سلسلة الأقدار لنورهان العشري

موقع أيام نيوز


سماا وتنحى توترها جانبا و كذلك حلا التي احتضنتها بقوة وهي تقول بشجن
مش عارفه هعيش من غيرها ازاي 
أمينه بمزاح 
هتعيشي ياختي وهي كمان هتعيش عايزة اطمن عليكوا و اخلص منكوا بقى مش هعيشلكوا العمر كله 
ربنا يطولنا في عمر حضرتك 
ربنا يخليك لينا يا ماما يارب 
الټفت الفتيات تحاوطها بحب كان هناك أضعافه بقلبها

ف عانقتهن وهي تقول من بين عبراتها 
ربنا يسعدكوا يارب يالا عشان العربيات جت تحت مش عايزين نأخرهم 
تراجعت سما تنظر إليها فلم تعطهاأمينة الوقت للحديث بل قالت بحزم 
متشغليش بالك بأمك و بشيرين هجبهم و هنيجي وراكوا إنت تخليك مع صاحبتك لحد ما اليوم ينتهي وسيبك من أي حاجة 
اومأت سما فتدخلت ريتال التي قالت بعفوية 
طب و أنا يا نانا أنا عايزة أركب جنب العروسة مش أنا عروسة صغيرة 
احتضنتها أمينه بحب وهي تقول بحنان 
دانت أحلى عروسة في الدنيا ياقلب نانا طبعا تركبي جنب العروسة 
ما أن احتضنتها أمينه حتى اقتربت ريتال من أذنها وقالت بخفوت 
هقولك علي سر يا نانا عشان إنت حبيبتي انطي شيرين كانت بتكلم حد في التليفون وبتقوله إن أحسن حل إنهم يلعبوا مع جنة بمحمود الصغنن شويه 
خليهم يلعبوني معاهم بقى عشان انا حبيبتك و قولتلك 
جحظت عيني أمينة من حديث ريتال العفوي و رفعت رأسها تطالعها پصدمة و اجتاح قلبها شعورا قويا بالخۏف على حفيدها ولكنها رسمت الابتسامة على وجهها وهي تقول بلطف 
تعالي يا ريتا معايا عيزاك يلا اجهزوا عشان هتنزلوا دلوقتي 
صعد سالم درجات السلم متوجها إلى غرفة شقيقته حتى يأخذها و يسلمها إلى عريسها فتوقف لثوان وهو يناظر طفلتهم الجميلة و مدللتهم التي كبرت 
لسه زعلان مني 
أجابها بخشونة 
مفيش أب بيزعل من بنته و إنت بنتي كدا ولا إيه 
أومأت برأسها وهي تردد بابتسامة خجولة و امتنان 
كدا طبعا إنت ابويا و اخويا و كل حاجه ليا يا أبيه ربنا ما يحرمني منك أبدا 
طوقها بقوة يحاول إخفاء دمعة خائڼه تحاول الفرار من بين مقلتيه ولكنه نجح في التحكم بها و قال بلهجة خشنة 
مهما يحصل أنا جنبك اوعي في يوم تخافي من أي حاجة أو أي حد و أنا موجود خليك فاكرة إنك بنت الوزان و إن العيلة دي كلها تحت أمرك سمعاني 
اومأت و عينيها تعده بأن تنفذ وصاياه و شفتيها تؤكدان ذلك الحديث 
سمعاك 
فتابع بقلب حنون 
و بردو عايزك تبقي زوجة صالحة مش عايزه يشوف منك غير كل خير عشان إنت بنت أصول و اتربيتي صح 
أومأت برأسها فتنهد بقوة قبل أن يتأبط ذراعها و يتوجه للأسفل فإذا به يجد ياسين الذي كان وسيما بشكل خارق جعل جميع حواسها تتنبه إلى ذلك البطل الذي أتى ليختطفها على حصانه الأبيض ولكن الحقيقة أنها من خطفت قلبه في تلك اللحظة فقد كانت أشبه بالحوريات من فرط رقتها و روعتها التي جعلت ضربات قلبه تقرع كالطبول حتى وصل طنينها أذنيه فلولا وجود سالم لكان اختطفها إلى أبعد مكان في هذا العالم حتى يستطيع التنعم معها بكل تلك المشاعر الضاريه التي اجتاحته كإعصار 
مد يده يصافح سالم الذي صافحه برسمية و تقدم سليم هو الآخر يتأبط ذراع حلا من الناحيه الأخرى و توجه الثلاثة إلى الخارج تاركين ياسين خلفهم يقف مذهولا فلم يتسنى له حتى أن يصافحها فالټفت ينظر إلى صفوت الذي ابتسم رغما عنه و
اقترب يربت بخفة على ظهره وهو يقول بمواساة
معلش هانت كلها ساعة و نكتب الكتاب و وقتها محدش هيقدر يتكلم 
و أردف مروان بسخرية 
حلقولك حلقة انما إيه كابوريا 
اغتاظ من حديث مروان ولكنه تجاهله و قال بذهول 
هما خدوها و رايحين فين هو مش أنا العريس هي الناس دي فاهمة غلط ولا إيه 
قهقه صفوت على مظهره وقال بمزاح 
إنت اللي فاهم غلط إنت مفكر أنهم هيسبوهالك كدا تبقى عبيط 
و أردف مروان بمزاح 
كل عيش عشان تعدي يومك احسن ممكن نرجع في كلامنا و ناخدها تاني معانا واحنا مروحين 
صاح ياسين پغضب 
تاخدوا مين دي مراتي
مروان بتهكم
لسه يا وحش إنت بصمت وريني إيدك كدا عليها حبر أزرق لا يبقي لسه و لحد ما تتكلبش و تبصم إنت تحت رحمة جوز الوحوش دول يعني تمشي جنب الحيط و تسمع الكلام 
أنهى مروان حديثه تزامنا مع علو أصوات السيارات و التي تحركت في طريقها فهرول ياسين إلى الخارج فتفاجأ بأنهم أخذوا عروسه معهم وذهبوا دون أن ينتظروه 
فقهقه مروان قائلا پشماتة
دول نسيوك باين
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أول مرة أشوف عريس بيتنسي يوم فرحه انا لو منك أجري ورا العربية احدفهم بالطوب 
أنهى كلماته و انخرط في نوبة ضحك أثارت حنق ياسين الذي قال پغضب 
عارف أول حاجه هعملها بعد كتب الكتاب إيه 
مروان بسماجة
إيه 
ياسين بتوعد
هديك حتة علقة 
قهقه كلا من صفوت و مروان و توجه الجميع إلى السيارات في طريقهم للذهاب إلى الحفل 
كانت مظاهر الفرح في كل مكان تبعث البهجة في النفوس وقد أتقن عبد الحميد الاحتفال بذلك العرس على أكمل وجه على النحو الذي يليق بعائلته واستطاع أن يرفع رأس حفيدتاه أمام عائلة الوزان التي لاقت استقبال مشرفا من جانبهم حتى أنه أعطى الأوامر إلى عمار بالتزام الهدوء و عدم افتعال أي مواجهات مع أحدهم ولكن هيهات فبعد أن تم عقد القران تناول عصاه و قام بالرقص
على أنغام الموسيقى الصعيدي و هو يناظر سالم بتحد تجاهله الأخير فلم يتنحى عمار بل قام بإلقاء العصا أمامه في دعوة صريحة للنزال فلم يجد سالم مفرا من قبول دعوته و قام بإمساك العصا محاولا أن يجاريه مستخدما قوته البدنية و فطنته فأخذ الأخير يرسل ضربات قوية ردها سالم إليه بأقوى منها فتعالت الأصوات في مجلس النساء الذي ضم الثلاث عرائس في تجمع جديد من نوعه عليهم ولكنهم تأقلموا مع تلك العادات التي كانت لها رونقا مختلفا حتى أنهم اندمجوا بالرقص و الغناء و لكن فجأة صاحت إحدى الخادمات بأن هناك مبارزة في حلبة الرقص بين كل من سالم الوزان و عمار فدب الذعر بقلب فرح التي تذكرت حديثا دار في الصباح بينها وبين عمار
عودة لوقت سابق 
مبروك يا فرح 
أجابته بتحفظ 
شكرا يا عمار الله يبارك فيك
كانت ملامحه لا تفسر ولكن لهجته كان يشوبها السخرية حين قال 
يمكن يكون الحديت ده چاي متأخر بس لازمن
يتجال فكرتي زين يا بت عمي حاسه إنك اختارتي صوح 
أجابته بقوة انبعثت من عينيها أولا 
انا مش حاسه أنا متأكدة إني اخترت صح 
لونت السخرية ملامحه قبل أن يقول بتهكم
كنت متوكد إنك هتجولي أكده بس لازمن انبهك أن سالم ده مش سهل واصل و لا هو البطل اللي في خيالك ده جلبته شينه و جسوته ملهاش آخر 
قاطعته پغضب 
مالوش لازمه الكلام دا يا عمار 
له لازمه يا فرح و لازمن تسمعيه عشان ابجي خليت مسئوليتي جدام ربنا اللي أنت مفكراه عادل و مفيش منه رمى بت عمته لواحد أجل كلمة تتجال عليه أنه مش راچل دوجها المر اني عارف انك معتحبيش شيرين دي ولا اني كمان بس الحج لازمن يتجال أنه يعچل بفرحه منك ده مالوش معنى بالنسبالي غير أنه بيأدبها عشان اللي عملته زمان هتجوليلي ايه اللي عملته هجولك أنهم كانوا مخطوبين و هيتچوزوا وهي اتعلجت بصاحبه و حبته 
قاطعته بحدة 
تبقى خاينه 
عمار بتأكيد 
مجولناش حاچه عنديك حج بس هو كان چبان و مهموش بت عمته و اللي هيحصلها من الچوازة دي و كل اللي كان في باله أنه يرد كرامته حتي لو هيدهوس على حريمه! 
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت 
انا مش فاهمه إنت تقصد إيه و يعني إيه رماها مش هي حبت واحد و اتجوزته هو ماله
اومأ برأسه فقد شعر بأن الحديث لا طائلة منه فقال باختصار 
الحكاية دي تبچي هي تحكيهالك انا نبهتك الراچل ده مش زي الصورة اللي رسمهاله في خيالك الف مبروك يا عروسه 
عودة للوقت الحالي 
كانت ترتعب وهي
ترى العصا تدور هنا و هناك تخشى من حدوث أي شيء قد يعكر صفو هذه الأجواء ولكن فجأة وجدت ضحكة قويه شقت جوفها حين رأت مروان الذي جذب حمارا و أخذ يدور به في حلبة الرقص يمسك بيد لجامه وباليد الأخرى عصا وأخذ يدور بها حولهم فتعالت القهقهات من كل حدب و صوب فقد كانت حركاته مضحكة كثيرا و بعد أن انتهت تلك الرقصة اقترب عمار من أذن سالم قائلا بوعيد 
متخافش أكده احنا بنكرمو ضيوفنا في دارنا لكن تارنا بناخده في دارهم 
لم يهتز سالم إنشا واحدا إنما قال بفظاظته المعهودة
مابحبش الرجالة لما ترغي كتير الرغي دا للحريم وريني آخرك 
عمار بتوعد و نظرات حانقة
جريب هتشوفه جريب 
يبقى مترغيش كتير اعمل وانت ساكت وانا مستنيك 
أنهى كلماته و توجه يجلس بين أقاربه لحين انتهاء الحفل الذي دام لساعات بدت دهرا عليه فلم يعد يحتمل و توجه إلى عبدالحميد قائلا بخشونة
حاج عبد الحميد كفايه بقي احنا ورانا سفر و معاد الطيارة فاضل عليه ساعتين يدوب نلحق نجهز 
مانت اللي مراضيش تسمع الكلام جولتلك خليكوا اهنه الليلة انت الي راكب دماغك 
سالم بصرامة
الموضوع دا منتهي الجدال فيه مضيعه للوقت وزي مانت اتمسكت بالأصول و العادات احنا
كمان لينا اصولنا و عاداتنا 
عبد الحميد باستسلام 
اللي تشوفه اتفضل معايا انت و سليم ع المندرة علي ما العرايس يچهزوا 
أشار سالم الي سليم الذي تبعه إلى الداخل و ما هي إلا لحظات حتي جاءته أمينة تحمل محمود الذي لم تتركه يداها طوال الحفل تخشى عليه مما أخبرتها به ريتال و للحظة أرادت إخبار سالم بما حدث ولكنها لم ترد تخريب اليوم أكثر فيكفي ما حدث قبل أن يأتوا إلى هنا فاقتربت منه تحتضنه بقوة وهي تقول بجانب أذنه 
ربنا يسعد قلبك يا ابني عروستك زي القمر 
احتضنها سالم بقوة قبل أن يقول بحنان 
ربنا يحفظك لينا يا ست الكل 
قبل كفها باحترام و كذلك فعل سليم الذي قال بمرح
إنت نستيني يا حاجة ولا إيه مانا بردو عريس ولا سالم واكل الجو 
ابتسمت أمينة بحب انبعث من نظراتها أولا قبل أن تترجمه شفتيها
حين قالت 
انا اقدر انساك دا انت حتة
 

تم نسخ الرابط