بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
ذلك والباقي تستطيع المعاشرة الطيبة محوه من الذاكرة ومسحه للأبد ثم تحدث بنبرة صوت متحشرجة من أثر سماعه لكلامها المرمم لقلبه والشافي لجرحه هو الآخر مرتان قبل ذاك لذا أقسم على أن لايتركها مهما طال الزمان ومهما قابلتهم العواصف وصدتهم الأزمات سيقف لها وبها ومعها كالفارس المغوار الذي يدافع عن حقه فيها وسيبذل قصارى جهده في امتلاكها
كادت أن ترد عليه إلا انها استمعت إلى جرس الباب يعلن عن وصول أحدهم ويبدوا ان والدتها في الحمام لتأخرها عن الرد فقالت ل
خليك معايا اكده هشوف مين على الباب .
وافقها وظل معها على الهاتف فأخذت الهاتف معها وارتدت خمارها ثم خرجت من الغرفة ووجدت والدتها تحاول النداء عليها كي تفتح الباب للطارق فطمئنتها أنها ستفتحه وبعد أن فتحته إذا بها تتصنم مكانها من ما رأته وهي تردد بذهول
وجدته يبتسم لها وهو يحمل بيده طفلين أحدهم في اليد اليمنى والآخر في اليد اليسرى
ازيك يا مها كيفك اتوحشتك قوووي
تبلكت كثيرا وخصوصا ان جاسر الذي استمع الى ذاك الطارق يردد لها كلماته وبالتحديد اتوحشتك قوووي فهلع من مكانه وقد ركبته عفاريت الجن والإنس الآن ومن يراه يظن انه سيرتكب چريمة من هيئته الغاضبة بشدة .
البارت_الثالث_عشر
أما هي كانت تقف تنظر إليه پصدمة فلم تكن تتوقع انها ستراه مرة ثانية فقد مر عامين على عدم وجوده وتوقعت أنها لن ترى طيفه يوما من الأيام ثانية ومن دواعي الاندهاش ما يحملهم بين يديه طفلان يبدوا عليهم أنهم في عمر السنة إحداهما ولدا والأخرى بنتا جميلة يهبط شعرها علي عينيها وجمالها فائق للغاية
أما هو نظراته عليها عاشقة متيمة فقد هرب منها إليها حاول أن ينساها بكل الطرق ولكنه لم يستطيع محوها ولو بذرة من قلبه وعقله ثم تحمحم وهو لم يستطيع تفسير معنى نظراتها له
فاقت من تيهتها وحالة الذهول التي اعترتها على كلماته كما أن ابنته ما إن رأتها ظلت تشب عليها بشدة وتكاد أن ترتمي بين يديها مما أثر بمها فهي تعشق الأطفال بشدة
فأتت والدتها هي الأخرى من ورائها وهي تسألها قبل أن تصل إليها وترى من الواقف
وما إن وصلت إليها ورأت ملامحه حتى ردد لسانها تلقائيا
والبسمة اعتلت وجهها
عامر ياه كيفك ياولدي
لساتك فاكرنا ! والله فيك الخير ياولدي حمد لله على سلامتك ياحبيبي.
ثم أشارت إليه أن يدلف إلى الداخل وهي تلوم ابنتها
اتفضل ياولدي البيت بيتك ليه سايباه واقف يابتي على الباب وفي يده عيلين كمان
ثم لفت انتباهها اخيرا هذين الطفلين فسألته
مين دول ياعامر ولادك انت اتجوزت وخلفت كمان من غير ما نعرف !
كانت تسأله وهي تمد يدها له وتناولت منه أحد الطفلين الذي أخذته منها وضمته إلى صدرها تهدهده بحنو راق لذاك الطفل ثم أجابها وما زالت عينيه لم تفارق مها
الله يسلمك ياخالة تسلمي وتعيشي من كل شړ
ثم أجابها أخيرا وهو يرى تلهف مها إلى معرفة صفة هؤلاء الطفلين له
دول ولادي زين وماهي .
انصعقت مها من تسميته لولده باسم زين ولدها وابنتها اسمها قريبا من اسمها فازداد قلبها دقات داخلها وخاصة أن زين يشبه ولدها بشدة ولما لا فهو كان أبيه أيضا ثم أكمل عامر ونظرات مها المشتتة لذاك الطفل وأبيه ارعبتها من الداخل فهي الآن تود اختطافه من ايد والدتها وهي تشعر بالحنين الشديد
لولديها فيه
اول ما سافرت علطول بعدها بشهر اتعرفت على بنت هناك كانت لسه جايه الشغل جديد والمعرفه ما اخذتش وقت طويل تقريبا اتجوزنا بعد شهرين وسبحان الله بعد تسع شهور بالظبط كنا خلفنا زين وماهي
ثم استرسل حديثه وقد تبدلت ملامحه إلى حزن عميق
بعد ماولدتهم بتلت أيام جالها حمى نفاس ما قدرناش نسيطر عليها وماټت وسابت لي الطفلين دول في رقبتي جبت لهم مربية لحد ما تموا السنة وقررت ان انا ارجع وبقى لي اسبوع هنا في البلد لحد ما اموري استقرت ودورت لهم على ست صحتها كويسه صاحبي جابها لي ومجوزة عيالها تقعد معاهم وتراعيهم معايا بس بردو على قدها واهي ماشية .
كانتا تستمعا إليه وشعرت ماجدة بالشفقة الشديدة عليه ثم التوي ثغرها بحسرة
ياعيني عليك يابني وعلى اللي جرى لك واللي انت شفته في السنة داي لحالك وولادك اللي اتحرموا من امهم بدري بدري داي هتلاقيك شفت المرمطة بيهم على
ماكبروا السنة .
تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماتها التي ذكرته بعام كامل من الأوجاع وهو يحمل على عاتقه مسؤولية طفلين كان لهم أبا وأما
والله ياخالة اصعب سنة مرت عليا بعمري كلاته اتاري الأمومة صعبة قوووي ومطلعتش بالساهل واصل بس نحمد الله مرت بعد روحي ماقربت تروح وقلت ارجع بيهم بلدي يتربوا فيها ويحتموا بيها وسط ناسهم .
نظرت ماجدة إلى ابنتها وعينيها تلتمع بشئ ما بل وتمنته داخلها أن يكون ذلك العامر وأبنائه من نصيب ابنتها كي يعوضاها عن مافقدته من زوج وأبناء وبيت وحياة وخاصة أنها ترى في عامر الرجولة التي لم تجدها في أخيه يوما من الأيام حيث كان يقف في صفهم دوما ويدافع عنها أمام أخيه ولم يخشى من توجيهه للصواب يوما ثم قامت من مكانها وناولت الطفل لمها مرددة بمغزى وهي تلقيه في أحضانها
خدي يابتي سمي الله والله حسيته شبه زين وزيدان امسكي هدخل أعمل لابو زين حاجة يشربها وارجع لكم طوالي .
ناولتها الطفل في أحضانها فشعرت برجفة اجتاحت أوصالها فور احتضانها لذاك الطفل وما كان منها الا انها ضمته بحنو اعتادت عليه في التعامل مع هؤلاء البرئاء كانت دقات قلبها تدق بوتيرة سريعة نظرا لشعورها بأن الماكث في أحضانها وليدها وليس طفلا تحتضنه لأول مرة إنه لإحساس صعب للغاية لهذه المها
ملأ الطفل أحضانها المحرومة من أبنائها كملئ الابتسامة لوجهها وهي تداعب الطفل بين يدها ثم قربته من أنفها ټشتم رائحته فهي تعشق رائحة الأطفال في ذاك السن بشدة
لطالما كان للحضن سحر خاص يميزه عن أي لغة أو تعبير آخر فهو لغة عالمية يفهمها الجميع لغة لا تحتاج إلى ترجمة لغة تتحدث من القلب إلى القلب لغة تلامس المشاعر وتسكن الروح سكنا ومأوى لمن حرم من منزل احضان حبيبه وهذا الطفل الساكن الآن بين أضلعها جعلها تشعر بكل هذه الأشياء
فاقت على صوت عامر الذي أعجبه المشهد بشدة وأثلج صدره وشعر الآن بأن القادم سهلا للغاية لامحالة بعد أن رأى تعلقها الشديد بالطفل وهو بين يديها
ياه لساتك هتحني للأطفال وتشمي ريحتهم وانتي هتضميهم يامها لساتك رقيقة وناعمة زي مانت والدنيا مش زايداكي غير الحلا وبس يا اجمل ما شافت عيوني .
أغمضت عينيها وهي تحاول أن لا تنظر له وهو يلقي عليها كلماته الناعمة التي سحبتها لشباك الخطيئة يوما من الأيام تلك الخطيئة التي
أفقدتها الغالي والنفيس فكان عقاپ رب العالمين جراها مؤلما لروحها أما هو فسر إبعاد عينيها عن مرمى عينيه بأنها تشعر باللذة والانتشاء جراء كلماته المعسولة
ولكنها استجمعت قواها المشتتة الآن وهتفت بنبرة جادة دون أن تنظر إليه
انت رجعت ليه ياعامر
اهتز جسده بلهفة لسماع اسمه من بين شفاها بعد أن حرم منه مدة طويلة وقصد النظر داخل عينيها وهو يجيبها
القدر هو اللي رجعني هربت منك واستغليت فرصة اول واحدة حسيتها مشدودة لي واتجوزتها علشان انسى المر العلقم اللي مرينا بيه وبعدت وقدرت واتأقلمت ومضايقتكيش وحاولت اعيش مراتي سعيدة ومظلمهاش بقلبي اللي اتعلق بيكي وكنت بكابر مع نفسي لكن في عيونها كنت بشوف عيونك انت يامها وفي ملامحها كنت راسمك انت قدامي مش هي حتى لما عرفت انها حامل في توأم فرحت قوووووي فوق ماتتخيلي قلت ياه ربنا كرمني وعفا عن غلطتي وقبل توبتي وهيديني تاني ومحرمنيش لكن القدر قال كلمته وماټت وسابت لي الطفلين دول اللي اول ماجم الدنيا سميتهم زين ومها .
اتسعت مقلتيها بذهول من اعترافاته والكلام الكبير الذي يلقيه على مسامعها وهتفت بنبرة ذهولية
هي اسمها مها مش ماهي
هز رأسه للأمام بتأكيد
قلت قدام خالتي ماجدة إن اسمها ماهي علشان ملفتش الانتباه للاسم واسبب لك إحراج لساتي بخاف عليكي حتى من نظرة اي لوم وعتاب .
شعرت بأن الدنيا تدور حولها وبأن غمامة الماضي الأليم تعود تنسج خيوط الألم من جديد حول أمانها الذي بنته طيلة المدة المنصرمة ماذا بك ايها الأزمات الم تتركيني بعد وتلتفي حول غيري !
لقد صدقت أنني رممت جراح الماضي وأجملت خطيئتي وذنبي برضاي وتوبتي ولكن لا الماضي يريد أن يبتعد ولا الحاضر يريد أن يمهلني ولا المستقبل الذي حلمت به سيأتيني محلقا بجناحات الراحة لك مها .
ثم حاولت تهدئة مشاعرها الثائرة المقاتلة لأجل أن تواجه بصرامة متسائلة إياه
طب والمطلوب مني ايه ياعامر
استوعب سؤالها واردف بنبرة هادئة متجنبا كل القلق الذي يشعر به داخله من نظراتها الغير مفهومة له وأغلبها جامدة
نقول بسم الله وجاي اطلب يدك عايز اتجوزك يامها
وأكمل سريعا كي يلاحق أفكارها التي تهاجم مخيلتها
وقبل ما دماغك تروح لبعيد أني معايزكيش مربية لولادي ولا دي غرضي اني استغلك في النقطة داي
ثم استرسل حديثه وهو يرمقها بنظرات هائمة
اني عايز اتجوزك علشان محتاجك إنتي بالذات ارجوكي كفاية عناد بقي .
اهتز فكها ساخرا من عرضه وكل كلماته وبالتحديد كلمته الأخيرة
له هو انت فاكر اني رفضت زمان عند يا عامر !
وأكملت بتشبس برأيها
اني رفضت زمان علشان انت مينفعش توبقى موجود في حياتي اللي دخلتها غدر من الأساس ودلوك بردو لنفس السبب علشان ما بني على باطل فهو باطل.
قوس فمه بتعجب من كلامها
يعني ايه ما كل حاجة خلصت ورفضك دلوك ملهوش مبرر اني اولى بيكي من اي راجل انتي كنتي مرت اخوي اللي ماټ وأي حد عاقل قاعد معانا هيقول لك كلام الراجل دي عين العقل يامها .
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
حد مين دي يا عامر هو الحد اللي إنت هتتكلم عنيه دي عارف انت عميلت
متابعة القراءة