مذاق العشق لسلمى المصري
المحتويات
رقم يوسف قائلة فى
نفسها
افتكر كدة كفاية اوى عليه زمانه ماټ من القلق
اتاها رده ربما من قبل ان يرن الهاتف كانت نبراته هادئة تماما بل فاجئها
وحشني صوتك
ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت اليه فى حيرة قبل ان تعود لتلصقه على صدغها من جديد وهى تفكر منذ متى واصبح بهذا البرود
طفله من المفترض ضائع وهو يتغزل بها نست كل ما كانت تخطط له لتسأله فى ضيق
اتاها رده بعد لحظات
فى البيت هيكون فين
هو لايعرف اذن تبا له ولاهماله
صاحت به فى ڠضب لم تستطع اخفائه
فى البيت فى البيت ازاى يعنى انت روحته بنفسك كلموك فى البيت قالولك ان ابنك موجود وروح من النادى
سمعت انفاسه تتسارع ليهتف بعدها فى ارتباك واضح انت تقصدى ايه ابنى جراله ايه يا ايلينا انطقى
كم تمنت ان تتلاعب باعصابه قليلا و قلبها الابله رفض ذلك وبشدة لتجيبه فى هدوء
تعالى نادى ابنك معايا
وفى دقائق كان هناك
بحث بعينيه عنها وقبل ان يخرج هاتفه ليعرف مكانها بالضبط وجدها وقد جلس ادم فى حجرها بينما ټدفن رأسها فى صدره تدغدغه والطفل تعلو ضحكاته حتى بلل حجابها بلعابه
حرمها من هذا الحق حين فقدت جنينها بسبب صډمتها فيه
نعم فقد علم الحقيقة بأكملها من زين
ظل لدقائق يمتع عينيه بمراقبتهما حتى لمحها تنظر الى ساعتها وتخرج هاتفها فتوقع انها ستهاتفه
تنهد فى عمق وذهب اليهما
لم يقفز ادم من حجرها ليستقبله كما تعود ان يفعل كلما رآه بل نظر الى ايلينا فى تردد لتنزله هى قائلة فى حب بينما تربت على شعره
هبط الصغير فى بطء وتردد ليقترب من يوسف الذى حمله وقبله فى سعادة قبل ان ينظر الى ايلينا يسألها في
عبث واضح
ابنى ايه اللى جابه معاكى يا ايلينا
فركت يدها و تمنت ان تخبره بما خططت له لټحرق اعصابه ولكنها تراجعت وهى تتأفف
ابنك معاك يا يوسف وخلصنا خلاص وياريت تاخد بالك منه
كويس انك انتى اللى بدأتى الخطوة دى واتعرفتى على ادم عشان لما نرجع لبعض الولد يكون
قاطعته وهى تلتفت له فى حدة
بطل غرور يا يوسف كل الموضوع انى كنت عاوزة اردلك اللى عملته قبل كدة بس انا للاسف فاشلة ومقدرتش لازم تعرف انى لاعمرى هسامحك ولا
همسة ضعيفة من ادم الصغير قطعت هتافها فنظرت اليه فى دهشة اختلطت ببعض من الحنان والعطف ليواصل بلهجته الطفولية
ليه مش كنتى انتى ماما انتى اكلتينى ولعبتى معايا انا بحبك
ازدردت ريقها محاولة اخفاء الحرارة التى سرت فى جسدها من جراء كلمات هذا الصغير فقد ترجم بالفعل ما تمنته بدورها حتى وان نفته بداخلها مئات المرات اما يوسف فكاد ان يوسع ابنه تقبيلا على تسهيله لمهمته دون وعى فهز كتفيه وهو يبتسم لها
طالع لابوه هوا كمان بيحبك
اتسعت حدقتاها بشدة وزمرت شفتيها بينما هو يراقبها بتلذذ مانعا نفسه بصعوبة من الاقتراب ليضمها فكم اشتاقها فالتى تقف امامه هى ايلينا حبيته المشاكسة الخجول العنيدة الحنون كل شىء ونقيضه
هى معشوقته القديمة دون اى زيادة او نقصان وقوفها امامه اكثر من ذلك يعد امرا فى غاية الخطۏرة فسيطرته على نفسه بدأت تتلاشى
رفعت ايلينا نظرها اليه اخيرا وقالت فى صوت متلعثم انت هتفضل وقح
ولم تزد حرفا
اخذت بيد مازن وجرته خلفها فارة من يوسف البدرى وسحره وتأثيره بينما هو تنهد فى قوة وهو يقبل رأس ولده الذى واصل حديثه الساذج
ينفع بابا تبقى هيا ماما
ابتسم يوسف
لقد وقع الصغير بدوره تحت تأثيرها كما وقع ابوه من قبل
مسح على رأسه مجيبا فى حنان
ان شاء الله لازم يا ادم لازم كدة كفاية اوى
نعم فجينا لم تعد تصلح اما من الاساس
هاتفها فى الطريق ليسألها عن طفلها
اخبرته انه فى غرفته وحين طلب منها ان تتأكد من هذا الامر عادت اليه تخبره بكل برود وكأنهما يتحدثان عن حلقة فى برامج المواهب ان المربية اخبرتها فى الصباح ان السائق الذى سيحضر ادم مريض وان عليها ان تذهب بنفسها لاحضاره ولكنها نست الأمر تماما
اعتذرت بسخافه عن هذا ليتوعدها يوسف ويلعن نفسه على خطأة الفادح الذى جعل جينا هذه اما لطفله
فى ليلة ساحرة اقيم حفل زفاف ملك وخالد اهتمت ايلينا بالاشراف بنفسها على كل تفاصيله
دعت اليه كبار رجال الاعمال واعلنت عنه فى الصحف والمجلات كما هو المتبع
كم تمقت تلك المجاملات السخيفة واجواء الاحتفالات الصاخبة ولكنها مضطرة الى تحملها لاكمال هذه المظاهر
محاولات بائسة تحاول بها ان تتأقلم على جو رجال وسيدات الاعمال التى اصبحت منهم
تابعت بابتسامة هادئة رقصة البداية بين خالد وملك لاحظت همساته فى أذنيها وخجلها وهي ټدفن رأسها في كتفه
التقطت محاولاته لضمھا اكثر من مرة وقبلاته المسروقة الخاطفة ورغما عنها تذكرت ليلتها مع يوسف حين غنى لها اجمل نساء الدنيا
تزاحمت حولها الذكريات حتى تلاصقت ببعضها فكونت سياجا منيعا منعها حتى عن التنفس
حنين جارف لايمكنها مقاومته وهى تتذكر كل لحظة عاشتها معه
كل لحظة قضتها بين ذراعيه
كل لمسة منه لشعرها المجعد
تجزم بأنه كان اكثر رجال هذه الارض حنانا ولكن تنهدت بعمق وهى تحاول ان تتخلص من هذه الذكريات التى ستأخذها الى الچحيم
چحيم أشعله قربه
انسحبت فى هدوء الى حديقة القصر لتتنفس بعيدا عن هذا الصخب
جلست على الارجوحة الواسعة امام المسبح
شعرت بخطوات خلفها ضيقت عينيها فى تفكير اهى خطواته
اما لازالت الذكريات تتلاعب بها
هى تميز خطواته عن اى خطوات اخرى وكأنها بصمة خاصة به
أخذت نفسا عميقا وماذا عن رائحة عطره ايضا
لا يوجد رجل يستخدم هذا العطر سواه فهو يختلط برائحته الخاصة وكأنه قد خلق له
لن تلتفت ابدا
اقتربت خطواته اكثر واكثر حتى اصبح حقيقة واضحة يجلس الى جوارها على ارجوحتها وينظر امامه قائلا فى هدوء مستفز
بقا يبقا عندكو فرح ومتعزمنيش
التفتت اليه وعادت تنظر امامها
وانت ايه اللى جابك
ضحك قائلا
هوا ده الاتيكيت برضه ده انتى المفروض دلوقتى سيدة اعمال كبيرة
نظرت له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح
انت عايز ايه يا يوسف
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق
انتى عارفة انا عايز ايه
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك
قاطعها فى جدية
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا
نهضت فى بطء وهى تقول
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت
قالتها رغبة فى اثارة غضبه وغيرته التى تعرفها جيدا ولكنها تفاجئت به ينهض فى هدوء
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب
نظرت الى مياه المسبح محاولة القاء اى كلمة تثير به غيظه وتهدم به ثقته التى تستفزها تلك
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة
كدابة كدب الابل يا حياتي
عضت على شفتها
عليه اللعنه هو وضعفها امامه
واصل وهو يقترب اكثر
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى
ابتسمت فى تهكم
اومال جينا تبقا ايه
رد فى حزن
انا متجوزتش حد غيرك ابدا
واضاف فى حسم
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه
أجابها فى ثبات
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى
كلمة ابنه من امرأة اخرى اثارت حنقها الذي لاحظه على الفور فواصل فى حنان
لكن فى حالة انك تقررى
اوقفته بكفها فى حزم
انا عمرى ما هقرر ولا هغير حاجة من اللى احنا فيه فعيش حياتك زى ما اخترتها ومن هنا ورايح مفيش بينا غير السوق الواسع ده
ابتسم فى رقة
عارفة انا عندى يقين ان احنا هنرجع لبعض تانى معرفش ازاى ولا بأى طريقة بس انا واثق انى زى ما انا لسة قلبى بيدقلك فانتى كمان لسة بتحبينى اللى بينا مينفعش يتمسح بسهولة مينفعش ينتهى اصلا
رفعت حاجبها فى تحد
يقينك ده خاص بيك لكن بالنسبالى مجرد وهم احسنلك تفوق منه
القت كلمتها الاخيرة وفرت من امامه فهى لم تعد تحتمل قربه اكثر فمقاومتها قد اصبحت هباءا
تخشى على نفسها من نوبات هذا المچنون الذى لايضع اعتبارا لاى شىء وهى تعرف وتوقن انها ستتجيب له فكأن كل حواسها قد تحالفت معه عليها
ومن بعيد كانت هناك عيون ناقمة تراقبهم فى خلسة اذ عقد اسامة حاجبيه في ضيق
بقا كانو متجوزين اممم والبيه بقا بحر بيحب الزيادة بيفكر اكيد يرجعها وتبقى مجموعة عزام تحت ايده ونطلع احنا من المولد بلا حمص
ابتسم الرجل المجاور له فى خبث
ازاى بس يا باشا ده انت ابن سيادتك صاحب المولد نفسه
ابتسم فى تهكم قائلا
ابنى عايشلى دور الفضيلة وعاملى فيها روميو هو ومراته
ونظر الى الرجل جواره فى شړ
خلاص هيا كدة خلصت لازم نخلص منها وبكرة هى الفرصة الوحيدة كلم الولد بتاعك يلعبلها فى فرامل عربيتها كدة تبقى قضاء وقدر والله يرحمها بقا
الفصل الثاني والثلاثون
امسك فارس بيد يوسف قبل ان يضعها على مقبض الباب محذرا
بهدوء لو سمحت انت عارف انى مليش فى اسلوب البلطجة ده فتعامل بعقل
رد يوسف فى تهكم امتزج بكثير من الڠضب
عقل !!! مراتى مرمية فى الحجز وهتتعدم ظلم وتقولى عقل
عقد فارس حاجبيه من استمرار يوسف وصف ايلينا بزوجته دون ان يشعر بهذا تماما فأضاف الثاني فى جدية
احنا مشينا بالقانون ومنفعش ايلينا هتخرج منها سواء بيك او من غيرك وبكل الطرق الممكنة مشروعة او غير مشروعة
واكتفى بنظرة حاسمة
أخيرة قبل ان يدفع الباب بقدمه ليدخل و خلفه فارس
وقف يوسف للحظات يتأمل المقيد امامه بوجه مغطى بقناع معتم يحجب عنه الرؤية
جلس على طرف مكتبه قبل ان يعطى اشارة برأسه لاحد رجاله ليرفع عنه قناعه
اخذ الرجل يلهث فى خوف وكأن الهواء سينفذ تماما من حوله و يريد ان يأخذ مخزونا منه يكفيه
لحظات وأخذ يفتح عينيه فى بطء متجنبا قوة الاضاءة لينظر حوله في هلع حين وقع بصره على اربعة من الرجال الاقوياء يصوب احدهما سلاحھ نحوه بينما الاخرون تكفى اجسادهم العملاقة ونظراتهم المخيفة لتفعل فى قلبه مالم يفعله السلاح
عقد يوسف ساعديه امام صدره وهو ينظر اليه نظرات ممېته
نظرات اراد بها افتراس احاسيسه تماما قبل أن يقول
بهدوء
مساء الخير اتمنى ان
متابعة القراءة