متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

قبضته حولها وهزمها كما أراد واخضعها له بعد ما كثف هجومه عليها ولم يدع لها الفرصة لتتنفس فباتت طيعة لأوامره إن قال يمينا هرولت وإن أشار يسارا ركعت وها هي بين يده كما سعى ونال مستغلا حاجتها ليد تربت على مشاعرها وصدرا يضم حواسها تعود إبليس أن يفعل دوما وحلل لها ما يفعله بها فلم تقو على الابتعاد عنه فهو استطاع وكلماته أن يحيي كل ما جف بداخلها ويروي ظمأ قلبها للحب. 
وبخارج الغرفة... بدت وكأنها تمثالا قد من حجر يدها فوق مقبض الباب لا تتحرك وقلبها يرجف كمن سقط وسط بحر من جليد تشعر بتلك الأصوات التي تغزو أذنيها تنزع منها الحياة بقسۏة كادت تتراجع لتفر من تلك الصدمة التي اڼفجرت لتبعثرها أشلاء ولكنها لم تستطع فقدميها التصقت بالأرض أمام الغرفة كأن القدر يمنعها من الهرب.
ومن سقرتها بالداخل كادت تسترد وعيها حين حاولت بكف مرتعش توقف اندفاعه وهجومه الضاري عليها حين صعقتها صورتهما المنعكسة داخل المرآة فهمست باسمها!
بوغت عمرو منها ورفع وجهه عن جيدها وحدق بعينيها مردفا
انسيها يا اشجان ومتفكريش فيها خليك معايا وحسي بيا وبعشقي ليك حسي بالحرمان اللي جوايا وعطشي لحبك صدقيني اللي حصل بينا دا هو الصح علشان أنت ليا وبتاعتي أنا دايما كنت بحس كده كنت كل ما أشوفك بتهربي بعيونك مني أتأكد أنك حاسة بمشاعري وبيا أنا بس مش عارف أزاي كنت عاوزة تحرميني منك وتسافري عند قرايبك وإياك تقولي علشانها! علشان هي متستهلش وللأسف كنت هتضحي بيا وبعشقي ليك علشان چوري. 
ضحك بتهكم وأضاف ساخرا
_ چوري اللي عمرها ما عرفت ترضيني رغم أني حاولت معاها كتير صدقيني أنا ياما حاولت أعلمها بالكلام والحركات وكنت صبور معاها لكن هي كانت مصممة تفضل باردة وكانت تعاملني كأني بعمل حاجة تقيلة على قلبها ودايما تحسسني أني باخد حاجة مش حقي وأني بفرض نفسي عليها صدقيني أنا مش بقولك كده علشان عايز حاجة منك لا أنا بقولك اللي عايشه معاها وساكت والحقيقة إنها إنسانة باردة زي لوح التلج عاملة وزي العروسة البلاستيك لا بتتحرك ولا بتتأثر مهما عملت طب تعرفي أن الموضوع وصل بيا أني اديتها حبوب علشان تلين وتفك ومتبقاش متخشبة وبردوا منفعتش دي وصلتني أني شكيت أنها مش ست من كتر ما فشلت معاها إنما أنت حاجة تانية أنت كتلة مشاعر بتخطفيني بنظرة واحدة لدرجة أني كتير كنت ببقى مع چوري وبغمض عيني عنها واتخيلك أنت اللي معايا أنا بحبك يا أشجان ومستحيل أرجع لحياتي المېتة مع چوري خصوصا بعد اللي عشته معاك واللي ميتعوضش ولا بمليون واحدة زيها. 
تابع ترددها ونظراتها الزائغة يدرس ملامحها التي استطاع أن يستعيد سيطرته عليها فضغط أكثر ل يستميل حواسها التي حرمت من لمسات رجل وبخبرته يعرف كيف يعزف فوق جسد المرأة ويتقن فتنتها. 
تاهت أشجان بين يده واوصدت عقلها وسلمت للمشاعر التي استطاع أن يفجرها بداخلها فصدرت عنها همهمة رضى أحرقت قلب من تفارق الحياة بالخارج وبعد مرور ثوان أخرى أهلكت كليا بما سمعت أرادت چوري أن تتأكد حتى لا تدع للشك مجال وتقطع الطريق أمام زوجها الشيطان بل وكل سبيل ليبرأ نفسه أمامها وادارت المقبض وتركت الباب يفتح بتلقائية كانت تظن أن لديها من القوة ما يجعلها تتحمل رؤيتهما سويا ولكن حين وقع بصرها على انعكاسهم لم تتحمل فجاءت صړختها الملتاعة لتكون شاهدا
تم نسخ الرابط