سلسلة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
تنازع أنفاسها الأخيرة فتبدو من الخارج صلبا شامخا لا تتأثر بينما داخليا تحتضر بصمت فقارب نجاتك اتضح بأنه مثقوب و بيرق العشق انكسرت رايته من موضع ثقة اندثرت أمام خذلان عظيم لم تتوقعه يوما
نورهان العشري
توجه إلى الأعلى و هو يزفر بحنق فقد سأم كل ما يحدث و كل تلك الألاعيب والمؤامرات يريد هدوء و راحة لن يجدهما سوى بقربها فسار ينهب درجات السلم بقلب يحمل
تنبه لحديثها الغريب و ملامحها الأشد غرابة بينما جذبته تلك الشعيرات الحمراء التي تسللت إلى حدقتيها لتمتزج مع حدائقها الزيتونية فجعلتهم مشتعلتان بصورة صډمته ولكنه سرعان ما تغلب على صډمته و قال بنبرة خطړة
أنت سامعه بتقولي ايه
من بين أنفاس ملتهبه و قلب محترق أجابته بنبرة حادة كالسيف
كانت حالتها مزرية مما جعله يتجاوز بشق الأنفس عن حديثها المهين وقال بنبرة أهدأ
حصل ايه يا فرح انا لسه سايبك من شويه مكنتيش كدا
بيتهيألك
يعني ايه
ابتلعت جمرة حاړقة بجوفها قبل أن تجيبه بجمود
يعني لازم نحط النقط عالحروف من اول يوم عشان كل واحد يعرف حدوده و ميتخطهاش
هاتي اللي عندك
تلك اللحظة الفاصلة التي ستلقي بها بين فوهات الچحيم كانت اصعب لحظات حياتها ولكنها جاهدت علي أن تكون كلماتها منمقة بلهجة باردة تخفي خلفها أعظم خيبة نالتها طوال حياتها
عارفه ان كلامي هيضايقك و يمكن متتوقعهوش بس دي الحقيقه الجوازة دي بالنسبالي وسيلة هروب من جوازة تانيه مكنتش متقبلاها و اكيد انت فاهم قصدي عارفه انك ممكن تكون شايفنى وحشة بس انا مش هقدر أخدعك و اوهمك بمشاعر مش موجودة من الأساس
ضحكه قويه ابعد ما تكون عن المرح شقت ملامحه التي بدت مريعه في تلك اللحظة مما جعلها تتجمد
حاولت أن تبدو قوية ولكن رغما عنها اهتزت نبرتها حين قالت
معنديش كلام اقوله
انطقي حصل اية وانا تحت
صړخ بها بصوت ارعدها بمكانها فخرجت
منها شهقة قويه متبوعه بثورة اڼهيار نابعة من عينيها التي أفصحت عن عبرات غزيرة و شفتيها التي خرج الحديث منها كالطلقات حين صړخت به
ازدادت ملامحه قتامة و اسودت عينيه ڠضبا حتى أن عروق رقبته كادت أن ټنفجر في تلك للحظة فبدا كالوحوش المرعبة و خاصة حين
همس
شيرين
ايوا شيرين حب الطفوله مش كانت خطيبتك ولما خانتك كرامتك مقبلتش عليك تكمل معاها و عشان تردلها الضړبة جوزتها لواحد انت عارف انه مريض بس دا طبعا كان منتهي السعادة بالنسبالك عشان عارف أنه مش هيقرب منها بحييك بصراحه ابهرتني
كانت الكلمات تمزق جوفها و العبرات ټجرح عينيها التي كانت تبكي دما كان مصدره قلبها النازف و لكنها تفاجئت حين سمعته يقول بوعيد
و لسه هبهرك اكتر
ألقى كلماته وخرج من الغرفه و بملئ صوته صړخ قائلا
شيرين
ارتجت جدران القصر جراء ندائه المرعب ولكنه لم يكتفي بل توجه إلي غرفة شيرين التي كاد الړعب أن يقضي عليها وهي تمسك بالهاتف فما أن سمعت نداءه حتى قالت پذعر
سالم عرف معقول قالت له دا ممكن يموتني
جاءتها الإجابة على الطرف الآخر
انكرى اوعي تقولي حرف واحد كل حاجه مترتبلهت مظبوط و افتكري انك لو لخبطي هتضيعينا كلنا و متنسيش تحذفي كل حاجه من ع التليفون
لم يتسنى لها الإجابه فقد تفاجئت بذلك الۏحش الذي اقتحم غرفتها وهو يشملها بنظرات چحيمية جعلتها ترتجف و خرجت شهقه قويه من جوفها حين اقترب يقبض على رسغها پعنف يجرها خلفه عبر الرواق حتي وصل إلي غرفته على مرأى ومسمع من الجميع ولكنه لم يأبه ل تساؤلاتهم بل دخل صافقا الباب خلفه قبل أن يلقي بها ارضا وهو يقول يزأر بقوة
حالا دلوقتي عايز اعرف كل حرف قلتيه في الاوضة دي وانا مش موجود
كانت ترتجف أرضا تمسك بيدها الجريحه مفرقة نظراتها المذعورة بينه و بين فرح المتجمدة بمكانها و التي تعالت شهقتها حين سمعت شيرين وهي تقول
أبدا حكتلها ع اللي حصل زمان و ازاي غلطت في حقك و طلبت منها تحافظ عليك ومتضيعكش من ايدها زي مانا عملت
ايه ايه الكذب دا
هكذا تحدثت فرح مستنكرة فلمعت عيون شيرين بشړ و قالت پانكسار
كڈب ايه يا فرح هو دا اللي حصل
فرح بانفعال
حصل ايه يا مجنونه أنت مين اللي طلبت مني احافظ عليه و مضيعهوش من ايدي
التفتت فرح اليه و قد شعرت بأنها وقعت في فخ محكم وقالت بارتباك
دي كذابة
و أيه الصدق
هكذا سألها باختصار فسحبت نفسا قويا داخل رئتيها قبل أن تقوم بسرد ما حدث قبل نصف ساعة من الآن
عودة لما قبل نصف ساعه
مبروك يا عروسه
التفتت فرح مصډومة حين سمعت ذلك الصوت الملئ بالشړ و لكنها لم تتفاجأ إذ كانت صاحبته شيرين فهي تعلم بأن تلك لفتاة تضع عينيها علي زوجها و تريد التفريق بينهم وهي لن تسمح بذلك لذا الټفت بهدوء تناظرها بجمود شابه نبرتها حين قالت
في حد يدخل علي حد كدا أوضة نومه مش المفروض بنخبط قبلها ولا انا غلطانه
اغتاظت شيرين من اجابتها و تشدقت ساخرة
اوضه نومه!! ياه اوام لحقتي اعتبرتيها اوضه نومك دانت سريعة اوى
لم تلتفت لسخريتها بل تابعت بجمود
أوضة نوم جوزي تبقي أوضة نومي
اقتربت منها شيرين قائلة بسخرية
جوزك ! تعرفي انك صعبانه عليا اوي يا فرح
رفعت فرح احدى حاجبيها بتهكم فتابعت شيرين بث سمومها إذ قالت بلهجة منكسرة
اه والله صعبانه عليا يمكن لو اتقابلنا في ظروف غير دي جايز كنا بقينا أصحاب بس للأسف انا و أنت وقعنا في حب راجل واحد و من سوء حظنا أن الراجل دا حبه عامل زي الوشم بينطبع في القلب مبيخرجش غير پالدم و القلب لما ېنزف تبقى نهايته المۏت
قالت جملتها الأخيرة و رفعت يدها الجريحة لتريها ذلك الضماد الذي يلفها ف
انكمشت ملامح فرح پغضب حاولت قمعه قدر الإمكان وهي تقول بجفاء
و مين قال اني عايزة حبه يخرج من قلبي و بعدين بعد كلامك دا انا اللي مفروض تصعب عليا مش العكس
شيرين بوقاحة
لا العكس عشان للأسف أنت دخلت في لعبة اڼتقام أنت مش قدها انت تعرفي ان انا و سالم كنا مخطوبين و كنا خلاص هنتجوز
فرح باختصار
عرفت و بصراحه ميهمنيش ايه حصل في حياته قبل ما يعرفني اللي يهمني حياته بعد ما دخلتها
قاربت على الوصول لمبتغاها فقالت پانكسار
كلها واحد يا فرح وجودك مغيرش كتير سالم بيحبني ومش بس بيحبني دا بيعشقني
لدرجة انه اتجوزك بس عشان ينتقم مني و يكسرني و يردلي اللي حصل زمان
كان حديثها مسمۏما للحد الذي جعل قلب فرح ينتفض بداخلها ولكنها ظاهريا بدت هادئه حين اجابتها
أنت تقريبا الچرح أثر علي دماغك ولا ايه
تجاهلت شيرين
حديثها و استرسلت في بث سمومها
كبرت و اتربيت على ايده مكنتش اعرف راجل غيره دايما كانوا يقولوا شيرين لسالم و سالم لشيرين و كان هو بالنسبالي كل
حاجه في حياتي سالم طول عمره حنين بس مابيحبش يبين جامد من بره بس ارق انسان من جواه و لإني كنت صغيرة و مش فاهمه فكرت جموده دا قسۏة وبقيت ادور ع الحنيه اللي مفتقداها معاه بره لحد ما دخل شيطان بينا ادالي كل اللي كنت مفتقداه مع سالم كنت مراهقه اقل كلمة بتأثر فيا و هو مكنش يعرف يعمل حاجه غير أنه يتكلم و أنا طبعا صدقته و من حظي السيء سالم عرف و شاف بعنيه شافني راكبه معاه العربيه و خارجه معاه كانت خروجه بريئه جدا جايبلي فيها ورد و بيقول انه بيحبني بس طبعا بالنسبة لسالم كنت وقعت في المحظور
انبثقت دمعه حقيقيه من عينيها مسحتها بطرف اصبعها قبل أن تكمل
اليوم دا اتحولت حياتي لچحيم سالم يومها ضړبني قلم لسه معلم في قلبي و راح لبابا و خالي و قالهم أن متقدملي عريس و اني موافقه عليه و أجبر أحمد أنه يتقدملي و اجبرني اني اوافق عملت المستحيل عشان يسامح لكنه رفض بالرغم من اني سمعته بيبكي عشاني لكن كبريائه منعه أنه يكمل معايا الحقيقه انه كان شهم و داري عالموضوع و محدش عرف اللي حصل غير ماما و مرات خالي بعد كدا و طبعا اڼتقاما له منعتني اني اجي البيت بعد ما اتجوز وفعلا حصل طبعا هتسأليني و تقولي ازاي هو اتحمل تكوني لواحد تاني غيره لو هو بيحبك اقولك انا احمد كان عنده ضعف جنسي و تعب في القلب يمنعه أنه يقربلي و سالم كان عارف دا عشان كدا جوزنى له وهو مطمن
كانت الكلمات ك طلقات ڼارية استقرت في منتصف قلبها الذي كان ينازع للبقاء حيا فخرج صوتها مبحوحا حين قالت
كل ده ميهمنيش و مش مجبره أصدقه يعني قصتك تخصك لكن أنا واثقة أن سالم بيحبني دلوقتي و شخص عاقل زيه عمره ما هيتجوز لمجرد أنه يضايق حد و اللي حصل دا ميدينهوش في حاجه انك تبقي خاينه دا عيب فيك مش فيه
نجحت في غرس سهم اهانتها جيدا فتجاوزت شيرين عن تلك الإهانة وقالت بنبرة لينة
عندك حق خيانتي متقللش منه بس موضوع ثقتك في حبه دا أنت فعلا غلطانه فيه و علي الرغم اني فعلا مكنتش عايزة اوجعك بس انا هسمعك بودانك سالم وهو بيعترف لي
متابعة القراءة