ميراث الندم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


ولو قليلا بخطۏرة هذا الحديث عليها هي أولا فلم تشعر باندفاع الرد منها
انا مخبرة واد عمي عن كل حاجة عني يا عمر كل حاجة بجي عارفها عني 
اتت كلماتها بنتيجة السحر على قلب الأول لتثلج صدره ان تدعم نفسها بدعمه امام الثاني والذي زادت من اشتعال النيران بقلبه وافعالها تصدمه
يعني عرفتيه وبرضوا متجبل كدة عادي

انت عايز ايه بالظبط يا عمر
صاحت بها وللمرة الثانية تسبق الاخر والذي اوقفها بكف يده عن المتابعة ليردف امرا لها 
اطلعي حالا واسبجيني على عربيتي 
همت لتجادل بالرفض نظرا لقلقها مما قد ينتج فور مغادرتها ولكنه قاطعها بصرامة رغم هدوء نبرته
بجولك حالا 
وتطلع ليه ما تخليها جاعدة حتى عشان تكدبني لو بألف عليها 
تجاهل وظل مشددا عليها بجمرات عينيه المتقدة بحزم نحوها مما أجبرها على تنفيذ امره بالخروج على الفور وللمرة الثانية يتجرع الاخر اثر خذلانها له وكأنه العلقم بحلقه
حتى اذا اختفت من أمامهما توجه عارف اليه بنظره يضع كفيه بجيبي بنطاله فاردا جسده باسترخاء المظفر يخاطبه
طبعا انت غرضك من دا كله اني اتخانج معاك اتحمج لكرامتي
بجى واعرفك مجامك او انت تغلبني بجوة جسمك زي ما انت متصور المهم ان في الحالتين الموضوع يكبر ويبجى ڤضيحة بس انا بجولك بجى لأ لأ يا عمر مش هناولك غرضك ولا هسمح لأي حاجة تعطلني عن جوازي 
توقف برهة يطالع اثر الكلمات على ملامح الاخر والتي ازدادت قتامة وحقد ليضاعف عليه مستطردا
وعن اجابة سؤالك اه يا عمر انا جابل عشان دي بت عمي اللي انا مربيها على يدي يعني عارف جيمتها زين وان كان على شوية العطب اللي عشش في تفكيرها الكام سنة اللي فاتوا انا كفيل اصلحه 
علق عمر على الاخيرة بابتسامة ساخرة
تصلح! انت متأكد منها دي 
اه متأكد يا عمر وخد بالك انا بتكلم ان العطب في التفكير مش القلب وحط تحتيها دي مية خط 
توقف ليخيم الصمت للحظات بينهما ولم يبقى الا حديث الاعين المشټعلة بالتحدي والثقة في مواجهة الكره والبغض قبل ان ينهي عارف بقوله
عن اذنك بجى عايز اللحج كتب كتابي بعد شوية ولفرحي بكرة عجبالك يا عمر 
بصق كلماته وذهب مغادرا من أمامه يتركه متسمرا محله في نيران قهرا يسحقه في يأس فكر يتخبط به الان 
اتى بخطواته السريعة يندفع داخل السيارة التي صفق بابها پعنف جعلها تنتفض بخضة لتحاصرها عينيه المتربصة والمشټعلة للحظات قبل أن ټنفجر به 
تمام هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت اتكلم يا عارف
وطلع اللي في جلبك انا جيت على عربيتك اها زي ما جولت وخليت اختي تروح لوحديها ياللا بجى في انتظار اي قرار منك 
قرار إيه
سألها مستفهما فكان ردها ان ازاحت وجهها عنه بحرج فوصله مقصدها ليزفر پعنف طاردا كتلة من الهواء الكثيف بصدره يطالعها بتريث وهي تجيبه بتوتر
مش مضطرة احلفلك بس دا حجك عليا قسما بالله العظيم انا ما جصدت اجابله ولا كنت اعرف اني هيهل عليا كدة ويفاجئني دا انا تجريبا جطعت مع صاحبتي نفسها اللي هي اخته عشان اجطع أي صلة 
توقفت تلتف بنظرها للأمام مردفة باستياء
اكره ما عليا ان اتحط في موقف دفاع عن نفسي وموضع اتهام في شيء انا بريئة منه وبرضوا انت حر في اي فعل تعمله 
تجصدي ايه يا روح اني افلتك
توجهت له تخاطبه بجرأة ليست بغريبة عنها
انا بجول لو انت عايز او هيدخل في مخك ذرة من شك ناحيتي يبجى تجطع من أولها وتوفر على نفسك أي فكر أو تعب لاني زي ما برفض ان اتحط في موضع اتهام ف انا كمان لا يمكن هسمحلك تشك فيا بعد كدة 
ومين جالك اني شاكك فيكي
للمرة الثانية يسألها بهدوء يثير استفزازها حتى لم تعد بها قدرة على التماسك
لأن الموقف نفسه 
توقفت مجبرة لتزيح بأبهامها دموع عزيزة غلبتها في السقوط أمامه لتشيح بوجهها نحو النافذة تكره ان تظهر له مزيدا من الضعف ولكنه كالعادة وكما أصبحت ترى منه مؤخرا ادهشها بفعله حينما أمتدت يده لها بالمحرمة الورقية تناولته لتجفف بها الاثر المتبقي على خديها وصوته يأتي بجوارها مردفا بلين وتجاهل مقصود
لازم اللحج اروحك عشان اشوف ميعادي مع الشيخ المأذون اخوكي باينه مأكدتش على الميعاد زي ما جولتلوا 
قالها ثم أشعل محرك السيارة ليتحرك بها على الفور مما جعلها تتوقف عن ذرف الدموع تطالعه بعدم فهم حتى لم تقوى على كبت سؤالها له
عارف انت مردتيش على سؤالي 
التف برأسه يجيبها منهيا 
مفيش سؤال يا روح عشان مفيش حاجة من اللي في دماغك عن شك ولا أي كلام فارغ يبجى جفلي على كدة 
اجفل على ايه انا بجولك 
رددت بها بمزيد من التشتت ولكنه قاطعها بحزمه ملوحا بكف يده امامها
جولت جفلي يا روح خلاص 
اردف كلماته ثم التف نحو الطريق يشعل اغنية من مذياع السيارة وكأن شيئا لم يكن ليزيدها ازبهلالا في التطلع له يشيعها كل برهة بنظرة تربكها يتصرف وكأن شيئا لم يكن 
وعلى جانب الطريق الذي مرت من أمامه السيارة كانت مفترشة الأرض بجلستها بجانب المرأة قريبتها تتسامر واضعة طبق التمر بحجرها تتناول منه غير ابهة بنظرات المارة نحوها 
لا تعير اهتمام ولا قيمة لحياء النساء الذي لا تعرفه من الأساس
ولا يكف لسانها عن التفوه بنميمة أو همز او لمز لكل من تعرفه او تأتي سيرته أمامها لذلك لم يكن غريبا ان تعلق فور رؤيتها لهم
يا حلاوة يا ولاد دا على كدة الكلام صح وعارف بيه هيجوز ست الحسن والجمال روح بت عمه 
حاجة غريبة والله نفيسة يعني لف الزمن كد ما لف برضك رجعت من تاني تبجى من نصيبه 
تفوهت يها المرأة قريبتها تشاركها التعجب فما كادت ان تعلق ساخرة كعادتها حتى زاد اتساع ابتسامتها فور ان وقعت ابصارها عليه يحفر الأرض بخطواتها الغاضبة 
تسائلت قريبتها بانتباه وقد استبد الفضول بها
جصدك على مين اللي حب ولا طالش يا جزينة انتي تعرفي حاجة عن عمر يا نفيسة
تداركت تطالعها بهلع وقد تذكرت ټهديد غازي الدهشان بقطع لسانها ان تفوهت ببنت شفاه بأسم شقيقته في أي موضع لتنفي على الفور 
وانا هعرف منين انتي كمان على عمر ولا ترتان دا راجل بجالوا سنين في الغربة اش عرفني بتاريخه!
في المنزل الكبير 
كانت التجهيزات على أشدها في هذا الوقت ذبحت الذبائح وعلقت الزينة والانوار في أعلى المنزل وداخل الحديقة وخارجها حتى نصبت بوابة ضخمة في اول الشارع لتخبر الجميع ان هناك ليلة فرح ضخمة كما هو سائد في القرية ويفعل من له القدرة المالية على ذلك 
فريق الطبخ بداخل الساحة الكبيرة يحتل موقعه على المواقد الضخمة منذ الصباح الباكر بإعداد أشهى المأكولات الشهيرة في هذه المناسبات وفريق التقديم يقوم بالتجهيز منذ الان على الموائد الطويلة لمأدبة العشاء بمشاركة شباب العائلة من اقارب واخوان العروسين وأبناء عمومتهم تحت اشراف كامل من كبير العائلة وشقيق العروس غازي الدهشان والذي لا يكف عن القاء التعليمات والتفوه بالمزاح ايضا بطرافة لا يتخلى عنها ابدا في هذه الاوقات ليصبح قريبا من الجميع يكسب محبة الصغير ومشاركة الكبير بتوقيره 
وفي ناحية النساء الأمر لا يقل اهتماما لاستقبال الأقرباء من بكرة الصباح من افراد العائلة التي اتين متطوعات لمساعدة شقيقات العروس في تجهيزها والإعداد لاستقبال المهنئات ليلا 
وفي جهة أخرى تفاجأت نادية بمن ټقتحم عليها مقر الضيافة
خاصتها بصياحها على الأطفال كالعادة
غورو جاكم بنصايب ولا مرة مهنيني على طلعة باه 
اقتربت تستقبلها لترفع ابنة شقيقها وتقبل الأخرى وهي تخاطبها بعتب
حرام عليكي يا عزيزة الدعا مش خاېفة ربنا يستجيب يا جزينة 
يا خيا من غلبى 
صړخت بها وهي تجلس على احد الارئك لتجلس الرضيعة بجوارها ثم تخلع عنها الطرحة السوداء لتردف بلهاث
شايلة واحدة وبجر في مضاريب الډم دول اللي مطلعين عيني مش يمشوا كدة بأدبهم ويسمعوا الكلام لاه لازم يتعبوا جلبي في الزعيج عليهم يعني مش كفاية طلعان عيني في شغل البيت واخوكي اللي شايل يده حتى عن شيل العيل الصغير ما كل الرجالة بتساعد حريمها حرام هو يعملها معايا ولا مرة واحدة حتى جطيعة 
اعوذ بالله 
تمتمت بها نادية بصوت خفيض تشمئز من سخط زوجة اخيها الدائم فلا تعرف الحمد او غلق فمها ولو مرة واحدة عن الشكوي 
امال فين مرة عمي مجعداش معاكي ليه حتى كانت مسكت واحدة فيهم 
ردت نادية بابتسامة تهادنها حتى تتجنب المزيد من الصياح والتذمر
مرة عمك في البيت الكبير دلوك بتساعد مع الحريم روحي انتي وسيبي البنات انا هسبحهم واجهزهم متشليش همهم خالص يا عزيزة 
سمعت الاخيرة لتردف بالدعوات الممتنة كالعادة
شالله يخليكي يارب والنبي انتي يا نادية ما في زيك ربنا يعوض عليكي ويكرمك هو الواد معتز راح فين مش شايفاه يعني 
معتز مع جدته بيلعب في البيت الكبير مع العيال 
اجابتها لتردف الأخرى بعدها العديد من الأسئلة الفضولية بتطفل ليس بغريب عنها حتى اذا انتهت اخيرا لتنهض كي تغادر وتلحق بالنساء في البيت الكبير تنفست نادية بارتياح تخاطب الطفلتين بمرح عاقدة العزم على ممارسة هوايتها المفضلة
ليكم عليا بعد ما اسبحكم لاعملكم احلى تسريحة هخلي كل البنات في الفرح يتجنوا عليكم 
وفي منزل سعيد 
وبعد ان ارتدى جلبابه الفخم تعلوه العبائة السوداء ليتبختر في خطواته بزهو يغمره في كل
مناسبة تخص العائلة او غيرها 
برضك هتعجل وتروح بدري يا بوي
هتفت توقفه بكماتها ليستدير اليها يستنكر بضجر
امال عابزاني اجعد زي الولايا في البيت والمندرة مرشجة بكبارات العيلة اللي واجفة من الصبح مع يامن وعياله 
يامن وعياله برضوا 
تفوهت بها ساخرة لتردف پحقد
انت ناسي ان يامن ده عاملك معاملة الغريب ومخدتش شورتك في الموضوع ده من اوله متعملش ليه انت زيه وتروح برضوا زي الغريب على الميعاد في العشية حتى عشان يحسوا على دمهم ويعملوا حسابك بعد كدة 
كلماتها السامة دائما ما تلقى صداها على اسماع والدها والذي بهت امامها بتفكير وتردد استغلته هي لتكمل
يعني مش كفاية مرتك وولدك اللي راحوا من الصبحية هما كمان ومجدروش ولا استنوا يعملولك خاطر ولدك يخدم مع الشباب والمحروسة امي سحبت البنتة التلاتة جال ايه جال عشان ابوهم ما يزعلش لو شاف العيال بتلعب جدامه وبناته مش وسطيهم اهي السهوكة والجلب الحنين ده هو اللي مطمع الناس فينا انا اتعركت معاها بس هي برضوا جدرت عليا
وخدتهم يرضيك يا بوي
شرد سعيد في مغزى كلماتها بتفكير جدي في تنفيذ ما تردف مما جعل انتشاءا يتراقص داخلها تظن انها استطاعت التأثير عليه وبعد ان كاد على وشك التراجع بالفعل تذكر هيبته وهوايته في فرض التعليمات في هذه التجمعات الكبيرة والتي سوف تذهب سدى ان سار خلفها وخلف مشورتها الحمقاء ان انزوى كالغرباء 
لينفض رأسه سريعا يرمقها بغيظ متمتما قبل ان
 

تم نسخ الرابط