سلسلة الأقدار لنورهان العشري

موقع أيام نيوز


أن شرعت تتحدث حتي إلتقمت عيناها ذلك الذي أتي من خلفهم و كانت نظراته مثبته
فوقها بقوة أثارت حنقها فمسحت قطرتها و هي تبتسم لشقيقتها قبل أن تقول بصوت مبحوح
مفيش يا حبيبتي عادي هرمونات الحمل بس 
لم ترد أن يري ضعفها فقد أخذت قرارا بأن تبقي قويه مهما كلفها الأمر من أجل صغيرها و من أجل أن تستطيع تخطي تلك الأزمه فضعفها هو من ألقي بها إلى قاع الچحيم الذي تعيشه الآن 

فهمت فرح شقيقتها
حين رأت سليم يتجاوزهم فقالت بحنو 
تمام روحي إرتاحي شويه و أنا هقولهم يبعتولك الفطار هنا 
هزت جنة رأسها و عيناها ترسل نظرات إمتنان لشقيقتها علي تفهمها و قد شعرت فرح
بها لذا إبتسمت بلطف قبل أن تتوجه إلي ذلك القصر الكبير حتي تباشر أول يوم لها في هذا العمل الذي أقحمت نفسها فيه بغبائها 
خطت أقدامها إلى البهو الرئيسي فوجدت إحدي الخادمات فأوقفتها قائله بلطف 
لو سمحتي ممكن تبعتي حد بالفطار لجنة !
كادت الخادمة أن تجيبها و لكن صدح صوت خلفهم يقول بتهكم 
إيه هي السنيورة مش عايزة تشوفنا ولا إيه 
رفعت فرح رأسها تطالع همت التي كانت تتدلي من الدرج و هي تناظرها پغضب فلم تجبها فرح و واصلت الحديث مع الخادمة قائله بلطف 
و لو سمحتي أعمليلي فنجان قهوة و هاتيهولي علي أوضه المكتب
أغضب تجاهلها تلك التي كانت تود إفتعال شجار معها عله يهدأ من نيران ڠضبها و لو قليلا لذا توجهت قائله بصوت حاد 
أنتي أنا مش بكلمك مبتروديش ليه مفيش أي إحترام 
كان كل هذا يحدث أمام الفتيات الثلاثه سما حلا ساندي و قد كانت نظرات الشماته تحاوطها من كل جانب فڠضبت كثيرا من أسلوبها في التحقير منها لذا قررت إيقافها عند حدها أمامهم فرفعت رأسها بعنفوان و قالت بقوة 
لما تدي الإحترام وقتها تبقي تطلبيه ! دا أولا ثانيا ليا إسم و أسمي فرح أنسه فرح عمران ثالثا بقي و دا الأهم سؤالك أسخف من إني أرد عليه ! عشان كدا مش هرد عن إذنك 
أوشكت على المغادرة فأوقفها حديث همت الساخر حين قالت 
طبعا هستني إيه منك غير قله أدب و قلة ذوق الله يسامحه إللى حدفكوا علينا 
تخطت وقاحتها حدود المسموح لذا إلتفتت فرح تناظرها پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
لو مش عايزة تشوفي فعلا قلة الإدب أتجنبيني ! و خليكي فاكرة أننا مغصوبين عليكوا أكتر ما أنتوا مغصوبين علينا و كلها كام شهر و جنة تولد و أخد أختي و أبنها و أمشي
من هنا و نرتاح و نريحكوا !
إحتدت نبرتها كثيرا حين قالت جملتها الأخيرة حتي جفلت همت التي لم تتوقع أن ترد الصاع صاعين و ظنت بأنها قد تخيفها و لكن علي العكس هي من أخافتها دام صراع النظرات لثوان قبل أن يقطعه صوت صارم جاء من الخلف 
إيه يا همت أتعودنا نعامل ضيوفنا بالشكل دا 
إرتفعت أنظار فرح إلي تلك السيدة التي كانت تدق بعصاها أرضا و هي تنزل من علي السلم و
عيناها معلقه بهم و لكنها لم تتأثر مثقال ذرة علي عكس همت التي تراجعت للخلف و قد بان علي ملامحها لمحات الخۏف و تجلي في نبرتها حين قالت
أنا مقولتش حاجه هي إللي ما صدقت تمسك فيا و كل دا عشان بسأل ليه جنة مجتش تفطر
معانا !
إرتفع إحدي حاجبيها الجميلين بسخرية و هي تطالع تخاذل همت أمام أمينه التي قالت بوقار
طولي بالك يا همت هما لسه متعودوش علينا و لا عرفوا طبعنا بكرة أن شاء الله يعرفوه و يتعودوا عليه !
كانت تشعر بشئ مبطن بين كلماتها و أيضا لم تكن مرتاحه لنظراتها و لكنها تجاهلت كل شئ و قالت بنبرة قويه 
و طبعكوا بيقول أنكوا تغلطوا في ضيوفكوا يا حاجه 
لا طبعا مين غلط فيكي 
هكذا تحدث أمينه بهدوء مثير للشك بادلتها إياه فرح حين قالت 
الغلط عارف مكانه يا حاجه و أنتي كمان عارفاه ! فمالوش لازمه الكلام و عموما زي ما قولت للحاجه همت كلها كام شهر جنة تولد و نمشي من هنا و نرتاح و نريح !
قالت كلمتها الأخيرة و هي تنظر إلي همت و الفتيات خلفها نظرات ذات مغزى فبادلوها النظرات بآخري حانقه فأجابتها أمينه قائله بغموض
متحكميش علي بكرة يا بنتي دا لا في إيدي و لا في إيدك دا في إيد المولي عز و جل قادر يغير كل شئ في غمضة عين 
لم ترتاح لحديثها و لا لنظراتها و لكنها هزت رأسها قائله بهدوء 
ونعم بالله يا حاجه عن إذنك سالم بيه مستنيني في المكتب !
ما أن تقدمت خطوتان إلي غرفة المكتب حتي توقفت قائله بإستفزاز 
آه متنسوش تبعتوا الفطار
لجنة و ياريت ميتأخرش !
توجهت بخط واثقه إلي المكتب و رأس مرفوع بعنفوان أصاب الجميع بالدوار من شدة الغيظ فكان أول المتحدثين همت التي قالت بإنفعال 
شايفه يا أمينه بتتعامل معانا إزاي 
كانت نظراتها غامضه و ملامحها لا تفسر حين إلتفتت إلي همت قائله بوعيد 
الصبر حلو يا همت بيقولوا عليه مفتاح الڤرج !
دلفت إلي المكتب بعد أن سمح لها
بالدخول فحاولت إرتداء قناعها المعتاد حين توجهت بخط واثقه إلي حيث يجلس و لكنه لم يكن ينظر إليها بل كان منكبا علي الأوراق التي أمامه و ما أن وصلت إليه حتي نالت ساعته الثمينة إلتفاته منه تشير إلي تأخيرها فأغضبها ذلك كثيرا و خاصة حين قال 
أول يوم تأخير ١٢ دقيقه بالظبط عن المعاد المتفق عليه ! واضح
أنك بروفيشنال فعلا!
خرجت الكلمات حانقه من بين حين قالت 
والله أنا جايه هنا في معادي بس 
قاطعها حديثه الصارم حين قال بفظاظة
مش عايز مبررات و كفايانا عطله ورانا شغل كتير !
أبتلعت جمرات ڠضبها حين تفوه بتلك الكلمات و توجهت إلي حيث أشار لها و أخذ يشرح لها طبيعه العمل و قد وجدته شيقا و في مجال عملها لذا شرعت علي الفور للبدأ به تحت نظراته التي كانت تتوجه إليها خلسه بين الفينه و الآخري رغما عنه فقد أغضبه مظهرها كثيرا حين رآها بذلك الزي التنكري كما أسماه و تلك النظارات التي أصبحت تثير
حنقه مؤخرا فهو لم ينسي ليله البارحه و مظهرها الساحر تحت ضوء القمر التي كانت تنافسه في فتنته و نظراتها التي لأول مرة ېلمس بهم الضعف و الألم فقد شعر حين أقترب منها بأنها تريد ذلك القرب و بشدة 
للمرة الألف التي ېعنف نفسه علي أفكاره تلك و يذكرها بأن تلك الفتاة ليست ذو أهميه كبيرة بالنسبة إليه و بأنها ليست نوعه المفضل و لكن دائما ما يجد نفسه يعود لتلك اللحظه حين توقف أمام عيناها التي خاطبته بلغه أخترقت أعماقه و لامست وترا حساسا بداخله و قد تيقن بأن كل هذه القوة و الثبات الذي تبدو عليه ما هو إلا غلاف تحيط به ذاتها لأسباب مجهوله لا يعلمها أو ربما يتجاهلها !
فقد عڼف نفسه بشدة حين إنفلت ذلك السؤال الغبي من بين شفتيه و قد كانت إجابتها سهما أصاب كبرياؤه في الصميم لذا أخذ قررا بأن يتجنبها قدر المستطاع و أن يخرجها من عقله و لكن هيهات فما أن رآي مظهرها حتي أشتعل الڠضب
بداخله و أخذت الذكري طريقها لعقله مرة آخري !
أتفضل شوف كدا لو في أي تعديل 
دون أن يظهر علي ملامحه أي شئ مما يجول بخاطره أخذ ينظر إلي الأوراق أمامه قبل أن يقول بفظاظة
إيدك لسه وجعاكي 
فرح بهدوء
لا بقت أحسن دي مجرد شوكه يعني !
سالم بتهكم
إلي يشوفك إمبارح ميقولش كدا !
فرح بتقطيبه 
تقصد إيه 
يعني شكلك دلوقتي ميقولش أن مجرد شوكه تخليكي ټعيطي !
إغتاظت من سخريته و لكنها حاولت تجاهل إستفزازه حين قالت بهدوء
غريبه شكلك ميقولش إن ذاكرتك ضعيفه !
رفع إحدي حاجبيه بأستفهام فقالت بفظاظه
أفتكر إني قولتلك أن عيني كانت مطروفه و عشان كدا كانت
مدمعه 
سالم بسخريه 
و عشان كدا بتبلبسي النضارة بالرغم انك مش محتجاها عشان عينك متطرفش !
قال جملته الأخيرة مرفقه مع نظرات ثاقبه إخترقتها پعنف و كانت تحمل معان مبطنه و لكنها
حاولت تجاهل ما يقصده و قالت بجفاء
أنا إلي أحدد إذا كنت محتجاها أو لا !
تجاهل جفاءها الذي هو دليل علي خسارة وشيكه أمامه و تابع بلامبالاه
طبعا و خصوصا إن الزي التنكري دا مينفعش من غيرها !
إغتاظت من سخريته المغلفه بلامبالاه و لكن سرعان ما تحولت غيظها إلي سعادة لحظية حين شعرت بأنها قد أغضبته بمظهرها و أرادت إستفزازه أكثر حين قالت 
أهو أحسن من زي أولاد الشوارع و كمان لايق بعيلة الوزان 
شعر بسخريتها التي أغضبته فقال بجفاء
يعني يا إما تخرجي بيجامة نوم قدام الناس كلها يا إما تلبسي زى أبله نظيرة دا !
نعم هي فين بيجامة النوم دي أنا كنت لابسه شيميز و برمودا 
خرجت الكلمات من فمها غاضبه فبادلها هو الحديث بهدوء مستفز 
إختلفت المسميات لكن في الآخر متتلبسش غير في أوضه النوم !
زاد حنقها من حديثه المستفز و المخجل أيضا فقد غزا الإحمرار خديها فقالت بإنفعال
معتقدش أننا هنا عشان نتناقش في طريقه لبسي إللي هي حرية شخصيه و حاجه تخصني 
لم يظهر علي ملامحه أي تأثر إنما أكمل بلامبالاه و عيناه تتابع الأوراق أمامه
عادي دا مجرد توضيح أننا مبنلزمكيش هنا بحاجه معينه 
بمعني
!!
يعني مش مجبرة تتقمصي شخصيه غير شخصيتك خليكي علي طبيعتك أفضل !
أستفزها حديثه للحد الذي جعل الكلام يخرج من بين
بإندفاع 
أنت ليه مقتنع أني بتقمص شخصيه غير شخصيتي و إن دا مش لبسي و لا دا شكلي مش فاهماك بصراحه 
لم تحسب حساب له حين ترك ما بيده و تقدم يقف أمامها مباشرة و هو ينظر إلي داخل عيناها بقوة بينما يداه ترتاح بتكاسل في جيوب بنطاله مما يوحي بسيطرته علي الوضع حولها و هو خاصة حين قال بصوت مليئ بالتحدي
أنتي
مقتنعه أن فرح دي هي فرح بتاعت إمبارح ! 
أربكتها نظراته كثيرا و تحديه المبطن فتسارعت أنفاسها و لكنها حاولت التماسك أمامه إذ قالت بقوة 
دي فرح إللي أنا بفضلها !
قصدك فرح الجبانة !
كان تحديه يثير شعورا داخلها يرهبها و كانت عيناه تكشف ما تريد إخفاؤه لذا قالت بنفاذ صبر 
حضرتك عايز إيه من كلامك دا 
أجابها بلامبالاة 
و لا حاجه أنا بس بحب أكون صريح مع إلي قدامي 
هذا الرجل يشكل خطړا
 

تم نسخ الرابط