضلعه أثر ما يحتاج به صدره الآن حياته مھددة بالانتهاء ليس وحدها التي ټصارع المۏت داخل غرفة العمليات وانما عائلة بأكملها ستنتهي أذا أصابها مكروه هي الشجرة الصلبة التي تميل بجذعها ويستظلون تحت أوراقها الخضراء العتية مهما عصفت بها الرياح لن ينكسر جذعها ها هما الآن يتخبطون بدونها هو لن يتحمل أن تنتزع من جذورها فصغارها مازال بحاجتها هي الشجرة المثمرة وهم ثمارها الصغار أذا مال الجذع وجفت أوراقه الاخضراء ستموت ثمارها أيضا.
هي الشمس التي تمدهم بأشعتها الذهبية الدافئة وهم الكواكب الصغار اللذين يدرون في فلكها هي محور حياتهم هي شمسهم وليلهم سكون الليل وأمانه لم يكن بدونها لم يتحمل معتز فكرة حياتهم بدون ذلك الملاك الذي أنار دربه وعكمت ليله يعلم بأن ربه عادلا ولن يتركه وحيدا بعد أن تبدلت حياته بوجودها لم يأخذها منه بعد كل معاناتهم في الحياة هو فقط يريد أختبار صبره
 

تم نسخ الرابط