بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف حصري لمدونة أيام الجزء الثاني من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
أخرجتها زينب من أحضانها ونطقت بأسف حقيقي وهي تنظر داخل عينيها الداميتين
حقك عليا يابتي حقك علي عيني وراسي وقلبي
ثم أمسكت يدها وحاولت تقبليها كنوع من التعاطف والتأثير عليها ولكن سكون استنكرت فعلتها تلك وسحبت يدها لتقول زينب
أبوس يدك يابتي ماتزعلي من طلبي ولا كلامي اللي أكيد وجعك ومتفارقيش ولدي علشان عارفة انك روحه وحياته كلاتها ولو فارقتي وسيبتيه روحه هتروح وراكي ومهما عميلت مش هيرتاح أني عارفة إن طلبي صعيب قوووي عليكي
حاولت سكون ظبط أنفاسها المكتومة من أثر البكاء الشديد وعقلها مازال لم يستوعب ما سمعته أذناها من زينب لقد رمتها وسط ح ريق مش تعل وتطلب منها أن تتحمل لهيبه لأجل العامل المشترك الأكبر والأهم بل وكل المهم عمران
لاحظت زينب تخبطها وصډمتها فقامت من مكانها وهي تسحب منديلا ورقيا تجفف به عبراتها كي تتركها تنفرد بحالها وبعد ذاك يحلها رب العباد وهي تملس يدها على خصلات شعرها
هسيبك دلوك يابتي بزياداكي عاد بكا وهوني على حالك كيف ما أني ههون على حالي وأصبرها أيام وليالي وأني وانت على مركب قهر واحدة مش انت لحالك .
فور أن خرجت ارتمت جرت سكون على غرفتها تبكي وتشهق بشدة حتى غفت وأجبرت حالها على النوم كي لايرى عمران وجهها فهي طلب منها الأنين بصمت وما أدراكم ما صوت الأنين المكتوم
كان عمران في ذاك التوقيت جالسا مع صديقه محمد وقد قص عليه كل شئ منذ أن حدث وعلم مابه زوجته فهو نعم الصديق الصدوق الخلوق الذي دوما يبدي له نصائحه ثم عرض عليه بعد تفكير في معضلته تلك
تلهف عمران بنظرة راجية ثم سأله بعيناي يملؤها الشغف
طب قول الله يرضى عنك يا صاحبي حكم اني حياتي اتمررت على الاخر ما بين سكون وامي .
ربت محمد على فخذه ناطقا بتشجيع
معلش كل البيوت علي حالك اكده مرت الابن وحماتها داي حتى إنت كمان أهون من غيرك يا عمران على الاقل مرتك عاقلة وامك مش من نوع الحموات اللي هيخربو على ولادهم عشان ينفذوت اللي في دماغهم ولولا ظروف الدكتورة الخاصة ما كانش حوصل مشاكل خالص بس ادي الله وادي حكمته
انت كنت في الاول ناوي تتجوز في بيت بعيد عن امك وابوك اللي انت جهزته من البداية خد مرتك وعيشوا في البيت دي لحالكم وبالطريقة داي مش هيوحصل احتكاك كتير ما بينك وما بين مرتك والدتك الا في اضيق الحدود وهي هتحس انها هتعرف تطلع وتنزل وتتحرك وتخرج علشان مش حاسة انها متراقبه 24 ساعة وبرده انت هتوبقى جار امك وابوك والسبب اللي خلاك اصلا ما تهملهمش كان وجود مرت ابوك الله يجحمها مطرح ما راحت والحمد لله السبب زال فليه ما تاخدش مرتك وتبعدوا عن المشاكل علشان تقدروا تعيشوا وتقدر تتعالج لأن نص العلاج على النفسية اني دكتور وعارف ان النفس بتأثر جدا في تقدم اي علاج .
طب فكرك لو عميلت اكده امي مش هتزعل ولا هتقلبها مناحة بعد ما جربت ان احنا قعدنا معاها وكمان هتقول ان بسبب الموضوع دي ابعد عنيها وانت ما تعرفش امي واصل بعد ما عرفت سبب تأخير سكون في الحمل عمرها ما هتخليني أهمل البيت وهدخل في متاهات تانية خالص وكمان رحمة هتتجوز مش هيوبقى فيه غيرها في البيت هي وابوي الموضوع صعب قوي مش زي ما انت متخيل .
اجابه صديقه بنبرة قوية تشجيعية على ذاك الحل المناسب من وجهة نظره للجميع
شوف يا عمران لما يوبقى مشاكل هوينة شوي هتقدر تتحكم فيها لأن الحوارات موجودة اكده اكده على طول فمش هتفرق وانت موجود في البيت من وانت بعيد بل بالعكس وانت بعيد شوي مرتك مش هتسمع حاجة ولا هتشوف ملامات ولا نظرات ولا همسات ولا اي حاجة من الحوارات داي انت بس اللي هتوبقى في وش المدفع فتتحمل عنيها وكمان الزعلان مسيره هيروق وامك عمرها ما هتفضل مخاصماك ولا واخدة جنب منيك كتير مسيرها هترضى بالأمر الواقع خاصة لو كان دي حقك ما فيهوش عقوق منك ليهم لما هتلاقيك هتبرهم على طول
فكر في الحل ده هتلاقيه مناسب جدا صدقني ومفيش حل غيره .
تنهد عمران بضيق فكل الطرق تؤدي الى المشاكل ولكن ما قاله صديقه الآن اهون من أن ترى سكون تغير والدته معها وكلامها ووجد انه سيبدأ تنفيذ هذا الحل بعد زفاف اخته فلا يوجد امامه سوى الفرار هو وزوجته في منزل منعزل عن والدته ووالده كي تأمن حياتهم ويستطيع البحث والخوض في تجربة علاجها بنفس مطمئنة آمنة ثم هز رأسه للأمام باقتناع
مقداميش حل غير اني أوافق وأعمل اكده أني فكرت في الحل دي كتيير وكل مرة يصعب عليا اهمل امي وابوي في السن دي يعيشوا لوحدهم من غير انيس ولا ونيس كفاية اني هطلع وهنزل عليهم في اليوم كتير بس خلاص ما بقاش ينفع الموضوع بقى معقد جدا وربنا يستر من اللي الحاجة زينب هتعمله علشان مش هتمرر الموضوع دي مرور الكرام ابدا بس على رأيك حبة زعل مع حبة مراضية مني ليها وهتتعود بعد اكده الله المستعان يا صاحبي .
تبسم محمد في وجهه ابتسامة أمل كي يجعله ينسى الهموم وهو يردد بطريقة دعابية جعلت
عمران هو الآخر يبتسم
كنا زمان مش عارفين هنجوزك كيف ودلوك مش عارفين هنخليك تخلف كيف
تكونشي وجد عيملتها وهي في السچن المزغودة على قلبها ولا قبل ما تخش السچن ولا ايه حاكم البت داي سرها باتع ربنا يول ع فيها البعيدة
ضحك عمران بفتور على دعابته ثم هتف
يا شيخ افتكر لنا حاجة عدلة بدل سيرة البت اللي هتغم من نفسي داي كانت قرفاني في عيشتي وخنقاني طول الوقت الله لا يخليها تكسب ولا تربح ابدا .
ضحكا كلتاهما وظلا يتحدثان في عدك أمور ومحمد يحاول التخفيف عنه بطريقته الدعابية كي ينسى الهموم وتنتهي جلستهم ويذهب لزوجته بحال أفضل مما أتى إليه به كي يهون عليه ولكن ماذا حدث ايها العمران ويبدو ان الصراعات
ستظل خليفتك في كل خطوة تخطوها
ويبدو ان إرادة الله فوق تدابير جميع البشر فلنرى ماذا سيحدث
عاد عمران الى المنزل متأخرا بعدما جلس مع صديقه كثيرا وكثيرا فهو يريحه بشدة وييسط له الأمور نظر حوله كي يجد والدته ويلقي عليها تحيه المساء ويطمئن عليها ولكن لم يجدها ويبدو انها دخلت الى
غرفتها كي تنام فصعد سريعا الى سكونه فهو تأخر عليها اليوم في جلسته مع صديقه كثيرا وهو ليس معتادا على ذلك
دخل الشقة لم يجدها في الصالة ثم دلف الى غرفتهم وبحث عنها بعينيه وجدها على سجادة الصلاة تؤدي قيام الليل التي اعتادت عليه كل ليلة انتظرها حتى تنتهي من صلاتها وقد ابدل ملابسه وارتدى ملابس قطنية مريحة انهت سكون صلاتها ثم نظرت اليه بابتسامة عذبة لتقول له بترحاب نال اعجابه
حمد لله على السلامة يا سي عمران يا اللي فت مرتك علشان تسهر برة مع اصحابك لنص الليل وباين اكده ابتديناها بدري .
جذبها من يدها بعدما خلعت إسدال الصلاة حتى ارتطمت بعظام صدره القوية ليقول بنبرة يملؤها العشق
وماله لما أتدلع على حبيبي علشان أشوف غلاوتي عنده وأشوف هيسهر الليل يستنى جوزه لما يرجع من برة وأشوف الشوق في عيونه كمان
وهو ينظر لها برغبة ويغمز بكلتا عينيه بشقاوة
وجيت لاقيت حبيبي سهران مستنيني وعايز حضڼ حبييه ومتلهف كمان ولا أني بيتهيألي ياسكوني
حاولت جاهدة رسم البسمة على شفاها والتعمق معه في الحديث كي لايشعر بشئ أبدا مما حدث بينها وبين والدته ثم حركت رأسها للأمام بدلال اصطنعته بأعجوبة
أها طبعا يابابا أمال هسيبك تسهر برة وتاجي تلاقيني نايمة فتتعود على اكده اما لما ترجع تلاقيني صاحية ومفنجلة عنيا مش هتطول في القعدة بعد اكده ولا ايه .
ردد بحنو بالغ وهو يتعمق بالنظر في ملامحها الذي يبدوا عليها معالم الحزن ولكنه لم يستطيع قراءتها بالكامل
طب رني عليا بس وقولي لي اتوحشتك ياعمراني تعالى دلوك وأني لما أصدق هركب لك جناح الشوق وأطير لعندك ياسكوني بس انتي معميلتهاش.
ضحكت بهدوء ثم مطت شفتيها للأمام بطريقة أثارته
أه وترجع تقول داي عيملت زي الستات النكدية وتقول لي بتتصلي بيا وبتقوميني من مع صاحبي وحوار كبير سمعته قبل اكده من من ياجي 20 ممرضة معاي في المستشفى .
وه هو إنت سمعتي حوارات الراجل الصعيدي المصري وحرمه داي كتيير قبل اكده ياسكوني
حركت رأسها للأمام بموافقة بابتسامة بشوش
يوووه كتيير قوووي ياعمران وعندي خزاين كد اكده من حوارات المشاكل الزوجية اللي مهتنتهيش وفيه حاجات كتير بفتكرها وأقعد أضحك عليها قوووي .
ضحك هو الآخر على طريقتها ثم تحدث من بين ضحكاته مرددا بثناء
يسلم لي حبيبي العاقل الرزين الراسي اللي بيتعلم من مشاكل غيره
ثم استرسل حديثه وهو يغمز لها مرة أخرى بسؤال عابث
طب كانوا هيحكوا لك المشاكل والنكد بس مكانوش هيحكو لك حاجة تانية واصل
سألته بنبرة بريئة
حاجة ايه داي اللي هيحكولي عليها مفهماش تقصد ايه
رفع حاجبه الأيسر باستنكار
دي انت طلعتي طوب وطينة خالص ياسكوني يعني مسمعتيش قبل اكده إن الواحدة فيهم اللي سهرانة هتستنى جوزها بتوبقى مستنياه بلهفة ولابسة له حاجة من اللي تجيب من الآخر له وكمان تشغل عمنا الحكمدار عبد الباسط وتروق عليه ليلته وتنسيه الدنيا واللي فيها .
رفعت شفتيها الأعلى باستنكار لم قال ثم هتفت
أاااه قول اكده بقى انك هترسم لحوار كبيير وليلة طويلة وأني مفيقاش للحكمدار ولا لغيره .
اصطنع الحزن على معالم وجهه من اعتراضها ثم أقسم عليها
طب يمين بعظيم ياسكون لاهتقومي دلوك وتنصبي الڼصبة وتبتدي الوصلة أنا صاحب مزاج وعايز أتكيف .
استنكرت كلماته
متابعة القراءة