حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الأول.

موقع أيام نيوز

اللعب معي فأنا عمياء لا اقدر ان اجري وراء الكرة واسبح وأفعل اي شيء آخر
احست ايما بعاطفة قوية تشدها الى تلك الطفلة المسكينةنوقالت لها بلهجة استغراب بدون ان تدرك انها بذلك تؤيد وجهة نظرها 
ولكن يا حبيبتي ليس هناك اي سبب يمنعك من اللعب او السباحة كالأطفال الأخرين وفثمة اشخاص كثيرون فقدوا بصرهم ولم يقعدهم ذلك عن ممارسة السباحة او التزلج على الماء او اي شيء اخر يمكن للمبصرين ان يقوموا به ففي لندن مئات لا بل الاف من العميان الذين يعيشون حياة طبيعية جدا فهم مثلك انت وطاقة النظر تحولت الى الحواس الاربع الأخرى يستخدمونها بطريقة تعوض لهم عما فقدوه
ثم اضافت شيئامن البهجة والتشجيع الى نبرة صوتها وهي تختم حديثها قائلة 
كانت خطوة شجاعة وحكيمة عندما اقنعت نفسك بتقبل الواقع ولكن الاتعتقدين معي ان الوقت قد حان لكي تحاولي العيش مع واقعك الجديد بصورة طبيعية 
هزت انابيل كتفيها وسألت ايما وهي تتطلع نحوها بعينين زرقاوين باردتين 
هل تعتقدين ان بامكاني ذلك يا آنسة هاردينغ هل تعتقدين ذلك حقا 
نعم ناني مقتنعة بأنك قادرةعلى ذلك وهذا هو سبب وجودي هنا لمساعدتك وقريبا جدا باذن الله ستصبحين قادرة على السباحة كالسمكة فحرام ان يعيش الانسان هنا ولا يكون قادرا على التمتع بهذه المياه المنعشة 
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه الطفلة ولكنها اختفت عندما قالت 
تبدو القضية رائعة ومغرية اعرف ذلك ولكن برندا لا تعرف السباحة ولذا فانها لم تتمكن من تعليمي كذلك فإن والدي يقول دائما إن المياه خطړة
اذن يجب ان نثبت له انه على خطأ 
ومرت بضعة أيام شعرت ايما خلالها بأن أقامتها وعملها لا بأس بهما على الاطلاق لا بل انها تمتعت بأيامها الأولى الى حد كبير كانت تزعجها بين الحين والآحر الروح العدائية التي تناصبها اياها لويزا مريديث ومع ان تانزي كانت على ما يبدو المشرفة على شؤون المنزل في غياب دايمون الا ان لويزا كانت تستخدم سلطتها ونفوذها كمعلمة وحاضنة الى ابعد الحدود ولاحظت ايما ان المنزل يعج بالخدم الا انهم لم يتسببوا في اي وقت من الأوقات بالازعاج او الفوضى لأن كلا منهم لديه مهام معينة ومحددة واكتشفت ايما ان مساحة الجزيرة تقل عن ثلاثة كيلومترات مربعة الا انها محاطة من جميع جوانبها بشواطئ وخلجان رائعة الجمال ومن الجانب الشرقي للمنزل كان بامكان ايما ان تشاهد بوضوح جزيرة سانت كاترين الصغيرة التي لا تضم الا منزلا رئيسيا واحدامنزل كريستوفر ثورن
وفي احدى تلك النزهات المتعددة مع انابيل رأت يختا حديث الطراز وأنيق المظهر وعرفت انه يخص دايمون

ابي يحب النزهات البحرية كثيراوهو يسمح لي بالصعود الى اليخت ومرافقته في بعض الرحلات القصيرة ولكنه يصر علي بارتداء سترة واقية من الڠرق وحزام النجاة مما يزعجني كثيرا وخاصة عندما يكون الطقس شديد الحرارة
شدت ايما على يدها بعطف وحنان قائلة 
يجب ان نبدأ دروس السباحة وعندما تتعلمينه جيدا فإنك قد لا تضطرين الى ارتداء تلك السترة طوال الوقت
اوه نعم أرجوك! 
وراحت تقفز بسرور وحماسة ثم اضافت 
سأشعر بسعادة فائقة ان تمكنت من تعلم السباحة قبل عودة والدي ارجو الا يكون غاضبا جدا بسبب وقوعي في البركة لم يكن هناك اي داع ابدا لأن ترسل لويزا تلك البرقية
أتصور بانها كانت مقتنعة بأنها خطوة صحيحة ثم من يدري الم يكن ممكنا ان تؤدي نفسك من جراء تلك الحاډثة 
لو كان كريس هنا لما كان سمح لها بارسال اي برقية من هذا النوع
ردت عليها ايما موافقة 
صحيح ولكن هذا لا يعني انه على حق انت تحبين كريس اليس كذلك 
ابتسمت انابيل وقالت بمحبة وحنان 
اوه نعم نعم اني افتقد ابي كثيرا وكريس يحاول تعويضي عن ذلك الا ان هيلين لا تحبه ان يزورنا كثيرا أعتقد انها تشعر بالغيرة مني هل تعتقدين ان هذه فكرة سخيفة 
عقدت ايما جبينها وقالت 
لا اعرف من هي هيلين 
طانها زوجة كريس الم يخبرك 
شعرت ايما بانقباض وذهول ليس بسبب مشاعرها او احاسيسها بشكل خاص بل بسبب الطريقة العادية والعرضية التي تصرف بها معها فقد سمح لنفسه مثلا ان يعانقها! هل هذا هو سبب احتقار لويزا الشديد له هل حاول معها الاسلوب ذاته وصدته وبلعت ريقها بقوة وصعوبة هل فكرت لويزا بأنها تعرف وضعه العائلي ومع ذلك تغاضت عن تصرفلته وصفحت عن محاولاته انه احتمال معقول ويفسر الى حد ما بعضا من العداء الذي تناصبها اياه! لا عجب اذن لأنها تضايقت كثيرامن بقائهما سوية في ناسو! وفجأة لمعت برأسها فكرة اكثر هولا وازعاجا! كيف ستبرر عملها لدايمون نفسه وهو الذي يظهر لها بوضوح الاحتقار والازدراء كيف تتوقع منه ان يصدق انها لم تعرف ان كريس متزوج هل يضع كريس خاتم زواج لم تعد تتذكر ولكن كان عليها ان تفكر بهذا الاحتمال ن تسأله! تسأله لا فهذا اسلوب سخيف للغاية فهل يعقل ان تسأل فتاة الرجل الذي يستقبلها على المطار اذا كان متزوجا ام لا فور لقائهما هل سيقبل دايمون هذا التحليل المنطقي وان لم يقبل فهل سيعتبر تصرفها سائبا وغير لا ئق بالتي سترعى ابنته وتهتم بها

5 الصينية الغامضة
كان الجو في هونغ كونغ حارا جدا وتبلغ فيه الرطوبة أعلي درجاتها مما يشل حركة الانسان وتفكيره وكان دايمون ثورن يسير بعصبية وقلق ظاهرين في ارجاء قاعة المسافرين الفسيحة بالمطار الدولي متجاهلا دعوات كبار الموظفين المتكررة له للذهاب الى الصالة المخصصة للمسؤولين واصحاب الشأن والنفوذ ولكن دايمون لم يكن بمزاج يقبل محاولات التهدئة والاسترضاء وتعرض نتيجة ذلك اكثر من مسؤول لتهكمه الحاد وسخريته اللاذعة حتى بول ريميني مساعده الخاص الذي يرافقه في هذه الرحلة لم يفلح باقناعه على تهدئة اعصابه انهما ينتظران في المطار منذ اكثر من ساعتين فقد حدثت مشكلة فنية لطائرتهما قبل الاقلاع بلحظات ولا توجد اي طائرة اخرى بديلة
عاد بول يحاول مرة اخرى تهدئته والترويح عن نفسه وبول شاب ايطالي وسيم الطلعة وصديق مخلص ومساعد امين يرافق دايمون في كافة اسفاره ورحلاته المتعلقة بأعمال امبراطوريته الضخمة ويعرف ان دايمون يريد مغادرة هونغ كونغ بأسرع مايمكن لاسباب شخصية وكلما طالت فترة التأخير والانتظار كلما زادت حدة غضبه وانقباضه اقترب من دايمون وقال له 
مما لا شك فيه انني اشعر بحاجة الى فنجان قهوة وقليل من الفاكهة المثلجة فما رأيك يا سيدي 
استدار نحوه دايمون بعصبيةزكان يعرف انه يشعر بالحر الشديد والرطوبة القوية وان الطقس مسؤول جزئياعن تعكير مزاجه ال ان ذلك لم يخفف من حدة رده على مساعده 
اللعڼة يا ريميني! قهوة وفاكهة! هل هذا كل ما يمكنك التفكير به الآن 
ثم سرح شعره الأسود الكث باصابع يده التي تتصبب عرقا 
اللعڼة على الشيطان! آسف يابول انا أعرف انك
تم نسخ الرابط