متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

أرجاء الصالة الخاوية حتى استقرت بنظراتها على وجه الباشا الذي حدق بها بغموض يذكره عقله يذكره بما ستفعله لاحقا كعادتها بهروبها السريع من المكان واختفائها عن الأنظار ولكنه الليلة استعد لكافة الاحتمالات ولن يدعها تغيب عن ناظره أو تفر من بين يده فجأة ابتسمت له واتجهت نحوه والقت بوشاحهها فاستقر أسفل قدمه ووقفت تنتظر ففهم رائف نيتها وابتسم ومال بجزعه دون أن يحيد ببصره عنها والتقط الوشاح واعتدل قابضا عليه بأنامله ووقف لتكتشف شوشو أنها باتت قزمة أمامه فازدادت بسمة رائف وزاد من استفزازه لها بتقبيله وشاحهها لم تدر شوشو لما خفق قلبها باضطراب فازدردت لعابها ورفعت أصابعها دون وعي لتنتبه إلى فعلتها فأسرعت وغادرت المكان بينما طوى رائف الوشاح بتمهل وغادر باتجاه غرفتها.
عدت شوشو سرا وما أن وصلت للرقم خمسة حتى سمعت صوت طرقاته فأذنت له بالدخول ولج رائف ورأها تجلس فوق أريكتها تبتسم ولثوان حاول عقله أن يستشف ما تفكر به ولكنه قرر أن يمنحها فرصة التلاعب به ولبى إشاراتها الصامتة له وأغلق باب الغرفة بقدمه ووقف ينتظر خطوتها التالية بينما أحست شوشو بأنها سقطت بفخه وليس العكس فتنهدت فلم يعد بإمكانها الهروب وعليها مسايرته لتعلم سبب ملاحقته لها وماذا يريد منها فأعادت رسم ابتسامتها الواهية وأردفت بدهشة متصنعة
معقول الباشا بنفسه هو اللي جايب لي الطرحة!
وكفهد تسلل نحو فريسته اتجه رائف إليها وجلس جوارها ووضع الوشاح بجانبه بعناية كأنه كنز ثمين وعاد يبادلها النظرات وبعد دقيقة ساد بينهما صمت غريب قطعته شوشو بسؤالها إياه بصوت خاڤت
تحب تشرب إيه يا رائف بيه
ارتجف لسماعه اسمه من بين شفتيها ووعد نفسه أن عليه التحلي بالصبر حتى تأتيه الفرصة ويسمعه مجددا وهي بين ذراعيه وبينما هو شارد العقل فيها لاحظت شوشو شروده عنها فنادته بهمس بأنامل مست ساعده فانتبه لها وأجابها وعينه لا تحيد عنها 
هشرب من اللي هتشربي منه ومن نفس الكاس لو معندكيش مانع.
ازدادت ضربات قلبها وأحست بخطړ تواجده معها وودت لو تفر من أمامه ولكنها أجبرت حالها على التماسك وأطلقت ضحكة ماجنة ومالت نحوه قائلة
لو عايز تشرب من نفس الكاس اللي هشرب منه فأكيد معنديش مانع بالعكس أنا يزديني شرف بس يا ترى هتوافق تشرب معايا نعناع يا رائف.
ولم تمهله شوشو الفرصة ليزدرد حتى لعابه وأضافت بهمس وهي تتعمد الاقتراب منه أكثر
أصل أنا عندي شوية مغص من قبل ما أرقص وزاد عليا دلوقتي علشان كده قلت أشرب نعناع يمكن يخف شوية لحد ما أروح أخد أي مسك...
انتفض رائف وكأنها أخبرته بأنها مريضة بمرض عضال وجال بعينه فوق قسماتها باهتمام لامسها لصدقه فتعجبت من ردة فعله ليفاجئها بجذبه إياها برفق لتقف وصوته يخبرها پخوف
مغص إيه دا اللي حسيت بيه 
ليضيف بعتاب لأهمالها صحتها
_ وبعدين أنت أزاي ترقصي أساسا وأنت حاسة بتعب وليه مبلغتيش سامي علشان يلغي رقصتك بصي أنت تروحي تغيري بدلة الرقص دي حالا على ما أكلم المستشفى يجهزوا على ما نوصل يكشفوا عليك علشان نعرف سبب المغص إيه ويكتبوا لك علاج بدل المسكن اللي بتاخديه.
رمقته بدهشة فهي لم تتخيل قط أن يهتم لصحتها لهذه الدرجة وتوقعت ما أن تخبره بتعبها أن ينفر منها ويبتعد أو يهمل قولها ويغض الطرف عن ألمها بأنانية ولكن أن تراه بلهفته تلك فهذا ما لم تتوقعه أبدا. 
وبينما تركزت عليه نظراتها لم يدر رائف لما
تم نسخ الرابط