ميراث الندم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز


العموم زين يا فايز انك افتكرت الموضوع ده مع انه جه متأخر متأخر جوي بعد الواد ما ماټ بس كتر خيرك يا سيدي 
لسانها السليط يلسعه كسياط حامية ولكن لا بأس هو لن يكف عن المحاولة تحرك بقدميه كي يلحق بها قبل ان تصل لسيارة الأجرة التي تنتظرها خارج البوابة الخارجية للمډفن حتى اوقفها بقوله
المهم اني بحاول يا سليمة والأيام اللي جاية ما بينا كتير عشان تعرفي بس ان ربني هداني 

قالها وتحرك للناحية الأخرى حيث اتجاه منزله القريب لتعقب هي ناظرة في أثره پغضب مكبوت
وانا مستنية اشوف اخرك يا فايز ومتشوجة للي جاي جوي!
وفي مكان آخر 
حيث كان ينتظرها في نفس المكان القديم خلف شجرة التين الملتصقة بعدد من النخلات الاتي كبرت مع مرور الزمن وفي غيابه حتى نبتت خلفاتهم 
بقلب شعر به على وشك التوقف لا بل هو توقف بالفعل فور رؤيتها بهذه الطلة الملوكية وجهها كالبدر زاده الوقت بهاءا وابتسامة طاف العديد من البلاد ورأي أعداد لا حصر لها من البشر ومع ذلك لم يجد ما يماثل روعتها 
كالمغيب بسحرها مشدوها بازبهلال ظل متوقفا في انتظارها حتى اقتربت منه هي تخاطبه
عمر يا عمر مالك متنح كدة ليه خزوج ليكون معرفتنيش!
افتر فاهه اخيرا بابتسامة تطمئنها قبل ان يزفر دفعة من الهواء الذي انحبس بصدره فور رؤيتها حتى يستطيع ان يخرج صوته
ولما انا معرفكيش انتي امال هعرف مين بجى روح 
يا جلب روح 
قالتها تذكره بنعومتها القديمة ليزأر رافعا كفيه في الهواء أمامها يلوح بهما بضغط شديد مرددا بقلة حيلة
أعمل إيه دلوك جوليلي انا مش جادر 
جليا على ملامحها لتغزو السخونة وجنتيها فردت عليه بدلال الأنثى
وه يا عمر وانا في ايدي ايه يعني ما انا زي زيك 
ولا انت شايفني حجر وما بحسش بس بالاصول بجى يعني دي محدش يجدر يتعداها 
اغمض عينيه متأوها باستمتاع لسماع صوتها يقبض على كفيه ويردف برغبة محمومة
كملي يا روح وسمعيني حسك كملي وجولي أي حاجة تاجي في بالك 
تلقت دعوته بترحاب لتردف بما يجول بقلبها
وحشتني يا عمر بعدد السنين اللي مرت عليا وانا بستناك وحشتني بعدد الايام اللي عديتها في انتظارك وحشتني يا عمر ورجعتك ردت لي روحي اللي كانت غايبه عني 
اااااه 
تأوه رافعا رأسه للسماء ليباغتها هذه المرة ويتناول كفيها يرفعهما بين كفيه يستنشق رائحتها بهما يستعيد روحه يستعيد انسانيته التي كاد أن يفتقدها في عالم غريب عنه كان به وحيدا يصارع الحياة يصارع اياما من العڈاب بدون سند او أحد يدعمه يصارع الظلم!
انتي پتبكي يا عمر
تفوهت بها بقلب مړتعب وقد احرقتها الدمعة الساخنة التي سقطت على جلدها 
تجاهل لينزل بكفيها ولكنها ظلت حبيسة بين كفيه ليردف بحنين يكبته بصعوبة
انا اللي اتوحشتك جوي يا روح ومش هجدر استنى أكتر من كدة الليلة ان شاء الله هبعت مرسال يبلغ
اخوكي ان عايز اجابله وبمجرد بس ما يحدد الميعاد هكون عندكم يعني الباجي بجى عليكي وانا مستعد لكل طلباته بس هو يوافج 
تبسمت بلهفة وطبول الفرح ټضرب داخل صدرها قلبها لم يعد مكانه تشعر به يتقافز بين أضلعها وكأنه طفل صغير وجد ضالته اخيرا حتى يلعب ويلهو ويمرح و 
توقفت فجأة باستدراك وابتسامة خبئت فجأة لتردف بتذكر
بس دا غازي جال انه مسافر النهاردة 
مسافر فين
ابتلعت تجيبه بتوتر انتقل اليها نتيجة لسؤاله
ااا على مصر في القاهرة يعني أصله راح يطل ع الشركة بتاعة العيلة اللي بتورد الفواكه وال 
قطعت مجفلة وقد افلت يديها ليهتف بها فجأة قائلا بانفعال
ولما انتي عارفة انه مسافر مبلغتنيش ليه من امبارح يا روح احنا ناجصين تضيع وجت 
ارتدت رأسها للخلف پخوف غريزي هذا الملامح الجديدة عليها مختلفة تماما عن الصورة القديمة التي تحفظها عنه او ربما هي لم تعتد منه قبل ذلك أن ينفعل بوجهها 
تمالكت تذكر نفسها انها تتحدث مع حبيبها عمر عشق الطفولة والشباب وكل ايامها ولكن ملامحه المنكمشة جعلتها تبرر بتردد
ما انا مكنتش اعرف يا عمر سمعته بالصدفة النهاردة وانا بتغدى مع جدتي 
يعني سافر ولا لسة
اجفلها بصيحته المتسائلة حتى اجابته سريعا باضطراب
ممعرفش هو كان جايل ان ماشي النهاردة في العصاري 
خلاص يبجى تمشي وتحصليه 
امشي كدة على طول يا عمر
لم يكن سؤالا بل جاء منها كعتاب ليستعيد هدوئه قليلا قبل ان يخبرها برغبته
لا يا روح استني معايا شوية ويارب اخوكي ما يعملها غير لما توصلي عنده وتبلغيه بزيارة أي حد من طرفي ان شالله حتى جميلة او امي المهم انه ياخد فكرة 
ربنا يجرب البعيد 
قالتها ليبدا بينهما حديث سريع
يخبرها فيه عن لوعته وتخبره هي عن شوقها الذي لم يتوقف ابدا في غيابه عنها 
وفي ناحية اخري كانت تقف هذه الفتاة خلف احدي الشجيرات الكثيفة تتابع اللقاء من اوله وتجيب الان عن الاتصال
الو يا ست فتنة انا طلعت وراها زي ما جولتي وخدت شوية صور من اللي جلبك يحبها ابعتهم طب ما بدل ما ابعتهم اجيلك انا بنفسي بالتلفون وتشوفيهم مني ايوة طبعا عشان الفلوس ما يمكن بعد ما ابعتهم ما تسأليش ولا تديني بجية الاتفاج بس من غير شتيمة يا ست الناس انا هجيلك بعد الشوية باللي انتي عايزاه وانتي تبجي جاهزة بالمعلوم سلام يا مرة الكبير يا غالية 
يتبع
الفصل الثامن عشر
بابتسامة منتشية تقلب في شاشة الهاتف وتتمعن النظر بكل صورة على حدا وابتسامة ثغرها تزداد اتساعا بل واحيانا بالضحكات البلهاء غير مبالية بهذه المرأة التي تقف قبالها يغمرها الزهو بمتابعة ردود ألأفعال المرتسمة على ملامحها ودافع الطمع داخلها يزداد 
هاا يا ست الناس عجبتك الصوره صح عشان تعرفي بس شطارة نفيسة وانك لما اعتمدتي عليها كان أفضل اختيار منك 
رفعت فتنة رأسها إليها بملامح تبدلت للإمتعاض وقد فهمت مقصدها لتعقب لها بتقليل
ليه يا ختي كنتي اتولدتي مصورة فتوسيشن من بتوع الايام دي بطلي هويل يا نفيسة عشان مجلبش عليكي من أولها دي حاجة اجل من العادية يا حبيبتي اي عيل صغير هيلجط احسن منها كمان فبلاش منها النفخة الكدابة دي 
لا والله يا ست ما هي نفخة كدابة طب بذمتك يا انتي أنه عيل ده اللي هتجدري تكلفيه بمهمة زي دي دي حاجة واعرة جوي وتطير فيه رجاب 
تلفظت قولها بخبث استدركته الأخرى لتحدجها بنظرة ڼارية خطړة قادرة على احراقها حية لتجعلها تنكمش على نفسها بړعب جلي تلجم فاهاها عن التفوه ببنت شفاه حتى خرج صوتها بټهديد وشړ
امسكي لسانك الحلو ده يا نفيسة بلاش تخليه فالت زي سيرتك كمان لاحسن يجيبلك الاذية وانتي مش ناجصة لط 
ابتعلت ريقها المذكورة تظهر طاعة ظاهرة لتجنب نفسها شړ هذه المچنونة والتي تابعت بلهجة اخف بعد ذلك
انا مش عايزة اخوفك مني انا بس عايزة انبهك عشان تاخدي بالك انما انتي حبيبتي الغالية دا كفاية الحاجات الحلوة اللي جبتهالي دي تستاهلي عليها مكافأة صح 
ارتخت معالم الأخيرة وسأل لعابها مع ذكر المكافأة لتردف بتملق
صح يا ست الهوانم انا عارفاكي طيبة وكريمة مع أي حد يخدمك
خصوصا بجى لما يبجى الحد ده جايبلك الحاجة اللي بتتمنيها من زمان ولا ايه
استجابت لها بنصف ابتسامة لتعود للنظر في الشاشة وقد اشتدت تعابيرها تردد پحقد
الا من زمان دا من زمان جوي كمان المحروسة اللي عاملة نفسها الملكة المتوجة علينا في البيت تأمر وتنهي والكل يطيع واكنها منزهة عن الغلط واخدة حظها وحظ غيرها واكن الأرض مجابتش الا هي كبرت وهتعدي التلاتين وبرضك احسن فرص بتجيلها واد عمها اللي تتمناه أي بت في البلد جاعد مربوط في انتظار اشارة منها حتى بعد ما فسخت خطوبتها منه ورفضته بدل المرة الف برضوا جاعد مستني اخوها اللي اسمه جوزي مكبرها عليا ولا اكنها اميرة في برج عالي تعمل اللي هي عايزاه وترفض على كيفها وبرضوا صابر عليها وجال ايه واثق في رأيها عشان هي العاجلة المثقفة اللي مفيش منها وانا الجاهلة ام دبلوم ام عجل ناجص طب اهي بانت على حجيجتها اهي بجى في واحدة مأدبة تعمل كدة
لأ طبعا يا ست الناس هي اكيد اللي ضميرها عفش وياكي وعشان كدة ربنا ظهرلك حجيجتها بس انتي هتعملي ايه دلوك
عقبت بها نفيسة بخبث وقد اشټعل خيالها المړيض بمادة خصبة تبني عليها طموحها في كسب المزيد من الأخرى والتي طالعتها بحيرة
مش عارفة بس انا ھموت واكشفها أديكي شوفتي بنفسك كد ايه هي لئيمة ومحدش بيعرف يمسك ذلة عليها انا بجى عايز الكل يعرف حجيجتها اعملها ازاي دي
اشرق وجه نفيسة والتمعت عينيها بشغف لتخبرها بالحل الألمعي
دي حاجة ساهلة خالص عند محسوبتك انتي بس اديني الاشارة وانا اخلي البلد كلها 
لأ بلد مين انتي كمان
قاطعتها لتتوقف فجأة بتفكير
بصي عشان عايزاكي تفهميني زين انا غرضي اكشفها جدام العيلة يعني يعرف جوزي عمي يامن وولده عارف ابويا واخويا مش الأمر يتعدى الحدود أكتر من كدة ما هو يعني مين في البلد دي تاني هيهمني يعرف ولا اعمله جيمة اصلا 
عضت نفيسة على باطن خدها من الداخل تخفي حنقها الشديد من هذه المچنونة المتغطرسة تذكر نفسها بالمال الذي تعشم نفسها بالحصول عليه منها وهي على استعداد لفعل أي شيء من أجله
واللي يحججلك كل اللي جولتي عليه ده بالظبوط تديلوا كام
تحفزت تجيبها بحماس أسعدها
اديلوا اللي هو عايزه 
تبسمت نفيسة باتساع وقد حصلت على مبتغاها
حلو جوي يبجى احنا كدة اتفجنا 
في السيارة التي كان يقودها رجله الامين بسيوني وقد
احتل هو مقعده في الخلف بعد عودته من زيارة هامة لأحد نواب مجلس الشعب في البلدة المجاورة للتفاوض معه على إحدى الأمور الهامة بمصالح العائلة هناك قبل سفره وقد تمكن من الانجاز معه في وقت قياسي بفضل الخبرة التي اكتسبها من جده في مرافقة الكبار فلابد من الاحترام المتبادل وألا يستهين بأحد مهما كان وضعه 
رجل العائلة هذا اللقب الذي حصل عليه من الجد الأكبر حينما قرر ان يخلفه في تحمل المسؤلية من بعده متحديا الجميع وقد نجح هو في اثبات جدارته ليخمد للأبد كل الاصوات التي كانت معارضة له في البداية 
أما عنه! ف أين هو أين نصيبه من الحياة فما فائدة الهيبة مع التعاسة وما فائدة الترف المادي مع فقر الحظ ليته ما قبل بقرار الجد ليته ما وقع عليه الاختيار من الأساس ليته اكتسب نفسه وسعادته حتى لو كان فاشلا امام
الجميع 
قطع حبل افكاره فجأة منتبها على خروج إحدى النساء من الباب الخلفي للمنزل الكبير لفت انظاره سرعتها في العدو واضطراب خطواتها حتى شك في شخصيتها
بسيوني مش هي دي البت نفيسة برضوا ولا انا خربطت
بنظرة واحدة منه عرفها الأخير ليجيبه بتأكيد
لا طبعا يا كبير مخربطش هي
 

تم نسخ الرابط