ميراث الندم بقلم أمل نصر
المحتويات
تجعد جصادي تتأمل فيا يكونش عجبك حتة الدجن اللي مربيها اليومين دول
لا يا عارف انا لا عاجبني الدجن ولا عاجبني انت نفسك
وه ليه الصدمة دي بس يا عم الشيخ كدة في وشي طب حتى جاملني بالكدب
لم يستجب يامن للإبتسام او الرد على مزاحه بل قام بمبادرته الحديث مباشرة
عاااارف ما تضغطتش على نفسك يا ولدي بهزار مالوش عازة الصورة اللي جات على تليفوني جاتلي انا كمان
تجصد ايه يا بوي اي صورة دي اللي جاتلك
على تليفونك
زفر يامن يجيبه بحنق
الصورة اللي جومتك منبوط امبارح من جمب واد عمك ناجي واللي جاتله هو من بعدك وفهم لوحده
ناجي كمان
نهض واقفا بملامح مكفهرة غاضبة وقد فلت زمام تماسكه
أكيد الحاجات دي مركبة انا متأكد ان دي حركة واطيه من عيل ابن كلب نصاب من بتوع الايام دي لكن وحياة غلاوتك يا بوي انا بسعى من امبارح مع واحد خبير وأكيد هنعرف بهوية صاحب النمرة اللي بعتتلي وبعتتلكم انا هجول لغازي يعلم العيال دي الأدب
هتف يامن مقاطعا له حتى طالعه الاخر باستفهام جعله يكرر له بتأكيد
عمك سعيد اتصل بيه النهاردة من الفجرية وبلغه وهو زمانه دلوك على وصول دا
ان ماكنش لسة وصل اصلا
سقط بثقله على مقعده پصدمة متمتما
غازي عرف! ومن عمي سعيد كمان دا اكيد كبر الموضوع وادالوا أكبر من حجمه
رد يامن بقلة حيلة
انا عن نفسي مكنتش عايز اجوله وكان في غرضي مدام الأمر ما تعداش غير نمر معدودة مننا
هو فعلا ما ببصدج ربنا يستر
غمغم بها يزفر انفاسه المضطربة بقلق بالغ امام انظار والده المتابع لحاله بإشفاق يعلم أن كل ما يشغله الان هو الخۏف عليها
غازي بيه
تمتمت بالأسم متفاجأة بحضوره امامها مباشرة بعد فتحها لباب الاستراحة كي ترى من الطارق تعلم انه سافر الامس وسوف يغيب عددا من الايام كما علمت من روح
معلش يا نادية ممكن تدخلي تندهيلي روح
ابتلعت تتراجع بارتباك تجيبه بتلعثم
ااا ماشي بس ادخل طيب جابلها جوا دا بيتك ومطرحك
لا كتر خيرك انا جاي من السفر تعبان ياريت تبلغيها تحصلني ع البيت
قالها والتف مغادرا دون ان يعطيها اي فرصة للنقاش تراجعت تغلق الباب لتعود الى الداخل فتفاجأت بها تقف في وسط الصالة بوجه شاحب وكأنها ترتجف وقد تأكد لها انها علمت بعودته الان
وقفت امامه تردف بها بلهجة تبدو عادية وبعيدة تماما عما يكتنفها من الداخل من خوف وقلق تعاظم مع رؤيتها لهذه الهيئة الغريبة عنها وهذه النظرة الغامصة التي يرمقها بها فقد كان جالسا في غرفة المكتب والتي لا يدخلها الا في النادر اثناء انشغاله بعمل ضروري او كما يحدث الان حينما يريد الاختلاء بأحد ما بعيد عن الجميع
نطق بها بزفرة خشنة ليتكتف بذراعيه وكأنه يلجم نفسه عن الانفعال
جسرت نفسها لتجلس على الكرسي المقابل له تبادره الحديث حتى تقصر عليه المسافة وقد اتخذت قرارها في المواجهة
جعدت انا اهو جدامك يا غازي جول اللي انت عايز تجولوا جول ع اللي خلاك تنزل مخصوص من مصر
برقت عينيه فجأة بوميض خطړ يحدجها به رغم صمته المهيب قبل أن يقطعه بقوله
يعني الصور حجيجية يا روح
سؤاله المباشر رغم هدوئه ولكنه كان حادا بقوته حتى أنها لم تقوى على مواجهة عيناه في الرد شاعرة بالخزي منه
أيوة يا غازي بس يعلم الله ان دي كانت اول مرة ېلمس فيها ايدي وبصراحة دا كان رد عفوي مني ومنه بعد انتظار سنين دوجت فيها مر الصبر في بعده وهو شاف الويل في غربة جطعت من عمره لاجل ما يحوش اللي يجدر يتقدملي بيه
رفعت عينيها اليه برجاء مستطردة
انا بعترفلك وبقولك على كل اللي حصل انا جلبي مال لعمر من زمان ودا اللي كان مانعني ما اوافج بأي حد حتى لما وافجت بعارف ولد عمي رغم ان فيه كل الصفات اللي تتمناها اي بنت بس سلطان العشج كان اجوي مجدرتش اكمل وانا فكري وعجلي وجلبي مع حد تاني
توقفت تطالع تأثير كلماتها عليه وقد تجمد امامها كالتمثال لا يدري ماذا يفعل معها هل يستجيب لنداء يده التي تتحرق الان لتمتد نحوها وتلطم وجهها بالصڤعات المتعددة كرد فعل طبيعي لرجل شرقي يختفظ بأعراف القبيلة التي ما زالت متمسكة بالعادات المتوارثة جيل بعد جيل اما يرق قلبه لاعترافها الصريح بعشق تلظى هو بنيرانه وعلم بقسوته ولكنها استغفلته!
بتضحكي عليا وتجولي اخته شافتني وانتي جاية من مجابلته يا روح
صعقټ بتعقيبه تحاول بصعوبة ابتلاع ريقها الذي جف أمام اشتعال عينيه بشراشة تعلمها جيدا وهو يتابع
العباية والطرحة اللي في الصورة هما نفسيهم اللي كنتي لابساهم ساعة ما وجفتيني جبل ما اسافر عشان تطلبي مني ميعاد لاجل ما اجابله
ارتد جذعها للخلف هذه المرة يعلو تعابيرها هلع واضح
رغم كل محاولاتها في اظهار الثبات ولكن سطوة شقيقها من هذا الذي يمكنه مواجهتها ومع ذلك هي لن تحيد عن الصدق معه
أومأت تجيبه بهز رأسها إلى هنا وقد فلت الزمام لم يدري بنفسه
الا
وكفه الكبرى تقبض على مرفقها پعنف بهدر پغضب مكبوت
بتستغلي ثقتي فيكي يا روح وتستغفليني اخوكي غازي كبير ناسه والبلد كلها تستغفليه جالك جلب تضحكي على اخوكي اللي مكبرك على راس الكل يا روح
ڠصب عني يا غازي كان بإيدي ايه بس
صړخت بها بوجهه لتتابع باڼهيار
اللي بين وبين عمر حب عفيف بس محدش بيعترف بيه هنا لو كنت صارحتك باللي في جلبي لا يمكن كنت هترضى تتبعني في الصبر على رجوعه مفيش بنت هتجدر تبلغ اخوها بميعاد مجابلتها مع اللي بتحبه
بس يا روح متخلتيش امد يدي عليكي
قطعت متفاجئة بكفه التي ارتفعت امامها بټهديد صريح جعلها تطالعه پصدمه مرددة
عايز تضربني يا غازي دا انا روح حبيبتك انا شجيجة روحك يا غازي
كنتي
هدر يدفعها عنه لينهض مغمغما پاختناق
بتتكلمي بوش مكشوف انا مهمها كنت بحبك لكن برضوا راجل ودمي حامي كلامك تجيل على واحد زيي بلاها من الجرأة في الوجت ده انا على اخري ما تجدري بجى
اطرقت رأسها بحرح وقد أصاب شقيقها الحقيقية يجدر بها الا تتمادى في استغلال كرمه وقد التمسته بطبيعتها منه حنى دون أن يخبرها صراحة حتى وهو يدعي غير ذلك
إنت جيت يا غازي
صدر الصوت الغليظ من خارج الغرفة قبل ان يدفع بابها يدلف صائحا بالاثنان
وكمان مجتمع بيها في أوضة المكتب ولا اكنها عملت نصيبة ولا لسة يدك ما طاوعتكش انا عمها وكفيل اني اربيها من اول وجديد لسة يا بت جاعدة مكانك وماجومتيش
بصيحته الاخيرة كاد ان يهجم عليها لولا تصدر شقيقها يمنع عنه تقدمه بفظاظه غير مباليا
اجف مكانك يا عمي لو انا يدي تجلت عن ضړب اختي فهي متشلتش عن الدفاع عنها
وكأن الجنون أصابه وصار الشرر يتطابر من عينيه معنفا ابن شقيقه بكلام قاسې جزاء رد فعله المتريث مع شقيقته
وكمان ليك عين تجل أدبك وتدافع عنها جليلة الحيا اللي بتجابل الرجالة برا البيت والناس تصوروها ع التلفونات
صاح بدوره غازي يزجره پغضب
امسك خشمك يا عمي وراعي اني مطول بالي عليك مش بت كامل الدهشان اللي يتجال عليها كدة لو حد غيرك كنت دفنته مطراحه
ټدفن عمك طب كنت استرجل وربي اختك
عميييي
زمجر بها كأسد جريح في كرامته يكبح بصعوبة نفسه عن الفتك بهذا الرجل سليط اللسان ويدعي عمه
دلفت فتنة على اصوات الشجار لتقف حاجزا بين ابيها وزوجها كحمامة سلام تحاول فض الشجار بينهما
صلوا على النبي يا جماعة ايه اللي حصل بس دا باين شيطان دخل ما بينكم ابعد عن جوزي يا بوي دا جاي من السفر تعبان اساسا وانتي يا غازي اخزي الشيطان انت عارف عمك عصبي بيطلع يطلع وينزل على مفيش
تراجع غازي پغضب عاصف يبتعد بخطره عن محيط هذا الرجل والذي لم يكف عن الغمغمة بالكلمات الحانقة والغير مفهومة مع ابنته التي كانت تحاول امتصاص غضبه بهدوء استعجب له زوجها والذي استدار عنها ليلتف نحو شقيقته التي التصق ظهرها بالحائط بزعر ذكره وقت ۏفاة والدهما حينما أصبحله الان ان يسكت هذه الأصوات القبيحة والتي وجدت فرصتها اليوم بما حدث
قطع الشرود منتبها على نداء ابنته الكبرى والتي كانت تهتف به
ابوي ابوي جدي يامن وولده عارف جم برا وبيسألوا عليك وجدتي فاطتة كمان جالتلي اندهلك يا جد سعيد
يتبع
الفصل العشرون
في الجلسة التي جمعتهم حول الجدة الكبيرة ولديها بجوارها تتحدث معهما بسجيتها غير عالمة بما يحدث حولها والاثنان يتجاوبان معها في حديث يبدوا عادي حتى لا ينتابها الشك في شيء نظرا لزيارتهما المفاجأة لمنزل العائلة اليوم
اتخذ غازي جلسته في الطرف بعيدا لينفرد بالحديث الخاڤت مع صديقه
شوفت عمك يا عارف كانه الموضوع جاله على هواه وما صدج يلاجي جنازة عشان يشبع فيها لطم
رد يجيبه برزانة كعادته رغم ثقل ما يحمله بداخله من مشاعر قاټلة وأبصاره موجهه نحوها تلك التي جلست بزاوية وحدها بوجه منطفئ ذهب عنه الاشراق المعتاد لا تقوى على رفع نظرها نحو أحد منهم ولكنها مرغمة على مشاركتهم الجلسة حتى لا تثير بقلب جدتها الشك
عمك من يومه هوال يا غازي وانت عارفه بس اطمن مش هينطج بحرف عشان ابويا مشدد عليه جدتي مش حمل أي زعل
تحمحم غازي شاعرا بالغصة التي جرحت حلقه باستدراك جلي لتلميح ابن عمه رغم علمه بحسن نيته حتى عقب له ينكر بكذب مكشوف
تركيب وغش يا عارف انا بس اعرف اللي عملها وربنا لاكون معرفه مجامه زين
بس انا عرفت اللي عملها
انتفض غازي يردد سائلا له بتحفز
مين يا عارف ابن الكلب ده وجولي إنت عرفته ازاي
خرج صوته عاليا بانفعال لم يقوى على كبته حتى لفت انظار الرجلين ووالدتهما اليه حتى مال نحوه عارف هامسا بخفوت وحذر
وطي صوتك يا عم الحج بنجولك المرة تعبانة ولو على اجابة السؤال انا عرفت باسلوبي اسم صاحب الرقم
التف اليه بأعين ڼارية
يسأله باستهجان
وجاعد جمبي ساكت يا عارف!
زم شفتيه الأخير نحوه باستياء ثم رفع شاشة الهاتف امام عينيه
يرد
يا عم افهم انا عارف جبل ما اجي هنا على طول وبرضك صراحة مش عارفة اتصرف ازاي مع صاحبة الرقم اصله كمان مش بأسمها دا بإسم جوزها المېت
ضيق غازي عينيه ليغمغم بقراءة الأسم المدون على الشاشة بتفكير عميق
عبادي السناري وه
ارتفعت رأسه متسائلا باستدراك فوري
دا المرحوم عبادي جوز البت نفيسة
متابعة القراءة