حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الأول.

موقع أيام نيوز

تحطمت بمثل هذه السرعة
بدأت لويزا تلين معها قليلا واتفقتا بطريقة غير مباشرة على نوع من الهدنة وتصورت ايما انه من الممكن جدا في نهاية الأمر ان تصبحا صديقتين عزيزتينزوباستثناء لويزا وتانزي بالطبع فانه لم يكن لدى ايما اشخاص تتحدث معهم فالحديث مع انابيل التي تتحدث مرارا كالراشدين لا يمكن ان يحل محل الصداقات المتعددة التي اقامتها في المستشفي
كانت ايما وانابيل تجلسان قرب بركة السباحةوتعرضان ظهريهما لشمس على وشك الغروب وكانت انابيل تبدو كلعبة سمراء جميلة تجلس على منشفة كبيرة وترتدي ثوب سباحة من قطعتين خاطته لها ايما من احدى ستائر الحمام وفجأة استلقت الطفلة على ظهرها وسألت رفيقتها الكبيرة 
هل تعتقدين بأنني سأتمكن يوما ما من استعادة نظري 
ترددت ايما وارتبكت انها لا تريد زرع افكار وآمال خاطئة في مخيلة الفتاة مع انها تشعر من الناحية الأخرى ان مشكلة انابيل هي نتيجة صدمة نفسية بقدر ما هي عجز جسدي ولاحظت ايما انها كلما حاولت ان تتحدث مع الفتاة الصغيرة عن امها كانت تجابه بسد منيع من الصمت المطبق وكأن انابيل تخفي امرا ولا تريد التفوه بسيء مخافة ان تفشي سرها ومما زاد في تصور ايما ان فقدان النظر يعود بدرجة كبيرة الى مشكلة نفسية ان رأس الفتاة ووجهها خاليان تماما من اثار اي چروح او ضربات وفجأة سمعتا صوت طائرة مروحية فوقهما فهبت انابيل واقفة ببهجة وحماس قائلة 
ايما ايما! انه ابي انه ابي! 
وتوترت اعصاب ايما ل هو حقا دايمون ثورن وهل عاد قبل موعده بسبب حاډثة ابنته وكيف سيفسر الليلة التي أمضتها وكريس في ناسو وسألت صديقتها الصغيرة 
هل يحضر والدك عادة بطائرة مروحية 
احيانا
ثم امسكت بيد ايما وسألتها بلهفة 
هل بامكاننا ان نذهب لملاقاته 
تطلعت ايما نحو الطائرة ولاحظت ان الوقت لا يسمح لهما بالذهاب الى البيت وارتداء ثيابهما ثم العودة الى مكان هبوط الطائرة لاستقباله وكذلك فإنه ليس من اللائق او المستحب ان تستقبلا دايمون ثورن وهما كحوريات البحر ردت عليها بوداعة وحنان 
اعتقد ان علينا الانتظار هنا ثم الا تريدين مفاجأة والدك بوجودك في البركة وقدرتك غلى السباحة بمفردك 
طبعا طبعا نسيت! هل تعتقدين انه سيحب ثياب البحر التي ارتديها الآن 
اوه طبعا انا متأكدة من ذلك 
ثم اخذت معطفا قصيرا خاصا بالبحر واتدته بسرعة لأنها لم تكن لديها اي رغبة في دفع دايمون الى الظن بأنها تعرض نفسها امامه بزهو وتباه خف صوت المروحة ثم عاد الصمت يخيم على تلك الجزيرة الصغيرة كانت البركة تقع خلف المنزل فيما كان مهبط الطائرة يقع في فسحة قرب الشاطئ وماهي الا لحظات حتى ظهر دايمون ورجل اخر يخرجان من بين اشجار النخيل كان دايمون يرتدي بزة زرقاء انيقة ويحمل حقيبة صغيرة اما الرجل الآخر الذي يبدو اصغر سنا ويرتدي بزة رمادية فكان يحمل حقيبة سفر خفيفة وشعرت ايما بأن دايمون يبدو اضخم مما هو عادة واحست بقلبها يقفز الى حلقها ويحبس انفاسها
قفزت انابيل وامسكت بيد ايما وهي تقول بلهفة 
هيا نستقبله يا ايما أرجوك أرجوك! 
وجهتها ايما نحو والدها فركضت نحوه بسرعة وثقة مذهلتين وفتح دايمون ذراعيه القويتين وضم ابنته ثم رفعها في الهواء مرحبا بها بمحبة وحنان 
انابيل حبيبتي! انك تبدين اليوم جميلة جدا 
هل انا حقا يا أبي هل انا حقا جميلة 
ثم تحول وجهها نحو الرجل الآخر وقالت 
بول بول هذا انت اليس كذلك هل تعتقد انني جميلة حقا 
رائعة الجمال! ترتدين قطعتين ايضا من اين اتيت بثياب البحر الجميلة هذه 
ايما خاطتها لي وهل تعرف ايضا انني تعلمت السباحة 
نظرت ايما الى وجه دايمون لتراقب رد فعله فرأته يتطلع نحوها لأول مرة منذ وصوله ويسألها بشيء من الحدة 
هل هذا صحيح هل تعرف انابيل كيف تسبح 
تقريبا لم اجد سببا يمنع تعليمها السباحة ان ذلك على الأقل يحول دون وقوع المزيد من الحوادث الخطېرة 
نظر دايمون الى بول فرآه يتأمل ايما باعجاب ظاهر وانتبه ايضا الى ان ايما ابتسمت له شاكرة اعجابه بصمت خجول واحس دايمون فجأة پغضب شديدكان عليه الا يحضرها الى هذه الجزيرة لقد تصرف بغباء! انزلت انابيل نفسها الى الارض وامسكت بيد والدها وسألته بلهفة 
هل تسبح معي الا تريد مراقبتي عندما اسبح 
حول دايمون نظراته عن ايما ورد على ابنته بحنان واضح 
طبعا يا حبيبتي ولكن والدك آت من مكان بعيد جدا وهو بحاجة الآن الى حمام بارد وساعتين على الأقل من الراحة غدا غدا ان شاء الله يمكنك تفويت دروسك وتمضية النهار بكامله معي فما رأيك 
اوه نعم وايما ايضا 
قد تكون الآنسة هاردينغ بحاجة للقيام ببعض الأمور الأخرى 
ثم رفع رأسه نحو ايما قائلا بجدية وهدوء 
ولكن اريد التحدث مع الآنسة هاردينغ هذه الليلة ان لم يكن لديها اي مانع 
لا مانع على الاطلاق 
ثم امسكت بيد انابيل واستدارت نحو البيت وهي تقول 
اعدرانا الآن فقد حان موعد الشاي لانابيل 
ونظرت الى دايمون وسألته ببرودة اعصاب مذهلة 
هل ستأتي لرؤيتها قبل ذهابها الى النوم 
طبعا وفي هذه الاثناء سوف استحم واشرب فنجانا من القهوة 
وتطلع الى بول قائلا بهدوء 
بول يسرني ان اقدم اليك الآنسة ايما هاردينغ ممرضة انابيل ومرافقتها الجديدة 
ابتسم لها بول فاضطرات لمبادلته ولكن بشيء من التحفظ وسمعته يقول لدايمون فيما كانت هي وانابيل تتوجهان الى البيت 
انها بلا شك افضل بكثير من برندا لوسن 
نعم ولكن لا تورط نفسك معها! 
قطب بول حاجبيه وسأله 
ما قصة هذه الفتاة يبدو 
رمقه دايمون بنظرة اخرسته ثم توجه الى البيت دون ان يقول شيئا
وفي المساء اختارت ايما ثيابها بدقة لأنها لا تريد مواجهة دايمون بثياب منزلية عادية وكانت ايما تتناول العشاء عادة مع لويزا وتانزي في احدى الغرف الصغيرة التي تطل على البحر اما عشاء الليلة فلن يكون مريحا على الاطلاق
نزلت الى القاعة الكبيرة التي قلما تستخدم في غياب دايمون وهي مرتاح الى انها ساعدت انابيل على الاستحمام وقدمت لها عشاءها ثم وضعتها في السرير بانتظار الزيارة المرتقبة من والدها ولما دخلت القاعة وجدت بول ريميني جالسا في احد المقاعد الجانبية يقرأ أحد كتب انابيل ولما شاهدها هب واقفا وقال 
مرحبا مرة اخرى السيد ثورن لم ينزل بعدهل تريدين شرابا باردا سيكارة 
ابتسمت ايما وقبلت منه سيكارة اشعلها لها بتهذيب واحترام ثم صب لنفسه قليلا من عصير التفاح المنعش سارت ايما نحو النافذة العريضة واخذت تتأمل الحديقة باعجاب صامت لحقا بها بول وسألها بهدوء ومجاملة 
هل استقرت بك الأمور هنا اتصور ان الطقس يلائمك جدا اليس كذلك 
اوه نعم انه بلا شك مكان
تم نسخ الرابط