مذاق العشق لسلمى المصري

موقع أيام نيوز

هى 
ام تراها مجرد نسخة جديدة منها 
او ترى شوقه هو من يدفعه لان يفكر بتلك الطريقة 
لابأس ان ارضى فضوله ورآها ليعرف الى أي حد تشبهها تلك النسخة التى يبدو ان حبها قد اذهب بعقله تماما فلم تعد كلمة امرأة تعنى له سواها 
راقبها وهى تخرج فى بطء بعد ان انهت عملها معه تغيرت كثيرا لايمكنه أن ينكر هذا 
لم تعد تلك الساذجة السطحية بل حين أخبرته برغبتها في ترك العمل معه أخذ يماطل في اختيار من سيخلفها في ادارة الحسابات 
ماطل طويلا حتى همت أن تترك المكان حين شعرت بمراوغته فدفعه هذا الى تكرار اعتذاره عما بدر منه وتوسلها البقاء
فهو لايمكن ان يثق بغيرها بسهولة 
ظنها ستستغل انهاء خطبته لنور وتعود لتتقرب اليه من جديد ولكنها لم تفعل 
استقبلت الخبر ببرود مبالغ به فهل بالفعل قد تنازلت عن حقها فى التواجد فى حياته 
اليس هذا ما كان يريده 
ألم يتمنى ان تتوقف عن محاولاتها تلك التى ارهقته بها 
الم يطلب منها مرارا وتكرارا ان تنساه 
لماذا ساوره القلق حين شعر انها بالفعل فى طريقها لذلك 
الم يتخذ قراره منذ سنوات بأنه لايريدها وان كانت اخر فتاة فى العالم 
لماذا يشعر ان غضبه منها قد بدأ يتضاءل وان مشاعره نحوها قد بدأت تستيقظ من سباتها وتستعيد نشااطها كأنها كانت كمجرد قيلولة عادت بعدها الى كامل حيويتها فلم يعد قادرا على اخمادها من جديد فلقد نالت حصتها بما يكفى من الوخم ولم يعد عقله وحده كافيا بكل مبرراته فى قمع نزواتها حتى ان كانت رغما عن كرامته 
اما هى فقد استسلمت تماما ولم يعد لديها الرغبة فى المحاولة معه من جديد ستحتفظ بما تبقى من كرامتها التى استمتع هو باهدارها طيلة سنوات 
كان عليها ان تستوعب من البداية انها تطلب المحال فحسام ان كان عاشقا فى يوم فهو رجل شرقى بالمقام الاول وجرحها لكرامته بهروبها مع اخر أصابه فى مقټل ليرد لها الطعڼة فى كبريائها بخطبته لنور ورفضه التام لمشاعرها وحتى حين فسخ خطبته منها لم يعد يهمها الأمر فى شىء فهى لن تعيد محاولة تدرك جيدا ان لس لها ادنى فرصة من النجاح لن تعيش اسيرة تنتظر العفو السامى منه ستحاول تخطيه بكل المنطق الذى بداخلها مقاومة به كل نبضات قلبها المتمردة 
لن تفر 
ستتجاوزه وهو أمامها 
ستتخطى وجوده وهو أمامها 
لم يعد يهمها مطلقا أن تثبت له أي شىء 
بل ما يهمها الان أن تثبت لذاتها أنها بالغعل تغيرت 
فتحت مريم مديرة اعمال ايلينا الباب فرفعت الأخيرة نظرها اليها بتساؤل أجابته الأولى مسرعة 
يوسف البدرى برة يا فندم وعاوز يقابلك 
مجرد ذكر اسمه جعل قلبها يقفز فجأة من مكانه بل كادت هى ان تقفز من مقعدها اثر تلك الانتفاضة التى سرت
فى اوصالها لتتشبث بمقعدها الجلدى بقوة وهى تكاد تغرز اظافرها به 
ازدردت ريقها بصعوبة وبللت شفتاها بطرف لسانها وهى تحاول بقوة التغلب على توترها حتى لا تلحظه مريم 
هى المفاجأة اذن التي اعدتها له اخيرا ستلقاه وهى فى وضع القوة كما تمنت 
وضع هزت به مجموعته وكلفته الملايين 
زفرت فى بطء عدة مرات قبل ان ترفع رأسها لمريم من جديد 
قعديه برة شوية ومتخليهوش يدخل غير لما اقولك 
تراجعت مريم خطوة تسألها فى دهشة 
يا فندم ده يوسف البدرى مش حد عادى وكمان احنا معندناش اى مواعيد دلوقتى 
رفعت ايلينا نظرها اليها ببطء وبنظرة صارمة كانت كافية تماما لتهز رأسها في طاعة 
حاضر يا فندم تحت امرك 
تنهدت وهى تراقبها تغادر المكان ولا تعرف هل ستتركه ينتظر لانها تعلم جيدا كم يكره الانتظار 
ام انها تحتاج لهذا الوقت لتستعيد به هدوئها وترتب افكارها وكلماتها 
هى لا تريد موقفا اقل ايلاما من موقفها امامه يوم ان اوهمها بخطڤ اخيها 
وبالخارج اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى ساعته بينما يتابعه طارق مساعده فى حيرة 
كل شىء تفعله يذكره بايلينا ومشاكستها له فى الماضى حقا على استعداد لان يقضى عمره كله انتظارا لرؤيتها لحظات ونهضت مريم بعد ان اغلقت سماعة الهاتف بينها وبين ايلينا لتتجه الى الباب تفتحه لهما قائلة 
تقدر تتفضلو 
دلف الى المكتب ولم ينشغل ابدا بفخامته كما انشغل طارق بل كان يخترق بنظراته تلك التى تجلس على الكرسى موليه اياهما ظهرها وفى لحظة دارت بالكرسى فى بطء لتواجههما 
لحظات تعلقت فيها الاعين فى صمت المفاجأة لم تكن من نصيب يوسف بقدر ما كانت من نصيبها هى فالبرغم من انها مكثت قرابة النصف ساعة تحاول تمالك اعصابها وتنميق كلماتها لتنفذ به الى اهدافها مباشرة الا ان رؤية يوسف البدرى الرجل الوحيد الذى احبت وکرهت فى نفس الوقت امامها لا يفصله عنها شىء كانت اقوى من اى محاولة لضبط النفس ازدردت ريقها وهى تشعر بجفاف مؤلم فى حلقها من تكرارها تلك الحركة وفرط توترها حاولت ان تكون هى البادئة فى الحديث حاولت ان ترسم ابتسامة شامته على شفتيها ولكنها توقفت وهى ترى عيناه فجأة وقد تخلت عن صمتها وبدأت تبثها كل عبارات الشوق والحب عبارات خاصة بها لا يملكها الاقاموس يوسف وطالما اغرقها فيها لسنوات 
لغة اخترعها لها ومن اجلها ولا يجيد غيرها فك طلاسمها 
كادت عيناها ان تخنها وتبادله حبه ولكنها اشاحت بوجهها بسرعة قبل ان تفقد سيطرتها 
حاولت ان تتذكر كل اللحظات التى قسى عليها فيها يوسف لتستمد منها القوة فتلاشت كل المشاهد و لم تفكر الافي شىء واحد الحنان الذى لانهاية له بين ذراعيه التى تتوق لأن ترتمى بينهما الان 
عليها اللعنه بما تفكر 
لقد سلبها بنفسه هذا الحق 
اوقفت سيل افكارها عند هذا الحد واقامت بها سدا عاليا يمنعها من الاسترسال أكثر 
وكانت الكلمة الأولى منه بنبرته التي تحشرجت في حلقه 
بقا انتي 
اطرقت ارضا للحظات لتنهض بعدها فى بطء ممېت وتقترب منه قائلة فى نشوى جاهدت لترسمها على ملامحها 
ايوة انا يا يوسف انا اللى اخدت منك الصفقات اللى فاتت وانا اللى خسرتك ملايين وانا اللى هزيت اسم شركتك فى السوق 
توقعت منه اى رد سوى ان يضحك بتلك الطريقة المتسلية المستفزة 
تلك الضحكة التى سلبتها فؤادها فى بدايات حبها له تمنت حقا لو صڤعته فقد أثار غيظها الى ابعد حد حين قال بصوت متقطع من بين ضحكاته 
كنت متأكد انه مينفعش يكون فيه منك نسخة تانية 
تراجعت فى دهشة بينما وقف طارق يراقب ما يحدث وكأنه بداخل فيلم من افلام الحركة 
طرقع له يوسف باصابعه لينتبه وهو يقول بينما ناظراه مثبتان عليها 
اتفضل استنانى برة يا طارق الهانم طلعت معرفة 
قطب طارق حاجبيه فى حيرة مما يحدث حوله بينما عقدت ايلينا ساعديها في نزق 
ويطلع برة ليه احنا مفيش بينا حاجة خاصة احنا هنتكلم فى البيزنس وبس مش ده اللى انت كنت جاى فيه 
لم يكترث بها وهو يشير لطارق ليذهب وحين نفذ ما أمره به وغادر المكان استدرا لها ليظل يرمقها طويلا حتى كادت تفقد وعيها من نظراته تلك 
اقترب خطوة وهو يهمس في شوق 
وحشتيني 
كانت تعلم بذلك دون ان ينطق فعينيه وشت بكل شىء 
ولكن 
هى لاتريد حبه ولا شوقه 
هى تريد فقط ان تراه مكسورا امامها كما فعل بها وضع يده فى جيب سترته وتنهد طويلا 
واخيرا اتقابلنا 
ابتسمت لتغيظه بأي شىء 
وايه رأيك فى الطريقة اللى اتقابلنا بيها والملايين اللى دفعتها 
رفع حاجبيه وخفضهما في تلذذ 
فى ستين داهية 
تلاشت ابتسامتها وهى تسمعه يتابع 
انا كنت مستعد ادفع روحى عشان بس المحك من بعيد تانى مش بس جزء من ثروتى 
لم تتخيل ابدا بعد كل ما خططت له ان يأتى ليتغزل بها فى النهاية عادت لتجلس على كرسيها فى بطء وهى تقول 
طيب كنت جاى ليه بقا ياريت تتكلم فى الشغل 
حك رأسه بكفه يجيبها في بساطة 
كنت جاى اشوف واحدة شبهك وطلعت انتى اصلا مينفعش يكون فيه حد شبهك 
اخذت تدق على المكتب باصابعها الرفيعة 
هذا الوقح المستفز فى طريقه لجعلها ټنهار وتفقد اعصابها وتصرخ بحبه بدورها وكأن كل هذه السنوات لم تمر 
امسكت بقلم امامها تعبث به كمحاولة لاخفاء توترتها يوسف بيه يا ريت متنساش ان احنا مفيش بينا حاجة تسمحلك انك تكلمنى بالطريقة دى 
ابتسم في عبث 
بجد 
رحمها دخول مريم فى تلك اللحظة وهى تقول في عملية 
الاجتماع جاهز يا فندم 
نهضت فى تثاقل قد نجت بالفعل منه فلو بقيت أكثر معه لا تعلم ماالذي بامكانه ان يحدث 
فرصة سعيدة يا يوسف بيه نتقابل فى جولات تانية 
بخطوة واحدة كان امامها ووضح امامه ارتباكها واهتزاز حدقتيها من قربه هذا 
هى لن تتمالك كثيرا ابدا فليذهب الى الچحيم رائحة عطره القديم الذي اختارته لها بنفسها تداعب أنفها متلاعبة على ما تبقى من أعصابها من تماسك ابتسامته القديمة تتلاعب على شفتيه وهو يخبرها في همس مرهق لمشاعرها المضناه 
المهم ان احنا نتقابل حتى لو فى جهنم نفسها 
وذهب تاركا اياها تتخبط من جديد 
تتخبط فى عشقه 
فى شوقها اليه 
فى مشاعرها التى لم تتغير قيد انملة 
لازلت غارقة فى حبه حتى النخاع 
لا تنكر انها اختارت الاڼتقام كوسيلة للتقرب منه فكرامتها كأنثى ترفض التقرب منه بأى وسيلة اخرى 
وطريقة اخرى جاءت امامها بالمصادفة فقد تعودت منذ فترة على اصطحاب مازن الصغير الى النادى لاداء تدريبات السباحة الخاصة به وفى يوم ذهبت اليه لتعود به الى المنزل فوجدته يلهو مع طفل يبدو فى الرابعة من العمر او الخامسة ضيقت عينيها للحظات تتأمل الصغير واقتربت منه لتقطع شكها باليقين قائلة وهى تجثو على ركبتيها تربت على شعره الناعم 
القمر اسمه ايه 
رد الطفل بابتسامة ذكرتها على الفور بابتسامة سحرتها لسنوات واوقعتها صريعة مشاعر لم يسبق لها ان عرفتها سوى على يد يوسف البدرى وكما توقعت جاءها الرد 
ادم يوسف البدرى 
ابتسمت ايلينا فى خبث ربما كان لديها الفرصة الان فى التلاعب باعصاب ابيه قليلا كما فعل معها من قبل اخذت مازن وادم الصغير معها بسهولة فجميع من فى النادى يعرفونها جيدا ولا يمكنهم الشك بها 
اصطحبت الصغيرين الى احدى النوادى وتركتهما يكملان لهوهما البرىء بينما هى كانت تراقبهما فى سعادة 
راقبت ادم الصغير 
كم يشبه ابيه في كل شىء حتى حينما يرفع حاجبه في نزق هكذا 
دمعة لمعت فى عينها 
كم تمنت لو كان هذا الطفل منها 
لا يمكنها ان تصدق ان دماء يوسف اختلطت بدماء امرأة اخرى من الجيد أن القدر كان اكثر رحمة فالصغير لم يحمل من ملامح جينا اى شىء بل كان نسخة مصغرة من ابيه 
تشاركت الطعام معهما واطعمت ادم بيدها واالطفل يشكرها بعينيه بنظرة حزينة لا تعرف كيف استوطنت عينيه البريئتين هاتين 
لاتنكر انها احبته ولا يهم تحت اى مبرر يمكنها ان تصنف مشاعرها 
هل لانه ابن حبييها ونسخة منه وجزء من روحه 
ام لان الطفل الوديع يستحق تلك المشاعر عن حق 
نظرت فى ساعتها لتجد الوقت قد تأخر بالفعل 
ابتسمت فى خبث وهى تخرج هاتفها تدير
تم نسخ الرابط