سلسلة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
وكأنها تستنكر نظراته إليها فتحمحم بخفوت قبل أن يكمل
و باين عليك انك بنت ناس ليه تعملي في نفسك كده ليه تقبلي حاجه زي دي و تقللي من نفسك تحت مسمى الحب
أيدته بلهجه قاسېة
عندك حق انا فعلا قللت
من نفسي و مش ناوية اعمل كدا تاني
تشابهت ملامحها مع لهجتها في تلك اللحظة فعلم أنها مازالت تحت تأثير چراحها أو هكذا اقنع نفسه فاطلق الهواء المكبوت في صدره دفعة واحدة و اقترب من مخدعها مرة أخرى و أقر بهزيمته بنبرة هادئة
تشنجات عضلاته و نفرت عروق وجهه وهو يتابع من بين اسنانه
و من حازم
أجابته بجفاء و صرامه
اعتذر في الي يخصك أما الي بيني و بين حازم دا هيفضل بينا ليوم الدين
كان يعلم مقدار حزنها و ألمها فبالرغم من جمود ملامحها و لهجتها إلا أن اهتزاز حدقتيها كان يوحي بطوفان العبرات الذي يختبئ خلف جفونها لذا تابع بقسۏة
فاجأته حين أردفت ببساطه
بس انا مش عايزالك تجبلي حقي من حد
برقت عينيه للحظات وانكمشت ملامحه بحيرة من حديثها لتتابع بصوت متحشرج
حقي عند ربنا و لو فكرت اخده هاخده بنفسي أما أنت عم ابني و بس و دي حدود العلاقة بينا اتمني تكون فهمت قصدي!
أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بخشونة
مش
هلومك علي اي حاجه قولتيها دلوقتي لإني عارف اني غلطت! بس احنا مش هننتهي عند النقطه دي يا جنة
حتي لو الطريق كان طويل و صعب بس اكيد له نهاية و أنا عمرى ما هستسلم أبدا
بعينين جامدتان و رأس مرفوع بعنفوان تجلى في نبرتها حين قالت
الكلام دا لو انا قبلت امشي معاك في نفس الطريق طريقنا مش واحد لحد هنا و كفاية
شئ و لا يشوبه شائبة و تستطيع مواجهته و مواجهة الجميع
خيم الزهول والصمت علي الجميع حين ألقت فرح قنبلتها الموقوتة التي كان لآثارها أعراض هائلة حجبتها الصدمة التي قطعتها شهقة قويه من جوف تلك التي كانت تقف خلفهم ترى و تسمع ما يحدث بزهول تحول الي ألم ممزوج بالڠضب حين تذكرت ما حدث قبل قليل
كانت تتجول بالحديقة بخط مثقلة بالهموم التي تمتزج بنيران الڠضب و الذنب معا تخشي مواجهة الأختان و تملك من الكبرياء القدر الكافي الذي يمنعها من الاعتذار و ايضا هناك چرح دامي في منتصف قلبها لايزال ېنزف منذ أن رأته معها
حتي تلك اللحظة لم تكن تدرك ماهيه مشاعرها نحوه و مقدار عمقها و الذي هو نفس مقدار ألمها الآن فبكل أسف هي قد وقعت بالمحظور و عشقت هذا الرجل
ما أن مر طيفه علي بالها حتي غاب العقل لثوان للحد الذي جعلها تتوهم حين رأته يقف أمامها في طريقه لباب القصر الداخلي فبعد أن حاول الاتصال بفرح طوال الأيام المنصرمه و كان هاتفها مغلق لم يستطيع الأنتظار أكثر و أخذ قراره بأن يأتي بنفسه للأطمئنان عليهم و وضع الأمور في نصابها الصحيح و ما أن وصل إلي قصرهم و هو في طريقه الي الباب الداخلي شاهد حوريته الصغيرة تتجول بخط مبعثرة في الحديقه فقاده قلبه إليها قائلا بلهجه يشوبها اللهفة
حلا
كانت تناظره پصدمه سرعان ما تحولت لڠضب تجلى في نبرتها حين تحدثت برسميه ادهشته
اهلا يا دكتور ياسين
تجاوز عن رسميتها و ملامحها المتجهمة فقد غلب شوقه لها كل شئ فقال بعتب
مجتيش الجامعه ليه انا عرفت انك فكيت الجبس من كام يوم
كانت لهفة نبرته لها وقع خاص علي قلبها الذي تألم حين سمعت كلماته فمن المؤكد أنه عرف من تلك الفتاة أنها تخلصت من الجبيرة لذا تحدثت بمرارة
و مين قالك اني مجتش
انكمشت ملامحه بحيرة تحلت في نبرته حين قال
و مجتيش ليه عشان اشوفك
كادت ټنفجر بوجهه وهي تخبره بأنه اول شخص توجهت إليه من فرط شوقها ولكنها تفاجئت برؤيته مع أخرى و لكنها كانت ذو كبرياء قاټل جعلها تقول بإختصار
محبتش اشغلك وبعدين مفضتش كنت مواعدة اصحابي نخرج سوى
نجحت في إثارة غضبه جراء حديثها ولكنه تجاهل ذلك قالبا شفتيه بسخرية قائلا بنبرة عادية
اه اصحابك تمام حمد لله علي سلامتك
غمغمت باختصار
شكرا
باغتها حين قال بفظاظة
فرح جوا
شهقت لصراحته الفجة و لسؤاله المباشر عنها دون اعتبار لأي شئ فصاحت غاضبة
انت كمان ليك عين تيجي تسأل عليها هنا
ياسين ببساطه
و ايه المشكله
جزت علي أسنانها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
والله انا مشفتش بجاحه في حياتي كدا مش كفايه سرمحتها معاك بره لا و كمان جيباك هنا وراها
قاطعها هادرا پعنف
عندك خلي بالك من كلامك اعرفي بتقولي ايه و بتتكلمي عن مين الغلط عندي مش
مسموح بيه
تلظت بآلام قاتله لم تختبرها مسبقا فصاحت باستهجان
غلط الغلط مش عندي يا دكتور يا محترم الغلط من عندك انت و حبيبة القلب
رفع إحدي حاجبيه وقال باستنكار
حبيبة القلب
هدرت پغضب و دموع أثقلت جفونها
ايوا حبيبة القلب الي عمال تلف بيها في الجامعة و مش عامل حساب لشكلك قدام تلامذتك لا و كمان جاي تسأل عنها هنا
فطن الي ما ترمي إليه ولكنه كان غاضبا من لهجتها و أراد الحد من تهورها قليلا لذا قال باستفهام ماكر
انا ليه حاسس ان الموضوع دا مزعلك أوي!!
رفعت رأسها بشموخ يوازي لهجتها
حين حاولت أن تنأى بكبريائها عن مرمى كلماته
بنت الوزان متخلقش الي يزعلها
تابع حرب الأعصاب التي شنها عليها قائلا بتسلية
و بنت الوزان مشافتش نفسها في المرايه وهي بتتكلم! اعتقد لو شوفتي نفسك دلوقتي هتعرفي انا اقصد ايه !
تعاظم الڠضب بداخلها فزمت شفتيها بحنق تكبت بجوفها طوفان السباب الذي تود إغراقه به فتابع هو بلهجة مغايرة لهدوئه منذ ثوان
فرح فين
مع اختها بتولد في المستشفى
ألقت بكلماتها في وجهه قبل
أن تفر هاربة حتي لا تجعله يرى عبراتها التي أغرقت وجهها و ما آلمها أكثر حين وجدته يهرول الي سيارته فعلمت بأنه حتما سيتوجه الي المشفي و لم تستطيع منع نفسها من أن تتبعه
عودة للوقت الحالي
وقعت تلك الحقيقة علي مسامعهم وقوع الصاعقة والتي كان أول من تخطاها هو سالم الذي كان فريسه للحظات بين غيرة عمياء لصلتها بهذا الرجل و بين حقيقة تلك الصلة التي لم يستطيع تقبلها فزأر بقوة
عايز توضيح فورا للي سمعته
كانت نظراته موجهه إليها في محاوله منه لتهميش ذلك المارد الذي كان يملك من الدهاء ما يجعله يفطن لما يحدث لذا ما أن حاولت فرح الحديث حتي امتدت يديه تتلمس مرفقها بلطف وهو يقول بنبرة صلبه كملامحه
عنك يا فرح توضيح سالم بيه عندي انا
نجح في فرض نفسه و بقوة أمام سالم الذي انتفخت اودجته ڠضبا من تلك اللمسة
العابرة التي كانت لها وقع الجمر علي قلبه المشتعل بنيران عشق اهوج و غيرة قاتله و لم يفته أيضا ذلك التحدي الذي يقطر من لهجته فأعلن الۏحش عن هياجه الذي حاول كبته بصعوبه حين قال بفظاظه
هات الي عندك
تجاهل ياسين فظاظته و نظراته و ارتدي قناع الجمود الذي غلف نبرته حين قال باختصار
عمى محمود والد فرح و جنة كان عايش معانا في الصعيد لما كانوا البنات صغيرين و حصل شوية مشاكل بينه وبين جدي و سافر و ساب البلد و عاش بعيد عننا و للأسف ماټ قبل ما يتصالح مع جدي و من وقت مۏته و أنا بدور علي فرح و جنة و الحمد لله لقيتهم
كان يتعمد اختصار حديثه ليستفز ذلك الۏحش الذي يحاول بشتي الطرق إخماد غضبه الذي تجلي في عروقه النافرة و عينيه الداكنة و التي تحوي رغبة قوية في لكم هذا الرجل و محو تلك الابتسامة البسيطة المرتسمه على فمه الذي لم يعطيه كل ما يريده ولكنه نجح كعادته في السيطرة على ما يعتمل بداخله قائلا بسخرية يشوبها الكثير من الجفاء
بالبساطة دي !!
ياسين باختصار
بالظبط و لو مش مصدقني اعتقد انك تقدر تتأكد من كلامي و لا ايه يا سالم بيه معقول يكون السيط دا كله فنكوش !!
كانت جملته الأخيرة كعود ثقاب على أرض مشبعة بالوقود لم يكن ينقصها سوى شرارة واحدة حتى تشتعل بنيران لن ينجو من بطشها أحد ولكن جاء تدخلها السريع في اللحظة القاټلة حين شاهدت تغير ملامح سالم الي أخرى مرعبة فهبت قائلة
اكيد طبعا سالم بيه يقدر يعرف في دقايق حقيقة الموضوع و بعدين احنا اكيد مش هنكدب عليه
كان بعينيها نظرات ضائعه مرتبكه لا يعلم ما بها لأول مرة يقف عاجزا هكذا أمامها نفذ صبره الذي ظن أنه ليس له آخر و لكنها استنفذت كل ذرة جلد لديه فود لو يهزها پعنف ملقيا كل تلك الأقنعه التي أجبرته علي ارتدائها حتي يستطيع التعامل معها و بالنهاية لم تفلح أيضا و لأنها كانت بداخلها تتضرع الي ربها حتي يمر هذا الامر بهدوء فقد أتاها صوت مروان المنقذ و الذي شعر بتلبد الأجواء حولهم حين قال ساخرا
ياخي شوف القدر و ترتيبه يعني عمال تدور عليهم ليك سنين و جاي تلاقيهم دلوقتي والله البنات دول مرزقين
تستمر القصة أدناه
زجرته امينه بنظراتها قبل أن تقول بوقار
احنا اتشرفنا بيك يا دكتور ياسين و كونك تبقي خال حفيدي دا شئ طبعا يفرحنا
تحديث ياسين بلطف
دا من ذوقك يا حاجه
لم تتمهل حتي يعاد
متابعة القراءة