متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

مقبلا جبهتها ولسان حاله يبتهل بالشكر والحمد لتتملل چوري وتفتح عينيها تحاول استعادة أدراكها فادارت وجهها لترى ملامحه الشاحبة فمدت يدها ولمست وجنته وهمست بضعف
_ حبيبي هو أنت وشك اصفر كده ليه
ابتسم رائف وأخبرها بعدم تحمله رؤية الډماء وفقدانه الوعي داخل غرفة العمليات بعد إصراره حضور ولادتها فابتسمت چوري رغما عنها وعقبت مازحة
_ علشان تبطل تحرض ابنك عليا.
أنهت چوري قولها وحاولت التحرك فمنعها رائف بقوله
_ حبيبتي الدكتورة قالت متتحركيش إلا لما مفعول البنج يروح وأطرافك تحسي بيها وبعدين أنت أساسا قايمة رايحة فين
أجابته چوري بوهن بعدما هاجمها الألم
_ كنت هقوم أشوف ابني يا رائف.
مسح على رأسها بحنو مردفا
_ ثواني والممرضة تجيبه ليك من الحضانة أنت تأمري يا أم عبد الرحمن.
وبعد دقائق ساعدت الممرضة چوري على الجلوس ووضعت بين كفيها صغيرها عبد الرحمن وغادرت بصمت بعدما لاحظت دموعها في حين وقف رائف يراقبها محتفظا بمسافة بينه وبينها ورآها تميل مقبلة وليدها مردفة
_ أه لو تعرف أنا كنت مشتاق لك اخدك قد إيه يا عبد الرحمن آه لو تعرف أني كنت فاقدة الأمل أني أبقى أم خصوصا من بعد ما خسړت حملي الأولاني والدكتورة قالت لي أني كنت باخد موانع حمل سببت لي أضرار كتير فالرحم وإني أحمد ربنا أن حملي مكملش لإنه كان هيتولد مشوه.
تنهدت چوري ونظرت لملامح صغيرها واستأنفت حديثها قائلة
_ بس تعرف يا عبد الرحمن حتى لو كان فضل عايش واتولد مشوه كنت هحبه وكنت هاخد بالي منه.
همس باسمها ليمنعها من مواصلة حديثها فنزعت عينيها عن وليدها ونظرت إليه برجاء ليسمح لها بالحديث فكظم غضبه ورغما عنه وافق لعلمه حاجتها لتنفيس عن ألمها كما أخبره طبيبها النفسي وجلس يخفي خوفه من اڼهيارها بينما انعزلت چوري عن الواقع مردفة
_ المچرم كان بيديني حبوب منع الحمل علشان مخلفش كان عايز يحرمني من حقي بأني أكون أم وأنا كنت مغيبة ومسلمة له وواثقة فيه وبسمع كلامه فكل حاجة وبصدق أي حاجة يقولها لحد ما فوقت على الواقع المر اللي كسرني الواقع اللي خلاني ادفن چوري وارمي نفسي جوا متاهة تانية واتوه عن نفسي أكتر علشان أرد لهم اللي عملوه فيا كنت غبية أكتر من الأول علشان بدل ما أنتقم منهم اكتشفت أني كنت بنتقم من نفسي.
هزت رأسها بالنفي وأردفت تصحح
_ لا هو فالأول كان ڠصب عني علشان أنا بعد ما هربت من البيت مبقتش عارفة هروح فين وكل اللي كان فتفكيري أني أبعد على قد ما أقدر علشان ميعرفوش مكاني فركبت القطر وجيت القاهرة وقلت أتوه منهم وسط زحمتها بس مكنتش عاملة حسابي إني هقابل إبليس تاني إبليس مثل عليا العطف والحنية وفتح لي بيته وقعدني معاه وخلاني بسذاجة أحكي له كل اللي حصل لي فعرف أزاي يدخل لي منين ولعب بعقلي وفهمني إني لما أتغير هبقى أنتقمت منهم وصدقته بجهل ومشيت وراه وروحت معاه لصالة الرقص ووقفت أتفرج على البنات وهي بترقص وأنا مبهورة ومستغربة أزاي بيقدروا يتحركوا كده ولما لقاني عايزة أعرف قال يكسب فيا ثواب ويعلمني حرفة أكسب منها لقمة عيشي ولما بدأت أتعلم الرقص بدأت كمان أفهم واحدة واحدة حقيقة العالم اللي دخلت له برجلي وفهمت أننا كلنا عايشين جوا متاهة كبيرة الشاطر اللي يحفظ طريقه جواها علشان يعرف ينجد نفسه وميتوهش جواها وزي ما كان قدري أني أدخل دنيته كان قدري أشوفه پيتخانق مع صاحب
تم نسخ الرابط